كنا أول من أدان جريمة فض الاعتصام، حين كانت الدماء لا تزال ساخنة، والحزن مقيم في الصدور، والسياسيون الجبناء قد فرّوا إلى المخابئ والسفارات.

شككنا منذ البداية في جدية لجنة أديب، وقلنا إنها لن تُعيد الحق لأهله، لأن من شكلوها أرادوا دفن القضية في رمال النسيان، حفاظاً على مصالحهم الجديدة مع حليفهم حميدتي.


كشفنا الغطاء عن أولئك الذين باعوا دماء الشهداء بثمن بخس، مقابل مقاعد وثيرة وربطات عنق أنيقة. رأيناهم يتبادلون الضحكات مع القتلة، ويمدحونهم في المنابر، ويمنحونهم رئاسة اللجان الاقتصادية والسياسية، بينما يتجاهلون جرحى الاعتصام الذين افترشوا الأرض أمام مجلس حمدوك، والتحفوا السماء أياماً طويلة، حتى اضطروا للبحث عن العلاج لدى من قتلوا رفقاءهم.

كفوا عن الكذب والنفاق والمتاجرة السياسية بدماء الشهداء، فقد سقطت الأقنعة، وظهرت الحقائق، وتبيّن ما كان مستتراً من عمالة وارتزاق وتجارة بالمواقف تحت شعار “الحياد” الكذوب.
أما رشا عوض رضيعة المنظمات المشبوهة ، فلا يحق لها أن تزايد علينا. فقد ألفنا سماجتها الصمغية اللزجة ولغتها المكرورة العصابيّة ، التي تفوح منها رائحة العمالة والارتزاق .
رشا التي لم تتردد يوماً في الارتماء في أحضان المنظمات الأجنبية المشبوهة، تتظاهر الآن بالنزاهة بعد أن جفّت منابع التمويل.

لقد تقاضت لسنوات رواتب دولارية منتظمة، وهي تدير ما لا يتجاوز كونه موقعاً إلكترونياً وهمياً . والآن، وقد أغلق ترامب حنفيات المال، بدأت تعاني سُعار الحرمان، وتحاول تغطيته بهجوم لا يخدع أحداً.

جريمة فضّ الاعتصام جريمة لا تسقط بالتقادم، ومن خانوا الشهداء واعتاشوا على دمائهم، سيظلون وصمة عار في ذاكرة هذا الشعب، لا يمحوها نسيان ولا يغسلها تبرير أو هياج مفتعل.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة

???? الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة وكأن شيئاً لم يكن؟
⭕قضية توقيف عزيزة داؤود كاتيا، التي تشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للبيئة بالإنابة، ليست مجرد حادثة عابرة أو خبر أمني روتيني؛ إنها قنبلة انفجرت في قلب ولاية الجزيرة، وكشفت حجم الاختراق الذي تعرّضت له مؤسسات الدولة خلال فترة سيطرة المليشيا، والأخطر من ذلك: عودة بعض رموز تلك المرحلة إلى مواقع حساسة دون مراجعة أو محاسبة.
⭕المدعوة عزيزة داؤود لم تكن موظفة عادية؛ فقد شغلت منصب وزيرة الزراعة بحكومة المليشيا أثناء احتلالها لولاية الجزيرة، وبعد تحرير ود مدني، وعودة الحكومة الشرعية، لم تكتفِ المتهمة بالعودة إلى الخدمة، بل صعدت سريعاً إلى رئيس المجلس الأعلى للبيئة بالإنابة.
⭕ظهورها في تسجيل مرئي بمنطقة الحلاوين برفقة “صديق مويه” والي حكومة الجنجويد في تلك الفترة كان دليلاً دامغاً على تعاونها، خصوصاً بعد اعترافها بعملها ضمن مشاريع الولاية خلال فترة سيطرة المليشيا.
⭕ بناءً على معلومات دقيقة ورصد ميداني، تمكنت الخلية الأمنية المشتركة من مداهمة موقع المتهمة والقبض عليها، وفتح بلاغات تحت المواد:
26 – 50 – 51 – 65 – 186
وهي مواد تتعلق بالتعاون مع العدو وتقويض النظام والإضرار بأمن الدولة.
⭕هذه الخطوة تُحسب للأجهزة الأمنية التي بدأت أخيراً في تنظيف المؤسسات من العناصر التي تسللت إليها مستندة إلى الفوضى التي أحدثتها المليشيا في فترة سيطرتها.
⭕ السؤال الأخطر… كم من امثال “عزيزة كاتيا” ما زال في مواقع الدولة؟،
القضية لا تقف عند حدود شخص واحد، فالشارع في الجزيرة وفي السودان كله يدرك تماماً أن عشرات وربما مئات المتعاونين الذين خدموا المليشيا وعملوا تحت إدارتها عادوا الآن إلى مكاتبهم، يمارسون وظائفهم كأن شيئاً لم يحدث.
⭕زملاؤهم في المؤسسات الحكومية يشاهدونهم يومياً، وفي قلوبهم حسرة على أن هؤلاء لم يشملهم التحقيق أو المحاسبة بعد، بعضهم معروف بالاسم، وبعضهم ظهر في فيديوهات وصور موثقة، لكنهم لا يزالون في مواقع تخولهم الاطلاع على ملفات الدولة والتأثير على القرارات، وربما تسريب المعلومات.
⭕فتح هذا الملف لم يعد ترفاً سياسياً، بل أصبح ضرورة أمن قومي، مؤسسات الدولة لن تستعيد عافيتها ما لم يتم تنظيفها من كل من تعاون مع المليشيا، سواء شارك مباشرة أو قدم خدمات.
⭕هذا واجب الأجهزة الرسمية، لكنه أيضاً واجب المواطنين ، التبليغ، الشهادة، تقديم المعلومات … كلها أدوات ضرورية لإغلاق هذا الباب الذي تسلل منه الخطر سابقاً، وقد يتسلل منه مرة أخرى إذا تساهلنا اليوم.

✒️ غاندي إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/12 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة الفيل … وضل الفيل2025/12/12 اتجاهات حكومية: ما بين الانتقال ومنع الصيانة2025/12/12 حديث كرار عن الاستنفار والمقاومة الشعبية حديث كاذب2025/12/12 (تقوية الجبهة الوطنية)2025/12/12 التآمر الناعم2025/12/11 حوار مع صديقي المصري عاشق السودان2025/12/11شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات نسمع ضجيجاً ولا نرى 2025/12/11

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • ترامب: ضرر كبير سيلحق بالأشخاص الذين هاجموا قواتنا في سوريا
  • السامعي يزور أضرحة شهداء الإعلام الذين استهدفهم العدو الإسرائيلي في العاشر من سبتمبر
  • شبكة المنظمات الأهلية في غزة: الاحتلال دمّر نحو 90% من المساكن والبنية التحتية والكارثة الإنسانية تتفاقم
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • طارق الشناوي: البطولة المطلقة «أكذوبة» والفنان الحقيقي لا يقيس نجاحه بترتيب اسمه في التترات
  • شبكة المنظمات الأهلية: الاحتلال دمّر 90% من منشآت ومساكن غزّة
  • الشعبية «التيار الثوري» تدعو لوقف إطلاق نار إنساني فوري
  • من أين جاء لاعبو الإمارات الذين هزموا الجزائر في كأس العرب؟
  • سيف بن زايد: الإمارات مستمرة في دعم المنظمات الدولية وتعزيز مسارات بناء السلام
  • الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة