منظمات أممية: الأزمة الإنسانية في غزة كارثية
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر المجاعة في قطاع غزة، وسط الحجب المتعمد للمساعدات الإنسانية، في ظل الحصار الصهيوني المستمر للقطاع.
وقالت المنظمة في بيان عبر موقعها الرسمي الليلة الماضية، إن سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة يواجهون نقصا غذائيا مطولا، حيث يعاني نحو نصف مليون شخص من حالة كارثية من الجوع وسوء التغذية الحاد والمجاعة والمرض والموت، مشيرة الى أن هذه واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم.
الى ذلك قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، “لسنا بحاجة لانتظار إعلان المجاعة في غزة لنعلم أن الناس يتضورون جوعا ويمرضون ويموتون بالفعل بينما الغذاء والأدوية محجوزة على بعد دقائق من الحدود”.
وقالت المنظمة، إن المجاعة لم تعلن بعد لكن الناس يتضورون جوعا, بينما يعاني ثلاثة أرباع سكان غزة من حرمان غذائي “طارئ” أو “كارثي”, وهما أسوأ مستويين من مستويات انعدام الأمن الغذائي والحرمان التغذوي وفقا لمقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المكون من 5 مستويات.
ومنذ بدء حظر المساعدات في الثاني من آذار الماضي، أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة باستشهاد 57 طفلا بسبب سوء التغذية, ويرجح أن يكون هذا العدد أقل من الواقع.
وإذا استمر الوضع على هذا النحو فمن المتوقع أن يعاني ما يقرب من 71000 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد ، وفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل.
من جهته قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي حذر من أن سكان قطاع غزة بأكملهم مهددون بمجاعة وشيكة بفعل الحصار الخانق، يثبت أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح مركزي وجزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية الجارية التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من المدنيين.
ووفقا لموقعه الرسمي، أشار المرصد في بيان في وقت متأخر من مساء أمس، الى أن حرب التجويع في غزة تفتك ببطء بآلاف الأرواح، خاصة الأطفال وكبار السن، موضحا أن التقرير يظهر تدهورا حادا مقارنة بتحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر في تشرين الأول الماضي.
وأكد أن استمرار الفشل الدولي في إنقاذ حياة أكثر من مليوني مدني فلسطيني في قطاع غزة يشكل “تقويضا صارخا” لحقهم الأساسي في الحياة والصحة والغذاء والحماية من الإبادة الجماعية، كما يعد “انتهاكا فادحا” للقانون الدولي الإنساني وللمبادئ الجوهرية التي تلزم بحماية السكان المدنيين في أوقات النزاع، ما يهدد بتقويض النظام القانوني الدولي برمته.
ودعا المرصد جميع الدول إلى التدخل لوقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع والاستجابة العاجلة لمطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بضرورة استعادة الوصول الإنساني ورفع الحصار الاسرائيلي غير القانوني باعتبار ذلك السبيل الوحيد لوقف التدهور الإنساني المتسارع وضمان دخول المساعدات إلى القطاع، في ظل الخطر الوشيك بحدوث مجاعة وانهيار كامل للقطاع الزراعي واحتمال تفشي أوبئة مميتة.
وطالب المجتمع الدولي بضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وضمان إنشاء ممرات إنسانية آمنة بإشراف الأمم المتحدة لضمان وصول الغذاء والدواء والوقود إلى جميع مناطق القطاع وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على دولة الاحتلال بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي وتجميد الأصول المالية للمسؤولين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين وفرض حظر السفر عليهم إلى جانب تعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح الاحتلال مزايا اقتصادية، كما طالب بنشر مراقبين دوليين مستقلين للتحقق من الامتثال.
من جهتها أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بلغت “مستويات كارثية”، مطالبةً باستئناف وقف إطلاق النار بشكل عاجل، وتوفير الحماية للمدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
وقالت رئيسة اللجنة ميريانا سبولياريتش، إن “هناك حاجة ملحة إلى إرادة سياسية لإنقاذ الأرواح، واستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة”، وفق الموقع الرسمي للصليب الأحمر، مؤكدة أن “من الضروري تجنيب المدنيين ويلات الأعمال العدائية، وضمان إيصال الدعم الإنساني بشكل آمن ودون عوائق”.
وشددت سبولياريتش، على أن “الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة بلغت مستويات كارثية”، مشددة على أن “استئناف وقف إطلاق النار ضرورة لا تحتمل التأجيل”.
الى ذلك، دعت كل من منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، إلى فتح المعابر والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرة من خطر المجاعة الوشيك، والانهيار الكامل للقطاع الزراعي، وارتفاع معدلات سوء التغذية والوفيات، نتيجة الحصار المستمر وحرمان السكان من الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
وأظهر تقرير جديد للأمم المتحدة بعنوان “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، أن جميع سكان قطاع غزة، وعددهم نحو 2.1 مليون نسمة، يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي، حيث صنف 93 بالمئة من السكان (1.95 مليون نسمة) بين المرحلتين الثالثة والخامسة، بواقع 244 ألف شخص (12بالمئة) في المرحلة الخامسة (مجاعة كارثية)، و925 ألفا (44 بالمئة) في المرحلة الرابعة (طوارئ)، والباقي في المرحلة الثالثة (أزمة غذائية).
وكشف التقرير عن أن نحو 470 ألف شخص يعانون حاليا من مجاعة فعلية، في حين يحتاج 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف إلى علاج فوري من سوء التغذية الحاد، ومنذ بداية العام الحالي، قدرت حاجة 60 ألف طفل للعلاج المباشر.
وتوقعت الأمم المتحدة استمرار تدهور الوضع خلال الفترة من 11 أيار – نهاية أيلول المقبل، مع بقاء جميع السكان في حالة أزمة غذائية أو أسوأ.
وفي القطاع الزراعي، أشارت “الفاو” إلى أن 42 بالمئة من أراضي غزة (أكثر من 15 ألف هكتار) كانت مزروعة قبل تشرين الأول 2023، إلا أن 75 بالمئة من الحقول وبساتين الزيتون تضررت أو دمرت خلال العمليات العسكرية، وأن ثلثي آبار المياه الزراعية (1531 بئرا) لم تعد صالحة للاستخدام مطلع العام الحالي.
وعلى الرغم من توزيع “الفاو” لأكثر من 2100 طن من الأعلاف والمستلزمات البيطرية على أكثر من 4800 راعي مواش، إلا أن الإمدادات لا تلبي الاحتياجات، مؤكدة أن نحو 20 – 30 بالمئة من الماشية مهددة بالنفوق إذا استمر منع دخول مستلزمات الرعاية.
وحذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، من أن “عائلات بأكملها تتضور جوعا، بينما تقف المساعدات على الحدود دون إذن للدخول”، مؤكدة أن “المجاعة لا تأتي فجأة، بل تنشأ عندما يمنع الناس من الحصول على الغذاء والرعاية”.
من جهتها أكدت مديرة اليونيسف كاثرين راسل، وفق الموقع الرسمي للمنظمة، أن الجوع وسوء التغذية أصبحا واقعا يوميا لأطفال غزة، داعية إلى تحرك فوري لتفادي كارثة إنسانية.
وأشار تقرير للمنظمة إلى أن أكثر من 116000 طن من المساعدات الغذائية جاهزة على المعابر، وتكفي لإطعام نحو مليون شخص لمدة 4 أشهر، لكنها لم تدخل بسبب الحصار، كما استنفدت مخزونات الغذاء بالكامل، وأغلقت جميع المخابز المدعومة بسبب نفاد دقيق القمح ووقود الطهي منذ نهاية نيسان الماضي.
ودعت الوكالات الأممية مجتمعة إلى احترام القانون الإنساني الدولي والسماح بدخول الإمدادات فورا، محذرة من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى معدلات وفيات تفوق مستوى المجاعة خلال الأشهر المقبلة
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي الشباب والرياضة منوعات تعليم و جامعات الشباب والرياضة مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات التصنیف المرحلی المتکامل للأمن الغذائی سوء التغذیة فی قطاع غزة بالمئة من أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
قافلة زاد العزة الـ78 تدخل إلى الفلسطينيين في قطاع غزة
استأنفت شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية ضمن قافلة "زاد العزة من مصر إلى غزة" اليوم /الأحد/ الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة من البوابة الفرعية لميناء رفح البري - بعد توقف يومي الجمعة والسبت - ، وصولا إلى معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع.
وصرح مصدر مسئول في ميناء رفح البري اليوم بأن الشاحنات ضمن قافلة "زاد العزة من مصر إلى غزة " الـ78 تحمل مساعدات إنسانية متنوعة إلى الفلسطينيين بقطاع غزة .. مشيرا إلى أن الشاحنات تخضع للتفتيش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تدخل إلى القطاع.
وأعلن الهلال الأحمر المصري - في بيان له اليوم - أن القافلة تضمنت احتياجات الشتاء الأساسية لتخفيف معاناة الأهالي والتي شملت نحو 17 ألف بطانية ونحو 104 ألاف قطعة ملابس شتوية، 144 مرتبة، وأكثر من 8,900 خيمة لإيواء المتضررين..منوها بأن هذه القوافل تأتي في إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الإغاثي لأهالي غزة.
وأشار البيان إلى أن الهلال الأحمر المصري دفع بأطنان من من المساعدات الإنسانية العاجلة تضمنت أكثر من 220 ألف سلة غذائية، أكثر من 2800 طن دقيق وما يزيد على 3 آلاف طن مستلزمات طبية وإغاثية ضرورية يحتاجها القطاع، ونحو 1,200 طن مواد بترولية.
يذكر أن قافلة « زاد العزة .. من مصر إلى غزة » التي أطلقها الهلال الأحمر المصرى، انطلقت في 27 يوليو، حاملة آلاف الأطنان من المساعدات التي تنوعت بين: سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.
ويتواجد الهلال الأحمر المصري كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة على الحدود منذ بدء الأزمة .. ولم يتم غلق ميناء رفح البري من الجانب المصري نهائيا، ويواصل تأهبه في كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات التي بلغت أكثر من 36 ألف شاحنة محملة بنحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية والإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.
كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة؛ ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.. وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.
وأعلن جيش الاحتلال "هدنة مؤقتة" لمدة 10 ساعات (الأحد 27 يوليو 2025) وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية؛ وواصل الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) بذل الجهود من أجل إعلان اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين، حتى تم التوصل فجر يوم 9 أكتوبر 2025، إلى اتفاق ما بين حركة حماس وإسرائيل حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشرم الشيخ بوساطة مصرية أمريكية قطرية وجهود تركية.