المقاطعة تتقدّم وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
في مشهد يبعث الأمل ويعيد الاعتبار لقوة الشعوب أمام صمت الأنظمة، تتصاعد في العواصم الأوروبية موجات تضامن جماهيري هادرة، رافعةً راية الحرية للشعب الفلسطيني، ومؤكدةً أن معركة عزل الاحتلال الإسرائيلي لم تعد محصورة بين جدران المؤسسات، بل باتت عنواناً رئيسياً في شوارع أوسلو ومدريد ودبلن وغيرها من العواصم.
هذه الانتفاضة الشعبية العالمية، التي تأخذ شكل تظاهرات مليونية وقرارات مؤسساتية ونقابية داعمة لحركة المقاطعة (BDS) تعبّر عن تحول نوعي في المزاج الأوروبي. فقد خرج عشرات الآلاف في العاصمة النرويجية أوسلو في ذكرى نكبة فلسطين الـ77، استجابة لدعوة أكثر من 80 مؤسسة وحزباً ومنظمة شبابية، مطالبين بوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، ومعلنين بصوت عالٍ دعمهم الكامل لمقاطعة دولة الاحتلال.
لا شك أن هذه الفعالية جاءت تتويجاً لموقف نرويجي بالغ الأهمية، تمثل في تصويت الأغلبية في اتحاد النقابات العمالية على توصية تاريخية تدعو لمقاطعة «إسرائيل»، إن لم تنهِ احتلالها قبل سبتمبر القادم. إنه موقف يعكس عمق التحول الشعبي والمؤسساتي في أوروبا، ويمنح حركة المقاطعة دفعة استراتيجية في معركتها ضد الاحتلال.
أما في مدريد، فقد تحوّلت العاصمة الإسبانية إلى ساحة غضب شعبي، اجتاحها أكثر من مئة ألف متظاهر من مختلف المدن والمقاطعات، رافعين شعار «أوقفوا العدوان، قاطعوا إسرائيل». هذا الطوفان الشعبي، المنظم من قبل أحزاب ونقابات ومؤسسات داعمة لفلسطين، لم يكتف بالمطالبة بوقف العدوان، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مطالباً بفرض عقوبات وقطع العلاقات مع «إسرائيل»، في مشهد يؤكد أن الشعوب الأوروبية لم تعد تصمت على جرائم الاحتلال، بل تسعى بجدية لمحاسبته ومقاطعته.
وفي إيرلندا، التي طالما عُرفت بتعاطفها مع نضال الشعوب المستعمَرة، لم تتأخر دبلن عن المشهد، إذ تصاعدت فيها الأصوات الشعبية والنقابية الرافضة للتطبيع، والداعية إلى فرض إجراءات حقيقية لعزل الاحتلال، سياسياً واقتصادياً. هذا التفاعل الإيرلندي العميق، بما يحمله من رمزية تاريخية، يؤكد أن نضال الفلسطينيين يلقى صدىً لدى شعوب خَبِرت الاستعمار وقاومته.
ما يجمع بين هذه العواصم هو إيمانها بعدالة القضية الفلسطينية، ورفضها للمجازر المستمرة بحق أهل غزة، ووعيها المتزايد بأن بقاء الاحتلال دون محاسبة، هو وصمة في جبين الإنسانية جمعاء. هذا التحول الجماهيري يُلزم القيادة الفلسطينية بمضاعفة الجهد على صعيد توحيد الصف الوطني، واستثمار هذا المد التضامني في تعزيز حملات الضغط والمقاطعة.
خلاصة القول: إن الجماهير الأوروبية تكتب اليوم فصلاً جديداً في تاريخ التضامن مع فلسطين. من أوسلو إلى مدريد، ومن دبلن إلى باقي عواصم العالم، تتشكل جبهة عالمية لعزل الاحتلال ومقاطعته، وعلى القوى الفلسطينية أن تكون بمستوى هذا الطوفان، وتعمل على تحويله إلى طاقة نضالية متواصلة، حتى نيل الحقوق الوطنية كاملة: بالحرية، والعودة، وتقرير المصير.
*مسؤول دائرة المقاطعة في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
جامعة صنعاء تتقدّم 459 مرتبة في قائمة التصنيف العالمي”AD SCIENTIFIC INDEX”
الثورة نت/..
حققت جامعة صنعاء، إنجازًا علميًا عالميًا جديدًا، بعد أن تقدمت 459 مرتبة في قائمة التصنيف الدولي للبحث والنشر العلمي وفقًا لمؤشر AD SCIENTIFIC INDEX للعام 2025م.
وأظهرت نتائج التصنيف للعام 2025م، تقدّم جامعة صنعاء من المرتبة الـ 4056 وفقًا لتصنيف 2024م إلى المرتبة 3597 لتصنيف 2025م، لتتصدر المركز الأول على مستوى الجامعات اليمنية للسنة الرابعة على التوالي، محققةً مركز الريادة بفارق كبير عن أقرب منافسيها، حيث جاءت الجامعة التخصصية في المركز الثاني بالمرتبة 5211، تلتها جامعة ذمار في المركز الثالث بالمرتبة 5693.
وبارك رئيس الجامعة الدكتور محمد البخيتي، لمنتسبي الجامعة بالإنجازات العلمية والبحثية التي جعلت الجامعة تحصل على مراكز متقدمة في مؤشرات التصنيف العالمي وتتبوأ المركز الأول محلياً لأربعة أعوام متتالية في قائمة البحث والنشر العلمي العالمية.
وأشار إلى أن تحقيق الجامعة مراكز متقدمة يرجع إلى حرصها واهتمامها في البحث العلمي والباحثين، مؤكدًا أن العلماء والكوادر الأكاديمية بالجامعة هم الركيزة الأساسية لرفع مكانة الجامعة عالميًا، ودعمهم وتمكينهم من ممارسة البحث العلمي النوعي، هو مفتاح استمرار التفوق في التصنيفات الدولية.
ولفت الدكتور البخيتي، إلى أن تقدم الجامعة في التصنيف الدولي، يعكس تطور البيئة الأكاديمية والبحثية داخل الجامعة، وتحسين البرامج الدراسية والمقررات العلمية، والارتقاء بمنظومة البحث العلمي، إلى جانب إنجاز مشروع الأتمتة في الخدمات التعليمية والإدارية ونشر أبحاث علمية متميزة في مجلات عالمية مرموقة.
وعبّر عن الفخر والاعتزاز بمنتسبي الجامعة من أكاديميين وإداريين وباحثين، مؤكدًا أن هذا الإنجاز هو نتاج عمل جماعي وجهود مستمرة أسهمت في إبراز مكانة الجامعة على المستوى المحلي والدولي.
ويُعد مؤشر AD SCIENTIFIC INDEX (Alper-Doger Scientific Index) من أبرز المؤشرات العالمية في تقييم الأداء العلمي للمؤسسات الأكاديمية والبحثية، يعتمد على تحليل إنتاجية الباحثين باستخدام بيانات Google Scholar، ومعامل H، ومعامل i10، وعدد الاقتباسات العلمية.
ويشمل التصنيف هذا العام (24,516) مؤسسة و(2,625,868) عالمًا وباحثًا من (221 دولة)، ضمن 13 مجالًا علميًا رئيسيًا و221 تخصصًا فرعيًا، ما يمنحه مصداقية عالية في تقييم الأداء البحثي على المستوى العالمي.
يذكر أن جامعة صنعاء حققت في يوليو الماضي، رقما قياسياً غير مسبوق في تاريخها بتقدمها 1500 مرتبة في قائمة التصنيف العالمي للجامعات “ويبوميتركس” الصادر عن المجلس العالي للبحث العلمي بإسبانيا للعام 2025م، من المرتبة (3562)، إلى المرتبة (2056) عالميًا من بين أكثر من 32 ألف جامعة عالمية، وتسجل المركز الأول محليًا، والـ 191 عربيًا، والـ 1758 آسيوياً.
رابط تصنيف الجامعات اليمنية:
https://www.adscientificindex.com/university-ranking/?country_code=ye