تصريحات السامعي تفتح باب الجدل: دعوة للحوار في زمن القبضة الحديدية
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
في خطوة نادرة ضمن المشهد السياسي المتوتر في مناطق سيطرة جماعة الحوثي ، دعا سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى وأحد أبرز الشخصيات الاشتراكية غير المنتمية للجماعة، إلى إنهاء الحرب في اليمن عبر الحوار، مؤكدًا أن “هذه الحرب لن تنتهي إلا بالحوار، وقلناها سابقًا ونكررها: الحوار مع إخواننا اليمنيين والحوار مع إخواننا في السعودية”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تعزز فيه جماعة الحوثيين قبضتها الأمنية على العاصمة صنعاء، وتُحكم سيطرتها عبر الأجهزة الاستخباراتية والأمنية التي يهيمن عليها تيار متشدد لا يُبدي استعدادًا لأي انفتاح سياسي. ويرى مراقبون أن تصريحات السامعي قد تُعد “خارج السرب”، وقد تضعه في دائرة الاتهام أو الملاحقة، خاصة في ظل الأجواء التي لا تحتمل أصواتًا مخالفة للسردية الرسمية.
ويُعرف السامعي، الذي يشغل موقعًا رمزيًا في المجلس السياسي الأعلى، بمواقفه الوطنية الداعية للحوار والتسوية، وقد سبق أن عبّر في أكثر من مناسبة عن رفضه لمبدأ الإقصاء، ودعوته إلى شراكة وطنية تشمل كافة القوى السياسية. غير أن الواقع داخل صنعاء لا يبدو مهيئًا لمثل هذه الطروحات، في ظل تزايد الاعتقالات، وغياب الحريات، وتهميش الأصوات المستقلة أو المعتدلة.
وتسلط هذه الواقعة الضوء على التباين داخل تركيبة السلطة في صنعاء بين جناح أمني متشدد يرفض تقديم أي تنازلات، ويُؤمن بالحسم الكامل كخيار وحيد، وبين تيار براغماتي يرى أن استمرار الحرب لن يؤدي سوى إلى مزيد من المعاناة والانهيار.
كما تعكس دعوة السامعي للحوار مع السعودية تغيرًا نسبيًا في نبرة الخطاب السياسي، وتأكيدًا على أن التسوية الإقليمية لا تقل أهمية عن التفاهمات المحلية. لكن هذا الطرح قد يُفهم في أوساط متشددة داخل الجماعة باعتباره “مهادنة” أو “تنازلًا”، ما يجعله عرضة للتأويلات السلبية أو التصفية السياسية، ولو بشكل غير مباشر.
وتبقى تساؤلات مفتوحة حول مستقبل الشخصيات السياسية المعتدلة في صنعاء، وقدرتها على البقاء والتأثير، في ظل استمرار هيمنة العقلية الأمنية على القرار السياسي، وتراجع مناخات الحوار الداخلي، في وقت تبدو فيه البلاد بأمسّ الحاجة إلى صوت العقل.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
توتر داخل البرلمان ينذر بمواجهات ساخنة بين الأحزاب السياسية مع اقتراب نهاية الولاية التشريعية
زنقة 20 | الرباط
شهد مجلس النواب، أمس الإثنين ، ملاسنات حادة بين نواب برلمانيين من مختلف الفرق النيابية، بالإضافة إلى تهجم نواب من الأغلبية على وزراء في الحكومة.
هذا التوتر الشديد ، يرى فيه محمد العمراني بوخبزة أستاذ القانون بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، بداية للتحضير للإنتخابات المقبلة من طرف الاحزاب السياسية التي تبدأ حملاتها الانتخابية مبكرا.
كما أشار الاستاذ الجامعي إلى أن فرقا في الاغلبية بدأت تهاجم الحكومة محاولة فك الارتباط على مستوى الالتزامات التي قطعتها كأغلبية حكومية.
بوخبزة، ذكر أن النصف الاول من الولاية التشريعية مر في هدوء تام بسبب تماسك الاغلبية الحكومية و تشتت المعارضة وعدم قدرتها على توحيد صفوفها، بالإضافة الى الدعم البرلماني القوي للحكومة.
الاستاذ الجامعي، يرى أن فرق المعارضة بدأت تحس بأن الوقت يداهمها و أنها لم تقم بما يكفي لإحراج الحكومة طوال المناسبات السابقة، و بالتالي تحاول اليوم تدارك الامر.
و اعتبر بوخبزة أن المؤسسة التشريعية تعيش اليوم مرحلة جديدة متسمة بالتشنج و المواجهات الحادة بين مختلف الاطراف بالإضافة الى امكانية ولادة اصطفافات جديدة خاصة في صفوف المعارضة.