المراهنة على قوة أمريكا و”إسرائيل” خسارة.. والثقة بالله والتوكل عليه نصرٌ مؤزر
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
الشيخ وضاح بن مسعود
لطالما راهن المرتزقة والعملاء في المنطقة على القوة الأمريكية، معتقدين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو “مخلصهم” الذي سيعيدهم إلى كراسي السلطة في اليمن، ويضمن لهم الهيمنة بقوة الدعم الأمريكي لكن اليوم، تُعلن أمريكا نفسها – عبر تصريحات ترامب – عن وقف عدوانها على اليمن، وهو ما يُعتبر اعترافًا ضمنيًا بالفشل أمام صمود الشعب اليمني وإرادته.
من يراهن على أمريكا و”إسرائيل” خاسر لا محالة.. التجربة اليمنية أثبتت مرة أخرى أن كل من يعتمد على القوى الخارجية، سواء كانت أمريكا أو “إسرائيل” أو دول تحالف العدوان السعودية والإمارات ومن معهم مصيره الخسران والخذلان. فالقوى الاستعمارية لا تعمل إلا لمصالحها، وهي مستعدة للتخلي عن حلفائها بمجرد أن تدرك أن المعركة غير مربحة.. اليوم، يتراجع ترامب عن عدوانه، ليس حبًا في السلام، بل لأن اليمن – بقوة إيمانه وتضحياته – جعل العدوان الأمريكي عبئًا لا طائل تحته أن إعادة السيطرة على السيادة اليمنية امر مستحيل وغير ممكن.
أمريكا تتراجع.. واليمن صامد .. أعلن ترامب مؤخرًا أن أمريكا ستوقف عدوانها على اليمن مقابل ايقاف اليمن استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، محاولاً إظهار الأمر كانتصار عسكري، لكن الحقيقة أن هذا التراجع هو اعتراف بالهزيمة فاليمن، رغم كل الحصار والغارات، لم يتراجع عن موقفه الثابت في دعم غزة ومواجهة العدوان الصهيوني تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – كانت واضحة وصريحة: “أوقفوا العدوان وارفعوا الحصار عن غزة، وسنوقف عملياتنا”. أمريكا أرادت أن تفرض شروطها، لكنها فوجئت بأن اليمن هو من يفرض شروطه.
لا عزاء للمرتزقة والخونة.. الذين راهنوا على الغارات الأمريكية لإنقاذهم من سخط الشعب، اليوم يجرون أذيال الخيبة. أمريكا لا تعمل إلا لمصالحها، وقد أدركت أن اليمن معركة خاسرة.. المرتزقة وأذيالهم في المنطقة تاهوا بين وعود أمريكا وانتصارات المقاومة، والنتيجة أنهم خسروا رهانهم، بينما انتصر اليمن بإرادته وإيمانه.
الانتصار بقوة الله.. لا بقوة ترامب .. الدرس الأكبر هنا أن النصر لا يأتي بقوة الطغيان، بل بقوة الإيمان والتوكل على الله القوي الجبار. اليمن، رغم كل التحديات، أثبت أن الأمة عندما تتوكل على الله وتتحد، فإن هزيمة المستكبرين حتمية أمريكا قد توقف عدوانها اليوم، لكنها ستخرج – كما خرجت من فيتنام وأفغانستان – تجر أذيال الهزيمة، بينما يبقى اليمن وأهله شامخين بإذن الله.
فلا تهنأ أمريكا بتراجعها المذل.. فاليمن باقٍ، والمقاومة مستمرة ولن نتراجع عن موقفنا الثابت مع غزة، والنصر بإذن الله قادم.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ترامب يشق طريقه في القوقاز وإيران تهدد بقطعه بقوة السلاح.. نخبرك ما نعرفه عن ممر زنغزور
رحّبت وزارة الخارجية الإيرانية السبت باتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان لكنها حذّرت من "أيّ تدخّل أجنبي" بالقرب من حدود إيران، في إشارة إلى "ممر زنغزور"، الذي يربط الأراضية الأذرية ببعضها البعض.
ما المزعج في الأمر؟
رغم أن الممر لا يمر في الأراضي الإيرانية، بل يربط الأراضي الأذرية ببعضها برا عبر الأراضي الأرمينية، إلا أن طهران ترى أن الأمر متعلق بـ"تغييرات جيوسياسية في القوقاز، ويهدد بتغيير الحدود المعترف بها دوليا في المنطقة.
وتعتبر منطقة الممر المساحة الحدودية الوحيدة بين إيران، وحليفتها أرمينيا، ويتخوف كلا البلدين من فقدان السيطرة عليها، إلى جانب تقويض مصالح إيران.
وفي إيران مقاطعة باسم "أذربيجان" ويشكل السكان من أصول أذرية 16% من سكان إيران وحاول سكانها الانفصال سابقا عن إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي.
الوضع الراهن؟
نص الاتفاق بين البلدين العام الماضي، إن فتح "ممر زنغزور" بين أذربيجان وإقليم ناخيشيفان الأذري ذاتي الحكم، جزء من الاتفاق الذي أنهى الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا، وإن لم يذكر بالاسم صراحة.
ويقول الاتفاق إن يريفان "ستضمن أمن روابط النقل" بين ناخيشيفان وبقية أذربيجان دون ذكر الممر بالاسم.
مؤخرا
تعهّدت أرمينيا وأذربيجان الجمعة في واشنطن وضع حد "نهائي" لنزاع دائر بينهما منذ عقود، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في البيت الأبيض، استضاف ترامب قمة جمعت إليه رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان اللذين اعتبرا أن وساطة سيّد البيت الأبيض تستحق منحه جائزة نوبل للسلام.
وقال ترامب "تلتزم أرمينيا وأذربيجان وقفا نهائيا للقتال"، وكذلك التعاون التجاري وفتح مجال السفر وإقامة "علاقات دبلوماسية والاحترام المتبادل لسيادة وسلامة أراضيهما".
ويشمل الاتفاق حقوق تطوير حصرية للولايات المتحدة في ممر عبور استراتيجي عبر جنوب القوقاز قال البيت الأبيض إنه سيسهل زيادة صادرات الطاقة والموارد الأخرى.
ماذا قالوا؟
◾قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن أرمينيا اقترحت تسمية الممر بـ"طريق ترامب" وإنها منحت واشنطن شراكة حصرية لتطوير الممر باتفاق لمدة 99 عاما.
◾قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، العام الماضي، إن بلاده تدعم إنشاء ممر زنغزور.
◾قال مستشار قائد الثورة الإسلامية في الشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي إن القوقاز من أكثر المناطق الجغرافية حساسية في العالم وإن "الممر" سيتحول إلى مقبرة لمرتزقة ترامب.
◾تابع ولايتي بأن الممر سيغيّر الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، ويبدّل الحدود، وقد صُمم في الأساس من أجل تقسيم أرمينيا.
◾قال مساعد وزير الخارجية الإيراني مجتبي دميرجي إن طهران تعارض التغييرات الجيوسياسية في المنطقة وإنه يجب أخذ مصالح ومخاوف الدول في الاعتبار.
◾قال وزير الخارجية الإيراني الراحل أمير عبداللهيان، عام 2023 إن طهران تعارض أي تغيير للحدود في المنطقة وإنها خط أحمر وستتخذ كل الإجراءات الكفيلة بمقاومة ذلك.
الصورة الأوسع
وفي 27 سبتمبر/ أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم قره باغ، وبعد معارك استمرت 44 يوما توصلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق وقف إطلاق نار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.
ومنذ ذلك الحين، تسعى يريفان إلى تعميق علاقاتها مع الدول الغربية، انطلاقا من تأكيدها أنّ موسكو فشلت في حمايتها. ولكنّها لم تقطع نهائيا علاقاتها مع روسيا، حليفها التقليدي.
وتم تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لوقف جميع الأعمال العدائية وتعيد بموجبه أرمينيا أراضي تحتلها منذ التسعينيات إلى أذربيجان، إلى جانب فتح الطرق بين البر الرئيسي لأذربيجان وإقليم ناخيشيفان وضمان أمنها.
ما الحل؟
اقترحت إيران استخدام أراضيها، لربط أذربيجان بإقليم ناخيشيفان مؤكدة أن أي تغيير جيوسياسي في جنب القوقاز سيؤدي أيضاً إلى تغيير في حدود إيران، ولن تسمح طهران بذلك.
ماذا ننتظر؟
هدد ولايتي بشكل مبطن باستخدام القوة لمنع إنشاء الممر، قائلا إن القوات المسلحة الإيرانية نفذت سابقا مناورات عسكرية في شمال غرب البلاد لإرسال رسالة واضحة إلى استعداد إيران عسكريا لإحباط الممر، لكن لا يبدو حتى الآن أن إيران ستستخدم القوة لإفشال اتفاق سلام بين بلدين توسط به ترامب شخصيا.