ترامب يتراجع عن حربه التجارية على الصين .. وخبير يكشف فرص مصر في جذب الاستثمارات
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
في مشهد جديد من فصول الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تشدد مواقفه، ملمحًا إلى خفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 145% إلى 80%. يأتي هذا التغيير بعد سلسلة من القرارات التصعيدية، ويثير تساؤلات حول الدوافع وراء هذا التراجع، كما يسلّط الضوء على الفرص التي قد تنشأ لدول أخرى وعلى رأسها مصر في ظل هذا التحول.
كتب ترامب عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي أن فرض رسوم بنسبة 80% على الصين يبدو "قرارًا صائبًا"، متراجعًا بذلك عن رفع الرسوم الأخير الذي وصل إلى 145%. وأضاف في منشور آخر دعوة صريحة لبكين لفتح أسواقها أمام المنتجات الأمريكية، معتبرًا أن "الأسواق المغلقة لم تعد مجدية" في عالم الاقتصاد الحديث.
التوترات بين البلدين كانت قد تصاعدت منذ مارس الماضي عندما بدأت الإدارة الأمريكية برفع الرسوم الجمركية تدريجيًا على الواردات الصينية، ثم بشكل سريع الشهر الماضي. لكن في الوقت ذاته، خففت واشنطن القيود المفروضة على شركاء تجاريين آخرين، مما يعكس نية لإعادة توزيع موازين التجارة العالمية.
مصر تدخل المشهد.. الاستثمار الصيني يتحول إلى فرصة استراتيجيةفي تحليل أعمق لتداعيات هذا التراجع الأمريكي، يرى الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، أن تراجع حصة الصين في السوق الأمريكي قد يدفعها إلى تعزيز علاقاتها مع أسواق بديلة، مثل السوق المصرية. ويشير إلى أن مصر بالفعل بدأت تجني ثمار هذا التحول من خلال استقطاب استثمارات صينية متزايدة.
حتى الآن، تعمل في مصر نحو 2066 شركة صينية بإجمالي استثمارات تصل إلى 8 مليارات دولار، ومن المرجح أن يرتفع هذا الرقم مع استمرار تدفق المصانع التي تسعى إلى تفادي القيود الأمريكية. ويرى الدكتور معن أن هذه الخطوة ليست مؤقتة، بل استراتيجية تهدف إلى خلق قواعد إنتاج بديلة مستدامة.
نقل التكنولوجيا وبناء القدرات المحليةويُلفت الدكتور معن إلى أن وجود هذه الاستثمارات الصناعية في مصر لا يقتصر فقط على تدفق الأموال، بل يمتد إلى نقل الخبرات الإدارية والتكنولوجية، مما يُسهم بشكل مباشر في تطوير المهارات المحلية وبناء رأس مال بشري مؤهل، قادر على مواكبة تطورات الصناعات العالمية.
فرصة تاريخية أمام المنتجات المصريةومع اتجاه واشنطن لتقليل الاعتماد على الصين، تظهر فرصة حقيقية أمام مصر لدخول الأسواق الأمريكية بمنتجات بديلة في مجالات كثيرة، مثل المنسوجات، الصناعات الغذائية، والمنتجات الزراعية. ارتفاع الرسوم المفروضة على الصين يُفسح المجال أمام المنتجات المصرية لتكون خيارًا تنافسيًا بديلاً في الأسواق العالمية.
موقع مصر يعزز مكانتها كمركز إقليميواختتم الدكتور معن تحليله بالتأكيد على أن الموقع الجغرافي الفريد لمصر الذي يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا يمنحها ميزة استراتيجية تجعلها مؤهلة لأن تصبح مركزًا صناعيًا إقليميًا. جذب الاستثمارات الأجنبية لا يعني فقط دخول رؤوس أموال جديدة، بل أيضًا تدفق عملات أجنبية وتحقيق تقدم حقيقي في ميزان التجارة، وهو ما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.
من نزاع عالمي إلى فرصة وطنيةفي ظل تقلبات السياسات التجارية العالمية، يبدو أن الأزمة بين أمريكا والصين تحمل في طياتها فرصًا واعدة لدول تبحث عن موقع جديد في خارطة الاقتصاد الدولي. ومصر، بما تمتلكه من مقومات استثمارية وبشرية، قد تكون أحد أبرز المستفيدين من هذا التحول.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الصين ترامب الأسواق وسائل التواصل الاجتماعي على الصین
إقرأ أيضاً:
الصين وأميركا تبحثان تهدئة الحرب التجارية قريبا
يلتقي وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت هي ليفينغ نائب رئيس الوزراء الصيني في سويسرا، يومي السبت والأحد المقبلين، وفق ما أعلنت واشنطن، وذلك لبحث الحرب التجارية الدائرة بين بلديهما منذ فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية باهظة على السلع الصينية بلغت 145%، وردت عليها بكين بفرض رسوما بنسبة 125% على السلع الأميركية.
مناقشاتوقال وزير الخزانة الأميركي، في بيان، إنّه سيغادر إلى سويسرا "لإجراء مناقشات بنّاءة تهدف إلى إعادة التوازن إلى النظام الاقتصادي الدولي بما يخدم مصالح الولايات المتّحدة بشكل أفضل".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إنّ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني سيزور سويسرا من 9 ولغاية 12 مايو/ أيار بدعوة من الحكومة السويسرية.
وأضافت الوزارة أنّ هي ليفينغ، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، سيلتقي بيسنت "بصفته نقطة اتصال للقضايا الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة".
وكانت الصين أعلنت الجمعة أنّها بصدد دراسة مقترح من الولايات المتّحدة لإجراء مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية التي تبادل أكبر اقتصادين في العالم فرضها على سلعهما.
تهدئة التوتروقال بيسنت في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إن الولايات المتحدة والصين يجب أن تعملا على تهدئة التوتر قبل أن تتمكنا من المضي قدما في مفاوضات التجارة.
إعلانوأضاف: "أعتقد أن الأمر يتعلق بتهدئة التوتر، وليس باتفاقية التجارة الكبرى… يتعين علينا تهدئة التوتر قبل أن نتمكن من المضي قدما".
وأشار إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا ترغب في إلغاء روابط التجارة مع الصين في المنسوجات وغيرها من السلع المماثلة، لكن واشنطن عازمة على إعادة إنتاج الصناعات الاستراتيجية مثل أشباه الموصلات والأدوية والصلب إلى الولايات المتحدة.
مبادئ العدالةمن جانبها تعهدت وزارة التجارة في بكين بأنها "ستدافع عن مبادئ العدالة" وتتمسك بها خلال المحادثات.
وقال المتحدث باسم الوزارة "إذا أرادت الولايات المتحدة حل القضية من خلال المفاوضات، فعليها أن تقرَّ بالتأثيرات السلبية الخطيرة للإجراءات التي اتخذتها منفردة والخاصة بالرسوم الجمركية على نفسها وعلى العالم".
وأضاف: "إذا تحدثت الولايات المتحدة بطريقة وتصرفت بطريقة أخرى، أو حتى حاولت مواصلة لي ذراع الصين وابتزازها تحت ستار المحادثات، فلن توافق الصين مطلقا" على ذلك.
وتعهد المتحدث باسم الوزارة بأن بكين لن "تضحي بموقفها المبدئي ولا بالإنصاف والعدالة الدوليين من أجل التوصل إلى اتفاق أيا كان".