أوامر إخلاء تشمل أحياء الزيتون والصبرة والتفاح.. نزوح جماعي في غزة
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
شهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً جديداً مع إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء واسعة النطاق، هي الأكبر منذ أشهر، شملت توسعة مناطق الإخلاء لتشمل أحياء جديدة في مدينة غزة وشمال القطاع.
ونشر الجيش عبر حساباته الرسمية ومنشورات ألقتها طائرات مسيّرة، خريطة إخلاء طالبت مئات الآلاف من سكان أحياء الزيتون، الصبرة، التفاح، والدرج بالتوجه فوراً جنوباً نحو منطقة المواصي، وسط ازدحام شديد في المناطق الغربية نتيجة تدفق النازحين من مناطق مختلفة.
وجاءت هذه الخطوة في إطار استعدادات الجيش للتقدم نحو عمق مدينة غزة وربما الوصول إلى غربها، داعياً السكان إلى النزوح نحو منطقة المواصي التي وصفها بـ«المنطقة الإنسانية» رغم وقوعها قرب نشاط عسكري مكثف يتضمن قصفاً جوياً ومدفعياً.
على الصعيد السياسي، شهد الخطاب الرسمي الإسرائيلي تحوّلاً بارزاً في لهجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وضع، وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، قضية إطلاق سراح الرهائن على رأس أولويات حكومته، متقدماً على هدف هزيمة حركة حماس.
وقال نتنياهو خلال زيارة لمنشأة تابعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك): «هناك العديد من الفرص الآن. أولاً وقبل كل شيء إنقاذ الرهائن، وسنعمل أيضاً على حل قضية غزة وهزيمة حماس»، ولاحظ مراقبون تغييره لمصطلح «إطلاق سراح» إلى «إنقاذ» الرهائن، متجنباً الحديث عن «صفقة» تبادل معلنة، في مؤشر إلى مفاوضات سرية محتملة.
وتزامن ذلك مع تصريحات متفائلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا حماس إلى إعادة ما يقرب من خمسين رهينة إسرائيلياً، أحياء وأموات، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار قد يتحقق خلال أيام.
لكن تقارير إسرائيلية نقلت عن مسؤولين مشاركين في المحادثات تحذيرات من عدم إحراز تقدم ملموس، في حين لم تصدر حماس رداً رسمياً على إطار المقترح الأمريكي المقدم من مبعوث واشنطن ستيف ويتكوف.
وفي اجتماع مجلس الوزراء الأمني الأحد، تم إبلاغ الوزراء بإصرار حماس على إنهاء الحرب بالكامل كشرط لأي اتفاق، ولم يصدر أي قرار واضح، مع استمرار المناقشات.
مصادر فلسطينية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الأمل بات قائماً على اتفاق جزئي قريب يتضمن ضمانة لمدة 60 يوماً دون خروقات إسرائيلية، مع مطالب بإطلاق سراح الرهائن على مراحل وتفعيل بروتوكول إنساني.
وأوضحت مصادر في «حماس» أن الحركة منفتحة على وقف العدوان لكنها ترفض الاتفاق الذي تصفه بـ«الاستسلامي» وتؤكد أن تعنت نتنياهو يعرقل الحل.
على الصعيد العسكري، شنت إسرائيل فجر السبت عمليات اغتيال استهدفت قيادات بارزة في «كتائب القسام» و«الجهاد الإسلامي»، منها حكم العيسى المعروف بـ«أبو عمر السوري»، في حين تواصل استهداف عائلات قادة الفصائل، في ظل تصعيد مستمر للأعمال القتالية في غزة.
تستمر الأوضاع في قطاع غزة متوترة، وسط محاولات دبلوماسية دولية وإقليمية متواصلة لوقف التصعيد، لكن التقدم على الأرض لا يزال هشاً وسط معاناة إنسانية متزايدة.
مصر تكشف عن جهود مكثفة لهدنة في غزة لمدة 60 يومًا وسط تشاؤم إسرائيلي بمفاوضات السلام
كشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مساء الأحد، عن جهود مصر الحثيثة لإبرام اتفاق هدنة مرتقب في قطاع غزة يمتد لمدة 60 يومًا، يهدف إلى تمهيد الطريق لمرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله لوزرائه إن المفاوضات لم تحقق أي تقدم ملموس، ما يزيد من الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب.
واتهم عبد العاطي إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير 2025، مؤكداً أن تل أبيب استأنفت “العدوان على القطاع دون مبرر”، ما يعرقل جهود تحقيق الاستقرار ويهدد الأمن الإقليمي.
وأشار الوزير المصري إلى دور الإدارة الأمريكية الجديدة في دعم ضمانات وقف إطلاق النار، معرباً عن تقديره لرؤية الرئيس دونالد ترامب التي تركز على استدامة الهدنة كخطوة نحو تسوية شاملة، مع التأكيد على ضرورة وجود ضمانات قوية تمنع تجدد التصعيد.
كما كشف عبد العاطي عن خطط مصر لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة خلال أسابيع من توقيع الهدنة، مشددًا على أنه “لا أحد سيدفع أموالاً لإعادة إعمار غزة دون ضمانات واضحة لمستقبل الأمن في القطاع”.
ورداً على تصريحات نتنياهو حول “تغيير خريطة الشرق الأوسط”، وصف عبد العاطي تلك التصريحات بأنها “أوهام”، مؤكداً أن الأمن الإقليمي مسؤولية جماعية للدول الفاعلة في المنطقة، وليس لجهة واحدة.
واختتم عبد العاطي حديثه معرباً عن أمله في صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.
آخر تحديث: 30 يونيو 2025 - 10:51المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أحداث غزة أسرى اسرائيل غزة أطفال غزة يموتون جوعا إسرائيل تقصف غزة عملية إسرائيل الثانية في غزة وقف إطلاق النار غزة وقف إطلاق النار عبد العاطی
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يلمح إلى إنهاء الحرب في غزة وسط جهود أمريكية لـتسوية شاملة
أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أرسل للمرة الأولى إشارات واضحة إلى أنه "يسعى إلى إنهاء الحرب في غزة"، وذلك في أعقاب وقف إطلاق النار مع إيران والتحركات الأمريكية نحو "شرق أوسط جديد".
وجاء في تقرير لـ"القناة 12" الإسرائيلية أن "النية الآن هي محاولة التوصل إلى اتفاقيات تطبيع مع دول جديدة"، وهو مسار يمر عبر "صفقة تبادل أسرى وإنهاء العملية العسكرية في غزة".
وأضاف التقرير أن "نتنياهو يلمح إلى إنهاء الحرب لكن بشروط غير مقبولة لدى حماس في هذه المرحلة، وأنه يرغب في الوصول إلى البيت الأبيض في أقرب وقت ممكن لإنهاء التفاصيل".
وذكرت "يُتوقع أن يبلغ رئيس الأركان الإسرائيلي، غداً، المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) أن الجيش أكمل المهام الموكلة إليه ضمن خطة عربات جدعون، وسيطلب منهم اتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية".
وأوضح أن نتنياهو "يعقد نقاشا أمنيا مصغرا بشأن الاتصالات الرامية لإعادة الأسرى"، وسط "ضغط هائل من الوسطاء لتقريب وجهات النظر بين الأطراف"، في اجتماعات قد تستضيفها القاهرة أو الدوحة خلال الأيام المقبلة.
ويأتي ذلك بينما ينشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجواء متفائلة، إذ تحدّث عن احتمال إبرام صفقة هذا الأسبوع، وقال إنه "يتوقع وقف إطلاق النار هذا الأسبوع في غزة"، ما رفع سقف التوقعات لدى عائلات الأسرى إلى الحد الأقصى.
وأكد تقرير القناة أنه "حتى هذه اللحظة لا يوجد أي اختراق فعلي في المفاوضات مع حماس، وأن ما يجري هو رؤية أميركية للوصول إلى صفقة واحدة تتضمن إعادة الأسرى وإنهاء الحرب في غزة وتحقيق تقدم إقليمي".
في هذا السياق، كشفت القناة أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المقرّب من نتنياهو، وسيتوجه الإثنين إلى واشنطن، لمناقشة ملفات إنهاء الحرب وصفقة الأسرى والشروط الإسرائيلية في ما يخص المفاوضات مع إيران بعد الحرب. كما سيعمل على "تمهيد الأرضية" لزيارة نتنياهو المرتقبة إلى العاصمة الأمريكية.
وأوضحت القناة أن هناك تواريخ محتملة للزيارة، إذ "من المتوقع – وفق ما هو متداول – أن تتم الزيارة في منتصف الشهر المقبل، أي بعد نحو أسبوعين ونصف".
ونقلت عن مصدر أمريكي قوله: "نحن نريد أن نكون ضمن مسار استعادة الأسرى ووقف إطلاق النار حتى وصول نتنياهو إلى واشنطن، ونعمل من أجل ذلك مع الشركاء في المنطقة وحليفتنا إسرائيل".
ولفتت القناة إلى أن "إسرائيل ردّت قبل أسبوعين على مقترح ويتكوف الذي قدّمته حماس، عبر إجراء بعض التسهيلات المتعلقة بجدول إطلاق سراح الأسرى، لكن حماس لم تقدّم أي رد حتى الآن".
وبحسب التقرير، لا يزال نتنياهو متمسكًا بخطة ويتكوف نفسها، والتي تنص على "إطلاق سراح تدريجي للأسرى على مرحلتين، وإنهاء الحرب فقط بعد الاتفاق على شروط نهايتها"، على الرغم من الطرح الأميركي القاضي بصفقة شاملة واحدة تشمل إعادة جميع الأسرى.