جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@20:39:39 GMT

شُح أفكار أم شُح وظائف؟!

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

شُح أفكار أم شُح وظائف؟!

 

 

محمد بن حمد البادي

mohd.albadi1@moe.om

لا يزالُ ملف الباحثين عن عمل يُؤرق الجميع، ولا بصيص من أمل لحله وكأننا ندور في دائرة مُفرغة؛ فالأعداد تتزايد عامًا بعد عام، ومما يزيد الوضع سوءًا أنَّ هذه الأعداد الهائلة يُضاف إليها بين فترة وأخرى عدد ليس ببسيط من المُسرَّحين عن أعمالهم.

ورغم سخونة هذا الملف ووجوده بشكلٍ يكاد دائم منذ سنوات، إلا أن كرة الثلج ما زالت غير قابلة للذوبان، ولا زالت تجري وتزداد سرعة دون وجود أي قدرة لدينا لتوقيفها، وبتزايد سرعتها يكبر حجمها يوماً بعد يوم، فكأن كل الأفكار نضبت، وكأن كل العقول عجزت عن إيجاد حلول لتوظيف أبناء هذا البلد، إلا حلول آنية وقرارات عشوائية غير مدروسة تكون ردة فعل لتخفيف حدة التوتر والقلق والشد والجذب بين الجهات المسؤولة عن التوظيف من جهة وبين الباحثين عن عمل من جهة أخرى، فلا رؤية ولا رسالة ولا خطة ولا رغبة ولا جرأة لإيجاد حلول منطقية ودائمة.

إن خيرات هذا الوطن كثيرة؛ وموارده متعددة (نفطية- زراعية- حيوانية- سمكية- معدنية- سياحية- وغيرها الكثير) ولا شك أن هذه القطاعات تزخر بالعديد والعديد من الوظائف، تتجاوز أعداد الباحثين عن عمل والمسرحين بمراحل، ولن نبالغ إذا قلنا إنها تكفي أضعافهم، فقط؛ ما نحن بحاجة إليه، وبكل بساطة قرار جريء وقوي للإحلال، يصدر من أعلى سلطة في الحكومة ويكون ملزما بالتنفيذ، حينها فقط سنرى كم من الفرص الوظيفية ستتاح للعُمانيين والعُمانيات.

الكل يرى في الإحلال أول خطوة على الطريق الصحيح لإيجاد حل جذري لملف الباحثين عن عمل والمسرحين، على أن يكون وفق خطط مدروسة ورؤى واضحة بعيدًا عن العشوائية؛ بحيث يبدأ من القطاع العام بما فيه من الشركات الحكومية العُمانية وهيئاتها ومن ثم شركات القطاع الخاص العُماني؛ فالمواطن أولى بالوظيفة من الوافد.

إنَّ من الأسس الصحيحة للإحلال البدء بفتح برامج دراسية في مؤسسات التعليم العالي لكي يتعلم أبناؤنا ما نحن اليوم بحاجة إليه بشكل فعلي، وإخضاعهم لبرامج تدريبية لكسب مهارات متنوعة وقدرات مُتعددة تؤهلهم لشغل ما يحتاجه سوق العمل من وظائف، وبذلك؛ نستطيع خلال فترة زمنية قصيرة أن نحتفل بتخريج دفعات من الأطباء والممرضين والفنيين والمعلمين والمهندسين، لتغطية العجز الواضح في المؤسسات الحكومية والخاصة، وبذلك نستغني بأبناء عُمان المتميزين والمبدعين والمخلصين في هذه الوظائف ونتحرر من قيود الماضي، التي زرعت فينا أفكارًا غير منطقية، أجبرتنا على توظيف الوافد، وأقنعتنا أن ابن البلد غير جدير بالتوظيف لأنه ليس لديه مهارة ولا كفاءة ولا خبرة.

ونقطة أخرى في سياق المقترحات، نحن بحاجة لمن يدير ملف الباحثين عن عمل والمسرحين بكل كفاءة واقتدار، لمن يبحث عن الحلول خارج الصندوق، لمن لديه القوة والصلاحيات لتنفيذ خطط المؤسسة، لمن لديه الحصافة والحنكة والدراية والفكر، وليس لمن يسوّق لوظائف خارج البلد، وليس لمن يشجع أبناء الوطن على الهجرة للبحث عن وظائف في الدول المجاورة ما لم يستفرغ الوسع في إيجاد الحلول، وليس لمن يصنف مشكلة المسرحين من أعمالهم بأنها مشكلة عابرة، وليس لمن يبيع الوهم ليقضي على أحلام شباب الوطن، وليس لمن يضع الأعذار ويتصنع العثرات ويرضى بأن يكون الوضع كما هو عليه دون أن يكلف نفسه القيام بالواجبات الأساسية التي أسندت إليه، وليس لمن نسي أو تناسى مع الوقت أن حمله للحقيبة تكليفًا وليس تشريفًا، وأن الحقيبة التي قبل أن يحملها تحتوى على ملفات ثقيلة وهامة تحتاج إلى إيجاد حلول عاجلة.

أضف إلى ذلك، يجب أن تكون لدينا رؤية دائمة تختص بموضوع التشغيل، وأن تبني استراتيجية واضحة، وخطط قابلة للتنفيذ، مع دعمها بالتشريعات اللازمة التي تنظم عملها وتسهل أداء مهامها لتكون النتائج مرضية للجميع، ومنها على سبيل المثال يجب تحديث قانون العمل ليتضمن بنود الإحلال في القطاع العام بنسبة 100%، وتعمين إجباري للمهن التي لا تتطلب خبرة في القطاع الخاص، كما يجب مُراعاة مؤسسات القطاع الخاص الملتزمة بالتعمين بحيث تمنح إعفاءات خاصة؛ وتعطى تسهيلات وحوافز ومكافآت، تكون دافعًا لها لبذل المزيد من الجهود في أداء مسؤولياتها المجتمعية بكل كفاءة واقتدار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دبي تحتضن 3 فعاليات لتقنيات الإعلام والبث والفضاء

تنطلق اليوم في مركز دبي التجاري العالمي، ثلاث فعاليات متخصصة تشكّل منصة استراتيجية لتقنيات الإعلام والبث والفضاء، تشمل النسخة ال31 من «كابسات»، والدورة الثالثة من «إنتغريت ميدل إيست»، والنسخة الأولى من «سات إكسبو ميدل إيست»، بمشاركة واسعة من أبرز الجهات والشركات الدولية.
ويستضيف «كابسات 2025»، الذي يقام على مدار ثلاثة أيام أكثر من 700 علامة تجارية من قطاعات الإعلام والترفيه والتكنولوجيا، مع أجنحة دولية تمثل الصين وفرنسا وألمانيا وغيرها، وسط توقعات بجذب أكثر من 18 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم.
ويتضمن الحدث فعاليات رئيسية أبرزها «كونغرس المحتوى»، الذي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي وأدوات الواقع الممتد في صناعة الإعلام، إلى جانب صالون الإنتاج المشترك، المخصص لربط منتجي المحتوى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشبكات البث والمنصات والمستثمرين، وجولة استوديوهات دبي، وتلفزيون وبودكاست كابسات، الذي يقدّم تغطية مباشرة من أرض الحدث.
وأكد كارل بوكينيل، رئيس ومدير عام قسم حلول الأنظمة والاتصالات في شركة «باناسونيك»، أن مشاركة الشركة في «كابسات» تعكس التزامها دفع حدود الابتكار في تقنيات البث والإنتاج، مشيراً إلى أهمية المعرض في تعزيز التعاون وتقديم أحدث حلول العرض الضوئي والتقنيات السمعية البصرية للمختصين.
في السياق ذاته، يعود معرض «إنتغريت ميدل إيست» للعام الثالث ليجمع أكثر من 750 علامة تجارية متخصصة في حلول الصوتيات والمرئيات الاحترافية، ويستعرض تقنيات الإعلان الرقمي والشاشات التفاعلية وأنظمة الصوت والتحكم، بهدف ربط نحو 10 آلاف مبتكر ومشترٍ من الأسواق الإقليمية والإفريقية والآسيوية.
وقالت أليسون بي، المدير التجاري في شركة «نيور»: إن المعرض بات منصة رئيسية لاستعراض تقنيات الإعلام المرئي والمسموع والبث المباشر والتصوير الاحترافي، مشددة على أهمية الحدث في دعم منظومات المحتوى المتكاملة وفتح آفاق جديدة أمام الابتكار والتواصل.
فيما تشهد النسخة الأولى من معرض «سات إكسبو ميدل إيست» مشاركة أكثر من 140 جهة عارضة ونحو 8,000 متخصص في تقنيات الفضاء، من بينها شركات بارزة مثل «سهيل سات»، و«إنترسبوتنيك»، و«يوتلسات».
ويتخلل الحدث مؤتمر متخصص يضم جلسات حوارية وكلمات رئيسية، من بينها كلمة للبروفيسور كلاوس شيلينغ حول التحديات الأخلاقية للتكنولوجيا الفضائية بين الكواكب، إلى جانب جلسة مع البروفيسور شريف صدقي بشأن الوكالة الفضائية الإفريقية الجديدة.
وأكدت رشا شكر، مديرة العلاقات العامة في شركة «نايل سات»، أن مشاركة الشركة تعكس التزامها دعم البث والاتصالات في المنطقة، مشيرة إلى السعي لتعزيز الابتكار وضمان أعلى معايير الجودة في خدمات الأقمار الاصطناعية والبث المباشر والاتصال الفضائي.
وتعكس الفعاليات الثلاث تكامل الصناعات الإعلامية والفضائية، وسط مساعٍ لعقد شراكات جديدة واستكشاف حلول مبتكرة تدعم مستقبل المحتوى الرقمي على المستويين الإقليمي والعالمي.(وام)

مقالات مشابهة

  • «من الرؤية إلى الأثر».. أفكار مُلهمة تشكل مستقبل القطاع الثقافي
  • 8 أفكار مميزة للأطفال في عيد الاستقلال الأردني
  • «ابتكر من أجل التأثير».. عين شمس تطلق مسابقة لخطة الأعمال لدعم شباب الباحثين في الصناعة المستدامة
  • وداعاً للبقع المزعجة.. حلول سحرية من مطبخك لا تُصدق
  • تطوير الأندية بتحويلها إلى شركات مساهمة وليس دمجها !
  • دبي تحتضن 3 فعاليات لتقنيات الإعلام والبث والفضاء
  • "تنظيم الخدمات" تتابع تنفيذ مبادرة توظيف الباحثين عن عمل في قطاع المياه والصرف الصحي
  • كاتب بريطاني: لماذا تنتشر أفكار ترامب بسرعة في بلادنا؟
  • ملتقى توظيف القليوبية 2025.. فرص عمل متنوعة في أبرز شركات القطاع الخاص