أحال مكتب المدعي العام التابع لمحكمة النقض والعدل العليا في رومانيا شكوى مقدمة من مؤسسة هند رجب ضد الجندي الإسرائيلي أوريل بنيعيش، إلى النيابة العامة العسكرية التابعة لمحكمة الاستئناف العسكرية في بوخارست لمتابعة التحقيق.

وتتهم الشكوى، التي رفعتها المحامية إيلينا لازار نيابة عن المؤسسة، الجندي بنيعيش -أحد أفراد الكتيبة 432 من لواء "جفعاتي"- بالمشاركة في تدمير متعمد لممتلكات مدنية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحديدا في مخيم النصيرات بتاريخ 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

ورحبت المؤسسة بالخطوة الرومانية، معتبرة أن الإحالة تمثل "معالجة جدية متوافقة مع المعايير القانونية الدولية".

وتستند الشكوى إلى أدلة مفتوحة المصدر، من صور ومقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي توثق تورط الجندي بشكل مباشر في تدمير البنية التحتية المدنية.

ووفقا للشكوى، فإن أفعال المشتبه به تنتهك المادتين 438 و441 من قانون العقوبات الروماني، اللتين تجرمان الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد الممتلكات، وكذلك الصكوك الدولية مثل نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف، التي تعد رومانيا طرفًا فيها.

إعلان

كما تشير الدعوى القضائية إلى أن الدمار الموثق هو جزء من نمط أوسع من الانتهاكات الإسرائيلية، لا سيما استخدام ممر نتساريم كطريق عسكري إستراتيجي أدى إلى تهجير مدنيين وتدمير مناطق مدنية واسعة في غزة، وفق ما وثقته منظمة "فورنسيك أركيتكتشر" ومراقبون دوليون.

وطالبت مؤسسة هند رجب السلطات الرومانية باتخاذ إجراءات وقائية مثل إدراج المتهم على قوائم المراقبة ومصادرة أدلة رقمية محتملة وفتح تحقيق رسمي شامل.

من جانبه، علق دياب أبو جهجه، رئيس منظمة حقوق الإنسان في رومانيا، بالقول إن "الإحالة إلى النيابة العسكرية تطور خطير. إنها إشارة واضحة إلى أن رومانيا تأخذ التزاماتها القانونية الدولية على محمل الجد، وتُظهر استعدادها للنظر في محاسبة مرتكبي جرائم الحرب، حتى إن ارتُكبت خارج أراضيها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

جندي إسرائيلي يكشف عن فظائع “سدي تيمان”: قتل وتعذيب معتقلين مدنيين من غزة

إسرائيل – كشف جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي، امس الجمعة، عمّا وصفه بـ”فظائع مروعة” تُرتكب في معسكر “سدي تيمان” سيء الصيت، جنوبي إسرائيل، ضد معتقلين مدنيين من قطاع غزة، حيث قُتل بعضهم جراء “التعذيب الشديد” وخضع آخرون لعمليات جراحية “دون تخدير”.

وقال الجندي (لم يكشف عن اسمه) في مقال له نُشر بصحيفة “هآرتس” العبرية، إن معتقلي قطاع غزة من المدنيين تعرضوا لعمليات تعذيب ممنهجة داخل المعسكر وسط تواطؤ إعلامي في التستر على هذه الانتهاكات.

وأضاف الجندي الذي خدم خلال حرب الإبادة الجماعية التي تواصلها تل أبيب بغزة، إن المعسكر تحول إلى “موقع للموت والتعذيب”، حيث توفي معتقلون أمام الجنود في ظل ظروف صحية صادمة.

وأوضح أن معظم المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب ليسوا عناصر بحركة حماس، بل مدنيون من قطاع غزة تم احتجازهم بانتظار التحقيق، ثم أُفرج عن بعضهم لاحقاً بعد أن ثبت عدم انتمائهم للحركة الفلسطينية، أو مشاركتهم في نشاطات عسكرية ضد إسرائيل.

وأردف: “رغم أنهم أبرياء إلا أنهم تعرضوا لتعذيب شديد”.

وتابع الجندي حديثه قائلا: “رأيت معتقلًا يموت أمامي، ورأيت معتقلين يُجبرون على التبول والتغوّط على أنفسهم، ويُتركون بلا طعام أو علاج”.

وأوضح أن بعض المعتقلين خضعوا لعمليات جراحية “دون تخدير”.

وأكد الجندي، على أن ما يحدث داخل معسكر “سدي تيمان” لا يعتبر حادثا استثنائيا، بل “سياسة ممنهجة تتم بعلم قادة الجيش وبمساعدة الإعلام الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية على علم بما يحدث داخل المعسكر لكنها “تتجاهله” فيما تكتفي بعرض “روايات فردية سطحية”، وذلك لتجنّب الاعتراف بوجود سياسة ممنهجة، وفق قوله.

وفي هذا الصدد، قال الجندي إن القناة (13) العبرية بثت الأسبوع الماضي برنامجا استقصائيا “أخفى أجزاء كبيرة من الحقيقة، فيما اختزل القضية بحادثة فردية، متجاهلًا السياق الكامل للمعسكر كموقع للتعذيب المتواصل”.

وختم الجندي مقاله بالقول: “ما يجري في سدي تيمان ليس حادثا معزولا، بل جزء من منظومة كاملة، والإعلام الذي يعلم كل شيء قرر أن يصمت، وبصمته يمنح الشر غطاء الاستمرار”.

وفي فبراير/شباط الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن جنديا أُدين بتعذيب أسرى فلسطينيين في معسكر سدي تيمان، وحُكم عليه بالسجن 7 أشهر مع النفاذ، فيما لم يتم اتخاذ عقوبات بحق مئات الجنود الذين شاركوا في تعذيب المعتقلين وبالإبادة الجماعية رغم وجود تقارير إعلامية وحقوقية تدينهم.​​​​​​​

وكان معسكر الاعتقال سيء الصيت مسرحا لاعتداءات طالت أسرى فلسطينيين اختطفهم الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بعد الحرب، وشملت بما في ذلك اعتداءات جنسية، وفق إعلام عبري.

و”سدي تيمان”، قاعدة عسكرية إسرائيلية بصحراء النقب جنوبي إسرائيل، تأسست إثر عملية “جناح النسر” التي قامت خلالها الوكالة اليهودية بترحيل نحو 49 ألف يهودي من اليمن إلى إسرائيل في الفترة بين 1949 و1950.

وفي حرب إسرائيل على غزة عامي 2008 و2014، أقام الجيش الإسرائيلي معسكرات اعتقال في القاعدة لمئات المعتقلين الفلسطينيين من القطاع.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اعتقل الجيش الإسرائيلي فيها مئات الفلسطينيين من قطاع غزة وأطلق عليهم صفة “مقاتلين غير شرعيين”، حيث نددت مراكز حقوقية فلسطينية بالتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون هناك.

وسبق أن أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الذين اعتقلتهم من قطاع غزة معظمهم بحالة صحية متردية، وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

ومقابل مئات من الأسرى الفلسطينيين، أطلقت الفصائل بغزة عشرات الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات على مراحل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي 18 مارس/ آذار الماضي تنصلت إسرائيل من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها بدعم أمريكي على قطاع غزة، وأسفرت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن مقتل وإصابة أكثر من 172 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • جندي إسرائيلي يكشف عن فظائع “سدي تيمان”: قتل وتعذيب معتقلين مدنيين من غزة
  • جندي احتياط إسرائيلي يروي تفاصيل مروّعة عن سجن سديه تيمان
  • جندي إسرائيلي: فلسطينيون دخلوا معتقل سدي تيمان أحياء وخرجوا في أكياس
  • مسؤولة أوروبية: نضع اللمسات الأخيرة لإنشاء محكمة للبت بجرائم الحرب على غزة
  • “الغذاء والدواء” تحيل مندوب منشأة تجارية في الرياض إلى النيابة العامة لبيعه مستحضرًا صيدلانيًا مغشوشًا
  • انفجار وانهيار مبنى في رفح ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين
  • إعلام إسرائيلي: مقتل جندي وإصابة 5 آخرين في انفجار بـ رفح الفلسطينية
  • أول شكوى اقتصادية بسبب الحرب بين الهند وباكستان
  • سوريا.. تعيين قائد عسكري متهم بجرائم ومعاقب أمريكيا يثير حفيظة قسد