أثارت مشاركة المخرج السويدي من أصل مصري، طارق صالح، بفيلمه الجديد "نسور الجمهورية"، "The Eagles of the Republic"، بالمسابقة الرسمية للدورة (78) لمهرجان "كان" السينمائي 2025، وترشّحه لجائزة السعفة الذهبية الأرفع عالميا، الجدل، لما يحمله الفيلم من إسقاط سياسي على نظام الحكم في مصر.

سياسيون مصريون اعتبروا أنّ عرض فيلم يتناول النظام العسكري القائم، سابقة لم تحدث بتاريخ الفن المصري، معربين عن ترقبهم لعرض أحداثه بالمهرجان العالمي يوم 19 أيار/ مايو الجاري، ومؤكدين أنه: "يمنح الكثير من التفاؤل للمعارضة المصرية، التي تعاني من عدم وصول صوتها للعالم الخارجي".



"السيسي بصدارة المشهد"
خلال العرض التشويقي للفيلم الروائي الطويل، الذي أطلقه صناع الفيلم عبر الإنترنت الجمعة الماضية، ولاقى تفاعلا واسعا، بين المعارضين المصريين؛ هتف الكومبارس باسمه ورفعوا صوره، بل وظهر بصورته الحقيقية رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي قاد انقلابا على السلطة المدنية الأولى بتاريخ البلاد الحديث منتصف 2013، ويحكم البلاد حتى عام 2030.



أحداث الفيلم تدور حول علاقة السلطة الحاكمة والفن في بلد تُلقب بـ"هوليود الشرق"، ويطرح أزمة بطل العمل "الممثل جورج فهمي"، الذي يُجبر على أداء دور البطولة بفيلم عن الرئيس، ليفاجأ بتحول كبير في حياته الشخصية والمهنية بعدما وقع في حب زوجة الضابط منتج العمل، وفق موقع  sortir paris.

وبحسب الموقع الفرنسي: "يسقط الممثل الشهير، جورج فهمي، من حسابات السلطات بين عشية وضحاها، وأصبح على وشك خسارة كل شيء، فيضطر لقبول دور الرئيس بفيلم سيرة ذاتية يحتفي به، ليجد نفسه في دائرة السلطة، ثم يدرك أنه أصبح في خطر قد يفقد معه حياته".

العمل الذي سيتم عرضه بدور السينما الفرنسية بتاريخ 22 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، يقوم ببطولته اللبناني السويدي فارس فارس، وهو بطل فيلمين سابقين للمخرج طارق صالح، والفرنسية الجزائرية لينا خضري (دنيا)، والمصري المعارض عمرو واكد (الدكتور منصور)، والمصرية دنيا مسعود (زوجة جورج)، وتميم هيكل (رجل أعمال مقرب من السلطة)، والفلسطينية الأمريكية، شيرين دعيبس.

"نسور الجمهورية" الذي وضع موسيقاه، ألكسندر ديسبلات، الحائز على الأوسكار، وصوره الفرنسي بيير آيم، بعيدا عن مصر في أوروبا ودول عربية ويقدم أحداثه في ساعتين وخمس دقائق، هو: إنتاج سويدي، فرنسي، فنلندي، دنماركي، مشترك، الأمر الذي يحمل دلالات خاصة، وفق مراقبين.

والفيلم من إنتاج لينوس ستور توريل، وليندا موتاوي، ويوهان ليندستروم، ألكسندر ماليت-غي، وتينا وينهولت، ومونيكا هيلستروم، وأوليفييه بير، بالتعاون مع شركات إنتاج أوروبية هي: Unlimited Stories (السويد)، Memento Production (فرنسا)، Bufo (فنلندا)، وProfile Pictures (الدنمارك).


"مخرج جريء"
المخرج صالح، وخلال مؤتمر صحفي في ستوكهولم، قال إنّ: "اختيار فيلمه للمنافسة بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان المحطة الأهم لصناع الفن السابع بالعالم، بمثابة المشاركة بكأس العالم لكرة القدم".

وأكد أنّ: "الفيلم لا يهاجم النظام، بل يسعى لفهم ديناميكيات الدولة من الداخل، من خلال شخصيات واقعية تعيش في منطقة رمادية بين القهر والمقاومة"، مضيفا أن "الفن عندما يُستخدم كأداة دعائية يفقد روحه، لكن أبطاله يظلون بشرًا حقيقيين، تتقاذفهم السلطة كما تتقاذف أي فرد آخر في المجتمع".

وينافس العمل، كبار نجوم السينما العالمية، ومنهم ويس أندرسون بفيلمه "The Phoenician Scheme"، والأخوان داردين بفيلم "Young Mothers"، وجوليا دوكورنو بفيلم "Alpha"، وآري آستر بفيلم "Eddington"، ويواكيم تريير النرويجي بفيلمه "Sentimental Value".

ويمثل "نسور الجمهورية"، تتويجا لـ"ثلاثية القاهرة" التي قدمها صالح، للسينما بنكهة سياسية معروفة بجرأتها وإثارتها للجدل، بداية من "حادثة النيل هيلتون" عام 2017 عن مقتل فنانة شهيرة، و"صبي من الجنة"، عام 2022، والذي حصد جائزة أفضل سيناريو بمهرجان "كان".

ومن أعماله السابقة: "الحزن نعمة" (2011)، "أنا أُتابع الأنهار" (2011)، "الذين خانوا تشي جيفارا" (2001)، "غوانتانامو: القواعد الجديدة للحرب" (2005)، "ماتروبيا" (2009)، "تومي" (2014)، "لا سلام للأشرار" (2014).

"مفارقة الإنتاج الأوروبي"
يشير عدد من المهتمين بالشأن الفنّي إلى أنّ: "أهمية الفيلم تعود إلى أنه إنتاج جريئ يتحدث عن الحقبة الحالية لحكام مصر العسكريين منذ العام 2013، وينطلق من منبر فني عالمي ينطلق بين 13 و24 آيار/ مايو الجاري، بمشاركة صناع الدراما والسينما العالمية".

كما أن سماح المهرجان للفيلم الذي يصفه معارضون بالجريئ بالعرض يمثل دلالة خاصة في ظل ما يحظى به نظام السيسي، من دعم أوروبي وغربي وفرنسي بشكل خاص، ملمحين إلى تمويل أوروبي لمصر بنحو 8 مليار دولار  أقرته بروكسل في 2024، ومشيرين إلى زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للقاهرة، الشهر الماضي.

وتناول بالتحليل "حزب تكنوقراط مصر"، فيلم "نسور الجمهورية" واصفا إياه بأنه "دراما سياسية جريئة تفتح ملف الدولة العسكرية في مصر"، قائلا إنه: "أول عمل سينمائي يناقش مسألة الحكم العسكري، أثناء حكم الرئيس الحالي، بهذا الشكل الجريء".

وأشار الحزب، إلى دلالات سياسية خلف إنتاج الفيلم في أوروبا وعرضه في كان، مؤكدا أنه: "على الرغم من الدعم الأوروبي المتواصل للسيد الرئيس واستقرار النظام، من المثير أن يكون الدعم المالي والإنتاجي لهذا الفيلم أيضا أوروبيا، في مفارقة تعكس تعقيد العلاقة بين الغرب والنظم السلطوية في المنطقة".

بعد نجيب ساويرس.. فيلم "نسور الجمهورية" يشعل مهرجان كان: دراما سياسية جريئة تفتح ملف الدولة العسكرية في مصر

يُعد هذا الفيلم أول عمل سينمائي يناقش مسألة الحكم العسكري في دولة كبيرة ومحورية مثل مصر، أثناء حكم الرئيس الحالي وفي حياته، بهذا الشكل الجريء والجديد. وعلى الرغم من… pic.twitter.com/8e1J0qxhNv — حزب تكنوقراط مصر (@egy_technocrats) May 11, 2025
"زلزال فني وسياسي"
تحت عنوان: "حين تُحلق الكاميرا فوق سماء الاستبداد"، كتب السياسي المصري المعارض، أيمن نور، يقول: "حين يُعرض فيلمٌ مصري في كان، فذلك خبر؛ لكن حين يناقش الفيلم قضية الحكم العسكري في مصر، على عهد الحاكم الحالي، وهو لا يزال على الكرسي، فذلك زلزال فني وسياسي وأخلاقي... ".

وأكد نور، أنه: "ليس مجرّد عمل درامي، بل هو مرآة ساخطة، انكسر عليها وجه النظام المصري، حين قرّر الغرب، للمرة الأولى، أن يدعم فنيا ما يتغافل عنه سياسيا، وأن يُنتج فيلما يفضح، في لحظة إنتاجه، ما يتواطأ معه في لحظة دعمِه وتمويله".

واعتبر أنّ: "المفارقة الأبلغ ليست فقط في مضمون الفيلم، بل في مصدر تمويله"، ملمحا إلى أن "الشركات المنتجة تنتمي لدول أوروبية هي نفسها التي تُقيم علاقات وطيدة مع النظام المصري، سياسيا واقتصاديا وأمنيا".

وتابع بأنّ: "ما يفعله طارق صالح هنا، هو إعادة الاعتبار للفن كسلاح مقاومة، وكمنصة للنقد، وكنافذة للتأمل في ديناميكيات السلطة، التي لا تدهس الأعداء فقط، بل تلتهم أبناءها، وتستخدمهم، ثم تلقي بهم، في الظل أو في السجون أو على هوامش التاريخ".



وحول دلالات عرض فيلم "نسور الجمهورية" بمهرجان كان السينمائي، ومدى وجود جرأة فنية من صناع الفيلم لتقديم عمل عن نظام حكم حالي وغير سابق، وأيضا جرأة إدارة مهرجان كان، لقبول عرض الفيلم رغم ما قد يحمله من دلالات سياسية قد لا ترضي القاهرة صاحبة العلاقات القوية مع باريس والاتحاد الأوروبي، تحدّث نقاد مصريون لـ"عربي21".


"سقطة كان"
اعتبر المصور السينمائي والمنتج والروائي المصري، محمد يوسف، أنّ: "قبول مهرجان "كان"، مثل هذا العمل، ستكون سقطة مدوية، وستنال من سمعة المهرجان العريق، لأن تسييس الفن يعد من أبغض الأمور على النفوس السوية".

"لا دلالة سياسية"
لكن، الناقد السينمائي والكاتب الصحفي المصري أمير العمري، يرى أنّ: "الفيلم مثل العمل السابق لنفس المخرج طارق صالح، سيعرض في مسابقة مهرجان كان، ليس لأي دلالة سياسية، بل فقط وأولا لأنه من الإنتاج الفرنسي بنسبة أساسية وله موزع فرنسي".

العمري المتواجد حاليا في كان، لمتابعة أعمال المهرجان السنوي، أوضح لـ"عربي21"، أنّ: "ثاني أسباب عرض نسور الجمهورية بالمهرجان العالمي، هو شبكة العلاقات العامة التي تربط بين صناع الفيلم ومدير المهرجان".

ويدير مهرجان كان، المخرج الفرنسي تييري فريمو، ورئيسة المهرجان الألمانية إيريس كنوبلوخ، فيما تترأس لجنة التحكيم الممثلة جولييت بينوش.

ويواصل العمري، حديثه مؤكدا أنّ: "القاهرة دائما ما تتجاهل مثل هذه الأفلام، وأين تُعرض وما تثيره من نقاش؛ لكنها تقوم في هدوء بحظر الفيلم، ومخرجه، وهو ما حدث بالنسبة للأفلام السابقة لنفس المخرج، طارق صالح".

ولفت إلى أنّ: "فيلمه ذو الموضوع المصري الأول كان عن مؤسسة الشرطة، والثاني عن مؤسسة الأزهر، والآن الفيلم الثالث عن مؤسسة الجيش المصري". وفي تقييمه لمستوى أفلام طارق صالح، ولأبطال العمل، يرى العمري، أنها "ذو مستوى متوسط؛ يستمد الإثارة فقط من جرأة الموضوع؛ لكن المعالجة تكون عادة سطحية وساذجة".

وأضاف: "كما أن المخرج لا يستعين سوى بممثل محدود الموهبة، وهو فارس فارس اللبناني الأصل، للقيام بالدور الرئيسي، بينما هو لا يناسب الأدوار التي يقوم بها لا من حيث الشكل ولا الأداء".

وختم بالقول: "لم أفهم؛ لماذا لا يستعين طارق صالح بممثلين من أصحاب الأداء القوي من المصريين الموجودين في الخارج، مثل هشام عبد الحميد مثلا، في الدور الرئيسي"، مشيرا إلى أنّ: "ما علمته أن فارس فارس له صلة قوية بتدبير التمويل للفيلم من الطرف السويدي، وربما غيره أيضا".


"هروب من القمع"
يشير المشهد المصري إلى هروب الكثير من الفنانين المصريين إلى الخارج، بعيدا عن القبضة الأمنية، ومنهم الفنانون: عمرو واكد، وخالد أبوالنجا، وهشام عبد الحميد، وهشام عبد الله، ومحمد شومان، وجيهان فاضل، وعدد كبير من المبدعين بجميع التخصصات الفنية.

وتحدث الكاتب والباحث المصري محمد فخري، عن أسباب لجوء المبدع المصري للتعبير عن المجتمع المصري من الخارج، ودور النظام في إغلاق الباب أمام إبداع مماثل لما جرى تقديمه في عهد حسني مبارك والذي انتقد السلطة وعبر عن المجتمع وساهم في تنفيث الشارع.

وقال فخري في حديثه لـ"عربي21": "يلجأ الفنانون المصريون إلى الخارج للتعبير عن أنفسهم، لأن نوافذ التعبير داخل مصر مغلقة بالضبة والمفتاح"، مضيفا: "يكفي أن تعرف أن هناك شاب يدعى شادي حبش، وهو مخرج فيديو كليب ساخر، قد مات بسجن طرة، بعد عامين من الحبس الاحتياطي، وكل تهمة شادي هى إخراج فيديو كليب لم يتجاوز عدة دقائق".

ويرى أنّ: "الأمر لا يتعلق بغلق نوافذ التعبير أمام الفنانين فقط، بل يمتد لباقي المواطنين، وكثيرا ما تعرض بعضهم للحبس لسنوات، عقب نشر قصيدة، أو فيديو يتعلق بالأوضاع السياسية أو الاقتصادية"، مبرزا أنّ: "من هؤلاء الشعراء المحبوسين جلال البحيري، وخالد سعيد، وأخيرا أحمد سراج".

"الدولة وصناعة أزمة السينما"
تعاني صناعة السينما والدراما المصرية من تراجع غير مسبوق متنحية عن عقود من الازدهار والانتشار عربيا وعالميا، وسط أزمات بينها التوجه نحو تمويل أعمال تجارية ضعيفة فنيا، مع تراجع مستوى ما يقدمه المؤلفون وكتاب السيناريو، ما صاحبه اختفاء جيل العمالقة من الممثلين والفنيين بالتقاعد أو الوفاة.

وخلال السنوات الماضية، زادت أزمة السينما والدراما مع محاولات الدولة حصرها وتوجيهها وفرض القيود الصارمة عليها، وتقليم أظافر المبدعين والفنانين والمخرجين، والتحكم بمصادر التمويل، وسيطرة جهة سيادية واحدة على صناعة الدراما والسينما والإعلان والإعلام والصحافة، عبر الشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية".

ويرى نقاد أن النظام الحالي، فشل في اتباع سياسة الرئيس الأسبق حسني مبارك، بترك حرية التعبير بالمجال الفني مع الرقابة الفنية التي أجازت أفلاما ومسرحا ينتقد السلطة ما ساهم في التنفيث وتقليل حدة الغضب الشعبي، ومنها: "البريء"، و"زوجة رجل مهم"، و"اللعب مع الكبار"، و"الإرهاب والكباب"، و"هي فوضى"، و"الديكتاتور"، وغيرها.

على عكس ما استخدمه نظام السيسي، من رقابة غليظة وأوامر تنفيذية يعاقب من يخالفها، ما تبعه، التوجه نحو أعمال درامية وسينمائية بعينها، تخدم التوجهات السياسية للدولة، تنتقد المعارضة وتضع السلطة بكل درجاتها بعيدا عن الانتقاد.


ما تبعه تقديم دراما تعبر عن النظام على شاكلة "الاختيار"، بأجزائه الثلاثة، و"كلبش" بأجزائه الثلاثة، وأفلام عديدة منها "السرب"، و"سري للغاية"، و"الممر"، و"حرب كرموز"، وغيرها، مع تقديم موجة درامية من أعمال البلطجة، التي استدعت انتقاد السيسي، شخصيا لها عقب الموسم الرمضاني الدرامي الماضي. كما دفعت سياسات الدولة للسيطرة على قطاع الفن، فنانون لاتخاذ موقفها والدفاع عنه وانتقاد أية أعمال فنية تشير لأوضاع اقتصادية أو سياسية صعبة.

ومنها انسحاب عدد كبير من الممثلين والمخرجين من عرض الفيلم المصري "ريش" الذي فاز بالجائزة الكبرى للنقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي، عند عرضه بمهرجان الجونة السينمائي في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، بدعوى أن مشاهد الفقر تمثل تشويها لصورة مصر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه انتاج اوروبي عسكر مصر سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مهرجان کان طارق صالح فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

بين الجدل والتندر.. حفل زفاف باذخ لعائلة صالح بالقاهرة على أنقاض وطن وجراح الجائعين بالداخل

أثار حفل زفاف باذخ أقامته عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في العاصمة المصرية القاهرة، جدلاً واسعًا بين أوساط اليمنيين، على منصات التواصل الاجتماعي.

 

وشهدت العاصمة المصرية القاهرة أمس الاثنين، حفل زفاف أقامته العائلة الحاكمة السابقة التي أطاحت بها ثورة شعبية في 2011، لعدد من أبناء واحفاد الرئيس السابق صالح حضرته قيادات سياسية وعسكرية يمنية ومواطنين.

 

وأقيم الحفل بأحد الفنادق الفخمة في العاصمة المصرية والذي جمع نجل صالح، صخر، مع آخرين من أسرة دويد والقاضي، وحضرته شخصيات سياسية واجتماعية ووجهت دعوات حضور لمئات الأشخاص مع تذاكر سفر، قدموا من بلدان عديدة في قارات مختلفة.

 

وتحولت المناسبة الاجتماعية إلى ترند يمني حيث صارت الأكثر تداولاً على منصات السوشال ميديا، فيما حولها أنصار صالح إلى مناسبة لاستعراض شعبية العائلة واعتبروا ذلك مؤشراً على" حب اليمنيين" للأسرة التي كانت سبباً في ضرب ثورتهم واشعال الحرب الأهلية بتحالفها مع الانقلاب الحوثي.

 

 من جانب آخر استنكر ناشطون تحويل المناسبة الى استعراض للبذخ، في سياق نقد ممارسات النخبة السياسية اليمنية التي باتت تفتقد لحس المسؤولية في ظل حالة جوع يعيشها اليمنيون بينما تساءل آخرون عن مصدر هذه الأموال المصروفة على الحفلة الباذخة.

 

ويأتي حفل الزفاف الباذخ في ظل أزمة اقتصادية خانقة ووضع معيشي سيئ تشهده البلاد، وسط تردي الخدمات وانقطاع الرواتب، ويعيش ملايين اليمنيين على حافة المجاعة منذ أكثر من عشر سنوات، في مشهد يراه مراقبون بأنّه تلخيص مكثّف لحجم الفجوة بين المسؤولين وعامة الشعب.

 

وتعليقا على ذلك قال الناشط خالد الهندوان إن علي عبدالله صالح مات وحيدا، ونجله أحمد علي لم يدن حتى قتلة والده بكلمة واحدة، ما تروه من تحلق حول أحمد لا يعبر عن حبه ولا حب والده، هذا يعبر عن حب المال فقط، يعرفون جيدا كم رصيده".

 

وأضاف "يشمون المال عن بعد كما يشم الذي بالي بالكم التي بالي بالكم فيتحلقون حولها حتى يقضوا وطرهم".

 

وتابع "هؤلاء دمروا الوطن وباعوه في سوق النخاسة وجعلوا كل شيء رخيص في سبيل تحقيق مطامعهم الشخصية، ولو كانوا رجالاً ما تخلوا عن عفاش وهو كان خير القوم وأفضل الموجود، بالمناسبة لأحمد علي يدرك ذلك، وهو رافض أن يفتح خزائنه، إلا إذا قد الله أراد أمرا فلا راد لأمره".


 

 

الكاتب علي سالم قال "شفت فيديوهات أفراح آل عفاش فشعرت أن اليمن الجمهوري كله في أم الدنيا والشعب اليمني في أم الجن".


 

أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، الدكتور فيصل الحذيفي قال "خلفة عفاش غير قادرين يشتغلون سياسة، أو يثأروا من قتلة أبيهم، فرجعوا يشتغلون أعراس وعوالم".

 

وأضاف ساخرا "الله والخلفة، والأموال والبذخ، طبعا اكتسبوا الأموال من عرق جبينهم، لا أحد يشك في غير هذا، فكانوا يبيعوا فراولة من مزارع سنحان، وأحيانا عند الزنقة من بيع سلاح المعسكرات ونفقات الجيش المهولة".

 

وتابع الحذيفي "اجتهدوا وطلبوا الله وجمعوا فلوس العرسان، والشعب الجائع الخانع ينهق لكل من هب ودب". مردفا "تصوروا عرس في دولة عربية، والضيوف من أنحاء القارات، ينفق عليه ملايين الدولارات، المهم إنها من عرق جبينهم، وأنت يا زنبيل روح كمان وسلم وتصور، وفرحان بنفسك، نعمة من الله، أن لا تكون زنبيلا ولا مطبلا لأحد، تعيش حريتك في الطول والعرض، وتضع حذائك في وجه كل اللصوص، سواء لصوص السلطة، أم لصوص الأحزاب، أم لصوص المجتمع".


 

الصحفي فايز الضبيبي العقشاني كتب "في مشهد يختصر انفصال النخب السياسية اليمنية عن واقع شعبها، تتسابق قيادات حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح على إقامة الأعراس والاحتفالات الباذخة لأبنائهم في عواصم مثل الرياض والقاهرة".

 

وقال "لم تعد المسألة مجرد مناسبة اجتماعية، بل تحولت إلى سباق استعراضي: قاعات فارهة، ولائم فاخرة، وقوائم ضيوف تضم سفراء ووزراء وقيادات عسكرية وقبلية من الداخل والخارج، وحتى شخصيات إقليمية ودولية تستجلب خصيصاً لتأدية دور "الحضور المرموق".

 

وأضاف "هذه القيادات التي عجزت عن تقديم أي دور وطني حقيقي في زمن الحرب، تحاول عبر هذه المناسبات أن تمنح نفسها وهماً بالوجود والتأثير. بينما ملايين اليمنيين في الداخل يواجهون أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض، حيث الجوع والمرض وانعدام الخدمات ينهشون يومياتهم بلا رحمة".

 

 

وأردف "المؤسف أن هذا التباهي لا يقتصر على قيادات الخارج، بل يمتد إلى من بقي منهم في الداخل، ممن صار حضور الأعراس والمناسبات الاجتماعية هو النشاط السياسي والاجتماعي الوحيد الذي يمارسونه، بعد أن تخلوا عن أي دور ميداني أو مسؤولية تجاه الناس".

 

المفارقة الفاضحة حسب الضبيبي يقول "في ليلة واحدة من البذخ، تنفق مبالغ تكفي لإطعام مئات الأسر أو لإنقاذ حياة العشرات من المرضى. لكن هؤلاء يفضلون صرفها على تلميع صورهم في ألبومات المناسبات، بدلاً من أن تسجل لهم مواقف حقيقية أمام التاريخ. إنها حفلات فوق أنقاض وطن، وولائم تقام على جراح الجائعين".

 

الباحث نبيل البيضاني هو أيضا علق بالقول "وأنا أشاهد أعراسهم.. دار في خلدي هذا الكلام.. ليس كل إنسان سيد نفسه.. ولا علاج للعبيد إلا مزيداً من الذل والهوان.. لأنهم جُبلوا على الهوان بحبهم لساداتهم والعيش تحت أرجلهم بلا كرامة أو عزة.. فكرامتهم مرتبطة بمقدار تظاهرهم بالطاعة والولاء لأسيادهم.. فإن أنت أعتقتهم فسيبحثون عن سيد أو سيصنعون لأنفسهم سيداً ثم يعبدوه.. فلذلك هون على نفسك وتذكر قول الشاعر:

 

لا تشتري العبد إلا والعصى معه.. إن العبيد لأنجاس مناكيد.

 

 

وقال "مبروك لفرعون الطاغية في قبره ولأولاده وقرابته ومبروك لبقية الفراعنة في كل حزب وجماعة وفريق، دوسوا على أتباعكم بالنعال ومرغوا كرامتهم بأحذيتكم العفنة، فوالله لن يزيدوكم إلا طاعة ورضى ومسامحة وقبول..

قد قالها الحر قديما:

والشعب لو كان حياً ما استخف به..

 فردٌ ولا عاث فيه الظالم النهمُ.

 

علي سعيد السقاف غرد بالقول "ليس من تفسير على التزاحم الكبير والتهافت الأكبر حول أسرة عفاش في عرس ولدهم صخر في القاهرة، سوى أن الكثير من هؤلاء  مصدقين أن الأسرة عائدة إلى الحكم وأن أحمد علي قادم لامحالة".


 

الناشط حمزة الجبيحي، قال "بالأمس في عرس ابن الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وأسباطه، وأنا أشاهد كثير من قبائل الطوق يتسابقون ويتدافعون لمصافحة أبناء الرئيس صالح".

 

وأضاف "تذكرت السؤال الذي سيظل في أذهان اليمنيين، أين كنتم عندما دارت الدائرة وناداكم للهبة والنصرة فأغلقتم هواتفكم بل إن البعض كان يرى مكالمة صالح على شاشة هاتفه ويضغط على زر (رفض)؟

 

وقال: الله المستعان عليكم.. ولله في خلقه شئون!!


 

أما الدكتور عبدالرحمن الشامي فقال: الوطن بالنسبة لهم مجرد "نشيد وطني".. دمروا البلد، ونهبوا خيراته، وهربوا إلى الخارج ليستمتعوا بهذه الخيرات، والدليل ما نراهم عليه اليوم، وليس ما نسمع عنهم!!

 

وأضاف "ولا يمكن لذي عقل وفكر أن تنطلي عليه هذه الدعايات الفجة، ولو رددوا "النشيد الوطني" صباحاً ومساء: قبل النوم، وعند اليقضة، أما "طبالي الزفة"، فما أسرعهم إلى الموائد، وأهربهم عن المواجهة.. ولا يعول على من هذا صنيعه إلا أحمق".


 

فيما وسيم محمد فقال "أعرف ناس عاديين لا مسؤولين ولا قادة سياسيين، تزوجوا خلال السنوات الماضية، وفضلوا أن يكون زفافهم بسيطا وغير معلن تقديرا للوضع الذي تمر به البلد مع كثير من الشعور بالذنب".

 

وقال "أعرف ناس عاديين يخجلون من نشر صور أطفالهم صباح العيد في مثل هذا الوضع ويخوضون معارك ضارية مع زوجاتهم بسبب ذلك، بينما من يريدون أن يحكموا، يقيمون أفراح وليالي ملاح في مختلف عواصم العالم، وينقلونها بث مباشر، لا ذكاء اجتماعي ولا حس سياسي ولا أخلاق".


 

في حين قال باسم منصور علي فسخر قائلا: "قد هو وقت عبد ربه منصور هادي يزوج أحفاده عشان نشوف شعبيته ونقول استفتاء شعبي". مضيفا "اكتشفت اليوم أن المؤتمري تافه وأهبل وأخس من الإصلاحي والناصري والاشتراكي".


 

محمد المحيميد فكتب "الدولة امتلكها الحوثي وترك لكم التفاخر بحفلات الأعراس في الخارج وحشود الجنائز في الداخل".


 

 

 


مقالات مشابهة

  • متعصب.. الغندور يثير الجدل بشأن أحد مراقبي الدوري
  • عفاش وعقود من النهب
  • بين الجدل والتندر.. حفل زفاف باذخ لعائلة صالح بالقاهرة على أنقاض وطن وجراح الجائعين بالداخل
  • مهيب عبد الهادي يثير الجدل بشأن أفضل لاعب في الجولة الأولى للدوري المصري
  • إبراهيم عبد الجواد يثير الجدل بشأن بطل الدوري.. تفاصيل
  • برشلونة يثير الجدل بلاعبين يحملان الرقم نفسه
  • اتفاق فرنسي بريطاني يثير الجدل حول التمييز بقضية إعادة اللاجئين
  • مهيب عبد الهادي يثير الجدل بشأن آدم الكايد .. شوف السبب
  • سعر فستان ياسمين صبري يثير الجدل .. لن تصدق
  • مهيب عبد الهادي يثير الجدل بعد تعادل الأهلي أمام مودرن سبورت