سواليف:
2025-12-09@08:32:00 GMT

في العمق

تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT

#في_العمق

د. #هاشم_غرايبه

في تقييم الأحداث الفاصلة في تاريخ أمتنا المعاصر، يبقى حدث السابع من اكتوبر عام 2023 هو الأهم، وقد يعتبره المؤرخون من المعارك الفاصلة في تاريخنا الحديث.
بطبيعة الحال، ولما كانت العلامة الفارقة لأمتنا من دون الأمم الأخرى، هو وجود فصيل المنافقين، والذي لم ينقطع تواصله مع أعداء الأمة منذ أنعم الله علينا بهديه، فقد ظهر على الدوام وفي كل العصوراصطفافان ثابتان لا يتغيران في كل الحالات من ضعف الأمة أو قوتها، هما فسطاط أهل الحق وفسطاط أهل الباطل.


المتغير الوحيد هو عندما يحني أهل الباطل رؤوسهم وينزووا في جحورهم مؤقتا، عندما تهب ريح الأمة وتنتصر في معركة من معارك الصراع الأزلي مع الباطل، لكنهم سرعان ما يعودوا لنشاطهم القديم كلما ذهبت ريح الأمة واستقوى عليها أعداؤها.
رأينا تطبيق ذلك عمليا في معركة الطوفان، فقد كان هجوم المقاومة الإسلامية المظفرصادما للغرب المستعمر، اذ كان اعتقد أنه نجح بفضل تعاون أنظمة (سايكس – بيكو) الكسيحة معه، بترسيخ تصور أن الكيان اللقيط لا قبل لهم به، فلا مفر من الرضوخ له والقبول بهيمنته تحت مسمى التطبيع، لكن معسكر أهل الباطل (المؤلف من منافقي الأمة أساسا)، كانت صدمته أعظم، إذ كشف سوء نيتهم في اصطناع العجز عن مقارعة هذا الكيان وعدم القدرة على الوقوف في وجهه، لتبرير الاستسلام له.
وذلك ربما قدره الله ليكشف نوايا هذا الفسطاط، الذي كاد أن يقنع البسطاء بانه يفعل ما بوسعه لإنقاذ الأمة، فجاء نصره للمقاومين رغم التفوق التقني للعدو، ليسقط الوهم المصنوع عن قوة العدو وعقلانية القبول به أمرا واقعا، وليثبت تخاذلهم، وأنهم لو صدعوا بواجبهم، فأعدوا للصراع عدته، وصدقت نيتهم في التصدي لهذا الكيان منذ البداية، ربما لكان زال قبل أن يوطد أركانه، لكنهم لأنهم مكن لهم المستعمر من الاستئثار بالقرار السياسي طوال الوقت منذ تأسسيسه، فقد ألغوا فكرة مناجزته ناهيك عن نية اقتلاعه من ارض الأمة.
من هذا التحليل نفهم مجريات الواقع، فنجد مختلف أركان هذا الفسطاط قد تكاتفت لأجل استعادة زمام المبادرة في إعادة الأمة لمرحلة ما قبل هذا الطوفان، لذلك انصبت جهودها بداية بشكل سري لتحريض العدو على عدم التوقف عن عدوانه ألا بعد اجتثاث فكرة المقاومة والتنظيم الذي نجح في جعلها معادلة صعبة أمامهم، ولما لم تنجح جهود العدو رغم أنه لم يدخر جهدا في ارتكاب أبشع المذابح، ولم يرعى ذمة لمواثيق دولية في استهدافه المباشر للمدنيين وللصحافيين ولفرق الإسعاف ولكافة المرافق المدنية بما فيها المستشفيات.. رغم كل ذلك صمدت المقاومة وحاضنتها الشعبية في القطاع، ولم يتمكن من كسر ارادتهم.
عندها لجأ أهل الباطل (منافقو الأمة) الى محاولات يائسة لاختراق الجبهة الداخلية في القطاع، بإيهام المواطنين أن الإجرام بالتدمير والقتل وقطع الامدادات الذي يتم بحقهم لن يتوقف إلا إن تخلوا عن المقاومين، وخرجوا من بينهم، فان تم ذلك ستفتح عليهم خزائن أموال السحت الخليجية لتعيد الإعمار.
هكذا لم يعد سرا هذا التنسيق بين قوى الاحتلال المجرمة، وداعموهم من الغرب المستعمر، ومؤيدوهم من من أنظمة عربية باعت قرارها السياسي بثمن بخس هو البقاء على الكرسي العفن.
والمعركة الآن هي معركة إرادة، فمن جهة هنالك فسطاط أهل الحق الذين يتمسكون بالحق الشرعي في العيش في وطنهم، الذي ورثوه عن آباء وأجداد أباة أحرار صانوه لهم ليعيشوا فيه حياة كريمة، مقابل فسطاط أهل الباطل الخانعين، يقبلون بالدنية ويرضون بحياة الذل: “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ” [البقرة:96]، أية حياة .. ولو كانت حياة خانعة كحياة الأنعام.
قد يتعرض أهل الحق للأذى وينال منهم العدو نيلا كبيرا، وينجو من ذلك أهل الباطل، لكن الله وعدهم إن صمدوا على مبدئهم الحق، وصبروا على ما أوذوا في سبيله، وصابروا مناجزين للعدو بما في أيديهم ولو كان قليلا، أن تكون العاقبة لهم، وعزاؤهم أن الله صادق وعده، وقد رأوا من كان قبلهم من أمتهم، كم نصرهم الله في مواطن كثيرة، وأتاهم الفرج بعد إذ كانت الأرض تضيق عليهم بما رحبت، وبلغت قلوبهم الحناجر.. عندها كان يأتيهم نصر الله، والذي ما كان يوما بكثرة عدد ولا عدة.

مقالات ذات صلة شروطُ الإغاثة الإسرائيلية حشرٌ بشري وفرزٌ أمني 2025/05/08

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: في العمق هاشم غرايبه أهل الباطل

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يعتقل 42 فلسطينيا خلال اقتحامات واسعة للضفة الغربية

الثورة نت/وكالات شنّت قوات العدو الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، تزامنًا مع مداهمة منازل المواطنين وتحويل بعضها لـ “ثكنات عسكرية” ومراكز تحقيق ميداني. وأفادت “وكالة سند للأنباء”، بأن قوات العدو اعتقلت العشرات من المواطنين ، خلال اقتحام مناطق متفرقة بالضفة المحتلة، وأفرجت عن بعضهم عقب إخضاعهم للتحقيق الميداني. ولفتت إلى أن قوات العدو اقتحمت حرم جامعة بيرزيت، شمالي مدينة رام الله، فجر الثلاثاء، بينما دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة للجامعة صباح اليوم. وقالت مصادر محلية، إن قوات العدو دهمت بلدة بيرزيت، شمالي رام الله، وشنّت حملة مداهمات واعتقالات، تزامنًا مع اقتحام الحرم الجامعي لجامعة بيرزيت واحتجاز عددًا من “الحرس الجامعي”. واعتقلت قوات العدو، فجر الثلاثاء، الشقيقين أيسر وأيهم كنعان، بالإضافة للشبان: صالح وشحة، مجد ضياء، سامر المصري ومحمد ضياء، خلال اقتحام بلدة بيرزيت، شمالي رام الله. وصرحت مصادر أمنية فلسطينية، بأن قوات العدو اعتقلت الشاب حسن حسيني، عقب اقتحام منزله في بلدة بيتونيا غربي رام الله. وكانت قوات العدو، قد دهمت حي الطيرة في مدينة رام الله، وعدة أحياء أخرى في مدينة البيرة المجاورة، وبلدة بيتونيا غربي رام الله. ودفعت قوات العدو بتعزيزات عسكرية إلى بلدة السيلة الحارثية، جنوب غربي مدينة جنين، بالإضافة لاقتحام قرى وبلدات: رمانة وعرابة غربي جنين، وقرية مركة جنوبي غرب المدينة. وذكر سكان محليون أن قوات العدو أعادت اعتقال الأسير المحرر صلاح الدين محمد جلبوش، عقب دهم وتفتيش منزله، في قرية مركة، جنوبي غرب جنين. وجددت قوات العدو، فجر الثلاثاء، اقتحامها لمدينة طوباس، وبلدة طمون جنوبي المدينة، شمال الضفة الغربية. ونوهت وكالة سند إلى أن قوات العدو اقتحمت بلدة بيت أمر، شمالي مدينة الخليل، واعتقلت الطفل تامر بحر عقب مداهمة منزل عائلته في البلدة. وأضافت أن العدو اقتحم، أيضًا، بلدة الظاهرية جنوبي مدينة الخليل، واعتقل عددًا من الشبان عقب مداهمة منازلهم في قرية الكوم، غربي دورا، جنوبي غرب المدينة، جنوبي الضفة المحتلة. وأعادت قوات العدو اعتقال الأسير المحرر أسامة محمود الرجوب، بالإضافة لاعتقال المحامي محمود عبد الحميد الرجوب، والشاب حمزة تيسير الرجوب، عقب دهم وتفتيش منازل عائلاتهم في قرية الكوم. ونبهت إلى أن قوات العدو اقتحمت فجر اليوم، بلدة إذنا غربي مدينة الخليل، واعتقلت كلًا من: صابر طميزة وهو مدير شركة صرافة، ومعتز محمد مطلق أبو جحيشه، والمواطن محمد محمود العسود؛ وهو والد الشهيد مهند العسود. ونقلت للوكالة عن مصادر محلية،قولها أن قوات العدو اقتحمت بلدات: المنشية وبيت فجار، جنوبي مدينة بيت لحم، واعتقلت الشاب محمود أبو عمر عقب مداهمة منزل عائلته في بلدة الخضر، جنوبي المدينة. وأشارت المصادر إلى أن قوات العدو اعتقلت أكثر من 20 فلسطينيًا، خلال اقتحامها قرية مراح رباح، جنوبي بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية. وطالت الاعتقالات الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، 6 فلسطينيين من بلدة برقة، شمال غربي مدينة نابلس، عقب تفتيش منازل عائلاتهم، وهم: خالد إياد صلاح، جواد مروان الحميد، نصر الله فطين صلاح، عبد الله سلام دسوقي، ثائر مسعود، وعبود عارف مسعود. ودهمت قوات العدو، فجر اليوم، مدينة نابلس، شمالي الضفة المحتلة، من جهة حاجزي: حوارة وبيت فوريك العسكريين، واقتحمت مخيم عسكر القديم للاجئين، شرقي المدينة. وبيّن سكان محليون أن قوات العدو اقتحمت قرية مسحة وبلدة الزاوية غربي سلفيت، واعتقلت الشاب مكرم عامر خلال مداهمتها لمنزله في “مسحة”، شمالي الضفة الغربية المحتلة. ورشق مستوطنون متطرفون، فجر الثلاثاء، مركبات المواطنين الفلسطينيين، بالحجارة، وألحقوا ببعضها أضرارًا مادية، على الشارع الرئيسي الواصل بين نابلس وقلقيلية، بالقرب من مستوطنة “كدوميم”، المقامة على أراضٍ فلسطينية شرقي مدينة قلقيلية، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يعتقل 42 فلسطينيا خلال اقتحامات واسعة للضفة الغربية
  • (صور+ فيديو) استنفار قبائل تهامة في اكبر حشد على الاطلاق
  • أبناء مديرية معين يعلنون النفير والجاهزية لاي تصعيد
  • عودة الكتاتيب.. ضرورة لإحياء روح القرآن في مصر والوطن الإسلامي
  • قراءة لكتاب”موسوعة أخلاق الحكام في الشريعة الإسلامية” للعلّامة الشيخ أبي عبد الرحمن عبد الباقي حقّاني
  • قبائل بكيل السواد بعمران تعلن الجاهزية لأي خطوات تصعيدية
  • يعقوبيان تدعي على الصحناوي بالتعامل مع العدو بعد مجاهرتها بتأييد السلام والتفاوض
  • الاستباحة الكبرى .. كيف يقود المشروع الصهيوأمريكي حرباً شاملة على الأمة أرضاً وهوية ً وقيماً
  • العدو الصهيوني يعتقل 6 فلسطينيين من قلقيلية و رام الله
  • مفتي الجمهورية: «دولة التلاوة» يعيد إحياء مدرسة التلاوة المصرية من خلال اكتشاف المواهب