توقع مركز ستراتفور الأميركي للدراسات الإستراتيجية والأمنية، أن يفتح إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، الباب أمام تدفق الاستثمارات من دول الخليج العربية وتركيا، مما سيساعد في إنعاش الاقتصاد، ويشجع على توطيد علاقاتها بلبنان وتعزيز سلطة الحكومة المؤقتة.

وذكر المركز في تقرير، أن هناك أملا كبيرا في أن يؤدي ضخ الاستثمارات الخليجية والتركية إلى تحريك عجلة الاقتصاد السوري، وإعادة فتح طرق التجارة واستعادة سوريا دورها كمركز عبور إقليمي، خاصة بالنسبة للنفط والغاز، وهو ما من شأنه أن يحفز فعلا النمو ويخلق فرص عمل تشتد الحاجة إليها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ترحيب عربي بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سورياlist 2 of 2بأول لقاء بينهما.. ترامب يحث الشرع على "إنجاز شيء تاريخي"end of list

كما يعد اتخاذ الاتحاد الأوروبي وبريطانيا خطوات فعلية نحو تخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا، مؤشرا على اتجاه دولي محتمل في هذا المسار.

محاذير

بيد أن التحليل يحذر، مع ذلك، من أن الأضرار الفادحة التي لحقت بالبنية التحتية جراء سنوات من الصراع، إلى جانب المخاوف الأمنية المستمرة واحتمال إعادة فرض العقوبات، يمكن أن تبطئ وتيرة الاستثمار طويل الأجل.

ثم إن عدم رفع سوريا من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، يشكل رادعا كبيرا للعديد من المستثمرين الدوليين.

إعلان

وعلى الصعيد السياسي -يتابع المركز- فإن رفع العقوبات ستتيح للرئيس أحمد الشرع ترسيخ سلطته داخل سوريا.

فالقدرة على تقديم مزايا ملموسة للسكان الذين أنهكتهم الحرب، مثل دفع رواتب القطاع العام، وتنفيذ حزمة الـ100 يوم لتحقيق الاستقرار، يمكن أن تعزز شرعيته وتوطد أركان نظامه.

ويزيد المركز، إن الرئيس الشرع سيكون في وضع يمكّنه من تركيز عملية صنع القرار وإغراء المجموعات التي لا تزال تعارض العملية الانتقالية بالانضمام إلى حكومته.

غير أن دمج المجموعات الطائفية المختلفة -بما لديها من قواعد ومطالب خاصة- في إطار وطني موحد، يمثل تحديا كبيرا.

وتبدو إمكانية عودة العلاقات إلى طبيعتها بين سوريا ولبنان، مدفوعة بالمصالح الاقتصادية المشتركة والحاجة إلى معالجة قضايا مثل إعادة اللاجئين وترسيم الحدود، أكثر قابلية للتطبيق الفوري من التطبيع مع إسرائيل على سبيل المثال.

ويشير المركز الأميركي في تحليله إلى أن العلاقات بين البلدين اتسمت بالاضطراب على مدى العقدين الماضيين بسبب قضايا منها التدخل السياسي السوري في لبنان، وتدخل حزب الله في الحرب السورية، ووجود اللاجئين السوريين في لبنان.

ومع رفع العقوبات المفروضة على سوريا، قد يجد كلا البلدين حوافز متبادلة لمتابعة محادثات استعادة العلاقات الطبيعية بينهما، بدءا بالمفاوضات التي طال انتظارها بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية، وهو ما قد يساعد على تهدئة التوترات المتكررة وتمكين تعاون أكثر تنظيماً في القضايا الثنائية الرئيسية.

لكن ستراتفور يرجح أن يستغرق التطبيع السوري الإسرائيلي وقتا أطول مقارنة بالتطبيع بين سوريا ولبنان التي ستكون واضحة المعالم، وإن كانت لا تزال صعبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات رفع العقوبات

إقرأ أيضاً:

وزير الخزانة الأميركي يعلن بدء خطوات لرفع العقوبات عن سوريا

أعلن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، اليوم، أن الولايات المتحدة بدأت اتخاذ خطوات عملية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، في إطار توجه جديد يهدف إلى دعم الاستقرار الإقليمي وتخفيف المعاناة الإنسانية.

فرصة جديدة.. دلالات رفع العقوبات الأمريكية عن سورياترامب يرفع العقوبات عن سوريا .. قرار مفاجئ يُربك الحسابات الدولية

وأوضح الوزير في تصريح صحفي أن هذه الخطوات تأتي ضمن "مراجعة شاملة للسياسات الأميركية تجاه سوريا"، مشيرًا إلى أن واشنطن "تسعى إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية التي أثرت على الشعب السوري، والعمل على خلق بيئة ملائمة لدفع جهود الاستقرار والتنمية".

وأشار إلى أن الخطوات تشمل تخفيف القيود على بعض القطاعات الحيوية مثل الطاقة والنقل والمعاملات المالية، مع الإبقاء على عقوبات تستهدف أفراداً وكيانات مرتبطة بانتهاكات سابقة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن خلال زيارته للسعودية الثلاثاء عن عزمه رفع العقوبات بالكامل، مؤكداً أن هذه الخطوة تهدف إلى منح السوريين "فرصة جديدة" لبناء مستقبل مستقر.

وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي نظيره السوري قريباً لمناقشة تطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق.

يُذكر أن العقوبات الأمريكية على سوريا بدأت عام 1979، وتوسعت لاحقاً لتشمل قطاعات اقتصادية حيوية، مما أثر على الاقتصاد السوري، وأعاق جهود إعادة الإعمار.

 ويُتوقع أن يكون لهذا القرار آثار إيجابية على تدفق الاستثمارات وتحسين سعر صرف الليرة السورية، وفقاً لآراء خبراء اقتصاديين.

طباعة شارك وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت رفع العقوبات المفروضة على سوريا سوريا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات الأمريكية على سوريا

مقالات مشابهة

  • الشرع: وعدني ولي العهد برفع العقوبات ورأيت في عينيه وعيون شعبه محبة لسوريا
  • وزير الخزانة الأميركي يعلن بدء خطوات لرفع العقوبات عن سوريا
  • لقاء ترامب والشرع في الرياض: بداية جديدة لسوريا؟
  • ترامب: تطبيع العلاقات مع سوريا قد يبدأ بعد لقاء الشرع
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: نبحث تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية والتقيت الرئيس أحمد الشرع بعد رفع العقوبات عن سوريا
  • الرئاسة الفلسطينية ترحب بإعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا
  • أبو الغيط: رفع العقوبات عن سوريا خطوة تتيح لسوريا طي صفحة الماضي
  • لبنان يحضر في القمة السعودية - الأميركية...تعهّد أميركي برفع العقوبات عن سوريا
  • بهاء الحريري رحب بالقرار الأميركي رفع العقوبات عن سوريا