وُلد هو ثم وُلدت الموضة.. هذه حكاية مؤسس الأزياء الراقية
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل أكثر من 150 عامًا، كانت النساء الثريّات من جميع أنحاء العالم يقصدن العنوان التالي: 7 شارع "la Paix" في باريس، حيث كان مصمّم الأزياء الراقية تشارلز فريدريك وورث يُبدع لهن أرقى التصاميم.
واستمرّت دار الأزياء التي تحمل اسمه، والتي تأسست العام 1858، لثلاثة أجيال بعد وفاته في العام 1895.
ويُعد وورث، الذي يُنسب إليه على نطاق واسع من قبل المؤرخين لقب "أب الأزياء الراقية"، أول مصمّم أزياء يُعرف باسمه، وليس بشهرة زبائنه. واكتسب شهرة عالمية، وساهم في صياغة أسلوب تسويق الأزياء وارتدائها. ويُوثّق إرثه الآن في معرض جديد بعنوان "وورث: ابتكار الأزياء الراقية"، الذي يستمر حتى 7 سبتمبر/ أيلول في متحف القصر الصغير (Petit Palais) للفنون في باريس.
ويأتي هذا المعرض بالتعاون بين متحف القصر الصغير ومتحف "Palais Galliera"، ويُعتبر أول معرض استعادي شامل لدار وورث يُقام في فرنسا، والثاني عالميًا بعدما أقيم آخر معرض له قبل أكثر من 60 عامًا في متحف بروكلين بنيويورك. ويتزامن هذا الحدث السنة مع الاحتفال بمرور 200 عام على ميلاد وورث.
يضم المعرض أعمال الدار منذ تأسيسها وحتى عشرينيات القرن الماضي، حين كانت أيقونات المسرح والغناء، مثل سارة برنار ونيلي ميلبا، يرتدين تصاميم وورث على خشبة المسرح وخارجها.
ويَعرض كذلك عدد من المقتنيات الفنية والتصاميم التي تعود لعائلة وورث، منها حاجز فني مطلي بالأسود من إبداع فنان ومصمم الفن الزخرفي (الآرت ديكو) الفرنسي جان دوناند، وسلسلة من الصور الفوتوغرافية العارية لجان تشارلز، حفيد وورث الأكبر، بعدسة الفنان البصري الأميركي مان راي.
أُدرجت العطور أيضًا في المعرض، حيث يمكن للزوّار استنشاق نسخة معاد ابتكارها من عطر "Je Reviens"، وهو عطر زهري ناعم وخفيف من توقيع وورث. وقد قامت مؤسسة Osmothèque، التي تعد أكبر أرشيف للعطور في العالم، ومقرها فرساي، بإعادة تركيب هذا العطر خصيصًا للمعرض.
وكان أُعيد إطلاق العطر رسميًا في العام 2005، على يد صانع العطور موريس بلانشيه، ولا يزال يُباع حتى اليوم. ويضم المعرض أيضًا زجاجات عطر وورث أصلية من تصميم الفنان رينيه لاليك.
وبحسب رافاييل مارتن-بيغال، وكبيرة أمناء التراث في قسم اللوحات الحديثة بمتحف القصر الصغير، فإن بعض الأزياء المعروضة هشّة للغاية، لهذا السبب لن يتم نقل المعرض إلى خارج فرنسا.
المصمّم أدرىولد وورث في إنجلترا العام 1825، حيث تلقى تدريبه لدى اثنين من تجار الأقمشة قبل أن يتجه إلى باريس للعمل لدى متجر الأزياء "Maison Gagelin" كبائع وخيّاط، حتى ترقّى ليصبح شريكًا في العمل. وبعد ذلك، أسّس دار الأزياء الخاصة به التي حملت في البداية اسم "Worth and Bobergh" (وورث وبوبيرغ)، نسبةً إليه وإلى شريكه في العمل، أوتو بوبيرغ، وهو رجل أعمال سويدي.
حدد وورث ما ينبغي أن ترتديه النساء، ليس من خلال ابتكار أشكال جديدة للأزياء، بل عبر تغيير نموذج العمل القائم. اليوم، تُقام عروض الأزياء الراقية مرتين في السنة، حيث يقدّم مصمّمو الأزياء أحدث ابتكاراتهم ليختار الزبائن من بينها. لكن هذه لم تكن الحال دومًا.
قبل وورث، "لم يكن أمام مصممي الأزياء مجال كبير لابتكار تصاميم خاصة بهم"، وفق صوفي غروسيور، المديرة المؤقتة لمتحف "Palais Galliera"، والمنسقة العامة المسؤولة عن مجموعات النصف الأول من القرن العشرين. آنذاك، كانت النساء من الطبقة الأرستقراطية يقصدن المصممين محمّلات بالأقمشة وأفكارهنّ حول التصاميم التي يرغبن بها، وكان دور المصمم أن ينفذ ما طُلب منه. أما وورث، فكان له نهج مختلف، إذ كان يبتكر التصاميم ويعرضها، ومن ترغب بها يمكنها شراؤها. بذلك، تحوّل دور المصمم من مجرد منفّذ لرغبات الأثرياء إلى شخصية قيادية صاحبة رؤية، يُقبل عليها الزبائن ويثقون بذوقها لتوجيههم في ما يرتدونه.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أزياء باريس تصاميم موضة الأزیاء الراقیة
إقرأ أيضاً:
معرض أغريتكس الدولي ينطلق غداً في دمشق
دمشق-سانا
بمشاركة 142 شركة سورية وعربية ودولية، تنطلق غداً فعاليات معرض أغريتكس الدولي للمستلزمات الزراعية والبيطرية، بدورته الثالثة والعشرين لعام 2025، التي تنظمها شركة أتاسي لتنظيم المعارض بالتعاون مع وزارة الزراعة واتحاد الغرف الزراعية ونقابة الأطباء البيطريين على أرض مدينة المعارض بدمشق.
ويشارك في المعرض الممتد من يوم الخميس الواقع في 26 وحتى الأحد 29 حزيران الجاري، العديد من الشركات المتخصصة في المجالين البيطري والزراعي عبر أدوية بيطرية، وأعلاف، ومواد أولية، ولقاحات، وبذور، ومبيدات، وأسمدة، وأنابيب ري، وتقنيات حديثة تلبي احتياجات هذا القطاع.
مدير شركة أتاسي لتنظيم المعارض غازي الأتاسي بين لمراسل سانا أن هناك مشاركة واسعة لأهم الشركات السورية المعنية بالقطاعين الزراعي والبيطري، إضافة إلى حضور لشركات من تركيا والأردن والسعودية ولبنان، لافتاً إلى أن حفل افتتاح المعرض سيبدأ الساعة الرابعة من عصر يوم غد .
مدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي الدكتور سعيد إبراهيم أكد لمراسل سانا أن المعرض يمثل منصة إستراتيجية مهمة لسوريا لتعزيز وتطوير قطاعها الزراعي، الذي يلعب دوراً رئيسياً في اقتصاد البلاد ويمثل أحد أعمدة الأمن الغذائي، ويوفر فرصة فريدة للتعرف على أحدث التقنيات الحديثة التي يمكن أن تطبق لتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني، مثل أنظمة الري الحديثة، والبذار عالية الجودة، والأدوات التكنولوجية، والأدوية البيطرية المتطورة.
وتسهم هذه التقنيات وفق إبراهيم بشكل مباشر في زيادة الناتج الزراعي، وتقليل الفاقد وتحسين جودة المنتجات، وهو ما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة للمزارعين ويوفر منتجات غذائية ذات جودة عالية للمستهلكين، ويعزز من عملية تبادل الخبرات والمعرفة بين المزارعين، الباحثين، والمستثمرين، ما يسهم في بناء قدرات محلية وتطوير الكوادر الزراعية والفنية، ويشجع على تبني ممارسات زراعية مستدامة وصديقة للبيئة.
وأشار مدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي إلى أن المعرض يجذب الاستثمارات الأجنبية، التي تعتبر ضرورية لدعم وتحديث القطاعات الزراعية، وخاصة في ظل المشاكل الاقتصادية التي تواجه البلاد، ولهذا فإن المعرض يُعد فرصة لتعزيز العلاقات التجارية، وتوقيع عقود شراكة، وتوسيع الأسواق أمام المنتجات السورية.
ولفت إبراهيم إلى أن هذه المعارض تسهم في إبراز دور سوريا كعضو فاعل في المجتمع الزراعي العالمي، وتدعم جهودها لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين مستوى حياة سكانها من خلال تطوير القطاع الزراعي إلى مستوى أكثر فاعلية وتنافسية.
يشار إلى أن مجموعة الرشيد التجارية هي الراعي الذهبي لمعرض أغريتكس، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال تجارة الأعلاف الحيوانية والمواد الخام، وتلبي احتياجات الأسواق في سوريا والعراق ولبنان وتركيا بشكل رئيسي من الذرة وفول الصويا والشعير.
تابعوا أخبار سانا على