الثورة نت:
2025-06-27@00:05:58 GMT

ترامب يخذل «المتفيقهين»!

تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT

ترامب يخذل «المتفيقهين»!

 

 

كارثة بعض «المتفيقهين» في مراقبة الأحداث، أنهم يصرون في غالب الأحيان على رؤية الأمور بالمقلوب، فينتهوا إلى استنتاجات لا تشبه شيئاً ولا تفيد بشيء. ويزداد وقع الكارثة عندما يركن هؤلاء «البعض» إلى ما خلصوا إليه، ويبنون عليه بعد ذلك تحليلاتهم وتفسيراتهم وحتى توقعاتهم.
الأسبوع الماضي، وفيما استبشر بعض مثيريّ الشفقة البؤس، خيرا بتصعيد الغارات الأمريكية والإسرائيلية على المرافق الخدمية الخاصة بمواطني الجمهورية اليمنية لعلّها تُجبر القوات المسلحة على التوقف عن القيام بواجبها الديني والأخلاقي في الدفاع عن النفس كما والدفاع عن المستضعفين الفلسطينيين، ظهر ترامب فجأة معلنا توقف عدوانه على اليمن، وبدا الأمر كأنه قنبلة نووية على رؤوس أولئك.


فذهبوا من طرف واحد وباجتهاد شخصي يلفقون أقاصيص بلا سلطان، وكلام بلا هوية، ليبنوا سردية تُصوّر اليمن ضعيفا مستجديا رحمة أمريكا. حتى مع القول إن ترامب قد حاول إعطاء صورة في هذا الاتجاه إلا أنه كان واضحا يقينه بغياب المنطق في ما قاله. لذلك ظهر خجولا من معاتبة الآخرين ليقول ما قال.
لم يكن الأمر بحاجة لكثير من الجهد لإدراك الأمور وفهمها بشكل صحيح، ومعطيات المواجهة لا شك بأنها قد سهلت منذ الأسبوع الأول – ومنذ الحملات الهجومية الاستعراضية الأولى – توقُع مسارها لاحقا.
فواقع حال أمريكا كان مرهَقا من تعدد طلعات الاستهداف لتتجاوز الغارات الـ (1700)، ومن تساقط وإسقاط الطائرات التجسسية والمقاتلة، مع انعدام كلي لتحقيق أي إنجاز، فضلا عن الفشل الصاعق في رد هجمات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على كيان الاحتلال، والبوارج الأمريكية. ما يشير إلى أن توقُّع تصاعد فاتورة المغامرة الترامبية كان أمراً يمكن أن يفقهه المتابع البسيط.
وإذا زدنا إلى ذلك ما كشفت عنه وسائل الإعلام الأمريكية من إقرار بأن ما حدث كان انسحاباً أمريكياً جراء الغياب الكامل للجدوى من العدوان على اليمن، سنجد أولئك «البعض» إنما احتكموا إلى أمانيهم ليحاولوا تسويق سرديات لها إطار لكنها بلا متن.
ما حدث مع أمريكا ومن أمريكا، هزيمة واضحة لها، حتى وإن اعتبره «البعض» تكتيكا، فالإمبراطورية الأمريكية لم تعتد تضمين «إعلان الهزيمة» كنوع من التكتيك طوال تاريخ بلطجتها على العالم، خصوصا وإن الحملة العدوانية هذه، حملت أهدافا استراتيجية كبيرة، تتعلق بمخطط إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط والتمكين الحاسم للكيان الصهيوني للتحكم بحياة ومستقبل دول المنطقة.
لهذا جاء إعلان ترامب مفاجئا وفاجعا لهؤلاء «البعض»، ويدعم هذا القول، أن الإعلان جاء في ذروة القصف الهمجي للأعيان المدنية، ما يؤكد أن ترامب كان قد حدد خطوته التالية سابقا بالتفاوض من أجل الانسحاب، وإنما كان في انتظار أن تمكّنه صنعاء من أي ثمن لهذا الانسحاب، فهذا أمر هو بحاجة إليه أمام الشارع الأمريكي الذي قد يسوقه إلى المحاكمة بسبب همجيته ومقامرته بسمعة ومقدرات بلاده.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إبراهيم النجار يكتب: أمريكا.. من يطلق قرار الحرب؟!

فجرت الضربة الأمريكية، لمواقع في إيران، انقساما سياسيا حادا، في الداخل الأمريكي، وسط اتهامات بالتهور، وانتهاك الدستور وأصوات أمريكية تصف ما جري بمسرحية استعراض قوة، قد يدفع ثمنها الجميع. 

هل تجاوزت خيارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ميدان الحرب على إيران، لتصيب قلب السياسة الأمريكية؟. في توقيت حساس، ووسط المساعي الأوروبية، للعودة إلى المسار الدبلوماسي، أوعز الرئيس ترامب، بتوجيه ضربة ضد منشآت إيران النووية. لكن ما بدا محاولة لفرض الهيمنة، سرعان ما انقلب إلى أزمة داخلية غير مسبوقة. يبدو أن تنفيذ هذه الضربة، من دون تنسيق مع المؤسسات المعنية، لاتخاذ مثل هذه القرارات، إضافة إلى عدم التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية الرئيسيين في أوروبا، عكس وبشكل واضح، عزلة واشنطن، في المشهد الدولي، فضلا عن أزمة سياسية عميقة داخل البلاد. 

ما قاله سكوت ريتر، الضابط السابق في المارينز الأمريكي، يتماهى مع مواقف كثيرة علت من داخل الكونجرس، من أصوات ديمقراطية وجمهورية، تتهم ترامب، بتجاوز الدستور وجر البلاد نحو المجهول. إشراك الجيش من دون إذن الكونجرس، وتعريض حياة الأمريكيين للخطر، الخطوة تفتقر إلى أية استراتيجية واضحة. وقد تشعل حربا واسعة، من دون تقدير للعواقب.

ومع تصاعد الدعوات إلى تفعيل قانون صلاحيات الحرب، عاد الجدل بشأن حدود السلطة التنفيذية، وعلاقة البيت الأبيض بـ الكونجرس، خوفا من أن يجد الأمريكيون أنفسهم في حرب بلا أفق، من أجل استعراض عابر. وإذا توقفت الأمور عند هذا الحد. فإن الحسابات ستنقلب. في ظل هذا الانقسام العميق، يبدو أن خيارات ترامب، تتجاوز ميدان الحرب الأمريكية- الإسرائيلية، على إيران، لتضرب قلب السياسة الأمريكية نفسها.

طباعة شارك إيران الضربة الأمريكية الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • من فوق ركام الهزيمة .. العدو الصهيوني ممسكاً بالذراع الأمريكية لخوض مغامرة استخبارية في اليمن
  • ترامب: أمريكا أنقذت اسرائيل وستنفذ نتنياهو من المحاكمة
  • “تريند الكركم” يثير الجدل في مصر.. جهة حكومية تحذر ومدونون: “حرام”
  • أمريكا وإيران تعقدان جولة مباحثات جديدة الأسبوع المقبل
  • ترامب: أمريكا ستضرب إيران مجددا إذا أعادت بناء برنامجها النووي
  • ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أمريكا
  • نيويورك تايمز: ازدهار المقاهي اليمنية في أمريكا لكن الحرب في اليمن أثرت على عملها؟ (ترجمة خاصة)
  • إبراهيم النجار يكتب: أمريكا.. من يطلق قرار الحرب؟!
  • أفشة عن لقطة التسلل الشهيرة: استخدمها البعض بتركيب صوت مختلف عليها
  • اليمن يدعو إلى إلغاء وجود القواعد الأمريكية في المنطقة