هل أقنع زيلينسكي أخيرًا ترامب بالوقوف إلى جانبه؟
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
استطاعت كييف وواشنطن الوصول إلى أرضية مشتركة. فبعد توقيع أول اتفاق رسمي بينهما، شهدت العلاقات تحسنًا ملحوظًا. لكن، هل سيكون ذلك كافيًا ليتمكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من كسب دونالد ترامب إلى صفه؟ اعلان
خلال المناظرة الرئاسية الانتخابية العام الماضي، تجنب ترامب الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان يرى أن كييف ستنتصر في نهاية معركتها ضد موسكو.
ومنذ ذلك الحين، وكييف تحاول إقناع سيد البيت الأبيض بتقديم الدعم لها، وبعبارة أكثر دقة، الوقوف إلى جانبها.
لكن العلاقة بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني مرّت بمنعطفات كثيرة، بدءًا من اتهام ترامب لزيلينسكي بأنه "ديكتاتور" قبيل الانتخابات الرئاسية في سبتمبر/أيلول 2024، وصولاً إلى المشادة الكلامية غير المسبوقة بينهما في المكتب البيضاوي.
طيلة هذه الفترة، لم يتوانَ الرئيس الأوكراني لحظة عن إبداء حسن نيته في إنهاء الحرب، ففي أواخر مارس/آذار، وافقت كييف على مقترح واشنطن لوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، شرط أن تلتزم موسكو بذلك أيضًا.
ورغم مرور شهرين على الاقتراح، إلا أن وقف إطلاق النار الذي دعت إليه أمريكا لم يُطبَّق فعليًا على الأرض، إذ لا يزال الأمر متوقفًا على روسيا.
السلام الحقيقي ووقف إطلاق النار غير المشروطفي المقابل، أعلنت موسكو -من جانب واحد- مرتين عن وقف قصير لإطلاق النار: الأول خلال عيد الفصح، والثاني للاحتفال بيوم النصر. ولكن في كلتا المناسبتين، تقول كييف إن الكرملين انتهك هدنته الخاصة وأصرّ على رفض اقتراح وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا.
على النقيض من ذلك، تمكنت أوكرانيا من التفاوض مع الولايات المتحدة وتوقيع صفقة للمعادن النادرة. بينما لم تحقق موسكو أي تقدم يُذكر معها ولم تُظهر أي مرونة. بل إن أقصى ما قدمته كان استعدادًا للتخلي عن الأراضي الأوكرانية غير المحتلة، مثل أجزاء كبيرة من منطقتي خيرسون وزاباروجيا.
وفي ذات الوقت، كثفت أوكرانيا هجماتها العسكرية.
وقبل أيام من العرض العسكري الروسي، زادت من هجمات الطائرات المسيرة على موسكو، مما أدى إلى شلّ المجال الجوي فوق العاصمة الروسية في اللحظة التي كان فيها بوتين يتوقع استقبال ضيوفه من زعماء الدول لحضور فعاليات عيد النصر.
ربما أثمرت هذه الاستراتيجية، ففي مساء يوم الخميس، أجرى ترامب وزيلينسكي مكالمة هاتفية مطولة ناقشا خلالها اتفاق المعادن المصادق عليه.
وفي وقت لاحق، أصدر الرئيس الأوكراني بيانًا على منصة "إكس" أكد فيه استعداد أوكرانيا لوقف إطلاق نار غير مشروط.
وقال: "أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار الكامل بدءًا من الآن، من هذه اللحظة بالذات - وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا."
وأضاف: "ولكن يجب أن يكون هذا الوقف حقيقيًا. لا قصف بالصواريخ أو الطائرات المسيرة، ولا مئات الهجمات على الجبهة. يجب على الروس الرد بشكل مناسب - من خلال دعم وقف إطلاق النار وإثبات استعدادهم لإنهاء الحرب."
وأشار زيلينسكي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها كييف هذا العرض، مؤكدًا: "ثلاثون يومًا يمكن أن تكون فاتحة لسنوات من السلام. إن وقف إطلاق النار الدائم والموثوق به سيكون مؤشرًا حقيقيًا للتحرك نحو السلام."
وتابع الرئيس الأوكراني: "يمكن لأمريكا أن تساعد في ذلك. فالعالم يحتاج إليها الآن كما كان الحال قبل ثمانين عامًا."
وكان الرئيس الأمريكي المثير للجدل قد أدلى بتصريح بدا أكثر اعتدالاً على منصة "تروث سوشيال" حيث قال إن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا مستمرة، مشيراً إلى أن واشنطن مستعدة للقبول بوقف إطلاق نار أقصر يستمر أقل من 30 يوماً.
وحذر الزعيم الجمهوري الكرملين قائلًا: "إذا لم يتم احترام وقف إطلاق النار، فإن الولايات المتحدة وشركاءها سيفرضون المزيد من العقوبات"، مضيفًا "يجب أن يرغب الجميع في أن يتوقف ذلك".
وتابع: "أنا أريد ذلك، والولايات المتحدة تريد ذلك أيضًا. كرئيس، سأبقى ملتزمًا بتأمين السلام بين روسيا وأوكرانيا، جنبًا إلى جنب مع الأوروبيين، وسيكون سلامًا دائمًا".
ثم بدا رئيس البيت الأبيض أنه يتفق مع نظيره الأوكراني حيث قال: "يمكن أن يتم كل ذلك بسرعة كبيرة، وسأكون متاحًا في أي لحظة إذا كانت هناك حاجة إلى خدماتي".
في وقت سابق، عبّر نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس عن استيائه من موقف الكرملين، معتبرًا أنه يطالب "بأكثر من اللازم" خلال مفاوضاته مع أوكرانيا.
وأثناء كلمته في مؤتمر أمني عُقد في العاصمة الأمريكية، أكد فانس أن البيت الأبيض يسعى لدفع "الطرفين إلى محادثات مباشرة"، ملوّحًا بإمكانية انسحاب الولايات المتحدة من دور الوساطة إذا استمرت العراقيل.
وقال فانس: "لا يمكنني القول إن الروس غير مهتمين بالتوصل إلى حل لهذه الأزمة. لكن ما أستطيع تأكيده هو أن مطالبهم الحالية تتجاوز الحدود المعقولة. إنهم يبالغون في تلك المطالب. حسنًا؟"
ويبدو أن الكرملين لا يتفق مع تصريحات فانس، إذ قال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، الخميس، إن موسكو "قد تخيب آمال واشنطن بطريقة ما".
وأضاف أوشاكوف: "إنهم يخيبون آمالنا أيضًا، وربما أكثر مما نخيب آمالهم، ولفترة طويلة"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الجانبين "يتجهان نحو عقد لقاء وجهاً لوجه بين ترامب وبوتين".
بين شي بوتين صداقةٌ في قوة الفولاذفي هذه الأثناء، استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الصيني شي جين بينغ، الذي زار موسكو لحضور العرض العسكري الذي أقيم الجمعة بمناسبة عيد النصر.
وقبيل وصوله، نشر شي جين بينغ مقالًا في وسائل الإعلام الصينية والروسية، أجرى فيه مقارنة بين "الهيمنة" الأمريكية في العصر الحديث و"القوى الفاشية المتغطرسة" التي كانت تهيمن قبل ثمانين عامًا.
وقال شي في مقاله: "القوى العادلة في العالم، بما في ذلك الصين والاتحاد السوفييتي، قاتلت بشجاعة وهزمت القوى الفاشية المتغطرسة جنبًا إلى جنب".
وأضاف: "بعد مرور ثمانين عامًا، أصبحت الأحادية والهيمنة والتسلط مؤذية للغاية. لقد أصبحت البشرية مرة أخرى على مفترق طرق".
وفي بيان مشترك، أكد الرئيسان شي جين بينغ وفلاديمير بوتين أن الحرب في أوكرانيا لا يمكن حلها إلا من خلال معالجة "أسبابها الجذرية"، في إشارة إلى الدعم الصيني المستمر للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
وشدد الرئيس الصيني على أن العلاقة التي تجمع بلاده بروسيا يجب أن تكون مثل "الفولاذ الذي مرّ بتجربة النار"، متعهّدًا بالتنسيق في مختلف المجالات، بما فيها العسكرية، والتصدي بحزم لما وصفه بـ"مسار واشنطن المتمثل في الاحتواء المزدوج" لبكين وموسكو.
ترامب يزور الشرق الأوسطفي الأسبوع المقبل، يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة في الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وقد لعبت هذه الدول الثلاث دورًا محوريًا في جهود أوكرانيا لإنهاء الحرب الروسية من خلال المساعدة في تبادل أسرى الحرب وضمان عودة الأطفال الأوكرانيين الذين رحّلتهم موسكو قسرًا.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق من الكرملين حول إمكانية قيام الرئيس بوتين بزيارة مماثلة إلى الشرق الأوسط.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: باكستان روسيا الهند فلاديمير بوتين الحرب العالمية الثانية الحرب في أوكرانيا باكستان روسيا الهند فلاديمير بوتين الحرب العالمية الثانية الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي شي جينبينغ فلاديمير بوتين دونالد ترامب الغزو الروسي لأوكرانيا الحرب في أوكرانيا باكستان روسيا الهند فلاديمير بوتين الحرب العالمية الثانية الحرب في أوكرانيا حروب الصين فرنسا كشمير دونالد ترامب يوم النصر في أوروبا الرئیس الأوکرانی وقف إطلاق النار وقف إطلاق نار البیت الأبیض شی جین بینغ
إقرأ أيضاً:
دول أوروبية تؤيد وقف إطلاق النار في أوكرانيا
أعلنت بريطانيا وفرنسا ودول شمال أوروبا، اليوم الجمعة، دعمها اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوما في أوكرانيا.
وقال يوناس غار ستور رئيس الوزراء النرويجي، في اجتماع الدول العشر المشاركة في "قوة التدخل المشتركة" في أوسلو "نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار غير مشروط، يجب أن يُراقب ويُحترم أولا قبل التمكن من الانتقال إلى المفاوضات بشأن القضايا الرئيسية للتوصل إلى سلام دائم".
وتحدث قادة هذه الدول، مساء أمس الخميس هاتفيا، بشكل منفصل مع ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف ستور "إذا لم يُحترم" وقف إطلاق النار، "يجب فرض عقوبات"، موضحا أنه "نهج منسق تعتمده حاليا الولايات المتحدة والأوروبيون وأوكرانيا".
ودعا الرئيس الأميركي، أمس الخميس، إلى "وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوما" في أوكرانيا، مؤكدا أن روسيا وأوكرانيا "ستتحملان المسؤولية".
وحذّر من أنّه "إذا لم يتم احترام وقف إطلاق النار، فإنّ الولايات المتحدة وشركاءها سيفرضون عقوبات إضافية".
وأيّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاقتراح، مطالبا موسكو بقبوله.
وقال ماكرون، في منشور على موقع "اكس"، "وافقت أوكرانيا على وقف إطلاق النار هذا منذ حوالى شهرين. وأتوقع حاليا أن تعلن روسيا الموقف نفسه".
وحذّر من أنه "إذا لم يحدث ذلك، فسنكون مستعدين للرد بحزم، مع جميع الأوروبيين وبالتشاور الوثيق مع الولايات المتحدة".
وأشار الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، خلال المؤتمر الصحافي الختامي لاجتماع "قوة التدخل المشتركة"، إلى عقوبات محتملة "ذكرها الرئيس زيلينسكي وتتعلق بالقطاع المصرفي وقطاع الطاقة".
وأضاف أن أمام "الولايات المتحدة مجموعتين من العقوبات على الطاولة (...) ومن شأن ذلك تشكيل تأثير رادع أو، لقول ذلك بطريقة أكثر دبلوماسية، تشجيع روسيا على احترام وقف إطلاق النار".
وقال الرئيس الفنلندي إنه "متفائل بحذر لأننا في هذه المرحلة نتحرك في الاتجاه الصحيح، سواء لناحية الخطة العسكرية على الأرض، كما أشار زيلينسكي، أو في ما يتعلق بوقف إطلاق النار وعملية السلام".
وتقود بريطانيا "قوة التدخل المشتركة" التي تشمل دول شمال أوروبا ودول البلطيق وهولندا.
وأشار رئيس الوزراء النرويجي إلى أن "قوة التدخل المشتركة" اقترحت على أوكرانيا أيضا "شراكة معززة" تشمل "تدريبات ملائمة، والمشاركة في تدريبات مشتركة" بالإضافة إلى التعاون في مجال الابتكار التقني.