استطلاع : نصف البريطانيين يرفضون القتال من أجل بلادهم
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
الثورة /متابعات
كشف استطلاع رأي مثير للجدل أن نصف البريطانيين يرفضون القتال من أجل بلادهم “تحت أي ظرف من الظروف”، في إشارة إلى تراجع الشعور بالوطنية .
حيث صرح 35% فقط من المشاركين في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “إبسوس” أنهم سيكونون مستعدين لحمل السلاح في وقت الحرب، في حين أكد 48% أنهم لن يقاتلوا من أجل بريطانيا تحت أي ظرف، فيما أعرب 17% عن عدم تأكدهم من كيفية رد فعلهم في مثل هذا الموقف.
وقد أُجري الاستطلاع على أكثر من 1000 شخص بالغ، تزامناً مع احتفال القوات المسلحة البريطانية بمناسبة مرور 80 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي هذا السياق، أكدت صحيفة “ذا ميل أون صنداي” أن هذه الأرقام “تُظهر تناقضاً صارخاً مع روح الواجب الوطني التي ميزت تلك الحقبة”.
وقال ريتشارد جيل، الضابط السابق في الجيش البريطاني، والذي خدم في العراق وأفغانستان، إن النتائج تعكس مشكلة مجتمعية أعمق.
وأضاف: “لقد توقفنا عن تعليم الفخر ببلادنا، وتاريخها، وقيمها… أمة غير واثقة بنفسها لا يمكن أن تتوقع من شعبها أن يدافع عنها. يجب أن يتغير ذلك”.
وكشف الاستطلاع عن فروقات سياسية، إذ كان أنصار حزب “ريفرم يو كيه” (Reform UK) هم الأكثر احتمالاً للقول إنهم سيقاتلون من أجل بلادهم، في حين كان ناخبو الحزب الليبرالي الديمقراطي الأقل احتمالاً للقيام بذلك.
وكانت دراسة أجريت في فبراير المنصرم، قد أظهرت أنّ نحو نصف الجيل الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 27 عاما يعتقدون أنّ بريطانيا بلد عنصري، وأنّ عُشرهم فقط على استعداد للمخاطرة بحياتهم للدفاع عنها في الحرب في إشارة إلى تآكّل الإيمان ببريطانيا بشكل عميق.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
"نعيش نكبة أكبر من أي نكبة".. غالية أبو مطير تروي مأساة لاجئة فلسطينية على مدى 77 عاما
في الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، يواجه سكان قطاع غزة أصعب محطات حياتهم منذ عام 1948. غالية أبو مطير، إحدى سكان القطاع الذي يعاني حربا طاحنة منذ 19 شهرا، تهجرت طفلة من قريتها قرب تل أبيب، واليوم تخشى أن تتعرض لتهجير جديد يعيدها إلى تجربة العيش في خيام اللجوء التي عايشتها من قبل. اعلان
حين كانت في الرابعة من عمرها، اضطرت غالية أبو مطير للعيش في خيمة بخان يونس بعد أن هربت عائلتها من منزلها قرب تل أبيب، هربا من تقدم القوات الإسرائيلية في ما يعرف اليوم بدولة إسرائيل.
واليوم، وبعد 77 عاما، تجد نفسها تعيش مجددا في خيمة، يتعرض مكان وجودها للقصف الإسرائيلي وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وفي الذكرى السابعة والسبعين للنكبة التي شهدها الفلسطينيون عام 1948، والتي شهدت تهجير نحو 700 ألف فلسطيني أو فرارهم من منازلهم أثناء الحرب التي انتهت بإعلان قيام إسرائيل، تروي قصة حياة غالية مأساة الشتات الفلسطيني المستمرة حتى اليوم.
فخلال 19 شهرا من الحرب، دمر الجيش الإسرائيلي معظم قطاع غزة، وقتل أكثر من 51,000 شخص بحسب وزارة الصحة في غزة، بالإضافة إلى نزوح نحو 2.3 مليون نسمة، وتفاقم أزمة المجاعة ونقص الإمدادات الطبية.
تقول غالية، التي تبلغ من العمر 81 عاما، أمام خيمتها التي تشاركها مع أبنائها وبناتها و45 حفيدا: "نحن نواجه اليوم نكبة أكبر من تلك التي شهدناها سابقا. حياتنا أصبحت مليئة بالخوف المستمر، ليلا ونهارا، مع الصواريخ والطائرات الحربية التي تحلق فوقنا. نحن لا نعيش، وحتى الموت سيكون أرحم من هذا الوضع".
Relatedشاهد لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى في جباليا شمال غزةخطة المساعدات الأمريكية لغزة: ماذا نعرف عنها؟ ومن يتولى تنفيذها؟تصاعد الجدل داخل إسرائيل حول غزة: بين إعادة الاحتلال وإنهاء العمليات العسكريةارتفاع حصيلة قتلى الحرب على غزة إلى 52 ألفا و928 فلسطينياويخشى الفلسطينيون أن يكون الهدف النهائي لإسرائيل هو تهجير سكان القطاع المنكوب بالكامل.
وفي المقابل، تؤكد الدولة العبرية أن حملتها العسكرية تهدف إلى تدمير حركة حماس، ردا على هجوم الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص في جنوب إسرائيل، واختطاف حوالي 250 آخرين.
وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه بعد هزيمة حماس، ستواصل إسرائيل السيطرة على غزة وستشجع الفلسطينيين على "المغادرة طوعًا".
وقد وُلد قطاع غزة من رحم النكبة، حيث تم دفع نحو 200,000 من لاجئي عام 1948 إلى هذه المنطقة الساحلية الصغيرة.
وتم ترسيم حدود غزة بموجب اتفاق هدنة بين إسرائيل ومصر، التي كانت قد شاركت في الحرب إلى جانب دول عربية أخرى بعد إعلان قيام إسرائيل.
ويقدر أن أكثر من 70% من سكان غزة اليوم هم من نسل الفلسطينيين الذين هجر آباؤهم وأجدادهم من مدنهم وقراهم الأصلية خلال نكبة عام 1948، وليسوا من السكان الأصليين للقطاع.
ولا تتذكر أبو مطير الكثير عن قريتها الأصلية وادي حنين، وهي قرية صغيرة تكثر فيها بساتين الحمضيات، وتقع جنوب شرق تل أبيب اليوم.
"لا حرب مثل الحرب التي نعيشها الآن"وكانت غالية أبو مطير في الرابعة من عمرها فقط عندما اضطرت عائلتها للفرار بها وبإخوتها الثلاثة، مع تقدم القوات الإسرائيلية التي كانت تخوض معارك لتهجير السكان الفلسطينيين من قراهم.
وتتذكر أبو مطير السير على طول الساحل المتوسطيّ وسط أصوات الرصاص، وتقول إن والدها وضع الأطفال خلفه، محاولًا حمايتهم. ساروا لمسافة 75 كيلومترًا (45 ميلًا) إلى خان يونس، حيث استقروا في مدينة من الخيام أُقيمت لإيواء آلاف اللاجئين هناك.
وقدمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) الغذاء والإمدادات، فيما خضعت غزة للحكم المصري.
وعندما اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة في طريقها لغزو سيناء المصرية عام 1956، فرّت عائلة أبو مطير مجددًا إلى الشيخ زويد وسط غزة، قبل أن تعود إلى رفح.
وفي السنوات التي أعقبت حرب عام 1967، عندما احتلت إسرائيل غزة والضفة الغربية، غادرت والدتها وإخوتها إلى الأردن.
أما أبو مطير، التي كانت قد تزوجت وأنجبت أطفالًا حينها، فبقيت في غزة. وتقول: "لقد عشت جميع الحروب الأخيرة، لكن لا حرب مثل الحرب التي نعيشها الآن".
قبل عام، فرت عائلتها من رفح عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية المدينة، وهم يعيشون الآن في مدينة خيام مترامية الأطراف في المواصي، على الساحل خارج خان يونس. وقد قتل أحد أبنائها في غارة جوية إسرائيلية، تاركًا ثلاث بنات، وطفلًا، وزوجة حامل أنجبت لاحقًا. كما قُتل ثلاثة من أحفاد أبو مطير في الحرب.
وخلال الحرب، قادت الأونروا جهود إغاثة إنسانية ضخمة بالتعاون مع منظمات دولية لإبقاء الفلسطينيين على قيد الحياة.
لكن منذ عشرة أسابيع، منعت إسرائيل دخول جميع المواد الغذائية والوقود والأدوية والإمدادات الأخرى إلى غزة، قائلة إنها تهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن.
وقد تصاعدت معدلات الجوع وسوء التغذية في القطاع، بحسب منظمات الإغاثة، مع نفاد مخزون الطعام.
وتقول أبو مطير: "هنا في المواصي، لا يوجد طعام أو ماء. الطائرات تقصفنا. أطفالنا يُرمون (قتلى) أمام أعيننا".
وتتذكر المرات القليلة التي تمكّنت فيها من مغادرة غزة خلال عقود الاحتلال الإسرائيلي.
في إحدى المرات، شاركت في زيارة جماعية إلى القدس، وعندما مرّت بهم الحافلة داخل إسرائيل، بدأ السائق ينادي بأسماء البلدات الفلسطينية التي اختفت: إسدود، بالقرب من مدينة أشدود الحالية؛ المجدل، التي أصبحت أشكلون.
مرّوا بالقرب من المكان الذي كانت فيه وادي حنين، وتقول إنها تعرف فلسطينيين عملوا في بلدة نس تسيونا الإسرائيلية، المقامة على أنقاض قريتها الأصليّة. وقد بلغها سابقا ألا شيء تبقّى من البلدة سوى بيت أو بيتين، ومسجد تم تحويله إلى كنيس يهودي.
"كنت أحلم بالعودة إلى وادي حنين، أما الآن فكل ما أريده هو العودة إلى رفح".
لكن معظم رفح قد سُويت بالأرض، بما في ذلك منزل عائلتها، كما تقول، "إلى أين نعود؟ إلى الحجارة؟ أم إلى الركام؟".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة