مع اقتراب شهر ذي الحجة، يتساءل كثير من المسلمين عن حكم الجمع بين نية صيام هذه الأيام المباركة، وبين أداء ما فاتهم من صيام رمضان. 

وفي هذا السياق، أوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا مانع شرعًا من صيام العشر من ذي الحجة بنية مزدوجة تشمل قضاء ما على المسلم من صيام رمضان، إلى جانب نية تحصيل فضل هذه الأيام.

وأشار وسام إلى أن صيام قضاء رمضان واجب، ويشترط فيه تبييت النية قبل الفجر، بينما صيام العشر من ذي الحجة من السنن المستحبة التي لها مكانة عظيمة. 

وأكد أنه إذا نوى المسلم قضاء ما عليه في هذه الأيام مع نية موافقة السنة؛ نال بذلك أجرين: أجر الفرض وأجر موافقة السنة.

هل التدخين في الحج ينقص الثواب أم يبطل الفريضة؟.. دار الإفتاء توضحالتصرّف الصحيح لمن انتقض وضوؤه أثناء السعي أو الطواف.. دار الإفتاء توضح

من جهته، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى أيضًا، أن ما ينطبق على الجمع بين صيام شوال والقضاء، يمكن تطبيقه على العشر من ذي الحجة. فبالرغم من أن هذه الأيام لا ترتبط بثواب صيام رمضان والست من شوال؛ إلا أن فضل العمل الصالح فيها عظيم، كما بيّن النبي- صلى الله عليه وسلم-.

وأوضح الورداني أن من صام في العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء أيام أفطرها بسبب عذر شرعي، كالسفر أو المرض؛ نال ثواب القضاء وثواب العمل الصالح في هذه الأيام، امتثالًا لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم.

وشدد على أن الملائكة تسجل للعبد صيامه في ذي الحجة، حتى وإن كانت نيته أداء الفرض، معتبرًا ذلك من بركات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسعة رحمته بالأمة الإسلامية، حيث يوفق المسلم لتحصيل الأجرين في وقت واحد دون تعارض.

حكم صيام النفل قبل القضاء
اختلف الفقهاء في هذه المسألة، ويمكن تلخيص الآراء كالتالي:

الرأي الأول: وجوب تقديم القضاء على النفل

يرى بعض الفقهاء أنه يجب على المسلم أن يقدم قضاء ما عليه من صيام رمضان قبل أن يصوم صيام التطوع (النفل)، بما في ذلك صيام العشر من ذي الحجة. واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر” (رواه مسلم)، حيث قالوا أن المقصود هو إتمام رمضان أولا ثم صيام النفل.

الرأي الثاني: جواز صيام النفل قبل القضاء مع الكراهة

يرى فريق آخر من الفقهاء أنه يجوز صيام النفل قبل قضاء رمضان، لكن مع الكراهة، وذلك لأن قضاء الواجب أولى. هؤلاء العلماء استدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها: “كان يكون علي الصيام من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان” (رواه البخاري ومسلم)، حيث فهموا من الحديث أنه يجوز تأخير القضاء طالما أن الوقت متسع.

الرأي الثالث: جواز صيام النفل قبل القضاء بلا كراهة

يري فريق ثالث أنه لا مانع من صيام النفل قبل القضاء دون كراهة، خاصة إذا كانت النية هي اغتنام فضل صيام أيام معينة كالعشر من ذي الحجة أو الست من شوال. واعتبروا أن النصوص الشرعية تفتح المجال للمرونة في ترتيب القضاء والنفل، طالما أن القضاء يتم قبل دخول رمضان التالي.

طباعة شارك شهر ذي الحجة صيام العشر من ذي الحجة الإفتاء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شهر ذي الحجة صيام العشر من ذي الحجة الإفتاء صیام العشر من ذی الحجة صلى الله علیه وسلم هذه الأیام صیام رمضان من صیام

إقرأ أيضاً:

صلاة الجمعة.. أجرها صيام وقيام سنة كاملة بـ7 أعمال يغفلها كثيرون

لاشك أنه لا ينبغي الاستهانة أو التهاون في صلاة الجمعة وسنن النبي -صلى الله عليه وسلم - لحضورها ، خاصة وأن المسألة تتعلق بأحد أهم الأيام ، حيث إن يوم الجمعة هو سيد أيام الأسبوع وقد ورد فيه الكثير من الفضائل والنفحات ومن ثم كثرت فيه الوصايا، التي تحث على اغتنامه، وحيث إن صلاة الجمعة هي صلاته الخاصة، التي يتفرد بها عن بقية أيام الأسبوع ، من هنا ينبغي معرفة سنن النبي لحضور صلاة الجمعة لاغتنام أكبر فضل وثواب لها.

آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله لما تتمنىأفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. بدأ منذ ساعات فاغتنمهآخر ساعة في ليلة الجمعة.. الإفتاء: اغتنموها بهذا الذكرصلاة الجمعة

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة الجمعة فريضةٌ عظيمةٌ، أَمَرَ الله سبحانه عباده بتقديم السَّعيِ والحضورِ إليها على كلِّ عملٍ.

واستشهدت " الإفتاء" ، بما قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ الآية 9 من سورة الجمعة، منوهة بأنه قد حثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التَّبكير إليها، لننال عظيمَ الأجر في الآخرة.

واستندت لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفقٌ عليه.

 سنن حضور يوم الجمعة

وأضافت: وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أوسِ بن أوسٍ رضي الله عنه.

وأوضحت في شرح الحديث ، أن ليومِ الجُمعةِ فضائلُ كثيرةٌ، وأجورٌ عظيمةٌ، ومِن هذا ما ورَد في هذا الحديثِ؛ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "مَن غَسَلَ يومَ الجُمعةِ"، غسل يُروَى (غَسَل) بتخفيف السِّين و(غسَّل) بتشديدِها، ومعناهُ غسَلَ رأسَه خاصَّةً أو غسل أعضاءه للوُضوءِ.

وبينت أن معنى "واغتَسَل"، أي: غسَل جَميعَ جسَدِه ويَدخُلُ في ذلك الرَّأسُ أيضًا، وخُصَّ الرَّأسُ بالغَسْلِ مِن أجلِ الشَّعرِ الكثيرِ الَّذي يَحتاجُ إلى تَنظيفٍ وعنايةٍ؛ لِيَزولَ ما فيه مِن روائحَ كريهةٍ وغيرِها. وقيل: إنَّ معنى (غسل) أصابَ أهلَه قبلَ خروجِه إلى الجُمُعةِ؛ ليكون أملكَ لنَفْسِه وأحْفَظَ في طريقِه لبَصرِه؛ فكأنَّه غَسَل امرأتَه أو غسَّلها، أي: أحوجَها إلى الغُسلِ.

واستطردت: وقيل: المرادُ بهذينِ اللَّفظينِ (غسل واغتسل) التوكيدُ ولم تقَعِ المخالفةُ بينَ المعنيَينِ لاختلافِ اللَّفظينِ، "ثُمَّ بَكَّر"، أي: خرَج للجُمعةِ مُبكِّرًا في الوقتِ، "وابْتَكَر"، أي: حضَر الخُطبةَ مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، ولم يَفُتْه شيءٌ مِنها، "ومَشى ولَم يَركَبْ"، أي: ذهَب إلى المسجِدِ ماشيًا؛ وذلك لأنَّ الأجرَ على قدْرِ التَّعَبِ والمشقَّةِ.

وواصلت: "ودَنا مِن الإمامِ فاستَمَع ولم يَلْغُ"، أي: كان قريبًا مِن الإمامِ، مُنصِتًا لِما يَقولُ، مُتجنِّبًا اللَّغوَ معَ أيِّ أحدٍ.

فجَزاءُ ذلك كلِّه: "كان له بكُلِّ خُطْوةٍ عَمَلُ سنَةٍ؛ أجْرُ صِيامِها وقِيامِها"، "الخُطْوةُ" بُعْدُ ما بَينَ الرِّجْلَينِ في المَشْيِ، أي: له بكلِّ خُطْوةٍ يَخْطوها إلى المسجِدِ أجرُ وثوابُ أعمالِ سنَةٍ، معَ قَبولِ صِيامِها وقيامِها، فكأنَّ في كلِّ خُطوَةٍ كتابةَ حسَنةٍ ومَحْوَ سيِّئةٍ، وهذا فضلٌ كبيرٌ، وثوابٌ عظيمٌ مِن اللهِ تعالى، اختَصَّ به يومَ الجمُعةِ.

وأردفت : وفي الحديثِ: بيانٌ لفضلِ التَّبكيرِ إلى الجُمعةِ، واستِماعِها وعدَمِ اللَّغوِ فيها، وأنَّ اللهَ يُعْطي مِنَ الأجرِ الكبيرِ على اليَسيرِ من الأعمالِ، وقال الحافظ العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (3/ 171، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه فضل التبكير إلى الجمعة لما دل عليه من اعتناء الملائكة بكتابة السابق وأن الأسبق أكثر ثوابًا لتشبيه المتقدم بمهدي البدنة والذي يليه بمهدي ما هو دونها وهي البقرة] اهـ.

تأخيرِ الحضور إلى الجمعة

ونبهت إلى أنه حذَّر مِن تأخيرِ الحضور إلى الجمعة وكذا مِن التَّخلُّفِ عنها بغير عذرٍ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»، إلى أنْ قال: «فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ، وَاللهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ.. الحديث» أخرجه الإمامان: الدارقطني والبيهقي في "السنن".

وتابعت: وعن أَبي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» أخرجه الأئمة: أبو داود والدارمي في "السنن"، وابن خزيمة وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك".

سنن يوم الجمعةأن تكون هيئته نظيفةًالاغتسالاستخدام السّواكاستعمال الطيبارتداء الثياب النظيفةالتبكير في الذهاب لصلاة الجمعةالإكثار من الصلاة على النبيتلاوة سورة الكهفالإكثار من الدعاء طباعة شارك حضور صلاة الجمعة صلاة الجمعة سنن النبي لحضور صلاة الجمعة سنن حضور صلاة الجمعة سنن صلاة الجمعة سنن الجمعة تأخيرِ الحضور إلى الجمعة

مقالات مشابهة

  • هل يجوز تقديم إيصال الزكاة لـ الضرائب لخصمها؟.. المفتي يجيب
  • ما يجب على من فاته أداء الصلاة مدة طويلة من الزمن .. الإفتاء توضح
  • ما سبب تفاوت الناس في الرزق؟.. الإفتاء توضح الحكمة
  • صلاة الجمعة.. أجرها صيام وقيام سنة كاملة بـ7 أعمال يغفلها كثيرون
  • حكم صلاة الجنازة على أكثر من متوفى مرة واحدة وثوابها؟.. الإفتاء توضح
  • فتاوى تشغل الأذهان .. ما أحكام قصر الصلاة وجمعها..وهل يجوز الاستغفار بنية تحقيق حاجة دنيوية..وحكم صيام يوم المولد النبوي
  • هل يجوز الاستغفار بنية قضاء حاجة دنيوية .. ماذا قال علماء الفتوى؟
  • حكم صيام يوم المولد النبوي والأيام البيض من شهر ربيع.. دار الإفتاء توضح
  • مؤتمر الإفتاء العالمي: نصرة الفلسطينيين فريضة لا يجوز التهاون فيها
  • هل يجوز زيادة سعر السلعة المخزنة إذا ارتفع في السوق؟.. الإفتاء توضح الضوابط