بعد أحداث سبتمبر ٢٠١١م رفع الرئيس الأمريكي بوش الابن شعار «من لم يكن معنا فهو ضدنا»، وهذا يؤكد أن تلك الأحداث إنما هي الذروة لمشروع أمريكي كذروة لاستثمار الإرهاب أمريكياً وعلى مستوى العالم، وبالتالي فكل الحروب منذ تفتت السوفييت حتى أحداث ٢٠٠١م وما بعدها لم تكن غير مسرحيات وحروب أمريكية ممسرحة، وحتى من كان يعرف خفايا وخلفية ذلك لم يكن في هذا العالم من يجرؤ على رفض الشعار الأمريكي «من لم يكن معنا فهو ضدنا» تحت ترهيب وإرهاب الهيمنة الأمريكية على العالم.
ولهذا فمثلي لم يكن يحتاج ليعي ويفهم أن يقول النظام السعودي ومن ثم الباكستاني أنهما صنعا الإرهاب بناءً على طلب أمريكي لأن ذلك ما أفهمه وأعيه، ولكن إمبراطورية الإعلام الأمريكي باتت التي لا أحد في الكون يستطيع مجرد تأثير عليها..
ولهذا فإنه حتى ما يطرح الآن في مواجهة أمريكا وإمبراطوريتها الإعلامية فهو لا يصل إلى سقف المواجهة أو المنازلة فهذه الإمبراطورية لا زالت الأقوى ولكن واقع أمريكا وتموضعها العالمي هو الذي ضعف ويسير إلى المزيد من التراجع وفق الإعلام الأمريكي وقد بات أضخم وأوسع إمبراطورية إعلامية في التاريخ..
لو أن أمريكا لا زالت العظمى ما كان ترامب يحتاج أن يطرح عن ذاته أنه بمثابة مكلّف بإعادة العظمة لأمريكا..
لو أن أمريكا لازالت أمريكا بعد تفتت السوفييت ومعها هذه الإمبراطورية الإعلامية فإنه ما كان لروسيا والصين أي تأثير بل ما كان أحد في هذا العالم يجرؤ حتى على التباين مع أمريكا، وبالتالي فالمتغير العالمي والواقع والأحداث في هذا العالم هي من يقدم الاصطفاف المواجه لأمريكا وبدون إعلام إمبراطوري وبدون إمبراطورية إعلامية..
الواقع والوقائع والأحداث باتت هي التي تقدم تراجع وضعف بل وهشاشة أمريكا فوق تأثير إعلامها وإمبراطوريتها الإعلامية وحضورها الواسع في منطقتنا بحكم متراكم عمالة أغلبية الأنظمة لأمريكا..
يكفي العالم أن يتابع ما يمارس يمنياً في مواجهة أمريكا في البحرين الأحمر والعربي ليستنتج ويقرأ مدى ضعف أمريكا وكسر هيبتها بل وكرامتها فوق هذا الضخ الإعلامي العربي العبري قبل الأمريكي والغربي..
أمريكا كاستعمار غربي رأسمالي إمبريالي بكل قدراته الإعلامية يستطيع إقناع العالم بأي شيء لكنه بات يستحيل عليه إقناع العالم بأن أمريكا تتراجع ولم تضعف وقد وصلت واقعياً إلى مستوى من التهاوي وبما لايصدق..
إن هذا هو موقفي من قبل ومن بعد تفتت السوفييت، وبالتالي إن كانت أمريكا لا تزال الأقوى فإنني أعرف ببساطة أنه لا قيمة ولا تأثير لما أطرحه مثلما ظل بعد تفتت السوفييت ولكنني والأغلبية من شعوب العالم باتوا يحسون ضعف أمريكا بل ويحسبون بكل القياسات والمقاسات لهذا الضعف فوق ما كان يتصور..
العالم غير المتأمرك وغير المتصهين بات يعيش واقع أرضية قوية وصلبة و متينة تعارض وترفض الاستعمار الغربي الأمريكي الذي هيمن على العالم لأكثر من ٥٠٠ سنة..
وإذا أمريكا كما بريطانيا العظمى هي الوحيدة التي لا تحس ضعفها ولا تقيسه وتظل في رهان خاسر على غير ذلك فذلك قد يكون أفضل للعالم و يهيئ أفضلية في مواجهتها والتعامل معها..
باستعادة شعار بوش الابن «من لم يكن معنا فهو ضدنا»، فالمشكلة باتت في عجز أمريكا عن فرض وتطبيق هذا الشعار عالمياً وإلا فلماذا انقلبت على ذاتها ومعاييرها وأدواتها وتنسحب من منظمات أرستها وأخرى أسستها، وهل انقلاب أمريكا على منظمة التجارة العالمية أو حتى انسحابها من الأمم المتحدة سيحل مشاكل أمريكا أو يعيد لها عظمة افتقدتها؟..
الحروب على اليمن هي حروب أمريكية إسرائيلية حتى لو قدمت واجهة لها كتحالف عربي أو جامعة عربية، واستئناف هذا العدوان على اليمن أكد حقيقة أنها حروب أمريكية إسرائيلية بأي واجهات و بأي وجوه ويلغي انفضاح ذلك غير الفضيحة الأمريكية القائمة، وهكذا كأنما ما بات يقاس هو عظام أمريكا فيما لا زال المعتوه ترامب يتحدث عن العظمة، فهل يعرف ترامب الفرق بين العظام والعظمة؟!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قمة بغداد 2025: تألق دبلوماسي عراقي وسط تحديات الحملات الإعلامية
12 مايو، 2025
بغداد/المسلة:
ليث شبر
القمة العربية المقرر عقدها في بغداد يوم 17 مايو 2025 تمثل حدثًا تاريخيًا ومحطة دبلوماسية بارزة تعكس عودة العراق القوية إلى الساحة الإقليمية بدور محوري وريادي. هذه القمة، التي ستكون الرابعة والثلاثين في تاريخ جامعة الدول العربية، تأتي نتيجة جهود حثيثة بذلتها الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبإشراف مباشر من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين، لضمان تنظيم حدث يليق بمكانة العراق وتاريخه العريق.
إن اختيار بغداد لاستضافة هذا الحدث ليس مجرد قرار إداري، بل تأكيد على استقرار العراق السياسي والأمني، وثقة الأشقاء العرب بدوره المحوري في تعزيز التضامن والتعاون العربي.
ورغم الأهمية الكبيرة لهذه القمة، فقد أثارت دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لحضورها جدلًا واسعًا، مصحوبًا بحملة إعلامية مكثفة استهدفت تسفيه انعقاد القمة وتشويه صورة رئيس الوزراء العراقي. هذه الحملة، التي قادتها أطراف معروفة بموالاتها لأجندات خارجية، حاولت استغلال الدعوة الموجهة للشرع لإثارة الفتنة الطائفية وإضعاف اللحمة الوطنية العراقية، بل وذهبت بعض الأصوات إلى حد إطلاق تهديدات مباشرة ضد الرئيس السوري. كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي حملات منظمة لإضعاف الموقف الحكومي .
هذه التحركات لا تعكس إلا محاولات يائسة لإفشال الحدث وتقويض الجهود الدبلوماسية العراقية التي تهدف إلى جمع الأشقاء العرب حول طاولة الحوار.
إن موقفنا كعراقيين يجب أن يكون واضحًا وثابتًا في دعم هذه القمة والإشادة بالجهود المبذولة من جميع المؤسسات الحكومية، بما في ذلك وزارة الخارجية، مجلس الوزراء، أمانة بغداد، والأجهزة الأمنية، التي عملت بتناغم لضمان نجاح الحدث.
لقد أكدت التحضيرات اللوجستية والفنية والإعلامية، التي تمت مراجعتها في الاجتماعات التحضيرية المتعددة، على مستوى الاحترافية والجدية في تنظيم القمة. ومن واجبنا كشعب عراقي، المشهور بالكرم الحاتمي والضيافة الأصيلة، أن نقف موقفًا وطنيًا موحدًا، نرحب فيه بضيوفنا من القادة العرب بكل فخر واعتزاز، ونعبر عن دعمنا الكامل للحكومة في مساعيها لإنجاح هذا الحدث.
إن القمة العربية في بغداد ليست مجرد مناسبة دبلوماسية، بل فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي، ومناقشة قضايا محورية مثل القضية الفلسطينية، وأزمات المنطقة في سوريا، ليبيا، واليمن. أما حضور الرئيس السوري أحمد الشرع، بغض النظر عن الجدل المثار، فإنه يمنح سوريا فرصة لعرض رؤيتها الجديدة، ويعكس التزام العراق بسياسة الانفتاح والحوار مع جميع الأطراف.
أحبتي علينا أن نرتقي فوق الخلافات الضيقة وأن نكون على قدر المسؤولية الوطنية، مؤكدين أن بغداد، عاصمة التاريخ والحضارة، ستظل ملتقى الأشقاء ومنارة للوحدة العربية.
فلنكن يدًا واحدة، ندعم بلدنا الحبيب، ونظهر للعالم أن العراق قادر على استضافة قمة ناجحة تعزز مكانته الإقليمية، وتؤكد دوره كجسر للتواصل والتعاون بين الأمم العربية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts