هل حصد العرب زرعهم.. سورية بدل فلسطين؟!
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
– تلقي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة انطلاقاً من السعودية بظلالها على كل التطورات وتحتكر الأضواء السياسية والإعلامية، مع حجم المواقف التي حملتها كلمات ترامب، حيث يبدو بوضوح أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد نجح بالظهور كشريك استراتيجي لأميركا في المنطقة، يجلس في المقعد الذي طالما احتكرته “إسرائيل”.
– كانت القضية الفلسطينية وتصفيتها على رأس جدول أعمال ترامب الأول، بينما تراجعت هذه المهمة كثيراً عن جدول أعمال ترامب الثاني، لكن ترامب الثاني أخذ خطاب العرب وتركيا طيلة عقدين بعد حرب العراق، ووضعه في خطابه السياسي، متراجعاً عن الدعوة للحلف بين ما سُمّي حينها بالناتو السنيّ و”إسرائيل” لمواجهة الخطر الشيعي الذي تمثله إيران وحركات المقاومة التي تتصدّرها حركة حماس السنية، ورغم ذلك كانت تسمّى بالهلال الشيعي، وجوهر خطاب “الناتو السني” كان يقوم على اعتبار القضية المركزية استعادة سورية من “الهلال الشيعي” والمقصود محور المقاومة، وبعدما تمّت هذه الاستعادة لسورية مع سقوط النظام في سورية لصالح قوى ترعاها وتحتضنها دول “الناتو السني”، وتدعو لرفع العقوبات الأميركيّة عنها، يقف ترامب ويقول إنه استجابة لطلب القيادتين السعودية والتركية، وضمناً القطرية، يعلن رفع العقوبات عن سورية، مقابل الصمت عن فلسطين.
– إذا انتهت زيارة ترامب كما يبدو- منذ يومها الأول-، دون بلورة مبادرة لوقف الحرب على غزة، يكون الحلفاء العرب والأتراك لأميركا قد نالوا حصاد زرعهم، فاستبدلوا سورية بفلسطين، وسورية التي ترفع العقوبات عنها هي سورية التي قال الرئيس ترامب لنتنياهو إن عليه أن يتفاهم حولها مع الرئيس التركي رجب أردوغان، وهي سورية التي تتحمل السعودية مسؤوليّة التزامها بالشروط الأميركية بإبعاد المقاتلين الأجانب، وتقديم نموذج مختلف للدولة التي تقوم على ثنائيّة حزبيّة بين هيئة تحرير الشام وقوات قسد، بعد حلّ حزب العمال الكردستاني، واليد الأميركية واضحة في قرار الحل وإلقاء السلاح، تمهيداً لدمج قسد بالدولة السورية، بحيث يكون رفع العقوبات وربما سحب القوات الأميركيّة، تكريساً لتقاسم نفوذ إقليمي إسرائيلي تركي سعودي بين الشمال والجنوب والوسط، وتقاسم نفوذ داخلي بين هيئة تحرير الشام وقسد، بحيث يكون خط دير الزور تدمر حمص الساحل منطقة نفوذ لقسد، وخط حلب إدلب حماة دمشق منطقة نفوذ لهيئة تحرير الشام.
– الواضح أن ترامب ينسحب من خوض حروب “إسرائيل”، لكنه يُعيد ترسيم سياساته على الخطوط الحمر الإسرائيلية فلا يتجاوزها ولا يتخطاها، وفي سورية النفوذ الإسرائيلي جنوباً وضمّ الجولان ووعد بناء جيش سوريّ قويّ وعدم الانخراط بمعاهدة دفاع تركية سورية، ثوابت أميركيّة سوف تتم تلاوتها على مسامع المسؤولين في سورية الجديدة، كشروط تحت المراقبة لرفع العقوبات، والواضح أن العرب وتركيا يستطيعون التحدّث كثيراً عن المأساة الفلسطينية، لكن عليهم الاعتراف بأنهم لو أخلصوا للكلام عن فلسطين قضيّة مركزيّة لانتزعوا من ترامب ما يناسب غزة وفلسطين، لكنهم اختاروا أولوية سورية فحصلوا عليها، لتقوم بارتكاب خطيئة التطبيع بالنيابة عنهم.
– ليس لغزة وفلسطين اليوم إلا الله واليمن وصواريخ اليمن، ويكفي أن أميركا تخرج من حرب غزة وفلسطين، لتعيد المقاومة في غزة واليمن كتابة معادلات القوة التي لن يتمكن نتنياهو من كسرها، ولن يتمكن من أخذ كيانه إلى ما لا نهاية لتحمل تبعاتها مع الفشل المتراكم والطريق المسدود، لكن حبذا لو لا يذكر العرب والأتراك في بياناتهم بعد اليوم أي شيء عن مكانة فلسطين والبكاء على أطلال غزة.
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ترامب: أنقذت المرشد الإيراني من موت شنيع
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أنه أوقف خطط تخفيف العقوبات المُحتملة على إيران؛ بعد أن قلّل المرشد الإيراني علي خامنئي من شأن نجاح الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني.
اغتيال المرشد الإيرانيوزعم ترامب، أنه أنقذ خامنئي من "موتٍ شنيعٍ ومُشين"؛ بمعارضته الخطط الإسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني، بحسب ما أورده موقع أكسيوس الأمريكي.
وكان ترامب ومستشاروه يأملون أن توافق إيران على اجتماع مع الولايات المتحدة الأسبوع المُقبل، حيث كان البيت الأبيض يعتزم تقديم حوافز- بما في ذلك تخفيف محدود للعقوبات-؛ لبدء المفاوضات.
لكن رسالة فيديو نشرت أمس الخميس من خامنئي- الذي أعلن فيها النصر على إسرائيل، وقال إن إيران وجهت “صفعةً على وجه الولايات المتحدة”- أحبطت هذه الجهود.
وحثّ ترامب، إيران، مرارًا وتكرارًا، على العودة إلى طاولة المفاوضات، وصرح في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأنه سيسمح للصين بشراء النفط الإيراني؛ لمساعدة البلاد في إعادة الإعمار بعد حرب الـ 12 يومًا.
ترامب: المرشد الإيراني كاذبكتب ترامب، في منشور مطول على موقع "تروث سوشيال": "لماذا يُصرّح ما يُسمى بـ"المرشد الأعلى" آية الله علي خامنئي، زعيم إيران التي مزقتها الحرب، بكل صراحة وحماقة بأنه انتصر في الحرب مع إسرائيل، وهو يعلم أن تصريحه كذب، فهو ليس كذلك بصفته رجلًا مؤمنًا، لا يُفترض به أن يكذب؟".
وأضاف أنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكانية رفع العقوبات المفروضة وإجراءات أخرى من شأنها أن تمنح إيران فرصة "للتعافي الكامل والسريع والشامل" بعد الحرب.
لكن بدلًا من ذلك، تلقيت بيانًا مليئًا بالغضب والكراهية والاشمئزاز، فتوقفت فورًا عن العمل على تخفيف العقوبات، وأكثر من ذلك.
وشدد ترامب على ضرورة تعاون إيران وانضمامها مجددًا إلى النظام العالمي، وإلا ستواجه المزيد من التهديدات: "أتمنى أن تدرك قيادة إيران أن العسل غالبًا ما ينفع أكثر مما ينفع الخل.. سلام!!!".
وفي خطاب مسجل مسبقًا، نُشر الخميس، قال خامنئي: إن الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية "لم يكن لها تأثير كبير"، واتهم ترامب بالمبالغة في تأثيرها.
وقال المرشد: "لم يتمكنوا من فعل أي شيء، ولم يتمكنوا من تحقيق هدفهم، وهم يبالغون لإخفاء الحقيقة".
صفعة على وجه أمريكاوأضاف خامنئي أن إيران "وجهت صفعة قوية لأمريكا"؛ بمهاجمتها قاعدة أمريكية في قطر، واتهم إدارة ترامب بالتقليل من الأضرار.
ويمثّل الفيديو أول ظهور علني لخامنئي منذ أسبوع، بعد أيام من الشائعات حول صحته، والتكهنات حول ما إذا كان لا يزال مشاركًا في صنع القرارات في زمن الحرب.
ولا يزال يُعتقد أن الزعيم الإيراني يختبئ في مخبأ، حيث ورد أنه احتمى به في بداية الحرب التي استمرت 12 يومًا خوفًا من محاولة اغتيال إسرائيلية.