تفاوت في جودة الهواء عالميا والهند الأكثر تلوثا
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
أظهرت دراسة جديدة لمستويات التلوث حول العالم ارتفاعا في نسب التلوث في مدن رئيسية بجنوب شرق آسيا وأفريقيا، مقابل انخفاض في الدول ذات الدخل المرتفع التي تطبق إجراءات صارمة للحد من التلوث.
وشملت الدراسة التي أجرتها جامعات أميركية ونشرت نتائجها في مجلة "الاتصالات الأرض والبيئة" (Communications Earth & Environment) 13 ألفا و189 مدينة حول العالم، حيث قام الباحثون برسم خرائط لمستويات تلوث الهواء وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
واستخدم البحث، بيانات من عمليات الرصد عبر الأقمار الصناعية والقياسات الأرضية والنماذج الحاسوبية خلال الفترة من 2005 إلى 2019 لقياس تلوث الهواء ومتوسط كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي، وصمموا خريطة تفاعلية ولوحة معلومات لتتبع تلوث الهواء في المدن على مستوى العالم.
وخلصت الدراسة إلى أن المناطق الحضرية في الدول ذات الدخل المرتفع في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا والتي تطبق سياسات بيئية صارمة، شهدت انخفاضات متزامنة في جميع أنواع الملوثات.
أما المدن في المناطق التي تشهد نموا سكانيا واقتصاديا سريعا، فقد شهدت ارتفاعا في مستويات التلوث والانبعاثات بما في ذلك جنوب آسيا وأجزاء من أفريقيا.
إعلانكما أظهرت الخريطة التفاعلية وجود روابط بين جميع الملوثات، في أكثر من 50% من المدن التي تم رصدها، مما يشير إلى أنها على الأرجح تصدر من نفس المصادر ويمكن الحد منها معا.
وتشمل الملوثات التي تؤثر على صحة الإنسان والبيئة تلك الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم "PM2.5″ و"PM10" والأوزون على مستوى الأرض وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت. وكلما زادت كثافة الملوثات في الهواء زادت نسبة التلوث.
ويعتمد مؤشر نوعية الهواء، على مقياس يمتد من صفر إلى 500 درجة، ويعتبر مؤشر نوعية الهواء إذا كان في حدود 50 درجة أو أقل آمنا، بينما تفيد القراءات التي تزيد عن 100 إلى مخاطر صحية.
وحسب التقرير، احتلت الهند المراتب الأولى في نسب التلوث العالية، إذ بلغت 110.4 درجات في دلهي، و120.8 في ماو (Mau)، و132.6 في فيلور (Phillaur) و125.4 في نواب غانج (Nawabganj).
وسجلت مدن في الصين معدلات تلوث مرتفعة نسبيا، كان أقصاها في كيريا (Keriya) عند 124 درجة وبشكل أقل في إندونيسيا، حيث بلغت أقصاها 59.1 درجة في مدينة "جامبي" (jambi).
وفي القارة الأفريقية، كانت نيجيريا والنيجر في غرب القارة أكثر المدن كثافة في ملوثات الهواء، بينما سجلت بيرو في غرب قارة أميركا الجنوبية أعلى معدلات التلوث على مستوى القارة.
وعلى سبيل المقارنة، وصلت النسبة إلى 6.1 في ميامي و 7.9 في نيويورك بالولايات المتحدة، و14.9 في العاصمة الفرنسية باريس، و15.3 في العاصمة البريطانية لندن، و 17.2 في سيدني بأستراليا.
وقالت سوزان أنينبيرغ مديرة معهد المناخ والصحة بجامعة جورج واشنطن "تقدم هذه الدراسة صورة قوية عن كيفية تطور البيئات الحضرية في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى وجود تحسن، لكنه غير متساو، إذ تشهد بعض المدن تفاقما في التلوث، بينما تتمتع مدن أخرى بهواء أنظف بمرور الوقت.
إعلانوكان تقرير صادر عن مؤشر جودة الهواء "آي كيو إير" (AQI) في مارس/آذار الماضي قد كشف أن تلوث الهواء يتسبب في وفاة ما يقرب من 7 ملايين شخص حول العالم كل عام، مما يجعله أحد أخطر التحديات الصحية والبيئية التي تواجه البشرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تلوث تلوث الهواء
إقرأ أيضاً:
الحرارة والجفاف يقلصان الإنتاج الزراعي عالميا
أدت موجة الطقس الحار والجفاف المتكررة لتراجع المحاصيل الزراعية حول العالم، وخاصة الحبوب الرئيسية مثل القمح والشعير والذرة، وفقا لدراسة أجرتها جامعة ستانفورد ونشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم .
ووجدت الدراسة أن الاحترار العالمي وجفاف الهواء، وهما عاملان رئيسيان في إجهاد المحاصيل، قد ازدادا بشكل حاد في كل منطقة زراعية رئيسية تقريبا حول العالم. وشهدت بعض المناطق مواسم أكثر حرارة من أي موسم تقريبا منذ 50 عاما. وتأثرت المحاصيل الزراعية فيها بشكل أكبر.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تغير المناخ يهدد "الذهب الأبيض" بأفريقيا ويعمق تحديات السوقlist 2 of 4الوحيد في السودان والـ15 عالميا.. الحرب تدمر بنك الجينات النباتيةlist 3 of 4العواصف الترابية أزمة بيئية متفاقمة مع تغير المناخlist 4 of 4تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراقend of listوقال ديفيد لوبيل، الباحث الرئيسي في الدراسة ومدير مركز غلوريا وريتشارد كوشيل للأمن الغذائي والبيئة في جامعة ستانفورد: "لقد نُشرت العديد من الأخبار حول فشل المحاصيل حول العالم، وكثيرً ما أُسأل عما إذا كانت الآثار تحدث أسرع مما توقعنا، وهذا حفّزنا على دراسة ما يحدث في المزارع حول العالم عن كثب".
وأشارت الدراسة إلى أن المحاصيل العالمية للشعير والذرة والقمح، انخفضت بنسبة تتراوح بين 4% و13% بفعل التغيرات المناخية، وفي معظم الحالات، فاقت الخسائر فوائد زيادة ثاني أكسيد الكربون الذي يُمكن أن يحسّن نمو النباتات وإنتاجيتها من خلال تعزيز عملية التمثيل الضوئي، من بين آليات أخرى.
إعلانمن جهتها، قالت ستيفانيا دي توماسو، المحللة المشاركة لبيانات الأبحاث، "في كثير من النواحي، تتوافق التغييرات التي يواجهها المزارعون تماما مع ما تنبأت به نماذج المناخ، وبالتالي فإن التأثير الإجمالي لا ينبغي أن يكون مفاجئا".
ومع ذلك، فشلت نماذج المناخ إلى حد كبير في التنبؤ بمدى الجفاف في المناطق المعتدلة مثل أوروبا والصين. وكانت الزيادات الملحوظة في جفاف الهواء أكبر بكثير مما أشارت إليه التوقعات في هذه المناطق.
كما شهدت المزارع الأميركية، وخاصة في الغرب الأوسط من البلاد ارتفاعا في درجات الحرارة وجفافا أقل بكثير مما كان متوقعا، لكنه أثر أيضا على المحاصيل.
ويشير المؤلفون إلى أن أخطاء النماذج لا تعدّ مهمة للتنبؤ بالآثار فحسب، بل أيضا لتصميم التكيفات. فعلى سبيل المثال، ربما أخطأت الجهود السابقة لتمديد مواسم النمو باستخدام أصناف محاصيل أطول نضجا، لأن النماذج لم ترصُد تماما اتجاهات الجفاف التي تُهدد الآن تلك الإستراتيجيات ذاتها.
وتعكس النتائج المخاوف التي أثيرت في دراسة نُشرت في مارس/آذار، والتي وجدت أن الإنتاجية الزراعية الأميركية قد تتباطأ بشكل كبير في العقود المقبلة دون استثمار كبير في التكيف مع تغير المناخ. وتُبرز هذه الدراسات، مجتمعةً، الحاجة المتزايدة إلى نمذجة أكثر دقة وإستراتيجياتِ تكيف أكثر ذكاء.
وقال ديفيد لوبيل "أعتقد أن الجوانب السلبية كانت في المحاصيل المتخصصة التي لا نملك فيها الكثير من النماذج، ولكنها بالغة الأهمية للمستهلكين".
ويشمل ذلك -بحسبه- سلعا مثل القهوة والكاكاو والبرتقال والزيتون. والتي شهدت جميعها مشاكل في العرض وارتفاعا في الأسعار. ورغم أن هذه السلع أقل أهمية للأمن الغذائي، إلا أنها قد تكون أكثر جاذبية للمستهلكين الذين قد لا يهتمون بتغير المناخ.
وتمثل الزراعة 23% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، هي واحدة من أولى ضحايا الاحترار المناخي، الذي يؤدي إلى زيادة موجات الجفاف وإطالة مدّتها والإجهاد المائي وتقلص المحاصيل الزراعية الرئيسية بشكل كبير.
إعلان