سواليف:
2025-10-13@04:52:08 GMT

في العمق

تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT

#في_العمق

د. #هاشم_غرايبه

في تقييم الأحداث الفاصلة في تاريخ أمتنا المعاصر، يبقى حدث السابع من اكتوبر عام 2023 هو الأهم، وقد يعتبره المؤرخون من المعارك الفاصلة في تاريخنا الحديث.
بطبيعة الحال، ولما كانت العلامة الفارقة لأمتنا من دون الأمم الأخرى، هو وجود فصيل المنافقين، والذي لم ينقطع تواصله مع أعداء الأمة منذ أنعم الله علينا بهديه، فقد ظهر على الدوام وفي كل العصوراصطفافان ثابتان لا يتغيران في كل الحالات من ضعف الأمة أو قوتها، هما فسطاط أهل الحق وفسطاط أهل الباطل.


المتغير الوحيد هو عندما يحني أهل الباطل رؤوسهم وينزووا في جحورهم مؤقتا، عندما تهب ريح الأمة وتنتصر في معركة من معارك الصراع الأزلي مع الباطل، لكنهم سرعان ما يعودوا لنشاطهم القديم كلما ذهبت ريح الأمة واستقوى عليها أعداؤها.
رأينا تطبيق ذلك عمليا في معركة الطوفان، فقد كان هجوم المقاومة الإسلامية المظفرصادما للغرب المستعمر، اذ كان اعتقد أنه نجح بفضل تعاون أنظمة (سايكس – بيكو) الكسيحة معه، بترسيخ تصور أن الكيان اللقيط لا قبل لهم به، فلا مفر من الرضوخ له والقبول بهيمنته تحت مسمى التطبيع، لكن معسكر أهل الباطل (المؤلف من منافقي الأمة أساسا)، كانت صدمته أعظم، إذ كشف سوء نيتهم في اصطناع العجز عن مقارعة هذا الكيان وعدم القدرة على الوقوف في وجهه، لتبرير الاستسلام له.
وذلك ربما قدره الله ليكشف نوايا هذا الفسطاط، الذي كاد أن يقنع البسطاء بانه يفعل ما بوسعه لإنقاذ الأمة، فجاء نصره للمقاومين رغم التفوق التقني للعدو، ليسقط الوهم المصنوع عن قوة العدو وعقلانية القبول به أمرا واقعا، وليثبت تخاذلهم، وأنهم لو صدعوا بواجبهم، فأعدوا للصراع عدته، وصدقت نيتهم في التصدي لهذا الكيان منذ البداية، ربما لكان زال قبل أن يوطد أركانه، لكنهم لأنهم مكن لهم المستعمر من الاستئثار بالقرار السياسي طوال الوقت منذ تأسسيسه، فقد ألغوا فكرة مناجزته ناهيك عن نية اقتلاعه من ارض الأمة.
من هذا التحليل نفهم مجريات الواقع، فنجد مختلف أركان هذا الفسطاط قد تكاتفت لأجل استعادة زمام المبادرة في إعادة الأمة لمرحلة ما قبل هذا الطوفان، لذلك انصبت جهودها بداية بشكل سري لتحريض العدو على عدم التوقف عن عدوانه ألا بعد اجتثاث فكرة المقاومة والتنظيم الذي نجح في جعلها معادلة صعبة أمامهم، ولما لم تنجح جهود العدو رغم أنه لم يدخر جهدا في ارتكاب أبشع المذابح، ولم يرعى ذمة لمواثيق دولية في استهدافه المباشر للمدنيين وللصحافيين ولفرق الإسعاف ولكافة المرافق المدنية بما فيها المستشفيات.. رغم كل ذلك صمدت المقاومة وحاضنتها الشعبية في القطاع، ولم يتمكن من كسر ارادتهم.
عندها لجأ أهل الباطل (منافقو الأمة) الى محاولات يائسة لاختراق الجبهة الداخلية في القطاع، بإيهام المواطنين أن الإجرام بالتدمير والقتل وقطع الامدادات الذي يتم بحقهم لن يتوقف إلا إن تخلوا عن المقاومين، وخرجوا من بينهم، فان تم ذلك ستفتح عليهم خزائن أموال السحت الخليجية لتعيد الإعمار.
هكذا لم يعد سرا هذا التنسيق بين قوى الاحتلال المجرمة، وداعموهم من الغرب المستعمر، ومؤيدوهم من من أنظمة عربية باعت قرارها السياسي بثمن بخس هو البقاء على الكرسي العفن.
والمعركة الآن هي معركة إرادة، فمن جهة هنالك فسطاط أهل الحق الذين يتمسكون بالحق الشرعي في العيش في وطنهم، الذي ورثوه عن آباء وأجداد أباة أحرار صانوه لهم ليعيشوا فيه حياة كريمة، مقابل فسطاط أهل الباطل الخانعين، يقبلون بالدنية ويرضون بحياة الذل: “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ” [البقرة:96]، أية حياة .. ولو كانت حياة خانعة كحياة الأنعام.
قد يتعرض أهل الحق للأذى وينال منهم العدو نيلا كبيرا، وينجو من ذلك أهل الباطل، لكن الله وعدهم إن صمدوا على مبدئهم الحق، وصبروا على ما أوذوا في سبيله، وصابروا مناجزين للعدو بما في أيديهم ولو كان قليلا، أن تكون العاقبة لهم، وعزاؤهم أن الله صادق وعده، وقد رأوا من كان قبلهم من أمتهم، كم نصرهم الله في مواطن كثيرة، وأتاهم الفرج بعد إذ كانت الأرض تضيق عليهم بما رحبت، وبلغت قلوبهم الحناجر.. عندها كان يأتيهم نصر الله، والذي ما كان يوما بكثرة عدد ولا عدة.

مقالات ذات صلة شروطُ الإغاثة الإسرائيلية حشرٌ بشري وفرزٌ أمني 2025/05/08

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: في العمق هاشم غرايبه أهل الباطل

إقرأ أيضاً:

اوهام المتصهينون

بكل تأكيد له سياقه المرتبط ليس فقط بموقف اليمن المساند والمناصر لمظلومية الشعب الفلسطيني بل المواجه لتوحش غير مسبوق لكيان العدو الصهيوني _ الأمريكي  الاستعماري الغربي في تنفيذ المخططات التأمرية  المتجددة لتصفية القضية الفلسطينية واستباحة المنطقة العربية وفرض الاذعان والخضوع للهيمنة ليصبح الكيان(المسمى  إسرائيل ) الوكيل الحصري لأمريكا عبر التفكيك  والتفتيت واعادة التركيب لخرائط سايكس بيكو جغرافيا وديمغرافيا بحيث تنسى شعوب الأمة العربية والإسلامية تاريخها وانتمائها الديني والعربي والانساني الحضاري وتصبح بلا هوية ولا ماضي أو حاضر او مستقبل.

الزبيدي والمحرمي والعليمي وطارق عفاش وبقية العملاء والخونة لا يملكون من امر انفسهم شي فهم يقولون ما يلقنون وينفذون ما يأتمرون به من السعودي  والإماراتي والقطري وبقية صنائع بريطانيا ومحميات أمريكا في الجزيرة والخليج..هم يؤمنون فقط بمن سلطهم على   الأمة ومقدساتها ورقاب شعوبها وقبلوا ان يكونوا اتباعا للصهاينة اما من يحسبون على اليمن  فهم الاكثر قذارة وانحطاط ورخص  ولا يهمهم الا  رضى مشغليهم الذين كانوا منذ الحرب العدوانية التي شنها تحالف إقليمي ودولي اعلن من واشنطن ٢٠١٥م تقوده الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومعاهم الكيان الصهيوني ويغطوا ذلك بتسميته التحالف  العربي بقيادة السعودية والهدف السيطرة على موقع اليمن الجيوساسي الاستراتيجي والثروة وهذا لن يتحقق الا بتقسيم اليمن إلى كنتونات متناحرة مسيطر عليها.

باختصار العليمي والمحرمي والعرادة وعفاش والزبيدي وبقية الخونة والعملاء والمرتزقة ليسوا الا دمى واراجيز تتحرك على ايقاعات السعودي والإماراتي المراهنان على العدو الإسرائيلي ووهم (العبقرية )اليهودية والمقصود الغدر والمكر والخبث والاساليب القذرة المعروفة عن اليهود عبر التاريخ.

نقول  للاذناب واذناب الاذناب من جديد  رهاناتكم خسارة وما يخطط له الصهاينة والامريكان والبريطاني سيذهب ادرج الرياح بعد ان اسقطت غزة كل الاقنعة وكشفت ان الصهينة لم تعد تقتصر على اليهود.. معركتنا الوطنية كانت وستظل حرية وسيادة واستقلال وهي لا تنفصل عن تحرير فلسطين وقدسها واقصاها من دنس الغاصبين  الصهاينة وهذا سيؤدي إلى تحرير الأمة كلها من هيمنة  أمريكا والصهيوني المتوحشة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا وبالايمان والوعى والاردة واليقظة منتصرين .

مقالات مشابهة

  • العدو الاسرائيلي يقتحم قرى وبلدات في رام الله ويصيب فلسطينيا شمال القدس
  • ‏لماذا يخرج اليمن من الصراع أقوى؟؟
  • مسيرات راجلة ووقفات قبلية في همدان بالذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”
  • التطبيع والحرب الناعمة .. أخطر أهداف العدو الإسرائيلي لاختراق المجتمعات العربية
  • مستوطنون يقتحمون البرج الاثري في بلدة السموع ويعتدون على ممتلكات الفلسطينيين برام الله
  • اوهام المتصهينون
  • بيان عاجل من حزب الله بعد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • مسيرات حاشدة في ذمار احتفاءً بالذكرى الثانية لـ “طوفان الأقصى” وانتصار غزة
  • العدو الصهيوني يعتقل خمسة فلسطينيين خلال اقتحامات في الضفة
  • اعتقال 32 لبنانيا بتهمة تزويد إسرائيل بمعلومات عن حزب الله