شهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً جديداً مع إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء واسعة النطاق، هي الأكبر منذ أشهر، شملت توسعة مناطق الإخلاء لتشمل أحياء جديدة في مدينة غزة وشمال القطاع.

ونشر الجيش عبر حساباته الرسمية ومنشورات ألقتها طائرات مسيّرة، خريطة إخلاء طالبت مئات الآلاف من سكان أحياء الزيتون، الصبرة، التفاح، والدرج بالتوجه فوراً جنوباً نحو منطقة المواصي، وسط ازدحام شديد في المناطق الغربية نتيجة تدفق النازحين من مناطق مختلفة.

كما شملت الأوامر مناطق في جباليا البلد والزرقاء وأبو إسكندر.

وجاءت هذه الخطوة في إطار استعدادات الجيش للتقدم نحو عمق مدينة غزة وربما الوصول إلى غربها، داعياً السكان إلى النزوح نحو منطقة المواصي التي وصفها بـ«المنطقة الإنسانية» رغم وقوعها قرب نشاط عسكري مكثف يتضمن قصفاً جوياً ومدفعياً.

على الصعيد السياسي، شهد الخطاب الرسمي الإسرائيلي تحوّلاً بارزاً في لهجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وضع، وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، قضية إطلاق سراح الرهائن على رأس أولويات حكومته، متقدماً على هدف هزيمة حركة حماس.

وقال نتنياهو خلال زيارة لمنشأة تابعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك): «هناك العديد من الفرص الآن. أولاً وقبل كل شيء إنقاذ الرهائن، وسنعمل أيضاً على حل قضية غزة وهزيمة حماس»، ولاحظ مراقبون تغييره لمصطلح «إطلاق سراح» إلى «إنقاذ» الرهائن، متجنباً الحديث عن «صفقة» تبادل معلنة، في مؤشر إلى مفاوضات سرية محتملة.

وتزامن ذلك مع تصريحات متفائلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا حماس إلى إعادة ما يقرب من خمسين رهينة إسرائيلياً، أحياء وأموات، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار قد يتحقق خلال أيام.

لكن تقارير إسرائيلية نقلت عن مسؤولين مشاركين في المحادثات تحذيرات من عدم إحراز تقدم ملموس، في حين لم تصدر حماس رداً رسمياً على إطار المقترح الأمريكي المقدم من مبعوث واشنطن ستيف ويتكوف.

وفي اجتماع مجلس الوزراء الأمني الأحد، تم إبلاغ الوزراء بإصرار حماس على إنهاء الحرب بالكامل كشرط لأي اتفاق، ولم يصدر أي قرار واضح، مع استمرار المناقشات.

مصادر فلسطينية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الأمل بات قائماً على اتفاق جزئي قريب يتضمن ضمانة لمدة 60 يوماً دون خروقات إسرائيلية، مع مطالب بإطلاق سراح الرهائن على مراحل وتفعيل بروتوكول إنساني.

وأوضحت مصادر في «حماس» أن الحركة منفتحة على وقف العدوان لكنها ترفض الاتفاق الذي تصفه بـ«الاستسلامي» وتؤكد أن تعنت نتنياهو يعرقل الحل.

على الصعيد العسكري، شنت إسرائيل فجر السبت عمليات اغتيال استهدفت قيادات بارزة في «كتائب القسام» و«الجهاد الإسلامي»، منها حكم العيسى المعروف بـ«أبو عمر السوري»، في حين تواصل استهداف عائلات قادة الفصائل، في ظل تصعيد مستمر للأعمال القتالية في غزة.

تستمر الأوضاع في قطاع غزة متوترة، وسط محاولات دبلوماسية دولية وإقليمية متواصلة لوقف التصعيد، لكن التقدم على الأرض لا يزال هشاً وسط معاناة إنسانية متزايدة.

مصر تكشف عن جهود مكثفة لهدنة في غزة لمدة 60 يومًا وسط تشاؤم إسرائيلي بمفاوضات السلام

كشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مساء الأحد، عن جهود مصر الحثيثة لإبرام اتفاق هدنة مرتقب في قطاع غزة يمتد لمدة 60 يومًا، يهدف إلى تمهيد الطريق لمرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة.

في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله لوزرائه إن المفاوضات لم تحقق أي تقدم ملموس، ما يزيد من الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب.

واتهم عبد العاطي إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير 2025، مؤكداً أن تل أبيب استأنفت “العدوان على القطاع دون مبرر”، ما يعرقل جهود تحقيق الاستقرار ويهدد الأمن الإقليمي.

وأشار الوزير المصري إلى دور الإدارة الأمريكية الجديدة في دعم ضمانات وقف إطلاق النار، معرباً عن تقديره لرؤية الرئيس دونالد ترامب التي تركز على استدامة الهدنة كخطوة نحو تسوية شاملة، مع التأكيد على ضرورة وجود ضمانات قوية تمنع تجدد التصعيد.

كما كشف عبد العاطي عن خطط مصر لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة خلال أسابيع من توقيع الهدنة، مشددًا على أنه “لا أحد سيدفع أموالاً لإعادة إعمار غزة دون ضمانات واضحة لمستقبل الأمن في القطاع”.

ورداً على تصريحات نتنياهو حول “تغيير خريطة الشرق الأوسط”، وصف عبد العاطي تلك التصريحات بأنها “أوهام”، مؤكداً أن الأمن الإقليمي مسؤولية جماعية للدول الفاعلة في المنطقة، وليس لجهة واحدة.

واختتم عبد العاطي حديثه معرباً عن أمله في صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.

آخر تحديث: 30 يونيو 2025 - 10:51

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أحداث غزة أسرى اسرائيل غزة أطفال غزة يموتون جوعا إسرائيل تقصف غزة عملية إسرائيل الثانية في غزة وقف إطلاق النار غزة وقف إطلاق النار عبد العاطی

إقرأ أيضاً:

خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل

أكدت الدكتورة إيمان رجب، الخبيرة في الأمن الإقليمي والاستراتيجي ورئيس وحدة الدراسات الأمنية والعسكرية في مركز الأهرام، على ضرورة وجود قوة على الأرض لردع القوات الإسرائيلية في قطاع غزة ووقف الانتهاكات المستمرة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الفترة الماضية شهدت تحذيرات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الحكومة الإسرائيلية دون أي تحركات فعلية في الميدان.

انسحاب القوات الإسرائيلية

وأوضحت إيمان رجب، خلال لقاءها مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج حديث القاهرة، على شاشة "القاهرة والناس"، أن ترامب يواجه مشكلة حقيقية مع إسرائيل التي تسعى لإضعاف خطته للسلام، وأضافت أن الأوروبيين لم يعلنوا مشاركتهم في القوة الدولية "قوة السلام" بقطاع غزة، موضحة أن أي قيادة للقوة الدولية تتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من نقاط قطاع غزة أولًا.

نتنياهو وكاتس: أصدرنا أوامر اغتيال"رائد سعد" القيادي في "حماس" بمدينة غزةنتنياهو: أصدرت تعليمات بإحباط مخططات رائد سعد بعد هجوم ضد قواتنا في غزة

وأشارت إيمان رجب، إلى أن ترامب لن يدفع دولارًا واحدًا لصالح منطقة الشرق الأوسط، معتبرة أن اغتيال القيادي رائد سعد في كتائب القسام كان متوقعًا، نظرًا لأن مبادرة ترامب للسلام تشمل تصفية الجناح العسكري لحركة حماس وإضعاف قدراتها العسكرية، متوقعة استمرار سلسلة اغتيالات لقادة حماس العسكريين خلال الفترة المقبلة، مع وجود ضغوط من الوسطاء على الجانب الفلسطيني لمنع التصعيد.

 الهدف الاستراتيجي لترامب

وأوضحت إيمان رجب، أن الهدف الاستراتيجي لترامب في 2026 هو تحقيق السلام في مناطق الحرب وعلى رأسها غزة، وأن الإدارة الأمريكية تسعى لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة استثمارية، مضيفة أن نتنياهو والاحتلال لا يلتزمان بخطة السلام الخاصة بقطاع غزة، وأن إسرائيل تحاول القيام بحملة سلبية ضد مصر رغم عدم الالتزام بالاتفاق، معتبرة أن القيادة الإسرائيلية ترى السماء المفتوحة أحد المكاسب التي حققتها من عملية 7 أكتوبر.

وتابعت: "محللون إسرائيليون يرون أن حرب 7 أكتوبر منحت إسرائيل سيطرة استراتيجية على عدد من المناطق في سوريا ولبنان، مع استمرار الهجمات ضد إيران، ما يعكس تحولات كبرى في الحسابات الاستراتيجية الإقليمية في المنطقة".

طباعة شارك الأمن الإقليمي القوات الإسرائيلية غزة قطاع غزة ترامب

مقالات مشابهة

  • حماس: سلاحنا "حق مشروع" ومنفتحون على مقترحات تحافظ عليه
  • إعلام: مقتل أكثر من 300 فلسطيني في غزة خلال هجمات إسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • استشهاد أكثر من 300 فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل
  • نتنياهو وكاتس: أصدرنا أوامر اغتيالرائد سعد القيادي في حماس بمدينة غزة
  • “حماس”: استمرار جيش العدو الإرهابي بجرائمه في غزة إمعان في خرق اتفاق وقف اطلاق النار
  • بيان من نتنياهو وكاتس بعد مقتل القيادي بحماس رائد سعد
  • حماس تحمل الاحتلال مسؤولية تداعيات خرقه اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • شاهد: انتقادات تلاحق نتنياهو بعد فيديو يظهر أسرى أحياء قبل مقتلهم في غزة
  • غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو