ترامب يعزل أمينة مكتبة الكونغرس من منصبها
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إقالة كارلا هايدن من منصبها كأمينة مكتبة الكونغرس جدلاً واسعاً، نظراً لما تمثله هايدن من رمزية تاريخية، بوصفها أول امرأة وأول أميركية من أصل أفريقي تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المكتبة عام 1800.
واتهم البيت الأبيض كارلا هايدن بتقديم مبادرات "مثيرة للقلق" لتعزيز التنوع والمساواة والشمول و"وضع كتب غير مناسبة للأطفال في المكتبة".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين "نحن لا نعتقد أنها كانت تخدم مصالح دافعي الضرائب الأميركيين على نحو جيد، لذلك عزلت من منصبها، ومن حق الرئيس أن يفعل ذلك".
لكن هذه الخطوة أثارت ردود فعل غاضبة من جانب الديمقراطيين الذين اتهموا ترامب بمحاولة إسكات الأصوات المعارضة.
وقال حكيم جيفريز، زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، إن إقالة هايدن "عار وهي أحدث جهود (ترامب) المستمرة لحظر الكتب وتبييض صفحة التاريخ الأميركي وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء".
وأضاف في بيان "مكتبة الكونغرس هي مكتبة الشعب. وستكون هناك محاسبة عاجلا وليس آجلا على هذا الاعتداء غير المسبوق على أسلوب الحياة الأميركية".
وكان مارتن هاينريش، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيو مكسيكو، قد نشر رسالة بريد إلكتروني مساء الخميس، تتضمن تبليغا بإنهاء عمل كارلا هايدن كأمينة مكتبة الكونغرس "فورا".
إعلانوأشاد هاينريش بإدارة هايدن لمكتبة "كانت مفتوحة أمام جميع الأميركيين، حضورا وعبر الإنترنت".
ورُشحت هايدن عام 2016 لإدارة أكبر مكتبة في العالم، لكنها تعرضت لانتقادات من المحافظين، بمن فيهم أعضاء "مؤسسة المساءلة الأميركية" الذين اتهموها بالسعي لـ"تلقين أطفال أميركا أيديولوجيات جنسية متطرفة".
وقبل ساعات من الإقالة، كتبت المؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي أن "كارلا هايدن من أتباع الصحوة ومعادية لترامب وتروج للأطفال المتحولين جنسيا. حان الوقت لطردها وتوظيف شخص جديد".
منذ تعيينها في عام 2016، قادت هايدن جهوداً لتحديث المكتبة، شملت رقمنة المجموعات وتوسيع الوصول إلى المجتمعات الريفية والمحرومة، إضافة إلى تعزيز مبادرات التنوع والشمول. كما دافعت عن حرية الوصول إلى المعلومات وخصوصية المستخدمين، مما جعلها تحظى بتقدير في الأوساط الثقافية والأكاديمية، بحسب مؤيديها.
وكان من المقرر أن تنتهي العام المقبل ولاية هايدن كأمينة مكتبة الكونغرس التي تستمر عشر سنوات.
مكتبة الكونغرسوتُقدم المكتبة الأبحاث والمعلومات اللازمة للعملية التشريعية، إضافة إلى إدارة مجموعة ضخمة من الكتب والأفلام والتسجيلات الصوتية وغيرها من المواد.
وأمين مكتبة الكونغرس مسؤول عن وضع سياساتها وإدارة موظفيها، إضافة إلى الإشراف على مكتب حقوق النشر الأميركي وتعيين شاعر الدولة.
تُعد مكتبة الكونغرس أكبر مكتبة في العالم، حيث تضم أكثر من 170 مليون مادة، بما فيها الكتب والمخطوطات والخرائط والتسجيلات الصوتية والأفلام. تأسست المكتبة بقرار من الرئيس جون آدامز عام 1800، وكان من أبرز محطاتها التاريخية اقتناء مجموعة توماس جيفرسون الخاصة بعد حريق عام 1814، ما أسهم في توسيع نطاقها لتشمل جميع مجالات المعرفة، وليس فقط ما يخدم المشرّعين .
وأعرب العديد من الشخصيات الثقافية والسياسية عن دعمهم هايدن، معتبرين أن إقالتها تمثل هجوماً على حرية التعبير والتنوع الثقافي. كما أُلغي عرضٌ مسرحي كان مقررا في مكتبة الكونغرس احتجاجاً على الإقالة، في خطوة تعكس التضامن مع هايدن ورفض تسييس المؤسسات الثقافية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مکتبة الکونغرس
إقرأ أيضاً:
الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر المعارض الخارجية تجسيد لدبلوماسية قطر الثقافية
أكد السيد محمد سعد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، أن المعارض الخارجية تمثل ركيزة أساسية في استراتيجية المؤسسة، لتعزيز الحضور الثقافي لدولة قطر عالميا، مشيرا إلى أن هذه المشاركات تسهم في بناء جسور من التفاهم الثقافي، وتدعم الاقتصاد القائم على الإبداع.
وأوضح الرميحي، في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن المعارض الخارجية تبرز الهوية الوطنية الغنية، وتسلط الضوء على تراث قطر الثقافي العريق وإبداع مجتمعها المتنامي، معتبرا أن الثقافة أصبحت منصة حيوية للحوار العالمي، تسهم في بناء روابط متينة مع مؤسسات مرموقة حول العالم، ما ينعكس إيجابا على تنمية المواهب ودعم الابتكار.
وأضاف أن هذه المعارض تعد إحدى أدوات الدبلوماسية الثقافية التي تُعزز مكانة قطر دوليا، وترسخ صورتها كدولة منفتحة تتبنى الحوار والتبادل، وتؤمن بأهمية الثقافة كجسر للتفاهم بين الشعوب.
وحول العلاقات الثقافية والمتحفية بين قطر وإيطاليا، خاصة في ضوء افتتاح معرض "بيتي بيتك" في البندقية، و"رحلة تصميم مع مارسيلو جانديني"، قال الرميحي: "إن هذه المبادرات تندرج ضمن إطار اتفاقية تعاون تهدف إلى تعزيز الشراكة الثقافية بين البلدين".
وأشار إلى أن الشراكة مع بلدية البندقية تعد خطوة متقدمة نحو ترسيخ العلاقات الاستراتيجية، مبينا أن إيطاليا بما تمتلكه من إرث ثقافي عالمي، تعد شريكا مثاليا لمتاحف قطر، وأن مدينة البندقية المدرجة على قائمة التراث العالمي تمثل منصة متميزة للتواصل الثقافي.
وأكد الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، وجود خطط طموحة ومستمرة لمعارض وأعمال مشتركة جديدة بين البلدين، مشيرا إلى تدشين موقع جناح قطر المستقبلي في "جارديني ديلا بينالي"، الذي يعرض فيه العمل الفني "المركز المجتمعي" للمعمارية ياسمين لاري، وسيكون منصة لفعاليات متنوعة خلال بينالي العمارة 2025، تجسد التقاليد القطرية في الترحيب والضيافة.
كما تحدث عن انتقال معرض "رحلة تصميم مع مارسيلو جانديني" إلى متحف السيارات الوطني في تورينو صيف 2025، ما يعكس استمرارية التعاون الثقافي المثمر.
وشدد على أن المشاركات الدولية لمتاحف قطر تسهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب، منوها أن الشراكات الثقافية تبقي قطر في طليعة التبادل الثقافي والإبداعي، وتدعم التفاعل الإنساني على أساس الاحترام المتبادل.
وأوضح السيد محمد سعد الرميحي، في ختام حواره لـ"قنا"، أن متاحف قطر، تطمح إلى ترسيخ هذا النهج من خلال دعوة سكان البندقية وزوارها إلى زيارة قطر والتعرف على تراثها الثقافي، وفي المقابل تشجيع الجمهور القطري على اكتشاف ما تقدمه البندقية من عروض ثقافية ملهمة.