إسرائيل تدعم الهند وتحذير عالمي من تداعيات الاشتباكات مع باكستان
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
سارعت إسرائيل إلى تأكيد "دعمها الهند" عقب إعلانها توجيه ضربات صاروخية على 9 مواقع في باكستان، وبينما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصاعد التوتر الهندي الباكستاني بالأمر المؤسف، صدرت تحذيرات أممية وإقليمية من أن العالم لا يمكن تحمل مواجهة عسكرية بين الجارتين النوويتين.
وفي نيودلهي، قال السفير الإسرائيلي رؤوفين عازار -اليوم الأربعاء- إن إسرائيل "تدعم حق الهند في الدفاع عن نفسها" مؤكدا "دعم إسرائيل للضربات الهندية".
وعلى منصة "إكس" كتب السفير الإسرائيلي يقول "إسرائيل تدعم حق الهند في الدفاع عن النفس، ويجب أن يعلم الإرهابيون أنه لا مكان للاختباء من جرائمهم الشنيعة ضد الأبرياء".
تحذير أمميمن جهته اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "العالم لا يمكنه تحمل مواجهة عسكرية" بين الهند وباكستان.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام في بيان له "إن غوتيريش يبدي قلقه البالغ إزاء التصعيد الراهن ويدعو كلا البلدين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس العسكري".
وكان غوتيريش قد قال أول أمس "إن التوترات بين الهند وباكستان وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات" مشددا على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس "وتجنب المواجهة العسكرية التي قد تخرج بسهولة عن نطاق السيطرة".
إعلانوشدد على أن اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية ليس حلا. وعرض على الحكومتين الهندية والباكستانية بذل المساعي لتخفيف التصعيد وتجديد الالتزام بالسلام.
الصين تأسفأما الصين (الحليف القريب لباكستان) فدعت كلا من نيودلهي وإسلام آباد إلى "وضع السلام والاستقرار في المقام الأول والامتناع عن التصعيد" معلنة في الوقت نفسه "الأسف للعمل العسكري الذي قامت به الهند" كما أعربت عن شعورها بـ"القلق إزاء التطور الحالي".
وقال المتحدث الصيني باسم الخارجية في بيان له اليوم "تعرب الصين عن أسفها إزاء الأعمال العسكرية الهندية هذا الصباح، وتشعر بالقلق إزاء التطورات الحالية، مضيفا أن "الصين تعارض جميع أشكال الإرهاب".
وأضاف "ندعو كلا من الهند وباكستان إلى إعطاء الأولوية للسلام والاستقرار، والالتزام بالهدوء وضبط النفس، وتجنب اتخاذ إجراءات تزيد من تعقيد الوضع".
يُذكر أن الصين أكبر مستثمر في باكستان بلا منازع، من خلال مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (طريق الحرير) الذي تبلغ قيمته 65 مليار دولار ويمتد عبر البلاد.
كما أن لدى الصين أيضا مطالبات حدودية متعددة متنازعا عليها مع الهند، إحداها في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة كشمير.
في غضون ذلك، وصف الرئيس الأميركي تصاعد التوتر الهندي الباكستاني بالأمر المؤسف.
ومن جهته صرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو -اليوم- بأنه يراقب عن كثب الوضع بين الهند وباكستان، وأنه سيواصل العمل مع القيادتين للتوصل إلى حل سلمي.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قوله إن روبيو أجرى محادثات مع نظيريه الهندي والباكستاني.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز إن وزير الخارجية الذي يشغل حاليا منصب القائم بأعمال مستشار المجلس "يحض الهند وباكستان على إعادة فتح قناة للنقاش بين قادتهما لنزع فتيل الأزمة وتجنّب مزيد من التصعيد".
إعلانأما الرئيس ترامب -الذي أقر في وقت سابق أمس بوقوع الضربات الهندية- فقد أعرب عن أمله في أن "تهدأ التوترات بسرعة".
وقال ترامب "سمعنا للتو عن ذلك أثناء دخولنا البيت الأبيض. أعتقد أن الناس كانوا يعلمون أن شيئا ما سيحدث بناءً على بعض أحداث الماضي. لقد كانوا يقاتلون منذ عقود طويلة، بل منذ قرون إذا فكرت في الأمر. آمل أن ينتهي هذا بسرعة كبيرة".
بريطانيا تحذر رعاياهاعلى صعيد متصل، أصدرت بريطانيا تحذيرا لرعاياها من السفر إلى كل من الهند وباكستان، وقالت إنها تنصح بعدم السفر ضمن مسافة 8 كيلومترات من الحدود بين البلدين، والسفر ضمن مسافة 10 أميال من خط المراقبة، وهو الحدود الفعلية التي تقسم كشمير إلى شطرين، وإلى إقليم بلوشستان المضطرب جنوب غرب باكستان.
وأضافت لندن "نحن مستمرون في مراقبة الوضع عن كثب ويجب على الرعايا البريطانيين البقاء على اطلاع دائم بنصائحنا المتعلقة بالسفر واتباع نصائح السلطات المحلية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الهند وباکستان
إقرأ أيضاً:
لماذا التزمت المليشيات العراقية الصمت إزاء الضربة الأميركية لإيران؟
عندما قصفت الولايات المتحدة 3 منشآت نووية داخل إيران مطلع الأسبوع الجاري، سرى القلق بين سكان العراق المجاور، ولاح في الأفق لفترة وجيزة احتمال أن تنتقم المليشيات الموالية لإيران هناك من تلك الهجمات، حسبما ورد في تقرير بصحيفة واشنطن بوست.
وذكرت الصحيفة أن عدة آلاف من الجنود الأميركيين يتمركزون في قواعد عسكرية منتشرة في جميع أرجاء العراق، إذ ليس ثمة مكان آخر في العالم العربي بهذا القرب يضم مصالح أميركية وإيرانية في آنٍ معا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محللون إسرائيليون: هذا ما يجعل جنودنا صيدا سهلا في غزةlist 2 of 2موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركياend of listوعلى الرغم من أن المليشيات العراقية الموالية لإيران في العراق تتمتع بنفوذ كبير، فإنها -وفقا للصحيفة- حافظت على هدوئها بشكل لافت بعد قصف أميركا المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، وبدت أكثر حذرا من التورط في صراع خارجي وأكثر استقلالية عن داعميها الخارجيين.
أسباب وتبريرات
وعزت الصحيفة هذا الموقف من جانب تلك المليشيات إلى تأثرها بالصراعات السابقة على النفوذ في العراق بين الولايات المتحدة وإيران. كما أنها أصبحت مكوناً أساسيا في الحكومة العراقية، حيث تجني مليارات الدولارات من خزائن الدولة، وتدير شبكات أعمال واسعة النطاق، وتملك سلطة أكبر من أي وقت مضى، حسب الصحيفة الأميركية.
واستشهدت واشنطن بوست في تقريرها بآراء محللين في الشرق الأوسط يحذرون فيها من خطر استهداف تلك الجماعات الموالية لإيران. وقالت لهيب هيغل، كبيرة محللي مجموعة الأزمات الدولية في العراق، إن التوترات قد تصل إلى نقطة تتحول فيها الجماعات المسلحة إلى العنف، لكنها مع ذلك تتوقع منها أن تلتزم الهدوء لأطول فترة ممكنة.
وعلى عكس حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، فإن المليشيات العراقية قد تعلمت بالفعل دروسا من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، كما يقول الخبراء، مشيرين إلى اغتيال أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020.
إعلانوقال سجاد جياد، الباحث في مؤسسة سينشري إنترناشونال في نيويورك، إن اغتيال سليماني والمهندس أزال أداتين قويتين من أدوات النفوذ والسيطرة التي كانت تتمتع بها إيران، مضيفا أن عدم وجود "العرّاب" يعني أن تلك الجماعات اختطت لنفسها مسارا خاصا بها.
ووفق واشنطن بوست، فقد تغلغلت هذه الجماعات في مؤسسات الدولة وأصبحت اليوم قوة اقتصادية وسياسية نافذة للنظام السياسي الحاكم في العراق.
ويرى محللون في شؤون الشرق الأوسط ومسؤولون محليون أن العراق ظل تقريبا بمنأى عن الصراع الذي يؤلب إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن كتائب حزب الله -وهي مليشيا عراقية سبق أن استهدفت القوات الأميركية- اكتفت بإصدار بيان يفتقر إلى الحماس بعد أن استهدفت القاذفات الأميركية -التي عبرت المجال الجوي العراقي- المنشآت النووية الإيرانية. وقالت المليشيا إن عدم قدرة العراق على السيطرة على مجاله الجوي جعلت البلاد عرضة للخطر.
هيغل: رد فعل المليشيات "المخفف" يعكس عدم رغبتهم في الانجرار إلى نوع الصراع الذي سلب حزب الله في لبنان قوته، ولهذا فهي لا تريد أن تواجه نفس المصير.
واعتبرت هيغل أن رد فعل الميليشيات "المخفف" يعكس عدم رغبتهم في الانجرار إلى نوع الصراع الذي سلب حزب الله في لبنان قوته، ولهذا فهي لا تريد أن تواجه نفس المصير.
وطبقا لها، فإنه إذا تلقت هذه المليشيات ضربة فقد تُعرّض للخطر رواتب عناصرها وأشكال الدعم الأخرى المخصصة لها من ميزانية الدولة والتي تقدرها المالية العراقية بنحو 3. مليارات دولار أميركي.
حالة ترقبونقلت الصحيفة -عن باحثين في مركز تشاتام هاوس البريطاني للشؤون الدولية- القول إن العراق أصبح الرئة الاقتصادية التي تتنفس بها إيران في ظل العقوبات المفروضة عليها.
ويرى هؤلاء أن العراق لم يعد شريكا تجاريا رئيسيا لإيران فحسب، بل إن الأخيرة ظلت تستخدم بورصات العملة والموانئ العراقية لتحويل الأموال والتمويه في نقل المنتجات النفطية الخاضعة للعقوبات وإعادة تصنيفها، مما وفر لطهرن منفذا ثمينا إلى الاقتصاد العالمي.
ولكن هناك من ينفي عن تلك المليشيات ركونها إلى الدعة والهدوء. فقد نسبت واشنطن بوست إلى مسؤول في جماعة "عصائب الحق" المشاركة في حكومة بغداد والموالية لإيران، القول إن الفصائل المسلحة العراقية لا تزال على أهبة الاستعداد، و"في حالة ترقب" مضيفا أن فصائل المقاومة لا ترغب في الانجرار إلى الحرب لكنها مستعدة للرد اعتمادا على مسار الأحداث ومدى تأثيرها على العراق.