مفتي القاعدة السابق: أميركا منعت تحول بن لادن من الجهاد للسياسة
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
وخلال برنامج "مع تيسير"، أكد ولد الوالد أن أسامة بن لادن بدأ التوجه نحو الدعوة والتربية والإعلام، بل السياسة من خلال مجموعة بيانات أصدرها في هذا الشأن، قبل أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا لإعادته عن هذه الطريق.
وكان بن لادن يتوقع أن يحظى هذا السلوك بقبول من الأميركيين تحديدا، لأنه لم يكن قد أعلن القتال عليهم علنا، لكن ما حدث كان عكس ذلك حيث مارست الولايات المتحدة والسعودية ضغوطا على الحكومة السودانية آنذاك، لإبعاده من البلاد.
في تلك الفترة، بدأ بن لادن التفكير في افتتاح إذاعة، ويبحث عن طريقة للتشويش على الفضائيات التي تبث مواد هدامة بالمنطقة الإسلامية، وقد اتخذ خطوات في هذا الاتجاه، حسب كلام ولد الوالد.
ولمزيد من التحول، سحب بن لادن مدربيه من الصومال، وعزز أنشطة التنظيم الدعوية والإعلامية، وتوقف عن إصدار بيانات سياسية استجابة لطلب سعودي تم عبر الحكومة السودانية، ومع ذلك طُلب منه الخروج من السودان.
ولم يكن قرار إبعاد التنظيمات الجهادية من السودان وليد لحظته، كما يقول ولد الوالد، لكنه ظل قيد البحث لسنوات، ثم وقعت بعد الأحداث المتتالية عام 1995، فدفعت حكومة الخرطوم نحو اتخاذه.
ومن بين الأحداث التي يقول ولد الوالد إنها دفعت السودان لإبعاد بن لادن وبقية التنظيمات الجهادية: تفجير السفارة المصرية في إسلام آباد، ومحاولة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا، وإعلان الجهاد ضد معمر القذافي في ليبيا.
إعلانورغم أن هذه الأمور كلها لم يكن لزعيم القاعدة يد فيها ولا مشاركة بل رفضها من الأساس، فإنها كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر العلاقة بينه وبين النظام السوداني، الذي كان بن لادن يثق فيه بشكل مفرط.
وكان ولد الوالد ينتقد هذه الثقة الزائدة من بن لادن في حكومة عمر البشير آنذاك، وكان يرى أن الثقة يجب أن تكون على قدر الحاجة، بينما كان بن لادن يقول إنه نظام إسلامي لا خوف منه.
لكن هذه الثقة انقلبت على القاعدة لاحقا، عندما قدم السودان كل ما لديه من معلومات وتفاصيل عن التنظيم وقادته وأعضائه لأجهزة استخبارات أخرى، مما أدى لاعتقال البعض ووضع بعضهم الآخر على قوائم الاعتقال، كما يقول ولد الوالد.
وبدأت الضغوط السودانية على القاعدة بطلب إخراج المقاتلين الليبيين المنضوين تحت راية التنظيم إلى أي بلد آخر، وذلك بسبب ضغوط كبيرة مارسها القذافي على الخرطوم.
واستجاب تنظيم القاعدة للطلب وأخرج كثيرين من أعضائه، ثم طلبت الحكومة من بقية أعضاء الجماعة الإسلامية الليبية الخروج وعرضت مساعدتهم في ذلك فتعهدوا لها بالخروج.
لكن الأمن السوداني فوجئ لاحقا بوجود مجموعة ممن ظن أنهم غادروا البلاد في أحد البيوت التابعة للجماعة، وكانت بحوزتهم كميات من الأسلحة، فقامت بتسليمهم للقذافي في سابقة يقول ولد الوالد إنها أعطت مؤشرا خطيرا على ما يمكن أن يحدث لاحقا.
بعد ذلك، طلب السودان من بقية الجماعات كالجهاد المصرية وعدد من المجاهدين الأفراد مغادرة البلاد، ثم في 1996 تلقى بن لادن اتصالا من ضابط سوداني يطلب منه البحث عن بلد آخر يعيش فيه غير السودان.
دور عسكري في القرن الأفريقي
وقبل هذه المرحلة، مرحلة التحول من العمل العسكري إلى السياسي، كان لتنظيم القاعدة وجود مبكر في منطقة القرن الأفريقي حتى قبل انتقاله إلى السودان، وقد أرسل قبل هذه الفترة مدربين لمساعدة الصوماليين في إقليم أوغادين، وفق ما أكده مفتيه السابق.
إعلانواستولت إثيوبيا على إقليم أوغادين الصومالي، الذي يسكنه مسلمون، وهو ما دفع مؤسس القاعدة أسامة بن لادن لدعم المقاتلين الصوماليين في هذا الإقليم مطلع التسعينيات، حسب ما قاله ولد الوالد في برنامج "مع تيسير".
وسبقت القاعدة الأميركيين إلى الصومال، وكان بن لادن -في ذلك الوقت- يتبنى فكرة عدم الاصطدام بالقوات الأجنبية في دول المنطقة حتى لا تتحول المواجهات إلى مواجهات مع حكومات هذه الدول، لكنه دعم بعض الفصائل الصومالية التي كانت تواجه الأميركيين الذين قادوا تحالفا لغزو هذا البلد المسلم، حسب ولد الوالد.
ولم تشارك القاعدة بشكل مباشر إلى جانب الرئيس الصومالي محمد فرح عيديد، الذي وجه ضربة مهينة للأميركيين في أكتوبر/تشرين الأول 1995، ودفعهم لتفكيك التحالف والانسحاب من بلاده.
لكن بن لادن كان يدعم بعض الفصائل التي قاتلت إلى جانب القوات الحكومية في هذه المعركة، التي دفعت واشنطن لمراجعة موقفها من عيديد، حتى إنها ألغت قرار القبض الذي كان صادرا ضده من مجلس الأمن، حسب ما أكده ولد الوالد.
وعندما خرج الأميركيون من الصومال، بقيت القاعدة التي كانت موجودة أيضا في كينيا وجيبوتي وتنزانيا وفي بعض مناطق الساحل الأفريقي، بهدف رصد الأهداف التي يمكن ضربها مستقبلا.
ومن بين الأهداف التي تم رصدها خلال هذه الفترة -كما يقول ولد الوالد- السفارات الأميركية في نيروبي وتنزانيا إلى جانب أهداف إسرائيلية ومنتجعات السياحية في كينيا، وأهداف فرنسية في جيبوتي.
وكان جمع المعلومات محصورا في كبار قادة القاعدة العسكريين، لكن هذه الأمور عرفت لاحقا عندما ضربت بعض هذه الأهداف لاحقا، ومنها سفارتا واشنطن في نيروبي ودار السلام، وفق ولد الوالد.
14/5/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات یقول ولد الوالد کان بن لادن
إقرأ أيضاً:
مسيرات في الجوف تبارك انتصار الجمهورية الإسلامية على العدو الصهيوني
وأعلن المشاركون في المسيرات التي تقدمتها قيادات محلية وتنفيذية وتعبوية وشخصيات اجتماعية، الاستمرار في النفير والتعبئة ورفع الجهوزية استعدادا لمواجهة أعداء الأمة.
وعبر أبناء محافظة الجوف عن ابتهاجهم بالنصر العظيم الذي حققه شعب إيران الشقيق على عدو الأمة الكيان الصهيوني، مؤكدين الثبات والإسناد المستمر لأبناء غزة مهما كانت التحديات.
كما أكدوا أن انتصار الجمهورية الإسلامية في إيران على العدو الصهيوني يمثل انتصارا لأحرار الأمة.. مجددين التفويض لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ ما يراه مناسبا في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يرتكب جريمة إبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وجدد بيان مسيرات الجوف العهد لله تعالى، ولرسوله صلوات الله عليه وعلى آله ولقائد المسيرة وحامل راية الجهاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالمضي على خط الجهاد، ومواصلة البذل، والعطاء، والوفاء، والولاء دون تردد، أو تراجع أو تخاذل متوكلين على الله، ومعتمدين عليه، وواثقين به حتى يحقق لأمتنا النصر المبين والفتح الموعود.
وبارك للأشقاء في جمهورية إيران الإسلامية قيادة وشعباً ولمجاهديها في الجيش والحرس الثوري انتصارهم العظيم على العدوان الصهيو أمريكي الظالم والذي حدد غايته المجرم ترامب بضرورة استسلام إيران غير المشروط، وبعد تلقيه وشركائه الضربات الساحقة أذعن هو بنفسه ليعلن وقفا غير مشروط لعدوانهم على إيران، بعد أن تكبد كيان العدو ضربات مدمرة لم يعرف لها مثيلا على مدى تاريخه الملطخ بالعار.
كما بارك البيان ثبات المجاهدين الفلسطينيين وصبرهم ومواصلتهم للجهاد برغم الصعوبات الهائلة، مجددا لهم الوعد والعهد ولكل الشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين بمواصلة الدعم والمساندة، والوقوف إلى جانبهم، والدفاع معهم عن المقدسات بكل قوة، حتى النصر.