أستاذ قانون دولي: مخطط الحاكم الأمريكي لغزة يقوض حق تقرير المصير ويمثل عدوانًا على السيادة الفلسطينية
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
حذر الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، من خطورة المخطط الأمريكي لفرض إدارة أجنبية على قطاع غزة، معتبرًا أنه يشكل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي الأساسية، ويمثل عودة لنظام الانتداب الاستعماري بثوب جديد.
وقال الدكتور مهران إن اقتراح الولايات المتحدة بتعيين حاكم أمريكي لإدارة قطاع غزة يتعارض بشكل مباشر مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وهو حق أساسي كفلته المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة والعديد من قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، ويعد من القواعد الآمرة في القانون الدولي التي لا يجوز الانتقاص منها.
وأضاف ان واشنطن تحاول تجاوز الإجماع الدولي الذي تبلور حول حل الدولتين كأساس لإنهاء الصراع، وتسعى لفرض واقع جديد لا يعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهو ما يقوض كل الجهود الدولية والإقليمية لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة.
وأشار مهران إلى أن الحديث عن استمرار الإدارة الأمريكية حتى نزع سلاح القطاع يعكس النوايا الحقيقية للاقتراح. موضحا ان هذا ليس مشروعًا لإدارة مدنية مؤقتة بل هو محاولة مكشوفة لتنفيذ الأجندة الإسرائيلية تحت غطاء دولي، لافتا إلى ان الهدف الحقيقي هو استكمال عملية تفريغ القطاع من المقاومة الفلسطينية وتحويله إلى كيان منزوع السيادة يخضع للهيمنة الإسرائيلية.
وتابع مهران التاريخ يعلمنا أن مثل هذه الترتيبات المؤقتة غالبًا ما تتحول إلى احتلال طويل الأمد، والاستعانة بـ تكنوقراط فلسطينيين ليست سوى محاولة لإضفاء شرعية زائفة على هذا المخطط.
وشدد أستاذ القانون الدولي على أن ردود الفعل الفلسطينية الرافضة للمقترح الأمريكي متسقة تمامًا مع مبادئ القانون الدولي، مؤكدا إنه عندما يؤكد الفلسطينيون أن الشعب الفلسطيني فقط هو الذي يقرر من يحكم غزة، فهم يستندون إلى حقهم الأصيل في السيادة وإدارة شؤونهم بأنفسهم، وهو حق كفلته المواثيق الدولية ومنها ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
وحول الموقف المصري، أوضح مهران ان موقف مصر ثابت وراسخ في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومصر تدرك أن المخطط الأمريكي يتجاوز إدارة غزة إلى محاولة تفكيك القضية الفلسطينية والتنصل من اتفاقيات السلام التي أقرت بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة.
وعن البدائل، قال مهران: القانون الدولي يوفر البديل الواضح والمشروع، وهو تمكين الشعب الفلسطيني من إدارة شؤونه ضمن دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقد آن الأوان لإنهاء الاحتلال لا إعادة إنتاجه بأشكال جديدة.
واستطرد: الدول التي تدعي احترام القانون الدولي والنظام الدولي القائم على القواعد يجب أن تتصدى لهذا المخطط الذي يمثل عودة للقرن التاسع عشر ونظام الوصاية الاستعماري المتنافي مع روح العصر ومبادئ القانون الدولي المعاصر.
وأكد الدكتور مهران أن القرارات الدولية، بما فيها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، تؤكد على الوحدة الجغرافية والسياسية للأراضي الفلسطينية، معتبرا ان أي محاولة لفصل غزة عن الضفة الغربية أو فرض إدارات مختلفة عليهما تتعارض مع هذه القرارات وتقوض مبدأ الوحدة الإقليمية للدولة الفلسطينية المنشودة.
ودعا مجددا المجتمع الدولي، وخاصة الدول العربية، التحرك بشكل فوري وحاسم لإحباط هذا المخطط الخطير الذي يستهدف القضية الفلسطينية في جوهرها، ومناشدا الأمم المتحدة ومجلس الأمن التأكيد على أن أي ترتيبات مستقبلية لإدارة غزة يجب أن تحترم السيادة الفلسطينية وأن تكون نابعة من إرادة الشعب الفلسطيني وليس مفروضة عليه من الخارج.
يذكر أن وكالة "رويترز" نقلت اليوم الأربعاء عن مصادر قولها إن الولايات المتحدة وإسرائيل تناقشان إمكانية تشكيل إدارة أمريكية لقطاع غزة، وأن واشنطن ستعين حاكمًا أمريكيًا للإدارة المؤقتة، وستستعين بتكنوقراط فلسطينيين ضمن هذه الإدارة التي ستستمر "حتى نزع سلاح القطاع.
فيما أكدت حركة حماس رفضها القاطع لأي إدارة أجنبية للقطاع، مشددة على أن الشعب الفلسطيني فقط هو الذي يقرر من يحكم غزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة قانون دولي حل الدولتين الشعب الفلسطيني أستاذ قانون الأمم المتحدة المقاومة الفلسطينية تاريخ الجمعية العامة قطاع غزة الشعب الفلسطینی القانون الدولی الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
تقرير دولي يكشف الإمكانات المتنامية لسلطنة عُمان في التعليم العالي
كشفت مؤسسة (QS) البريطانية Quacquarelli Symonds اليوم بمسقط عن مضامين التقرير العالمي الجديد «الإمكانات المتقدمة للتعليم العالي في سلطنة عُمان»؛ حيث يركز التقرير على الدور المتنامي لسلطنة عُمان باعتبارها مركزًا دوليًّا في مجال التعليم العالي.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة مريم بنت بلعرب النبهانية، المديرة العامة للجامعات والكليات الخاصة، أن «رؤية عُمان 2040» جعلت من التعليم والتعلم والبحث العلمي وتطوير القدرات الوطنية مرتكزًا أساسيًا لبناء اقتصاد معرفي تنافسي ومستدام، مشيرة إلى أن سلطنة عُمان تقترب بخطى واثقة من تحقيق الهدف الوطني المتمثل في إدراج أربع جامعات عُمانية ضمن أفضل 500 جامعة عالميًا بحلول عام 2040، وفق تصنيف QS.
وكشفت النبهانية عن تقدم ملموس في تصنيف QS العالمي لعام 2026، حيث أُدرجت خمس جامعات عُمانية مقارنة بجامعتين فقط في العام الماضي.
وشهد التصنيف دخول ثلاث جامعات خاصة لأول مرة، هي جامعة نزوى في الفئة 770-761)، وجامعة ظفار في الفئة 900-851)، والجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان (الفئة 1200-1001).
كما حققت جامعة السلطان قابوس تقدمًا لافتًا بالارتقاء إلى المرتبة 334 عالميًا بعد أن كانت في المرتبة 362، فيما قفزت جامعة صحار إلى الفئة 1000-951 بعدما كانت في الفئة 1200-1001 في تصنيف العام الماضي.
وأوضحت النبهانية أن هذه النتائج جاءت نتيجة مسار وطني استراتيجي مدروس، ركز على تعزيز جودة التعليم، ودعم البحث العلمي، وتطوير بيئة الابتكار، وتوفير بنية مؤسسية متكاملة تستوفي معايير التقييم الدولي، لا سيما تلك التي يعتمدها تصنيف QS مثل السمعة الأكاديمية، وجودة البحث، والتوظيف، والتعاون الدولي، ونسبة الطلاب الدوليين.
وأشار الدكتور موسى بن عبدالله الكندي عميد الكلية الحديثة للتجارة والعلوم إلى أن إصدار هذا التقرير يُعد محطة مهمة في توثيق مسيرة التعليم العالي وتطوره في سلطنة عُمان، لافتًا إلى أن مشاركة الكلية في هذا المشروع تعكس التزامها بدورها الوطني في دعم التميز الأكاديمي والبحثي بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية عُمان 2040».
وأبرز التقرير الزيادة الملحوظة في الإنتاج البحثي، الذي شهد نموًا بنسبة 36.9% خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق ما يعكس الزخم المتصاعد الذي يشهده قطاع التعليم العالي في سلطنة عُمان.
كما أكد رامي مراد المدير الإقليمي لمؤسسة QS للتعليم العالي أن الفعالية تأتي احتفاءً بإطلاق التقرير العالمي حول التعليم العالي في سلطنة عُمان، وتكريمًا للجامعات العُمانية المدرجة ضمن تصنيف QS للجامعات العالمية.
وأعرب عن فخره بهذا المحفل الذي يسلّط الضوء على الإنجازات المتقدمة لمؤسسات التعليم العالي في عُمان، مشيرًا إلى أن عدد الجامعات العُمانية المصنفة ارتفع من ثلاث إلى أربع جامعات ضمن قائمة أفضل ألف جامعة عالميًا، ما يعكس مكانتها المتنامية على الساحة الأكاديمية الدولية.
وأضاف: إن التقرير يشكّل خارطة طريق مستقبلية تهدف إلى دعم كافة مؤسسات التعليم العالي في عُمان، من خلال تعزيز جودة التعليم، وتحسين الإنتاجية البحثية والأداء الأكاديمي، بما يتماشى مع المعايير العالمية.
يُشار إلى أن التقرير الصادر عن QS يُعد وثيقة استراتيجية مرجعية تُسهم في تعزيز الحضور الدولي لمؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان، وتدعم توجه سلطنة عُمان نحو ترسيخ موقعها كمركز إقليمي ودولي رائد في مجالي التعليم والبحث العلمي، انسجامًا مع تطلعات «رؤية عُمان 2040».
رعى الحفل معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، وبحضور عدد من المسؤولين والقيادات الأكاديمية وصُنّاع القرار في قطاع التعليم، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات تعليمية دولية بمقر الكلية الحديثة للتجارة والعلوم في مسقط.