عطوان يكشف سر خطير لزيارة ترامب للمنطقة
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
وقال عطوان ..هناك مصطلحان يترددان بقوة على هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى المنطقة، بدءا بالمملكة العربية السعودية ومرورا بقطر، وانتهاء بدولة الامارات العربية المتحدة، وسط ضجة إعلامية مبالغ فيها، وغير مسبوقة:
الأول: وصف الزيارة بأنها “تاريخية”، علما بأنها ليست الأولى التي يقوم بها ترامب، وهو ليس اول رئيس امريكي يزور العاصمة السعودية.
الثاني: المبالغة في وصف تدهور العلاقات بين ترامب وحليفه الاستراتيجي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال، ولا نعرف اين هذا “التدهور” بالأسير الذي جرى الافراج عنه “الكسندر” إسرائيلي، اكثر منه امريكي، وليس له أي قيمة سياسية او عسكرية، مضافا الى ذلك ان الاتصالات بين الرجلين لم تتوقف، وزيارة ترامب لتل ابيب لاحقا شبه مؤكدة، فقادة اسرائيل هم من يحكمون أمريكا وليس العكس.
وأضاف ..ترامب يزور المنطقة من أجل “نهب” اكبر كمية ممكنة من تريليوناتها لوقف إنهيار بلاده الاقتصادي، وتخفيض دينها العام الذي يزيد عن 42 تريليون دولار، ومنطقة الخليج هي الوحيدة التي يمكن ان تحقق له هذا الهدف وليس حلفاؤه في أوروبا.
“إسرائيل” تأخذ ولا تعطي المليارات لامريكا، مثلما تأخذ القاذفات العملاقة، والتكنولوجيا العسكرية، والحماية والقذائف من فئة الالفي رطل الكفيلة بتدمير قطاع غزة، والضفة، واليمن، وربما طهران وبيروت لاحقا، ولهذا لم تتضمن جولته الحالية التوقف فيها تمويها.
وقال عطوان ..الزيارة يمكن ان تكون “تاريخية” لو ان ترامب أصدر امرا بوقف حرب الإبادة في قطاع غزة فورا، وهدد باستخدام القوة اذا رفض نتنياهو هذا الطلب، تماما مثلما فعل الرئيس الأمريكي “ايزنهاور” عام 1956 اثناء العدوان الثلاثي على مصر، ولكننا كأمة ندمن ترديد المصطلحات الامريكية، والمبالغة في الترحيب بالزعماء الأمريكيين وزياراتهم.
ترامب سيعود حتما الى واشنطن محملا بالتريليونات والهدايا والعقود لشركاته، ونتنياهو سيعود الى قطاع غزة بالغزو والاحتلال الشامل، فور إقلاع الطائرة الرئاسية الامريكية عائدة الى واشنطن، منطبقا عليها المثل الى يقول “طارت الطيور بأرزاقها”، وبقيت حروب الإبادة الإسرائيلية على حالها، في غزة والضفة واليمن ولبنان وسورية بدعم امريكي لا محدود.
واشار الى ان الرئيس الأمريكي أدرك فشل تهديداته وعنوانها الأبرز “الصدمة والرعب” في الصين وروسيا، مثلما ادرك فشلها في اليمن وايران، ولهذا تراجع وهرع الى مائدة المفاوضات طلبا لوقف حروبه الحقيقة الحالية، والافتراضية.
الدبلوماسية شيء، والخنوع لإملاءات زعيم السماسرة وابتزازه شيء آخر، وليس صحيحا ان العرب لا يستطيعون ان يقولوا “لا” لامريكا، فالمملكة العربية السعودية قالتها كبيرة عندما ادارت ظهرها لواشنطن، وتوجهت الى الصين وروسيا، عندما دعت جو بايدن الى الرياض وحشدت له كل الزعماء والقادة العرب في قمة استثنائية، ووقعت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق “اوبك بلس” الذي حقق اكبر انجاز تاريخي اقتصادي يحفظ الثروات النفطية والغازية وقيمتها الحقيقية، وأجبرت بايدن على التراجع وزيارة الرياض زاحفا وذليلا.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
أغلبية ساحقة تنقذ ترامب من العزل بسبب إيران.. ما الذي حدث في الكونغرس؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وكالات)
في تطور سياسي مفاجئ، فشل تحرك لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تصويت مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة ضد اتهامه بـ"إساءة استخدام السلطة"، على خلفية شن ضربات عسكرية ضد إيران دون الرجوع إلى الكونغرس. الخطوة التي كان من شأنها أن تفتح فصلاً جديداً من الصراع بين الإدارة التنفيذية والتشريعية، انتهت بسقوط المبادرة وبقاء ترامب في مأمن من الإقالة.
التحرك جاء بمبادرة فردية من النائب الديمقراطي آل غرين (عن ولاية تكساس)، الذي اتهم ترامب بتجاوز صلاحياته الدستورية، واتخاذ قرار خطير بالحرب دون موافقة الكونغرس، في إشارة مباشرة إلى الضربات المكثفة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في الأسابيع الماضية. وقال غرين خلال مداخلته أمام المجلس: "لا ينبغي أن يكون لرئيس واحد فقط، أيًا كان، السلطة لإدخال 300 مليون أميركي في حرب دون استشارة ممثليهم المنتخبين".
اقرأ أيضاً ترامب يهدد بضرب النووي الإيراني من جديد.. في هذه الحالة 25 يونيو، 2025 البيت الأبيض يتحدى الشكوك ويحسم الجدل حول مصير المنشآت النووية الإيرانية 25 يونيو، 2025ورغم ما أحدثته المبادرة من ضجة في الإعلام والدوائر السياسية، إلا أن نتائج التصويت كانت قاطعة:
344 نائبًا صوتوا ضد العزل، مقابل 79 فقط أيدوا القرار.
اللافت أن الانقسام لم يكن فقط بين الحزبين، بل شق صفوف الديمقراطيين أنفسهم، إذ انضم عدد كبير منهم إلى الجمهوريين في التصويت لصالح تأجيل أو إسقاط القرار، ما شكل ضربة سياسية لمبادر غرين والتيارات المناهضة لترامب داخل الحزب.
وبحسب مراقبين، فإن هذا التصويت لا يعكس فقط موقفًا من الضربات ضد إيران، بل يعكس أيضًا حجم التعقيد السياسي داخل الكونغرس في التعاطي مع الملفات الخارجية التي تمس الأمن القومي، وخاصة في ظل إدارة توصف بأنها تتخذ قراراتها العسكرية بصورة حاسمة وسريعة.
ترامب لم يعلّق مباشرة على التصويت، لكنه ألمح في وقت سابق إلى أن خصومه "يستخدمون كل ورقة سياسية ممكنة لإضعاف القيادة الأميركية في لحظة حاسمة".
البيت الأبيض من جهته أصدر بيانًا مقتضبًا اعتبر فيه التصويت "تأكيدًا على شرعية القرار العسكري الذي اتخذته الإدارة في مواجهة التهديد النووي الإيراني".
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من الجدل الداخلي والدولي حول شرعية الضربات الأميركية ضد طهران، والتي يرى معارضو ترامب أنها نُفذت دون غطاء قانوني من الكونغرس، فيما يقول المدافعون إن "الرئيس تصرف ضمن صلاحياته لحماية الأمن القومي".
من جهة أخرى، يرى محللون أن فشل تمرير مشروع العزل لا يعني نهاية المعركة، بل هو مؤشر على حجم الانقسام السياسي داخل واشنطن، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التي قد تعيد خلط أوراق السلطة في البيت الأبيض والكونغرس معًا.