هاشم شرف الدين
الاتفاق الذي أعلنته الخارجية العمانية بشأن التوقف الأمريكي عن الهجمات العسكرية على اليمن، هو “انتصار كبير لأحرار اليمن المجاهدين، وشاهد واضح على فشل الأمريكيين”. والفضل فيه، هو لله – سبحانه وتعالى – ثم عبقرية اليمن في التصدي للعدوان الأمريكي.
فمجدداً، تجلت حكمة قائد الثورة – يحفظه الله – بتحقق تأكيداته المستمرة على إمكانية التصدي الفاعل للعدوان الأمريكي واستحالة التأثير على إسناد اليمن لفلسطين، وبالإنجازات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة اليمنية، بما في ذلك إسقاط طائرات مسيرة أمريكية الصنع وطائرات (F18) واستهداف حاملات الطائرات والقطع البحرية الأمريكية وإجبارها على الهروب….
ومع القائد والقوات المسلحة برز دور الشعب في التصدي للعدوان الأمريكي وإفشاله، من خلال جهاده المتنوع في سبيل الله، وانتظام مشاركته في المسيرات والفعاليات المتنوعة والشجاعة والثبات رغم التضحيات.
فعلى الرغم من تفوقها في القوة النارية والتكنولوجيا، فشلت الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها العسكرية، وتمكنت القوات المسلحة اليمنية من إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الأمريكية، فاضطرت أمريكا إلى وقف عدوانها.
من المضحك حقاً أن تزعم واشنطن أن صنعاء رفعت راية الاستسلام.
لكن هذا ليس مهماً.
المهم هو أن انتصار اليمن، مثّل تحولاً كبيراً في ميزان القوى لصالح اليمن، الذي استطاع إجبار أمريكا على وقف عدوانها ووقف هجماتها.
والذي كان من نتائجه السريعة تنامي الدور القيادي والوزن الدولي لصنعاء، فهي من قادت هذا الانتصار، وأثبتت قدرتها على مواجهة قوى عظمى.
يشهد على هذا، توالي مباركات المجتمع الدولي – الدول أو المنظمات الدولية – وإعلان ترحيبها بالاتفاق. ما يعد اعترافاً بحق اليمن في الدفاع عن النفس وقدرته على مقاومة أكبر عدوان خارجي.
أما في المقابل، فقد كشفت التغطية الإعلامية الإسرائيلية، ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة من الانتصار، حيث اعتبره الصهاينة بمثابة ضربة لكيانهم المجرم الغاصب، تضعه في مواجهة منفردة مع اليمن القوي.
وكتفاعلٍ طبيعي معتاد – وإلى جانب استياء اليهود – ظهر استياء خونة اليمن المنافقين. فبأكاذيب مفضوحة مثل “تخلي اليمن عن فلسطين” حاولوا تشويه أحرار اليمن؛ لإحداث شرخ في التماسك الرسمي والشعبي؛ خدمةً لليهود وباقي أعداء اليمن.
يا لهم من أغبياء، فهم باستمرار ودائماً، يضعون أكاذيبهم أمام وهج الحقيقة الساطع كالشمس.
إن شعبنا العزيز يدرك تماماً:
– أن الاتفاق يهدف إلى حماية الوطن والشعب من العدوان الأمريكي والتفرغ للتركيز على العدو الصهيوني الذي ينفذ جريمة إبادة في غزة.
– وأن الاتفاق مبني على مبدأ “وقف العدوان مقابل وقف الهجمات”.
– وأن اليمن سيقى – كما كان – حريصاً على حماية الملاحة في البحر الأحمر، وأن الهجمات تستهدف فقط السفن المرتبطة بالعدوان على فلسطين واليمن.
– وأن بطولات أحرار اليمن الذين يدافعون عن الوطن وعن فلسطين، ستستمر في سبيل العزة والكرامة والحرية والاستقلال.
ومن المؤكد، أن الانتصار قد عزّز الثقة في نفوس أبناء الشعب بالله سبحانه وتعالى، وصوابية الموقف والتحرك، وبأن النصر قادم، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ، وأن الخونة إلى زوال، وأن اليمن سيبقى صامداً وشامخاً.
ومن المؤكد أيضاً، أن شعبنا العزيز يدرك أن الحفاظ على هذا الانتصار والبناء عليه في تحقيق المزيد من الانتصارات والمكاسب للوطن يتطلب الوحدة والتكاتف، واليقظة من أي محاولات أمريكية للالتفاف على الاتفاق أو استغلاله لتحقيق أهداف أخرى.
لهذا نقول بكل ثقة: سيبقى شعبنا مجاهداً في سبيل الله تعالى، وسيستمر في خوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى وقف العدوان على غزة وإنهاء الحصار عن أهلها.
إن غداً لناظره قريب.
فالحمد لله رب العالمين، ولي الهداية والتوفيق،
وصلى الله على سيدنا محمد وآله..
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
صحيفة فرنسية: انتصار غير مكتمل لترامب في اليمن قبل جولته الشرق أوسطية (ترجمة خاصة)
وصفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية اتفاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع جماعة الحوثي بالانتصار غير المكتمل بعد نحو ستة أسابيع من حملته الأخيرة ضد الجماعة المتمردة في اليمن.
وقالت الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان “في اليمن.. انتصار غير مكتمل لدونالد ترامب قبل جولته في الشرق الأوسط”، والذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن ترامب، الذي يتخيّل نفسه صانع سلام ورجل صفقات على الساحة الدولية، أعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين تبنّوا، منذ بداية الحرب في غزة، عشرات الضربات ضد إسرائيل وضد سفن يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
ومساء الثلاثاء، قال ترامب خلال لقائه في واشنطن مع رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني: “هم ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن، وسنحترم ذلك. سنوقف القصف، وقد استسلموا”.
وأضافت المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية، كارولين ليفيت: “العالم أكثر أماناً مع الرئيس ترامب على رأس القيادة”، معتبرةً أن ما تحقق هو “انتصار ضخم”.
وحسب الصحيفة الفرنسية- فإن تصريحات ترامب فاجأت دوائر البيت الأبيض، حيث لم تُقدَّم أي تفاصيل تُذكر عن مضمون الاتفاق. أما الحوثيون، فسارعوا إلى الإعلان أنهم سيواصلون ضرباتهم ضد إسرائيل، واصفين إياها بأنها دعم للفلسطينيين.
وقال عبد الملك العجري، أحد مسؤولي الحوثيين، يوم الأربعاء: “إسرائيل ليست جزءاً من الاتفاق، الذي يشمل فقط السفن الأمريكية وغيرها من السفن”، وذلك بعد ساعات من قصف جوي إسرائيلي استهدف مطار صنعاء الدولي.
ومن جهتها، تعهّدت واشنطن، الحليف التاريخي لإسرائيل، بوقف غاراتها على مواقع الحوثيين في اليمن، والتي كانت قد تصاعدت منذ عودة ترامب إلى الحكم.
وحسب الصحيفة فإن هذا التطوّر يأتي في وقت تجري فيه الولايات المتحدة مفاوضات مع طهران، الداعم الرئيسي للحوثيين، بشأن الملف النووي الإيراني. وتأمل طهران في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وتابعت "أنه من المنتظر أن يزور الرئيس الأمريكي منطقة الشرق الأوسط، في أول جولة دبلوماسية له منذ تنصيبه. وتشمل زيارته، التي تستغرق ثلاثة أيام، كلاً من السعودية، والإمارات، وقطر، ولم يُكشف بعد عن جدول أعمال المحادثات".
وتساءلت الصحيفة الفرنسية: هل يحمل ترامب في جعبته مفاجآت؟ لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي قال، بشكل غامض، يوم الثلاثاء، إنه سيدلي بـ “إعلان كبير جداً” قبل مغادرته إلى الخليج، مضيفاً: “سيكون هذا واحداً من أهم الإعلانات التي أُطلقت منذ سنوات، حول موضوع بالغ الأهمية”.
وقالت نائبة مدير معهد أبحاث ودراسات البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط (Iremmo)، آنييس لوفالوا، في تصريحات للصحيفة الفرنسية قولها إن هذا الاتفاق هو إشارة من دونالد ترامب إلى الإيرانيين، حتى وإن كان للحوثيين استقلالية حقيقية في قراراتهم بشأن الهجمات ضد إسرائيل. وبما أن طهران بحاجة إلى هذه المفاوضات، فقد تضطر لممارسة الضغط على الحوثيين للالتزام بالاتفاق”.