طهران والتغيير اللحظي في قواعد التفاوض
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
مايو 15, 2025آخر تحديث: مايو 15, 2025
محمد حسن الساعدي
المحادثات التي عقدت بين واشنطن وطهران في جولتها الخامسة في عمان وروما عكست الأجواء الإيجابية في هذه المحادثات، إذ تعول طهران كثيرا على هذه المباحثات وتعتبرها خطوة نحو استعادة حقوقها واموالها المجمدة ما يعطيها فسحة في تحقيق نمو اقتصادي على المدى المتوسط والبعيد، خصوصا وأنها اشترطت في مباحثاتها باي يكون للشركات الأمريكية المركز الأول في الاستثمارات القادمة في إيران والتي تقدر بي عشرات من الترليونات في مختلف القطاعات، اما واشنطن فكانت أكثر حماساً في إنجاح هذه الاجتماعات وتشير التقديرات الأولية بأن الجولات الثلاثة الأولى كانت تتقدم بشكل كبير وسريع وكان التخوف من اللجان الفنية التي لا تتحدث بلغة الدبلوماسية بل تركز على لغة الأرقام، ولكن بالرغم من ذلك إلا أن اللجان الفنية هي الأخرى كانت ناجحة بكل المقاييس بل إن الأخبار الواردة من بعض الجهات القريبة من المباحثات تشير بأن الفريق الأمريكي كان متحمسا أكثر ويرغب في إنهاءها بأسرع وقت ممكن.
نعم…ربما المباحثات صعبة وحساسة والاتفاق على آلية جديدة في التعامل مع الملف النووي الإيراني، ولكن الاتجاه العام في هذه الاجتماعات بين خبراء الطرفين إلا أنه يتجه إلى التفاصيل وفي نفس الوقت فإن ترامب يواجه العقبات الكبيرة والتي أهمها التعامل مع المتشددين في ادارته فمبعوث واشنطن إلى المباحثات(ويتكوف)أعطى رسائل إيجابية وحمل معه صلاحيات كبيرة وواسعة في المفاوضات إذا تشير التسريبات بأن واشنطن أبلغت إيران بموافقتها على تخصيب اليورانيوم بما نسبته 3.7ما يعني أن هناك تغيير استراتيجيا في رؤيته واشنطن نحو الشرق الأوسط وبالتحديد إيران التي ينظر لها على أنها التحدي الأكبر للكيان الاسرائيلي في المنطقة.
التصريحات الإيرانية تشير بصورة واضحة بأن إيقاف اليورانيوم على الدرجة صفر غير مطروح للنقاش، الأمر الذي يعكس الضغوط التي يتعرض لها الوفد الأمريكي المفاوض من قبل الصقور الأمريكان ما قد يؤثر على طبيعة وسرعة سير المفاوضات إذا ما علمنا إن هذه السرعة لا ترضي إسرائيل وتريد أن تعرقلها بأي طريقة كانت حتى إذا وصل الأمر إلى التهديد بضرب إيران والتأثير بصورة سلبية على أي مفاوضات تجري حاليا، والتحدي الثاني يأتي من إيران فهي تريد اتفاقا جديدا أكثر ديمومة وأكثر أريحية من اتفاقي 2015 ويمتد إلى 10 سنوات ما يعني أنها تسعى للحصول على ضمانات من ترامب أو أي رئيس أمريكي يأتي في المستقبل لن يتخلى عنها مرة أخرى فالإيرانيون يريدون اتفاق مصادق عليه من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي ومع ذلك فإن هذا الأمر لا يعط ضماناً وفقاً للتجارب السابقة بين الطرفين.
طهران من جهتها تريد ضمانات اقتصادية أولها رفع العقوبات وتقديم العروض لها ومنحها المزيد من الامتيازات في تصدير النفط، وفتح قدر كبير من الاستثمار الأجنبي المباشر وواحدة من هذه الوسائل هو الاستثمار الخليجي في إيران والذي يبدو أن دول الخليج مستعدة للاستثمار فيه فهي تتطلع إلى حل الأزمات بين واشنطن وطهران وتبقى المشكلة الأساس هي كيف سيتعامل ترامب مع نتنياهو، والذي لا يعترف بأي اتفاق بين واشنطن وطهران ويعتبر أن أي اتفاق تهديد مباشر للأمن القومي الإسرائيلي ولكن في نفس الوقت يبدو أن ترامب قادر على كبح جماح نتنياهو وترويضه بالقبول بأي اتفاق قادم مع طهران .
يبقى شيء مهم…
أن أي تقارب في وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران معناه أن المنطقة ذاهبة نحو الاستقرار ما يعني أن إسرائيل سوف تعيش عزلتها السياسية في المنطقة وبالتالي فإنها مؤهلة أن تكون ذاهبة نحو تصعيد الموقف على الجبهات كافة خصوصا في الجبهة اللبنانية والتي بحسب الأخبار أنها مرشحة للتصعيد أكثر من التهدئة والجبهة الثانية ربما يستعد الكيان الإسرائيلي لإطلاق حملته نحو غزة وربما اجتياح توصله مع الضفة الغربية، وربما نجد أن هناك ضربات قوية على الجبهة اليمنية وما يعطينا رؤية كاملة بأن القادم ربما يذهب نحو التصعيد من قبل الكيان الإسرائيلي وسوف يعيش عزلته بالنسبة للمنطقة ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تكون قد تخلت عن الكيان الإسرائيلي أو في طريقها للتخلي وهذا ما بدأ من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي التي بدأ فيها منزعج من نتنياهو وسياسيته باتجاه المنطقة، وهذا ما ننتظره خلال الفترة القادمة والأيام حبلى بالأحداث.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: ما یعنی أن
إقرأ أيضاً:
إيران تواصل الاتصالات بالترويكا الأوروبية دون تحديد موعد التفاوض
أعلنت إيران -اليوم الاثنين- أنها لم تتخذ قرارا نهائيا بعد، أو تحدد موعدا للجولة القادمة من المفاوضات مع "الترويكا الأوروبية" (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) لكنها أفادت باستمرار الاتصالات مع تلك الدول الثلاث التي نددت اليوم بـ"التهديدات" الموجهة إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن بلاده "كانت تطالب دائما بأن يلتزم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحدود مهامه التقنية ويتجنب التأثر ببعض الدول".
واستدرك بقائي قائلا "لكن الوكالة لم تتجاوب، وتقرير مديرها كان إحدى الذرائع للهجوم على منشآت إيران النووية. كما ألحق ضربة قوية بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".
وأشار إلى أنه "لا يمكن للوكالة أن تتوقع من إيران الالتزام بتعهداتها في ظلّ صمت الوكالة أو تبريرها لهذا العدوان".
الترويكا تنددنددت كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة -في بيان مشترك لهم اليوم- بالتهديدات التي وُجهت إلى غروسي، وأكدت دعمها الكامل له وللوكالة في أداء مهامها.
ودعت الدول الثلاث -في بيان مشترك- السلطات الإيرانية إلى الامتناع عن أي إجراءات من شأنها إنهاء التعاون مع الوكالة. كما حثت طهران على "استئناف التعاون الكامل والفوري بما يتماشى مع التزاماتها القانونية، واتخاذِ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة وأمن موظفي الوكالة".
يُذكر أن طهران اتهمت غروسي بـ"خيانة التزاماته" لعدم إدانته الضربات الإسرائيلية والأميركية. وقد صوّت المشرّعون الإيرانيون الأسبوع الماضي على تعليق التعاون مع هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
وفي تصريحات له يوم الجمعة الماضي، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن "إصرار غروسي على زيارة المواقع التي تعرضت للقصف بحجة الضمانات لا معنى له، وربما ينطوي على نية خبيثة".
إعلانوتعتبر طهران أن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية -الصادر في 12 يونيو/حزيران الجاري والذي اتهم إيران بتجاهل التزاماتها النووية- كان بمثابة "ذريعة" للحرب التي شنتها إسرائيل في 13 حزيران/يونيو.
ولم يتم تحديد التهديدات التي كانوا يشيرون إليها، غير أنّ صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة قالت مؤخرا إن هناك وثائق أظهرت أن غروسي كان "جاسوسا للكيان الصهيوني ويجب إعدامه".
ونفت إيران أمس توجيه "أي تهديد" لغروسي. وقال سفيرها في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني بمقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية "ليس هناك أي تهديد" للمدير العام أو المفتشين، مؤكدا أن مفتشي الوكالة موجودون بإيران "في ظروف آمنة".