المؤكد لدى الكثيرين اليوم، وبعد انقضاء الـ100 يوم الأولى في حكم ترامب، أنه لن يكون رئيسًا عاديًا، وأن فترة ولايته التي تمتد لأربع سنوات ستكون وبالًا على الولايات المتحدة الأمريكية قبل غيرها، وأن نظريته في الهيمنة أو استعادتها مرة ثانية بالعنف وبالسلوكيات الغريبة لن تنجح، فهو يتعامل مع القرن الـ21 بعقلية القرصان الأمريكي في القرن التاسع عشر.


وبعيدًا عن السخرية من قرار ترامب بإعادة افتتاح وتطوير سجن ألكاتراز الشهير المعروف بـ"الصخرة" قرب سواحل سان فرانسيسكو، والذي أُغلق في عام 1963 أي قبل 6 عقود، بدعوى أنه سيكون مقرًا جديدًا للمجرمين الخطرين في أمريكا، فالواضح أن ترامب يستعيد مفاهيم القرن الـ19، ويعود بسلوك الولايات المتحدة لأكثر من 150 عامًا مضت، وقت تشغيل سجن ألكاتراز الشهير واستمرار عمله كسجن شديد الحراسة لنحو 100 عام.
وإذا كان سجن ألكاتراز، قد عُلق في الأذهان بأنه لم يفلح أحد في الهروب أو النجاة منه في الجزيرة المعزولة التي قدَّم عنها النجم العالمي شون كونري فيلمه الشهير "الصخرة"، وأن 36 محاولة للهروب منه قد باءت كلها بالفشل لأنه شديد الحراسة، فهو على صخرة عالية تفصلها أمواج عاتية وأسماك القرش عن الوصول إلى الشاطىء، فإن استعادة أيام وأجواء سجن ألكاتراز لن ينجو منها ترامب ايضا.
والواضح أن ترامب سجن نفسه وسط أوهام وأفكار شديدة التعقيد، لن ينجح فيها ولن تنجح معه، لأنه باختصار، لو استطاع النجاح، فإنه سيتحول لـ "ترامب الإمبراطوري"، وسيكون قد أخضع العالم بأكمله لأوهامه وقراراته الغبية؛ من الاقتصاد إلى السياسة، ومن أفكاره في التعامل الجنائي، إلى موقفه من المهاجرين، ثم موقفه الأخير من السينما الأمريكية، إلى مواقفه الغير مفهومة من أوكرانيا وغزة وغيرها من القضايا التي تفجرت خلال 100 يوم أو يزيد قليلًا من توليه الحكم.
ترامب الذي حاول تقوية عظام الاقتصاد الأمريكي المتدهور وفق خيالاته، فإذا به يدخل في مرحلة ركود حقيقي خلال الربع الأول من عام 2025 ، والمؤكد أنه سيواصل الركود.
ترامب الذي فرض رسومًا جمركية على كل دول العالم، ويحاول أن يبتز بها الجميع، بدءًا من الصين وصولًا إلى أوروبا وغيرها من الدول. كما يتوهم أن بإمكانه، وكما كتب على حسابه الشخصي، أن تمر السفن الأمريكية مجانًا في قناة السويس وهو ليس فقط واهمًا في هذه النقطة، ولكنها تؤكد أن ترامب الإمبراطوري الاستعماري يريد استعادة زمن الامتيازات الأجنبية، ويتصور أنه طالما يضرب الحوثيين، وأن ضرباته هذه قد تنجح في إعادة الملاحة عبر قناة السويس، فإن ذلك يستدعي من مصر أن تمرر السفن الأمريكية مجانًا في قناة السويس!!!
المثير أن ترامب، لا يتلاعب فقط بدول العالم ولكنه يتلاعب بالأمريكيين أنفسهم، والمؤكد أن فترته في الحكم ستكون الأخطر على أمريكا ولن تمر بسلام، فالرجل يعيش أوهام القرن التاسع عشر ولا يقتنع سوى بفكر العصف والهيمنة.
ترامب، ومن منطلق كرهه الشديد لبايدن  يتعامى تمامًا عن القوة الأمريكية العظمى الحقيقية، ويتعامى عن الاقتصاد الأمريكي الذي تركه بايدن "منعدم التضخم" وفي حالة جيدة للغاية، والأدهى من ذلك، يبيع القرار الأمريكي لإسرائيل وحكومتها المتطرفة، كما يرضخ أمام تركيا وروسيا، ويرى أن أطماعهما أو تحركاتهما، سواء تركيا في سوريا أو روسيا في أوكرانيا، "مشروعة"، في عالم "اللا قانون" الذي يعيشه ترامب.
قرار ترامب بإعادة فتح سجن ألكاتراز، يكشف هوية حاكم واشنطن الإمبراطوري، الذي لم يتجاوز عقله سلوكيات القرن التاسع عشر، وسيجر الجميع معه لهاوية سحيقة.

طباعة شارك ترامب الولايات المتحدة الأمريكية سجن ألكاتراز

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب الولايات المتحدة الأمريكية سجن ألكاتراز القرن التاسع عشر سجن ألکاتراز أن ترامب

إقرأ أيضاً:

مسلسل The Gilded Age يواصل الهيمنة على نسب المشاهدة

حقق مسلسل The Gilded Age نجاحًا لافتًا باحتلاله صدارة قائمة أفضل 10 برامج على شبكة HBO في الولايات المتحدة، وفق بيانات FlixPatrol الصادرة في 5 أغسطس 2025، متقدمًا على أعمال شهيرة أبرزها تكملة سلسلة Sex and the City بعنوان And Just Like That… التي جاءت في المركز الثاني. 

ولم يقتصر التفوق على السوق الأمريكي، إذ تصدر المسلسل قوائم المشاهدة الرقمية في 37 دولة، مستفيدًا من تصاعد وتيرة الأحداث في الحلقة السابعة من الموسم الثالث.

حدث مفصلي يترك الجمهور في حالة ترقب


وقدمت الحلقة السابعة، التي حملت عنوان "Ex-Communicated"، لحظة صادمة تمثلت في محاولة اغتيال جورج راسل، الذي يؤدي دوره مورجان سبيكتور، على يد مسلح مجهول داخل مكتبه. النهاية الغامضة التي لم تكشف عن مصير الشخصية أشعلت نقاشات واسعة بين المعجبين.

وبينما زادت تصريحات سبيكتور لمجلة "فارايتي" من حدة التكهنات، إذ أشار إلى أن إصابات الطلقات النارية في القرن التاسع عشر كانت غالبًا ما تنتهي بالوفاة، مضيفًا أنه لم يوقع بعد على عقود تخص المواسم المقبلة.

تأكيد العودة بموسم رابع


على الرغم من الغموض الذي يكتنف مصير البطل، أعلنت شبكة HBO رسميًا تجديد المسلسل لموسم رابع، مؤكدة التزامها بمواصلة استعراض الصراعات الاجتماعية والشخصية التي تميز بها العمل. 

ووعدت الشبكة جمهورها بموسم جديد يزخر بالتحولات الدرامية ويغوص أعمق في تفاصيل الحقبة التاريخية التي تدور فيها الأحداث.

لوحة تاريخية مبهرة


منذ انطلاقه في عام 2022، أعاد The Gilded Age تقديم صورة نابضة بالحياة لمدينة نيويورك أواخر القرن التاسع عشر، كاشفًا التوترات بين طبقة النخبة الثرية والمستجدين من رجال الصناعة. 

وتتمحور القصة حول ماريان بروك، التي تجسدها لويزا جاكوبسون، في مواجهة تحديات اجتماعية وسط موجة من التغيرات الاقتصادية والسياسية.

إشادات وترشيحات مرموقة


نال المسلسل ست ترشيحات لجوائز إيمي لعام 2024، من بينها أفضل مسلسل درامي، وحظي بإشادة واسعة بفضل تصميم أزيائه المستوحى من العصر، وأداء فريقه المتميز الذي يضم كاري كون، وسينثيا نيكسون، وكريستين بارانسكي، إلى جانب مورغان سبيكتور ولويزا جاكوبسون.

ويمكن متابعة الموسم الثالث حاليًا على منصة HBO Max، بينما يظل الجمهور في انتظار اللحظة التي سيُكشف فيها عن مصير جورج راسل في الموسم القادم.

مقالات مشابهة

  • ما ملامح الاتفاق الذي يبشر ترامب بقرب التوصل إليه مع بوتين؟
  • بوتين: التجارة الروسية الأمريكية تحسّنت 20% في عهد ترامب
  • علاء عوض يكتب : بوتين يربح وترامب يعود بلا أوراق
  • ترامب يعود إلى واشنطن بعد قمة ألاسكا مع بوتين
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: البرهان في النقعة
  • ترامب يعود إلى واشنطن بعد قمة ألاسكا
  • شعبان يوسف: صنع الله إبراهيم ظل وفيًا لمبادئه ومشروعه الفكري
  • 100ألف جنيه.. كواليس رفض صنع الله إبراهيم لجائزة الرواية العربية عام 2003
  • مسلسل The Gilded Age يواصل الهيمنة على نسب المشاهدة
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الموارد المائية.. وزارة فقدت مكانتها..!