المشهد اليمني:
2025-05-30@17:09:07 GMT

قصة مجلي

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

قصة مجلي

قصة مجلي الصمدي هي مجرد مشهد دامي في فيلم طويل يحكي قصة الإعلام والإعلاميين في اليمن على مدار تسع سنوات، هي جزء من قصتنا جميعاً. قصة كل اليمنيين.

حين داهم الحوثيون صنعاء وضعوا عينهم على وسائل الإعلام صحف وإذاعات وقنوات، دمروها بالكامل استولوا على المؤسسات الحكومية وضموها للآلة الإعلامية للجماعة وخطابها الكهنوتي الطائفي العنيف، ونهبوا معدات المؤسسات الأهلية والحزبية وسلموها لعناصرهم ليطلقوا قنوات وإذاعات وصحف باسمهم تدور في فلك الجماعة وتنشر أفكارها وتدافع عن جرائمها بحق الشعب.

مجلي كان يدري أن هذا هو المآل المنتظر ولهذا كان قد شق له طريقاً خاصاً وأسس إذاعة فنية متخصصة بالأغاني، محدثاً نفسه لتنجو يا مجلي عليك أن تمشي جنب الحيط. بالمقياس الفردي تبدو الفكرة جيدة، لكن المليشيا كانت طوفاناً حلفت أن لا ينجو منها أحد.

قبل حوالي عامين اقتحم مسلحون بتوجيهات من وزير الإعلام الحوثي إذاعة مجلي ونهبوا كل معداتها وتركوا مجلي وطاقمه على رصيف البطالة، كما فعلوا قبلهم بالآلاف وذلك أمر لا يعني لهم شيئاً.

اقرأ أيضاً مقيم يمني بالسعودية يقارن بين صلاة الجمعة في مساجد المملكة وجوامع سيطرة الحوثي بصنعاء ”فيديو” هكذا علق ”خالد الرويشان” بعد فوز الملاكم اليمني ”آدم نسيم حميد” بالضربة القاضية على خصمه التشيكي دليل جديد على أن الحوثي والسلالة من أحفاد الجيش الفارسي الذي قدم اليمن لنصرة سيف بن ذي يزن ”شاهد” قبيلة ”ذو حسين” تمهل ميليشيا الحوثي لتسليم عناصرهم المتورطة بقتل وجرح أثنين من أبنائهم غرق طفلة وإنقاذ أخرى في سد شلال بني مطر بمحافظة صنعاء شخص يقدم على قتل زوجة جاره في إحدى قرى المخادر بمحافظة إب .. والسبب صادم نعتهم بـ ”قلة أدب” .. برلماني إصلاحي يهاجم الموظفين المطالبين بالراتب في هشتاج ”راتبي_قبل_النبي ” والحوثيين يؤيدونه طفل صغير يقود سيارة يتسبب بوفاة الدكتور ”عمران القدسي ” بدهسه وسط العاصمة صنعاء الحوثيون يعبثون بجامعة العلوم والتكنولوجيا ويحلونها إلى متحف حربي للمليشيا (صورة) مليشيات الحوثي تهدد ناشط إعلامي من إب باستهداف أولاده إذا لم يتوقف عن نقل ما يحدث بالمحافظة حزب الإصلاح يمد يده لحزب المؤتمر ويعلن استعداده لتقديم أي تنازل لاستعادة الدولة من الانقلاب الحوثي فوز ساحق للملاكم اليمني آدم نسيم حميد على خصمه التشكي من الجولة الأولى ”فيديو”

كان مجلي لا يزال يعتقد أن هناك محاكم وقضاء قد يجده ضمن ما تبقى من حطام الدولة المنتهكة والمنهوبة. اتجه للمحكمة وتصور مع المحامي والمتضامنين أمام المحكمة عدة مرات حتى صدر الحكم لصالحه يومها أعلن الانتصار وهتف "تحيا العدالة" ظناً منه أنه قد نجى، ليكتشف فيما بعد أن ما يراه من عدالة ليس أكثر من سراب في بلد تحكمه عصابة من اللصوص هم المقتحمون وهم القضاء.

يوم تخرج الشاب القادم من جبال عتمة مجلي الصمدي، من قسم الإعلام بجامعة صنعاء منتصف تسعينيات القرن الماضي وبدأ صوته يجلجل عبر أثير إذاعة صنعاء، كان زعيم العصابة عبده الحوثي ووزير إعلامه ضيف الله الشامي وكل أزلامهم مجرد كائنات هلامية غير مرئية لا يعرفون عن الحياة سوى ما يسمعونه من عائلاتهم أنهم حيوانات منوية مميزة لهم وحدهم الحكم والسيادة.

بعد اجتياح العصابة لمدينة صنعاء وإعلانهم ضمنياً قيام دولة "الآل الأطهار" توزع المئات من العاملين في حقل الإعلام والبحث والكتابة لمغادرة صنعاء وتوزعوا على أرصفة المنافي والشتات، لك يكن مجلي من هؤلاء، فقد كان لديه أمل أن العصابة مهما توحشت لن تقترب من إذاعة غنائية لا تمانع من منحهم ساعة لبث برامجهم التعبوية تحت لافتة "مواجهة العدوان"، بقي في صنعاء ضمن آخرين انكمشوا في بيوتهم أو جففوا أقلامهم واتجهوا لأعمال أخرى بحثاً عن الرزق، وحل محلهم عناصر السلالة أو آخرين من الهتيفة الذين سلموا عقولهم للجماعة لإعادة ضبطها وبرمجتها على مقاس "دولة الآل".

كثف الحوثيون في خطابهم وعبر نشطائهم ذوي الجلود والواجهات الناعمة اتهام الإعلاميين والنشطاء الذين غادروا البلاد فراراً من بطشهم أنهم مرتزقة وعملاء في محاولة للتقليل من تأثير خطابهم وكتاباتهم، وذهبوا للتنكيل بمن بقي وإذلالهم وسحقهم ليؤكدوا للجميع أن بلداً يشعون أيديهم عليه لا يتسع سوى لهم ولعكفتهم.

يئس مجلي من استعادة إذاعته المنهوبة رغم محاولته بكل الوسائل، إذ كانت الجماعة قد أصدرت قراراً بأن هذا العتمي، الذي لم يحضر دورات ثقافية ولا يبث خطابات "السيد"، مارق ولا يستحق أن يكون له صوت أو اسم.

يتبنى مجلي الصمدي دعم الفئات التي بدأت تنظم احتجاجات للمطالبة بالمرتبات التي تقطعها الجماعة عن الموظفين منذ سبع سنوات ويكتب منشورات على صفحته للمطالبة بالرواتب، قبل أن يعترضه خمسة من عناصر المليشيا جوار منزله في صنعاء ويوسعوه ضرباً ليخرج قيادات ونشطاء في الجماعة لتبرير الجريمة بأنها رد شعبي غاضب لأن مجلي أساء للنبي وللشعب وللمجاهدين، وهذه كلها مصطلحات يقصدون بها أنفسهم. فالمجرمون واللصوص الذين ينكلون بالشعب ويسرقون قوته هم ذاتهم النبي والشعب والمجاهدين، وهم كل شيء في هذا الكون.

اللكمات والصفعات التي وجهت لوجه مجلي هي رسالة خشنة أن مجرد بقاء نشطاء وإعلاميين لا يتبنون كلياً خطاب الجماعة هو ترف ورفاهية زائدة، أما أن يتطور الأمر إلى منشورات ومطالبة بالرواتب فذلك إفساد للعقيدة حسب ما ورد في خطبة للمفتي الحوثي الذي يطلقون عليه "مفتي الديار اليمنية".

كل من يظن اليوم أنه يمشي جنب الحيط وأن أذاهم لن يطاله فسيصلون إليه غداً.

تضامننا معك يا مجلي ومع أنفسنا.

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

"اليمنية" تعلن تعليق رحلاتها من وإلى مطار صنعاء بعد تدمير آخر طائراتها المحتجزات لدى الحوثي بغارة إسرائيلية

أعلنت الخطوط الجوية اليمنية، الأربعاء، تعليق جميع رحلاتها من وإلى مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، وذلك عقب غارة جوية إسرائيلية أدت إلى تدمير آخر طائراتها المحتجزة في المطار، قبيل موعد رحلة كانت مخصصة لنقل الحجاج.

وقالت الشركة، في بيان نُشر على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، إن استهداف الطائرة المدنية يُعد "جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي"، ووصفت الهجوم بأنه "عدوان غادر يكشف عن حقد دفين تجاه مظاهر الحياة والأمل لدى الشعب اليمني".

وأوضحت الشركة أن الغارة الإسرائيلية دمرت الطائرة التي كانت تُستخدم في رحلات إنسانية، مؤكدة أن مثل هذا الاستهداف يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق المدنيين ولقطاع النقل الجوي في اليمن.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن طائراته الحربية استهدفت منشآت داخل مطار صنعاء الدولي قال إنها تُستخدم من قِبل مليشيا الحوثي لنقل مقاتلين شاركوا في عمليات ضد إسرائيل.

وأضاف أن الضربات جاءت ضمن ما وصفها بـ"إجراءات الدفاع عن النفس".

ووفق مصادر محلية، شنت المقاتلات الإسرائيلية أربع غارات على مطار صنعاء استهدفت مدرجه الرئيسي وطائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية، دون أن تتضح حتى الآن تفاصيل الخسائر البشرية أو حجم الأضرار بدقة.

وتأتي هذه العملية بعد أسابيع فقط من غارات سابقة أدت إلى تدمير ثلاث طائرات تابعة للشركة اليمنية، بالإضافة إلى أضرار لحقت ببرج المراقبة وصالات الاستقبال والمغادرة وعدد من المرافق الخدمية في المطار.

وقوبل القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي بإدانات واسعة من منظمات محلية ودولية، بعد استهدافه لأحد أبرز المرافق الحيوية في اليمن.

مقالات مشابهة

  • مجاميع مسلحة من قبيلة الحدا تقتحم صنعاء وسط تصاعد التوتر مع مليشيا الحوثي
  • دعوات متزايدة لاستعادة صنعاء من قبضة «الحوثي»
  • الحوثي : العدوان الإسرائيلي ضد مطار صنعاء لن يوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني
  • صنعاء.. الحوثيون يجبرون أهالي ضحايا انفجارات مخزن أسلحتهم بـ "صرف" على دفن ذويهم دون مراسم عزاء
  • مليشيا الحوثي تصفي أكاديميا من الحديدة في صنعاء
  • نشطاء: حماقة الحوثي تدمر اليمن وتزيد من معاناة الشعب
  • "اليمنية" تعلن تعليق رحلاتها من وإلى مطار صنعاء بعد تدمير آخر طائراتها المحتجزات لدى الحوثي بغارة إسرائيلية
  • أول تعليق من عبد الملك الحوثي على قصف مطار صنعاء
  • قصف مطار صنعاء وتدمير آخر طائرة.. إسرائيل تتوعد الحوثي بحصار جوي وبحري
  • إسرائيل تستهدف آخر طائرة تمتلكها جماعة الحوثي بمطار صنعاء