وجهت عدّة شخصيات مصرية، بينهم عضوين في أمانة الحوار الوطني، ندائين، يحمل كل منهما مبادرة إلى رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، أولهما تحمل دعوة لعودة المعارضين المصريين في الخارج والمشاركة بالانتخابات البرلمانية المقبلة، وثانيهما إخلاء سبيل المعتقلين السياسيين.

"المبادرة الأولى"
أطلقها الحقوقي والمحامي بالنقض، نجاد البرعي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلا: "بعد دعوة الأمير محمد بن سلمان معارضي الحكومة هناك للعودة لبلادهم؛ أرجو أن أسمع عن مبادرة مصرية مماثلة تدعو كل معارضي الخارج للعودة والمشاركة في الانتخابات القادمة؛ وتُسقط أي اتهامات أو أوامر ضبط وإحضار أو تحقيقات بشأن أنشطتهم؛ وأن تُطمئنهم على حريتهم عندما يعودون وقدرتهم على المغادرة عندما يرغبون".



وأضاف: "مصر محتاجة إلى كل صاحب رأي ما دام لم يحمل السلاح أو يدعوا إلى العنف"، مشيرا إلى صفحة رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، وداعيا إياه لتبني تلك المبادرة، مؤكدا أنه "الوقت المناسب لمصالحة وطنية كبرى؛ أظن أن التأخر فيها لا موجب له، وأظن أن الرئيس قادر على أن يبادر بها".


"المبادرة الثانية"
تبناها عضو لجنة العفو الرئاسي المحامي، طارق العوضي، حيث كتب تحت وسم: "#نداء"، متسائلا: "أما آن الأوان لإطلاق سراح المحبوسين؟"، مؤكدا أن "قضية حبس أصحاب الرأى في مصر قد طال أمدها، وأصبحت تشكل عبئا ثقيلا على المجتمع".

وأكد أن "استمرار حبس هؤلاء الشباب يحرم المجتمع من طاقات إبداعية هائلة كان يمكن توظيفها في خدمة الوطن وتنميته، كما أنه يتسبب في تفكك أسر بأكملها، ويترك آثارا نفسية عميقة على المحبوسين وذويهم، ناهيك عن الأثر السلبي على صورة مصر أمام المجتمع الدولي وتراجع ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة".

وشدّد على أنه "آن الأوان لإعادة النظر في هذا الملف بشكل جذري"، موضحا أن "المصلحة العليا للوطن تقتضي الإفراج العاجل عن هؤلاء الشباب وإعادة دمجهم بالمجتمع".

وفي السياق نفسه، بيّن أن "مصر في أمس الحاجة لكل أبنائها للمساهمة ببناء مستقبل أفضل، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بإطلاق الطاقات الشبابية المكبلة خلف القضبان".

المحامي بالنقض، أضاف: "وجهت مرارا وتكرارا ومازلت أوجه نداء عاجلا إلى السلطات للتحرك السريع نحو الإفراج عن المحبوسين السياسيين"، مؤكدا أن "هذه الخطوة ستكون بمثابة بادرة حسن نية تفتح الباب أمام مصالحة وطنية حقيقية".



"الحرية لكل مصر"
تتابعت الأحاديث المؤيدة للمبادرتين من سياسيين ومعارضين في الداخل والخارج، ومن منظمات حقوقية بينها "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان".

وأكد القيادي بالحركة المدنية الديمقراطية السياسي، علاء الخيام، على أهمية تبني قضية المعتقلين قبل الحديث عن استدعاء المعارضين من الخارج للمشاركة بالحياة السياسية.

وقال عبر حسابه على موقع  التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إذا كان هناك بالفعل رغبة في فتح المجال العام، فالأولى أن يطالب أعضاء الحوار الوطني، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن سجناء الرأي والفكر في الداخل، -ما أكثرهم- قبل الحديث عن أي خطوات أخرى".



إلى ذلك، طالب متابعون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الحرية لكل مسجون مؤمن بالحرية"، و"الحرية لكل معتقلي الرأي"، و"الحرية لكل مصر".



وسبقت مبادرات البرعي، والعوضي، والخيام، رسالة، وجّهها معتقلو سجن "بدر 3" قبل أيام كنداء استغاثة لمن أسموهم بالشرفاء والوطنيين والمحبين لمصر، للمساهمة في الإفراج عنهم.

ولفتت الرسالة إلى أن مصر تمر بمرحلة صعبة بمختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإقليمية والدولية، مشيرين إلى أنّ: "المخطط الأمريكي بحماية الاحتلال الإسرائيلي أصبح واضحا، ويعرض مصر للتحديات، مؤكدين على ضرورة تجمع المصريين لمواجهتها".

وأكد المعتقلون أن أزمة الملف الحقوقي والسياسي، طال أمدها وتفاقمت بشكل كبير، موضحين أن سياسة التعامل الأمني القاسي مع المعتقلين السياسيين من جماعة الإخوان المسلمين وبقية التيارات السياسية والمدنية والإسلامية جعلت كل بيت في مصر يئن دون مجيب.


"عبث وهزل"
لكن يظل السؤال قائما: هل يستمع السيسي لنداءات العقل ويقرر إنهاء أزمة المعتقلين في الداخل والمعارضين في الخارج، وتحقيق مصالحة وطنية، في ظل ما تواجهه الدولة المصرية من أخطار وجودية؟.

وفي إجابته، قال الحقوقي المصري، جمال عيد: "هي مبادرات لتجميل وجه أصحابها، ووجه النظام".

وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أنها "ظهرت وتظهر بين وقت وآخر، ولا يستجيب النظام"، متسائلا: "فماذا يفعل أصحاب تلك المبادرات؟، مجيبا بقوله: "لا شئ، ولا يأخذون موقفا جادا"، فيما قال إنّ: "هذا عبث وهزل".

"هذه مشكلتنا"
في قراءته، للمشهد وتعليقه على مبادرات البرعي، والعوضي، والخيام، قال الحقوقي المصري، خلف بيومي: "لم تتوقف النداءات والمبادرات التي تدعو النظام لوقف ملاحقة معارضيه في الداخل والخارج".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "رغم أن النظام يعلم تماما أن تلك المحاكمات قد افتقدت لشرعية قانونية صحيحة وتضمنت مخالفات عديدة تجعلها هي والعدم سواء؛ وهو ما يعني استجابة النظام لصوت العقل ولقليل من الإنسانية أو الحكمة في التعامل".

واستدرك: "لكن للأسف غضّ الطرف عن كل المطالب؛ ولم يستمع إليها رغم قرب بعض من أطلقوها منه، وحرصهم عليه".

ويعتقد مدير "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، أن "مشكلتنا الأساسية في سيطرة ثلة من العسكر على مقاليد الأمور، وعدم وجود عقل سياسي يسمح بفتح مجالا سياسيا جديدا يتسع للجميع".

إلى ذلك، أنهى حديثه متمنيا، أن "يستجيب النظام؛ ولكن للأسف السنوات السابقة أظهرت للجميع أنه لا ينوي الانحياز لصوت العقل".


"لن يتركهم لنا"
في حديثه لـ"عربي21"، قال أحد المعتقلين السابقين ووالد معتقل حالي: "منذ 6 سنوات، ويتم خداعنا بالحديث عن مفاوضات مع الحكومة، وعمل استراتيجية لحقوق الإنسان، وحوار وطني، ولجنة عفو رئاسي، وبيانات من الاتحاد الأوروبي، وضغط من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، وتهديد بمنع المعونة عن مصر".

وأكد أن "تلك المبادرات نشكر من يطلقها، ونأمل في المزيد منها، ولكنها لن تقدم أو تؤخر، وتزيد من آلام المعتقلين وأوجاع ذويهم، الذين يأملون في كل مبادرة انتهاء أزمتهم ثم تنتهي أحلامهم للا شيء".

من جهتها، قالت الزوجة وهي أم لمعتقل منذ 12 عاما: "لم نعد نلتفت إلى هذه الأخبار، نحاول أن نعيش الواقع الصعب ونحاول التأقلم عليه، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا"، مشيرة لـ"عربي21": "مع مصالحة مصر وقطر ومع مصالحتها مع تركيا، زادت أحلامنا، ثم انطفأت، وليس لدينا ثقة في أن من يحكمونا سيتركون لنا أبناءنا".

"اعتقالات وانتهاكات ومعاناة"
في المقابل، تواصل السلطات الأمنية المصرية عمليات توقيف واعتقال المصريين، وهو ما رصدته الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، الجمعة، مشيرة إلى ما وصفته بـ"تصاعد ملحوظ بوتيرة الاعتقالات التعسفية التي ينفذها جهاز الأمن الوطني، على المنازل والأكمنة الأمنية على الطرق ومداخل المدن، وتوقيف العشرات، بينهم مفرج عنهم سابقا"، وفق البيان.

والثلاثاء، الماضي، أعادت السلطات المصرية اعتقال المعتقل السابق ومخرج الأفلام المدبلجة عبدالرحمن الأنصاري، من منزله بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة والتحقيق معه بتهم جديدة، فيما كان قد تم اعتقاله عام 2018، وإخلاء سبيله في 2019.

وفي أحدث الإجراءات الأمنية بحق حقوقيين، أعلنت "مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان"، توقيف قوات الأمن، الجمعة، للمحامي الحقوقي، سيف ممدوح، من مكتبه بحي المطرية بالعاصمة المصرية القاهرة، مشيرة إلى تصاعد حملات استهداف المحامين والنشطاء الحقوقيين.

وعلى مدار نحو 12 عاما يرصد حقوقيون معاناة أكثر من 100 ألف مصري، منذ توقيفهم من بيوتهم وأعمالهم وتحطيم مساكنهم وترويع أسرهم وسرقة متعلقاتهم، إلى ما يجري بحقهم من عمليات إخفاء قسري بأماكن الاحتجاز التابعة لجهاز الأمن الوطني، وما يواجهونه من تعذيب للحصول على اعترافات على غير الحقيقة، تدفع بهم إلى محاكمات تجري في إطار غير قانوني، وأحكام مغلظة، وفق تقارير حقوقية.

وعن معاناة المعتقلين المصريين، كتب السياسي علاء الخيام: "لا يوجد شيء أكثر إيلاما من أن ترى أصدقاءك وشركاءك في الحلم والمشروع السياسي يقبعون خلف القضبان، فقط لأنهم آمنوا بحقهم في التعبير والمشاركة".


وأكد عبر منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "هذا الملف شديد القسوة، ليس فقط على المعتقلين، بل على عائلاتهم وأحبائهم الذين يعيشون في انتظار لا ينتهي".

وكتبت نجلة المحامية الحقوقية المعتقلة منذ العام 2018، هدى عبد المنعم، فدوى خالد بدوي، تقول: "ربنا يرد كل أم غائبة لحضن أولادها".



إحدى الأزمات المؤلمة التي يعاني منها المعتقلين وذويهم، هي الموت بالإهمال الطبي داخل السجون، والذي وصل خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري لنحو 50 معتقلا.

ومن داخل مقر الزيارة بأحد السجون المصرية، كشفت المصرية "أسماء خالد"، عن واقعة انهيار شقيقة معتقل عند سماعها خبر وفاته قبل الزيارة، وحجم ما تعرضت له من ألم.

ونقلت خالد، عنها قولها وهي تصرخ: "دفع عمره مقابل حاجه لم يفعلها، ويارب هو لم يظلم أحدا من أهل الدنيا وكلهم ظلموه، وجاء لك وأنت حكم عدل، وأنت أحن به من أهل الدنيا، وتحددت له جلسة؛ ولكن واضح أن جلسته عندك كانت أقرب يارب".

لتختم خالد، تدوينتها بالقول: "يارب توب علينا من السجون والزيارات وسنين وأيام عمرنا وزهرة حياتنا التي تموت بالسجون".


"تضارب مثير"
ينتقد حقوقيون ما اعتبروه تضارب النظام المصري، بين ما يصدره للعالم الخارجي من صورة يحرص فيها على تحسين وضعه بملف حقوق الإنسان، وبين ما يصدره من قوانين تزيد من حالة القمع الأمني بحق المعارضين وتفاقم معاناة المعتقلين، وفق تقارير حقوقية.

وضمن الصورة الأولى، أطلقت مصر، الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 11 أيلول/ سبتمبر 2021، والتي قال عنها السيسي، إنها: "خطوة جادة على سبيل النهوض بحقوق الإنسان"، ليطلق حوارا وطنيا في 26 نيسان/ أبريل 2022، تشارك به كافة تيارات وفئات المجتمع.

وفي ذلك التاريخ أعلن أيضا عن إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي والتي تم تشكيلها كأحد توصيات المؤتمر الوطني للشباب عام 2016.

وهي الإجراءات التي أعادت بعض التفاؤل إلى ملف المعتقلين، لكن عرقلة عمل اللجنة وتراجع نسب قرارات العفو، واستمرار اعتقال المعارضين وإعادة اعتقال المعتقلين السابقين؛ جميعها دفعت حقوقيون لاتهامها بأنها إجراءات شكلية تهدف تحسين صورة مصر، فقط، أمام الخارج.

وفي الصورة الثانية، أقر البرلمان المصري بتاريخ 29 نيسان/ أبريل الماضي، قانون الإجراءات الجنائية المثير للجدل، ضاربا عرض الحائط باعتراضات الحقوقيين على بنود القانون الذي يقنن أوضاعا كارثية تجري بحق المعتقلين، وذلك إلى جانب رفض نقابتي المحامين والصحفيين التي وصفته بالكارثي، لبعض مواده، واعتراض نادي القضاة على أخرى.


وفي السياق، انتقد "مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"، حبس آلاف المصريين في السجون الآن بموجب قانون ملغي منذ 97 عاما، مذكرا بما عرضه من مستندات تثبت إلغاء "قانون التجمهر"، الذي تستخدمه السلطات حتى اليوم.

وفي تقرير جاء بعنوان: "97 عاما من الحبس بقانون التجمهر الملغي"، أكد المركز الحقوقي أنه "قبل أكثر من 110عاما أصدر الاحتلال البريطاني قانون التجمهر لقمع أي احتجاجات مناهضة للمستعمر".

وأوضح أنه "في عام 1928 نجح البرلمان المصري في إلغائه، واعترف الاحتلال وقتها بأنه (قانون قمعي لا يمكن تبرير التمسك به)"، كاشفا عن أن "السلطات المصرية تواصل حتى يومنا هذا اسخدامه للانتقام من معارضيها، وترفض تفعيل إلغائه".




المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية شخصيات مصرية النظام المصري السيسي السيسي النظام المصري شخصيات مصرية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی لحقوق الإنسان مصالحة وطنیة الحریة لکل فی الداخل

إقرأ أيضاً:

1006 موضوعات وبلاغات تلقتها العمانية لحقوق الإنسان خلال العام الماضي

كتبت - غالية الذخرية / تصوير: هدى البحرية -

قالت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان إن عدد الموضوعات والبلاغات التي تلقتها ورصدتها خلال عام 2024م (1006) موضوعات، منها (47) شكوى و(22) موضوعا تم رصده و(937) موضوعا تم تقديم الدعم الحقوقي فيها، وشملت هذه الموضوعات مختلف الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والتنموية، بالإضافة إلى حقوق الفئات الأولى بالرعاية، جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي الذي عقدته اللجنة اليوم استعرضت فيه تقريرها السنوي وأبرز الجهود التي قامت بها خلال عام 2024م، ودورها في رصد وتلقي الشكاوى، والرد على التقارير الإقليمية والدولية، والأنشطة والفعاليات الداخلية، بالإضافة إلى الأنشطة والفعاليات الخارجية.

وأكد الدكتور راشد بن حمد البلوشي، رئيس اللجنة العمانية لحقوق الإنسان على مواصلة اللجنة دورها الوطني في حماية وتعزيز حقوق الإنسان، مستندةً إلى اختصاصاتها المحددة بموجب نظامها المرفق بالمرسوم السلطاني رقم (57/ 2022)، وإلى القيم والمبادئ التي يؤكدها النظام الأساسي للدولة والمواثيق الدولية التي انضمت إليها سلطنة عُمان، مبينا أن اللجنة تعمل على دراسة البلاغات والتواصل مع الجهات المختصة لمعالجتها وفق آليات تضمن الاستجابة الفعالة والسريعة، وقامت بتنفيذ زيارات ميدانية إلى السجن المركزي ومراكز التوقيف، لمتابعة أوضاع النزلاء والتأكد من التزام المؤسسات المعنية بالمعايير الوطنية والدولية في معاملتهم والمرافق والخدمات المقدمة لهم. كما امتدت الزيارات إلى مؤسسات اجتماعية وصحية وتعليمية؛ وذلك للتأكد من توافقها مع متطلبات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى دور اللجنة في الرد على التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية، سواء كانت صادرة عن الحكومات أو المنظمات غير الحكومية، أو استبانات المقررين الخاصّين؛ حيث قامت اللجنة بدراسة وتحليل هذه التقارير، والتنسيق مع الجهات المعنية للتحقق من المعلومات الواردة فيها، وإعداد ردود تستند إلى القوانين الوطنية والجهود الحكومية في تعزيز حقوق الإنسان، والمعايير الدولية في إعداد هذه الردود.

وأضاف أن اللجنة نظمت سلسلة من المحاضرات والندوات التوعوية استهدفت مختلف الفئات المجتمعية، من طلبة المدارس والجامعات والموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة، والمؤسسات العسكرية والأمنية، وتناولت هذه المحاضرات مواضيع متنوعة مثل حقوق الطفل، وحقوق المرأة، وحقوق العمال، وحرية التعبير، وآليات تقديم الشكاوى، وغيرها من القضايا الحقوقية المهمة؛ وذلك مساهمةً من اللجنة في تعزيز وترسيخ المواطنة ونشر ثقافة احترام الحقوق والواجبات في المجتمع، ويأتي ذلك إيمانًا منها بأهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز الوعي المجتمعي، وغرس روح المواطنة انطلاقًا من دورها في تنفيذ رؤية عُمان 2040، كما أكد التزام اللجنة بمواصلة تطوير آليات عملها.

كما قامت اللجنة بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية، بزيارات ميدانية إلى السجن المركزي وإدارات التوقيف التابعة لشرطة عمان السلطانية؛ للتأكد من أن حقوق النزلاء والموقوفين مصانة وأن الخدمات المقدمة إليهم تليق بكرامتهم الإنسانية، وعبّرت اللجنة عن ارتياحها للتقدم الذي أحرزته شرطة عمان السلطانية في الخدمات المُقدمة للنزلاء والموقوفين، والتي شملت الخدمات الصحية، والتعليمية، والقانونية، والرياضية، والتدريب، والترفيه، وممارسة الهوايات.

حرية الصحافة

وحول حرية الصحافة، أشار إلى أن اللجنة رصدت تحقيق سلطنة عُمان تقدما بـ18 مركزا في حرية الصحافة لعام 2024م الصادر من منظمة مراسلون بلا حدود مقارنة لعام 2023م، حيث يقيّم هذا المؤشر في 180 دولة سنويا، ويستخدم (5) مقاييس لتقييم حرية الصحافة تشمل السياق السياسي والإطار القانوني والسياق الاقتصادي والسياق الاجتماعي والثقافي والسلامة.

دعم حقوقي

كما ساهمت اللجنة في تقديم الدعم الحقوقي لـ(937) موضوعا تلقتها اللجنة خلال هذا العام تساعد أصحابها في تسوية قضاياهم وفق الأطر القانونية الصحيحة مستعينة بالإجراءات والتدابير والأنظمة الواردة في القوانين السارية، والاتفاقيات الدولية التي انضمت/ صادقت عليها سلطنة عُمان، حيث شمل هذا الدعم الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والحقوق البيئية والتنموية.

الرعاية الصحية

وأضاف أنه في إطار اختصاصات «اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان» ومسؤولياتها، وتأكيدا للتعاون الدائم بين اللجنة والجهات المختصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، قامت اللجنة بعدد من اللقاءات الميدانية مع المؤسسات العاملة في مجال الحق في الرعاية الصحية منها المستشفى السلطاني ومستشفى خولة؛ وذلك لمناقشة التحديات والفرص في تحسين جودة الخدمات وضمان سهولة الوصول للجميع، خاصة الأشخاص ذوي الإعاقة.

الحقوق العمالية

وأفاد الدكتور رئيس اللجنة عن دور اللجنة في متابعة الجهود المبذولة في معالجة قضية المسرحين والباحثين عن العمل بالتنسيق مع صندوق الحماية الاجتماعية، ونفذت اللجنة زيارة ميدانية لمنطقة الدقم الصناعية، واطلعت على الخدمات والرعاية العُمالية المقدَّمة للعاملين في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والالتزام بمعايير الحماية والبيئة المناسبة للعمل، وتوافق المرافق المستخدمة بشكل عام مع تدابير السلامة والصحة المهنية، والمعايير الدولية الخاصة بالسكنات العُمالية، وأعرب الفريق القائم بالزيارة عن ارتياحه بعد الزيارة للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، واطلاعه على التجمعات العُمالية، وسكنات العمل في المنطقة، ولقاء العاملين بها، وشملت الزيارات الميدانية التي نفَّذها فريق اللجنة مخيم العمال برأس مركز التابع للشركة العُمانية للصهاريج، ومساكن قرية النهضة العُمالية، ومساكن مخيم شركة كروة للسيارات؛ حيث اطلع الوفد على الخدمات المقدَّمة للعمال، وتابع الأوضاع الصحية والبيئية التي يعملون بها، وتأكد من خدمات الأمن والسلامة ومطابقتها للمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وخلال الزيارة، قابل الوفد العديد من العمال، واستمع إلى وجهات نظرهم، وناقش معهم عددًا من الموضوعات المتعلقة بحقوقهم، وعرَّفهم على عمل اللجنة، وآلية الرصد وتلقي الشكاوى، ووسائل التواصل المتاحة للمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء.

كما قامت برصد ودراسة «الإشارات التحذيرية للمكفوفين في الأماكن العامة»، حيث رفعت اللجنة نتائج الدارسة إلى بلدية مسقط، ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وحصلت على رد من بلدية مسقط بأنه سيتم الأخذ بالدراسة، وتضمينها في المشاريع المستقبلية للبلدية، كما حصلت اللجنة على رد من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بأنه سيتم إدراج معايير خاصة ضمن المعايير الوطنية للتخطيط العمراني الواردة في مخرجات الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، بالإضافة إلى إدراج الدراسة في دليل اشتراطات ومواصفات البناء في سلطنة عُمان.

استراتيجية وطنية

وبين أن مشروع "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان" ستُدشّن في الـ10 من ديسمبر القادم، وتشمل مختلف الجوانب وتسعى لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سلطنة عُمان، وفق ما يقضي به النظام الأساسي للدولة، والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي انضمت سلطنة عُمان إليها والقوانين السارية.

كما تم تشكيل فريق للمشاركة في إعداد الخطة الخمسية الحادية عشرة مع وزارة الاقتصاد والمشاركة في جميع المحاور والأولويات ذات العلاقة بحقوق الإنسان والتي تترابط مع أهداف رؤية عُمان 2040م وذلك لضمان وجود مبادرات ومؤشرات اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان ضمن عناصر جميع الجهات المشاركة ذات علاقة.

وخلال العام الحالي نظمت اللجنة وضمن مشروع الاستراتيجية، حلقات عمل لتحليل الوضع الراهن للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سلطنة عُمان لمدة ثلاثة أسابيع غطت مجموعة من الحقوق الأساسية شملت الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والحقوق البيئية والثقافية، وحرية المشاركة في الحياة العامة، بالإضافة إلى محور خاص بالفئات الأولى بالرعاية، مثل المرأة، والطفل، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، وقد تم تصميم الحلقات وفق منهجية تُتيح تقييمًا موضوعيًّا للواقع، وتدعم في الوقت ذاته وضع أهداف دقيقة ومحددة وقابلة للقياس، مع ربطها بالمؤشرات النوعية والكمية، وتنسجم هذه الجهود مع التوجهات الوطنية لرؤية عُمان 2040، حيث تم التنسيق المباشر مع وحدة متابعة تنفيذ الرؤية، ووزارة الاقتصاد لضمان مواءمة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان مع الخطط التنموية الشاملة، كما تم التأكيد على توافق الاستراتيجية مع النظام الأساسي للدولة، والمواثيق الدولية التي انضمت إليها سلطنة عُمان.

التقارير الدولية

قامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بالرد على مجموعة من التقارير الدولية الحكومية وغير الحكومية واستبانات المقررين الخاصّين، وتابعت ما تم نشره عن أوضاع حقوق الإنسان في سلطنة عُمان، ورصدت الملاحظات في مجال حقوق الإنسان وقامت بالتنسيق مع الجهات المعنية للتحقق منها والرد عليها، وقامت اللجنة بإعداد التقرير الموازي المعني باتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حيث ناقش عدة مواضيع ذات أولوية منها التطورات التشريعية المتعلقة بتنفيذ توصيات لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والمساواة وعدم التمييز، وحقوق النساء ذوات الإعاقة، والأطفال ذوي الإعاقة، والتوعية والتثقيف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والاعتراف أمام القانون والوصول إلى العدالة، بالإضافة إلى مناقشة التحديات العامة، كما قامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بالرد على المواضيع الواردة في التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية حول أوضاع حقوق الإنسان في سلطنة عُمان لعام (2022/ 2023)، وتطرق التقرير إلى عدة مواضيع منها حرية التعبير، وحرية الدين والمعتقد، وحقوق العمال والمهاجرين، وحقوق المرأة.

وردت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان وأبدت ملاحظاتها على التقرير الأمريكي السنوي لأوضاع حقوق الإنسان في سلطنة عمان لعام 2023م، حيث تطرق التقرير إلى عدد من القضايا منها ما يخص حقوق بعض الأفراد، واحترام كرامة الإنسان، واحترام الحريات المدنية، وحرية المشاركة في الحياة السياسية، وموقف الحكومة من التحقيقات الدولية وغير الحكومية في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، والتمييز والانتهاكات المجتمعية، وحقوق العمال، وردت اللجنة على مقال صحفي في "BBC Africa Eye" بعنوان: "كيف ساعدت مجموعة واتساب مالاوية في إنقاذ النساء اللاتي تم تهريبهن إلى عُمان"، وقد تضمن التقرير حالات لأكثر من 50 امرأة مالاوية تم تهريبهن إلى سلطنة عُمان للعمل في ظروف أشبه بالعبودية. وقد تحققت اللجنة العمانية من الحالات الواردة بالتنسيق مع الجهات المعنية ومن خلال التواصل مع المنظمة الدولية التي ذكرت في التقرير، تم توضيح الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه تلك البلاغات.

وأضاف: رصدت اللجنة التقرير الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية حول مكافحة الاتجار بالبشر في سلطنة عُمان لعام 2023م، والذي تطرق إلى حالة مكافحة الاتجار بالبشر لعام 2022م، وقامت بتحليله والتحقق من المعلومات الواردة به من خلال التقصي وجمع البيانات وعقد اللقاءات مع الجهات المعنية، كما تضمن الرد على المعلومات الواردة مع استعراض جهود اللجنة العمانية لحقوق الإنسان والتحديات التي تواجهها والتوصيات المناسبة لتعزيز كل ما من شأنه مكافحة الاتجار بالبشر.

الاستبيانات

وأشار إلى قيام اللجنة بدور فاعل في المساهمة بالعديد من الاستبيانات والتقارير الدولية، وذلك من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان على الصعيدين الوطني والدولي، منها استبيان دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في النزاعات المسلحة بهدف إعداد دليل عملي للمؤسسات في دول آسيا والمحيط الهادي، وحقوق الإنسان وتغير المناخ لتوضيح آثار تغير المناخ في سلطنة عُمان والإجراءات المتخذة للتصدي لها، كما ساهمت في الاستبيان الوارد من الخبير المستقل المعني بتعزيز نظام ديمقراطي وعادل؛ لمناقشة التحديات والحلول لتعزيز الديمقراطية، وساهمت في التعليق العام بحقوق الأطفال في الوصول إلى العدالة لتقديم توصيات لتحسين وصول الأطفال إلى سبل الانتصاف الفعالة. بالإضافة إلى ذلك، أعدت اللجنة التقرير الموازي للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، بالتشاور مع مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة، مثل جمعية المرأة العمانية، وجمعية الصحفيين، والاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان، وغيرها.

الفعاليات والأنشطة

وأضاف الدكتور البلوشي أن اللجنة نظّمت بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر، والشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، منتدى إقليميًّا حول دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في التخطيط ومتابعة تنفيذ الرؤى الوطنية في المجالات المتعلقة بحقوق الإنسان، وبمشاركة أكثر من 170 مشاركًا يمثلون أكثر من 50 مؤسسة، من بينها مؤسسات حكومية ومنظمات دولية وإقليمية وممثلو المجتمع المدني، ونظمت اللجنة احتفالًا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار "ركيزة الوطن: خطوات مستدامة لحماية وتعزيز حقوق كبار السن"؛ حيث ركز الاحتفال على تقدير دور كبار السن وإسهاماتهم في بناء المجتمع، كما نظمت اللجنة سلسلة من المحاضرات والندوات التوعوية استهدفت مختلف الفئات المجتمعية، من طلاب المدارس والجامعات إلى الموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة، والمؤسسات العسكرية والأمنية، وتناولت هذه المحاضرات مواضيع متنوعة مثل حقوق الطفل، وحقوق المرأة، وحقوق العمال، وحرية التعبير، وآليات تقديم الشكاوى، وغيرها من القضايا الحقوقية المهمة؛ وذلك مساهمةً من اللجنة في تعزيز وترسيخ ثقافة احترام الحقوق والواجبات في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • مبادرة مصرية قطرية بمشاركة تركيا لإحياء مفاوضات غزة
  • "حقوق الإنسان".. أدوار جليلة ونتائج محمودة
  • مدبولي يناقش مقترحات تعديل قانون المجلس القومي لحقوق الإنسان
  • مدبولي : حريصون على منح المجلس القومي لحقوق الإنسان ضمانات تعزيز استقلاليته
  • 1006 موضوعات وبلاغات تلقتها العمانية لحقوق الإنسان خلال العام الماضي
  • أبو العلا: استهداف الصحفيين في غزة جريمة ممنهجة وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان
  • "العمانية لحقوق الإنسان" تتلقى أكثر من 1000 بلاغ في 2024
  • عملية إعدام للجيش السوري في مستشفى السويداء!
  • فيديو صادم لعملية قتل ميداني مروعة في مستشفى السويداء
  • اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تختتم حملتها التدريبية لطلاب المراكز الصيفية في المدارس الحكومية