ناشطة يهودية تروي لـعربي21 كيف حولها الاحتلال إلى مدافعة عن قضية فلسطين (شاهد)
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
"عاهدت نفسي ألا أصمت أبدًا"، بهذه الجملة تلخص الناشطة اليهودية النمساوية داليا ساريج، مسيرتها التي اتخذت فيها موقفا صريحا ضد الصهيونية، من داخل أوروبا، ومن قلب المجتمع اليهودي نفسه.
وفي لقاء خاص مع "عربي 21" قالت داليا، التي تنحدر من عائلة يهودية نجت من المحرقة النازية بعد فرارها من فيينا عام 1938 إلى فلسطين، أنها بدأت مسيرتها النضالية في التسعينيات بعد تجربة شخصية عاشتها في فلسطين، حيث واجهت لأول مرة رواية الفلسطينيين عن التهجير والتمييز.
وأضاف أنها بدأت بعد ذلك تقف أمام الموروث الصهيوني الذي نشأت عليه، قائلة "فهمت أن الصهيونية ليست مجرد حركة وطنية، بل مشروع عنصري يقوم على تهجير شعب بأكمله."
وخلال إقامتها في فلسطين المحتلة، التحقت بجمعية الجليل – وهي منظمة فلسطينية مقرها الداخل المحتل – واندمجت مع المجتمع الفلسطيني، حيث تأثرت بقصص التشريد والحرمان التي رواها زملاؤها ومعلموها.
وقالت ساريج : "كان أستاذي للغة العربية، يحدثني عن عائلته التي طُردت من قريتها، وأدركت وقتها أنني إن أردت دولة يهودية، فإن ذلك يعني أن يقمع الآخرون، ما جعلني اتنازل عن فكرتي في العيش في دولة يهودية، نظرا لأنها تقوم على دماء الفلسطينيين، وعلى التمييز العنصري الصهيوني".
من الانتماء إلى التمرّد
وغادرت داليا الأراضي المحتلة عام 2000 بعد أن شعرت بالتضييق داخل أوساط الاحتلال، قائلة "العنصرية أصبحت لا تطاق، لم أعد قادرة على العيش هناك"، حيث تم اتهامها بـ"التعاون مع العدو" بسبب قربها من الفلسطينيين، ومنذ ذلك الحين، كرّست نشاطها السياسي والاجتماعي في النمسا لمناصرة القضية الفلسطينية، وفضحت العنصرية الصهيونية، "التي تراها أكذوبة" وفق وصفها.
وأسست الناشطة اليهودية في فيينا منظمة "ليس باسمنا"، وأصبحت عضوًا ناشطًا في حركة التضامن مع فلسطين، وتشغل الآن موقعًا قياديًا في منظمة "مبادرة التضامن مع فلسطين" (IPS). وتعمل على تنظيم أول مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية في أوروبا، تأكيدًا على أن "معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية".
وأضاف داليا ساريج خلال لقاءها مع "عربي21" أن دولة الاحتلال الصهيوني تخدع اليهود وتستخدمهم لإقامة دولة صهيونية قائمة على العنصرية والتمييز".
صوت يهودي لغزة
وقالت داليا: "أستخدم صوتي كيهودية لأحدث فرقًا... لكن لا أؤمن بالدين اليهودي كمرجعية سياسية، بل أعتبر نفسي شخصًا ذا جذور يهودية، ومنتميًا لحركة تحرير فلسطين".
وخاضت داليا تجربة سياسية في النمسا عبر المشاركة في تأسيس حزب تحت مسمي "قائمة غزة" في محاولة لنشر القضية الفلسطينية في المجتمع النمساوي وكذلك الترشح ضمن "قائمة غزة" للانتخابات البرلمانية في أيلول / سبتمبر الماضي، في محاولة لكسر الصمت الإعلامي والسياسي تجاه العدوان على غزة. قائلة: "صوتنا ملغى، الإعلام لا ينقل الحقيقة، والسياسيون خاضعون للوبي الصهيوني".
وتواجه داليا وزملاؤها في الحركة تحديات قانونية وأمنية، من بينها قمع الشرطة، وتهم دعم الإرهاب لمجرد استخدام شعار "من النهر إلى البحر". رغم ذلك، مؤكدة: "أنا من الطبقة المحمية، وخوفي أقل، ولهذا أصرخ... نيابة عن الذين لا صوت لهم".
دعوة أوروبية للضمير
ومن ناحية أخري تحمل داليا النخب الأوروبية – خصوصًا في ألمانيا والنمسا – مسؤولية الصمت عن جرائم الاحتلال الإسرائيل، معتبرة أن عقدة الذنب بسبب المحرقة تدفعهم لتبرير الإبادة الحالية بحق الفلسطينيين. قائلة: "لا أحد مسؤول عن ما فعله أجداده، لكننا مسؤولون عما يجري الآن".
ودعت داليا إلى النضال ضد العنصرية ليس فقط في فلسطين، بل أيضًا في أوروبا، حيث تتصاعد موجات الإسلاموفوبيا والتمييز ضد العرب والمسلمين. وتختم: "إذا لم نقف الآن ضد ما يجري في غزة، فغدًا سيكون الصمت مبررًا لكل ظلم... وكل من لا ينتمي للهيمنة سيكون هدفًا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الصهيونية فلسطين الاحتلال فلسطين الاحتلال الصهيونية ناشطة يهودية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
معاناة متزايدة لمرضى الفشل الكلوي في غزة نتيجة حرب الإبادة (شاهد)
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الوحشية في قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم معاناة جميع الأهالي لا سيما المرضى منهم، وعلى وجه الخصوص مرضى الفشل الكلوي.
ويتلقى مصابون بالفشل الكلوي خدمة غسيل الكلى والرعاية الصحية في مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، وذلك في ظل معاناة متزايدة جراء نقص الأدوية والإمدادات الطبية الضرورية.
وتفرض قوات الاحتلال إغلاقا مشددا على قطاع غزة منذ استئناف حرب الإبادة في 18 آذار/ مارس الماضي، وتمنع دخول المواد الطبية والأجهزة اللازمة لإنقاذ الجرحى والمرضى، ما يهدد حياتهم ويزيد من صعوبة علاجهم.
وارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، على وقع مجازر جديدة طال بعضها عائلات بأكملها.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان السبت، إن الحصيلة المسجلة ارتفعت إلى 52 ألفا و810 شهداء، و119 ألفا و473 إصابة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت الوزارة بأن من بين الحصيلة 2,701 شهيد، و7,432 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 23 شهيدا، و124 إصابة، وما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.