في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتصاعد التحذيرات من انهيار كامل للقطاع الصحي في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها الفلسطينيون منذ عقود. 

فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأحد، أن الأزمة الدوائية دخلت مرحلة حرجة مع ارتفاع مؤشرات النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

وأكدت الوزارة في بيانها الأخير أن 43% من الأدوية الأساسية نفدت تمامًا من المخازن، بزيادة 6% عن الشهر الماضي، فيما بلغ رصيد المستهلكات الطبية صفرًا بنسبة 64%. 

ويعمل طاقم الطوارئ والعمليات والعناية المركزة وفق أرصدة مستنزفة لا تفي بالحاجة، في وقت تتزايد فيه الإصابات الحرجة نتيجة القصف المستمر.

وحذّرت الوزارة من أن مرضى الفشل الكلوي، والأورام، وأمراض القلب والدم والأمراض غير السارية هم الأكثر تضررًا من هذا الانهيار، مؤكدةً أن استمرار منع إدخال الإمدادات الدوائية العاجلة يهدد بتوقف تقديم الرعاية الصحية بشكل كامل.

وفي تقرير سابق بتاريخ 8 مايو 2025، كشفت الوزارة عن أرقام صادمة تتعلق بتداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع العيون، إذ فقد نحو 1500 مواطنًا بصرهم بشكل كامل، بينما يواجه 4000 آخرون خطر فقدانه بسبب نقص التجهيزات والمواد الطبية اللازمة لجراحات العيون الدقيقة.

وأكد الدكتور عبد السلام صباح، مدير مستشفى العيون في غزة، أن القطاع الصحي يواجه عجزًا خطيرًا في الأجهزة والمستهلكات الخاصة بجراحات العيون، واصفًا الوضع بأنه على حافة الانهيار. 

وقال: "مستشفى العيون لا يمتلك سوى 3 مقصات جراحية مستهلكة تُستخدم بشكل متكرر، ما يزيد من المخاطر ويمنع إنقاذ المرضى". 

وأضاف أن المواد الحيوية مثل الهيلون والخيوط الجراحية الدقيقة شارفت على النفاد، ما يهدد بفقدان القدرة الكاملة على إجراء العمليات الجراحية خلال أيام.

منذ بداية العدوان الإسرائيلي المتجدد في أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة تحت قصف مستمر وسياسات حصار خانق أدت إلى تدمير ممنهج للبنية التحتية، خاصة القطاع الصحي. 

ورغم المناشدات الدولية، تصر سلطات الاحتلال على منع دخول الإمدادات الطبية، ما يُعد وفق القانون الدولي الإنساني شكلاً من أشكال العقاب الجماعي.

يأتي هذا ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الفلسطينيين عبر استهداف المدنيين والمؤسسات الحيوية، حيث تحوّلت المستشفيات إلى أهداف مباشرة للغارات، وسط عجز دولي عن فرض وقف للعدوان أو فتح ممرات إنسانية مستدامة.

وحذرت وزارة الصحة من أن الساعات القادمة ستكون فارقة في قدرة المستشفيات على الاستمرار في تقديم الرعاية، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الصحية الأممية بسرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يتحول الواقع الصحي في غزة إلى كارثة لا يمكن تداركها.

طباعة شارك غزة كارثة صحية الاحتلال

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة كارثة صحية الاحتلال

إقرأ أيضاً:

فيضانات غزة… كارثة طبيعية تتقاطع مع كارثة إنسانية مفتعلة

الثورة نت/ ريدان الحضرمي

تسبّبت الفيضانات التي ضربت عدداً من مناطق قطاع غزة خلال الأيام الماضية في مضاعفة المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان بفعل العدوان والحصار الإسرائيلي، حيث غمرت المياه الأحياء السكنية المدمّرة، وألحقت أضراراً واسعة بالبنية التحتية والخدمات الأساسية المنهارة.

قيود العدو الإسرائيلي تفاقم المعاناة

وأكدت الجهات المحلية الفلسطينية أن العدو الإسرائيلي لعب دوراً مباشراً في تفاقم آثار الفيضانات، إذ يواصل منع دخول المعدات الثقيلة ومضخات المياه ومواد الإغاثة الأساسية، ويقيد حركة الطواقم الإنسانية، ما أعاق جهود الإنقاذ والتخفيف من الأضرار.

كما أن تدمير البنية التحتية خلال الأشهر الماضية – وخاصة شبكات الصرف الصحي والطرق- جعل عدداً من الأحياء أكثر عرضة للغرق والانهيارات، وهو ما ضاعف حجم الكارثة التي تسببت بها الأمطار.

وضع إنساني متدهور وارتفاع المخاطر الصحية

وغمرت المياه منازل كثيرة في شمال ووسط القطاع، فيما أنقذت فرق الدفاع المدني عشرات العائلات التي حاصرتها المياه داخل بيوت متهالكة.

وتعيش آلاف الأسر النازحة في خيام لا تقوى على مواجهة الرياح أو تسرب الماء، ما أدى إلى غرق مئات الخيام وانتشار الأمراض المرتبطة بالبرد والرطوبة.

ويحذر مختصون من أن انغمار مناطق واسعة بالمياه الملوثة في ظل غياب شبكات الصرف الصحي المدمّرة يهدد بانتشار الأوبئة، خصوصاً بين الأطفال. كما تسبب انقطاع الكهرباء بفعل السيول في تعطيل عدد من المراكز الصحية الميدانية.

وجّهت السلطات المحلية في غزة نداءات عاجلة للمنظمات الأممية لإنقاذ الوضع، مؤكدة أن استمرار الحصار الإسرائيلي يحول دون توفير الأدوات الضرورية لشفط المياه وإعادة تشغيل المولدات الكهربائية.

كارثة طبيعية.. فوق كارثة إنسانية مستمرة

تؤكد الوقائع الميدانية أن الفيضانات لم تكن سوى حلقة جديدة في سلسلة الأزمات التي يعاني منها سكان غزة، حيث تتداخل آثار الكوارث الطبيعة مع مخلفات العدوان والحصار، ما يجعل أي حدث طارئ يتحول سريعاً إلى معاناة إنسانية واسعة النطاق.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من كارثة إنسانية بعد عواصف غزةاسرائيل تغتال قياديا عسكريا بارزا من حماس
  • غرق 27 ألف خيمة.. كارثة إنسانية في غزة بسبب المنخفض الجوي وتضرر مليون نازح «عاجل»
  • المنخفض الجوي يحوّل مراكز الإيواء في غزة إلى كارثة إنسانية
  • غزة بلا وقود: أزمة الغاز تتحول إلى كارثة إنسانية.. ونازحون يطبخون على الحطب والورق!
  • كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان
  • فيضانات غزة… كارثة طبيعية تتقاطع مع كارثة إنسانية مفتعلة
  • كارثة إنسانية قبالة اليونان.. 17 قتيلاً و15 مفقوداً!
  • جباليا النزلة: مخيمات غارقة وسيول تحاصر النازحين في كارثة إنسانية متفاقمة
  • ضحاياها عرب .. كارثة إنسانية قُرب شواطئ اليونان
  • الدفاع المدني في غزة يحذر من كارثة إنسانية وسط المنخفض الجوي