عرض مسرحي تفاعلي في أسبوع عُمان للاستدامة
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
قدّم ركن أوكيو ضمن فعاليات "أسبوع عُمان للاستدامة"، عرضًا مسرحيًا دراميًا قصير يحمل عنوان "أحمد .. رسالة من الغد"، جذب اهتمام الجمهور بمختلف فئاته العمرية، في تجربة تفاعلية.
حيث جسّد العرض رسالة بيئية وإنسانية مؤثرة من خلال أحمد، المسافر إلينا من المستقبل، فقد جاء تحديدًا من عام 2079 ، بعدما نجح في العودة عبر أفضل آلة زمن استطاع العلماء صناعتها للوصول إلينا وليحكي لنا أحمد ما رأه في مستقبلنا.
فبصوتٍ يحمل الألم أكد أحمد سبب قدومه قائلاً "ما قدرت أجلس وأشوف المستقبل ينهار، ولا قدرت أسكت وأشوف مستقبل أطفالكم يضيع" فهكذا بدأ روايته التي حملت تحذيرًا من عالم خالٍ من النفط، لكنه أوضح أن النفط لم يكن السبب، بل توقف الإنسان عن السؤال، عن الاهتمام، عن الشعور، هو ما أدى إلى الانهيار.
ليروي لنا كيف أصبح الناس يعيشون في المستقبل الذي جاء منه، فهم يعيشون في قبب هواء صناعي، لا يستطيعون الخروج أكثر من خمس دقائق دون قناع أوكسجين ولم يرَ نبتة في حياته، ولم يلمس ورقة خضراء، بل لم يعرف اللون الأخضر إلا من صور الكتب القديمة، وفي نبرة الشوق، وصف أحمد كيف كانت الحياة في السابق فقد كان الهواء نقيًا، والناس تضحك، والأطفال يلعبون وكان التعاون والتكافل أسلوب حياة ينتهجه الناس في الماضي.
وقبل أن يغادر المسرح، طرح أحمد بعض التساؤلات لتبقى عالقة في اذهان الجمهور مثل متى كانت آخر مرة سألنا فيها أنفسنا سؤالاً حقيقيًا؟ إذا انتهى النفط، ما أول شيء سينهار؟ وإذا شعرت بالأمان بسبب خوذة السلامة، هل ستخاطر؟ وإذا اختفى الأوكسجين لخمس ثوانٍ فقط... ماذا سنفعل؟
هكذا تحول العرض من قصة مستقبلية إلى دعوة حالية، ومن خيال علمي إلى واقع محتمل، فرسالة أحمد لم تكن عن المستقبل فقط، بل عن اللحظة الراهنة؛ عن قرارنا اليوم الذي يرسم غد أبنائنا، لقد أعاد أحمد تعريف الأمل لا كحلم مؤجل، بل كفعل يومي يبدأ بالحفاظ على البيئة، بالسؤال، بالشعور، وبالاهتمام.
إنها دعوة للاستفاقة قبل فوات الأوان، لنجعل من سؤال أحمد الأخير بداية لتغيير حقيقي هل سنفعل شيئًا الآن، قبل أن يأتي أحدٌ آخر من المستقبل؟
وأوضح يزيد البلوشي ممثل العرض الذي أوصل الرسالة بحواراته العفوية وتفاعله مع الجمهور، أن الفكرة انطلقت من رغبة أوكيو في تقديم تجربة توعوية غير تقليدية من خلال اسكتش درامي قصير، عن موضوع له علاقة كبيرة بالاستدامة، ويُعرض أربع مرات يوميًا داخل مساحة مسرحية شبه مغلقة في قلب الجناح، موجهة للأطفال والشباب وجميع الزوار، وأعرب البلوشي عن أمله في أن يكون قد نجح في إيصال رسالته للجمهور، وأن يلقى العرض استحسانهم.
ويُعد يزيد البلوشي من الطاقات الواعدة على الساحة الفنية، وتميز في هذا العرض ببساطته وصدق تعبيره وأسلوبه المؤثر الذي لامس الحضور بمختلف أعمارهم، ليثبت أن التمثيل ليس فقط أداءً بل روح تنقل الواقع.
ويُعد هذا العرض المسرحي إضافة نوعية للفعاليات المصاحبة لأسبوع عُمان للاستدامة، حيث لاقى تفاعلاً واسعاً من طلبة المدارس والجمهور، متميزاً باستخدامه للمؤثرات البصرية والمونولوجات المؤثرة التي ساهمت في تفاعل الجمهور المباشر، داخل سياق درامي، مثبتاً أن الفن يمكن أن يكون أداة فعّالة لتغيير السلوك وتحفيز الوعي المجتمعي نحو مستقبل أكثر استدامة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
عبدالله بلحيف: الاستثمار بعقول الشباب سبيل للاستدامة
دبي: «الخليج»
أكد الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، أن التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات نحو ترسيخ دعائم اقتصاد المعرفة والابتكار، وتعزيز موقعها كمركز عالمي للعلوم والتكنولوجيا، تمثل رؤية استشرافية متقدمة، تستدعي من المؤسسات الأكاديمية أن تواصل دورها المحوري في إعداد أجيال تمتلك أدوات المستقبل، وقادرة على التفاعل الإيجابي مع متغيراته، من خلال منظومات تعليمية متكاملة تواكب تطلعات الدولة.
وأشار بلحيف النعيمي إلى أن الاهتمام المتنامي بالتعليم العالي يشكل ركيزة أساسية في مسيرة الدولة نحو تحقيق «مئوية الإمارات 2071»، عبر الاستثمار الأمثل في رأس المال البشري، ودعم الطاقات الوطنية الشابة، وغرس ثقافة البحث والابتكار والانفتاح على التجارب المعرفية العالمية، مؤكدًا أن الجامعات مطالبة اليوم بأن تكون منصات ديناميكية لبناء مجتمع مسؤول ومبدع ومتمكن من أدوات العصر
جاء ذلك خلال زيارة الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، جامعة مردوخ في دبي أمس، حيث اطّلع على البرامج العلمية والمبادرات المستقبلية التي تتبناها الجامعة، وفي مقدمتها مبادرة مركز التحول والتجديد، الذي يُعَدّ إحدى الرؤى الاستراتيجية الجديدة للجامعة نحو دعم مشروعات الاستدامة والابتكار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
وكان في استقبال الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، الدكتور محمد بامطرف، الرئيس التنفيذي لجامعة مردوخ دبي، والبروفيسور سايمون ماكيردي، نائب رئيس جامعة مردوخ أستراليا للشؤون الخارجية، إلى جانب البروفيسور بيتر وارينغ، عميد الجامعة بالإنابة، والدكتورة باولا ماني من الفريق الأكاديمي، حيث رحبوا بالزيارة، مؤكدين أهميتها في تعزيز جسور التعاون مع المؤسسات الحكومية والتشريعية في الدولة، لاسيما في الملفات المتعلقة بالسياسات التعليمية، وبناء قدرات الكوادر الوطنية.
واصطحب مسؤولو الجامعة الدكتور عبد الله النعيمي في جولة ميدانية شملت مختلف مرافق الجامعة الأكاديمية والتعليمية، حيث اطّلع على بيئة التعليم المبتكرة، والتقنيات الحديثة المستخدمة في العملية التعليمية، والتخصصات المتنوعة التي تركز على مجالات المستقبل، كالهندسة والتقنيات الرقمية والعلوم البيئية والإدارية.