15 مايو، 2025

بغداد/المسلة: عاد بارزاني إلى لغته القديمة، مُطلقاً اتهامات لبغداد، بينما تواصل أربيل تجاهل الاتفاقيات وتهريب النفط.

وهاجم بارزاني بغداد، متهماً إياها بالإخلال بمبادئ الشراكة والتوازن والتوافق، محذراً من محاولات فرض إرادة الأغلبية. وأكد أن العراق لن يرى الخير إذا استمرت هذه الرؤية.

وألقى بارزاني كلمته خلال مؤتمر اتحاد الطلبة والشباب في أربيل، مستعرضاً دور شعب كردستان في إسقاط النظام السابق، ومشدداً على أهمية المبادئ الثلاثة في بناء العراق الجديد.

وانتقد بارزاني القوى السياسية الشيعية، معتبراً أن تصور طرف ما بأنه الأغلبية ومحاولته فرض إرادته سيؤدي إلى فشل العراق. ودعا إلى العمل المشترك لتحقيق النجاح.

ويُلقي مسعود بارزاني اللوم كاملاً على بغداد لأنه يريد ترسيخ رواية المظلومية الكردية في الوعي العام، دون الاعتراف بمسؤولية أربيل عن تعطيل الاتفاقات.

ويتجاهل عمدًا ملف تهريب النفط لأنه يمثل أحد أبرز مصادر التمويل غير المعلَن لحزبه، ولا يرغب في كشف ذلك أمام الرأي العام العراقي.

ويركز على خطاب الشراكة والتوافق ليحافظ على موقع تفاوضي مرتفع، في حين تُخالف حكومته البنود الدستورية المتعلقة بتسليم الإيرادات.

ويستغل توترات اللحظة السياسية لإحراج خصومه في بغداد، مدفوعًا باعتبارات داخلية تتعلق بإعادة إنتاج صورته كمدافع عن حقوق الإقليم.

ويتجنب الاعتراف بأي تقصير من جانبه لأنه يعلم أن فتح هذا الملف سيؤدي إلى مطالبة الشارع الكردي بالمحاسبة والشفافية.

واقترح بارزاني حلين: إجراء تعداد سكاني شفاف يعتمد على الدين والقومية والطائفة، أو إجراء انتخابات على أساس دائرة واحدة مع تقاسم مسبق بين الأطراف. لكنه حذر من أن نتائج هذه الحلول ستكون مؤقتة وغير دائمة.

وانتقد بارزاني تعامل بغداد مع رواتب موظفي الإقليم، معتبراً أن تحويل المسألة إلى قضية رواتب يُعد إهانة لتضحيات شعب كردستان. وأكد أن التعامل الأخير غير مقبول ويتمنى عدم تكراره.

وجاءت انتقادات بارزاني بعد يوم من إعلان وزارة المالية الاتحادية تمويل رواتب موظفي ومتقاعدي الإقليم لشهر أبريل، حيث أودعت مبلغ 959.514.000.000 دينار في الحساب المصرفي لوزارة المالية في إقليم كردستان.

وتستمر الخلافات بين بغداد وأربيل حول مستحقات الإقليم المالية وتأخر إيصال رواتب الموظفين، رغم العلاقة شبه الجيدة بين الحكومتين في السنتين الأخيرتين.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

قمة بغداد: العراق.. من العزلة إلى الريادة

14 مايو، 2025

بغداد/المسلة: تواصل بغداد استعداداتها لاستقبال القمة العربية المقبلة وسط مؤشرات على تحولات نوعية في السياسة الإقليمية للعراق، حيث يستعيد موقعه في قلب القرار العربي بعد سنوات من العزلة والاضطراب.

واستبقت الحكومة العراقية القمة بإطلاق سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية الرفيعة مع العواصم العربية، مؤكدة رغبتها في تعميق الشراكات الاقتصادية وإعادة ترسيخ دورها كركيزة في استقرار المنطقة، مستفيدة من الأوضاع الأمنية المحسنة ونمو الثقة الدولية بقدرتها على تنظيم فعاليات بهذا المستوى.

واستندت الحكومة إلى تحسن ملحوظ في مؤشرات الأمن والاستثمار، إذ أعلنت وزارة التخطيط العراقية هذا العام عن تسجيل نمو بنسبة 4.2% في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة في حجم الاستثمارات الأجنبية بنسبة 27% مقارنة بعام 2023، ما يعزز فرضية أن بغداد لم تعد ساحة صراع، بل منصة شراكة.

وارتكزت آمال صناع القرار العراقي على أن تكون القمة نقطة انطلاق جديدة لتكامل عربي اقتصادي، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والزراعة، مع تزايد الحديث عن ممرات تجارية تربط الخليج بالبحر الأبيض عبر العراق وسوريا.

وتمحورت التحضيرات حول ضمان حضور واسع لقادة وزعماء الدول العربية، في مشهد يعيد إلى الأذهان قمة بغداد عام 2012، التي كانت حينها مؤشراً على خروج العراق جزئياً من نفق العزلة الدولية، رغم أجواء التوتر والشكوك التي سادت حينها.

واستحضرت الذاكرة السياسية أيضاً تجربة مصر في قمة شرم الشيخ 2015، حين استُخدمت المناسبة لحشد الدعم السياسي والاقتصادي، كما استُحضرت قمة بيروت 2002 التي أفرزت “مبادرة السلام العربية”، لتؤكد أن القمم العربية لا تُقاس فقط بنتائجها المباشرة بل برسائلها الرمزية أيضاً.

وأكد مراقبون أن المشهد في بغداد يعكس مرحلة جديدة من تموضع العراق في الإقليم، حيث تنتقل الدبلوماسية العراقية من الدفاع إلى المبادرة، ومن رد الفعل إلى بناء النفوذ، خاصة مع تراجع التأثير الخارجي المباشر في بعض مفاصل القرار العراقي، وهو ما تجلّى في تنويع التحالفات وزيارات متكررة للمسؤولين العراقيين إلى عواصم خليجية وعالمية.

وتداول ناشطون على منصة “إكس” صوراً من شوارع بغداد وهي تتهيأ لاستقبال القادة العرب، بينما كتب الصحافي العراقي سعد عواد: “القمة ليست بروتوكولاً، بل هي اختبار لوضوح نوايا العراق.. بغداد تعود من بوابة السياسة لا من مرافئ الحروب”.

واستشرفت وزارة الخارجية العراقية عبر بيان رسمي نُشر يوم 10 مايو 2025، أن القمة تمثل “إعادة رسم لخريطة التعاون العربي على أسس جديدة تأخذ في الاعتبار التحديات الاقتصادية والأمنية التي فرضتها السنوات العشر الماضية، وخصوصاً ما بعد جائحة كورونا وأزمة غزة وأوكرانيا”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها. 

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بارزاني: يتعين مكافحة ظاهرة تجارة المخدرات بشدة
  • كرامة العراقي تُكتب بالحبر على جواز السفر
  • نيجيرفان بارزاني: قمة بغداد تعكس استعادة العراق لدوره المحوري
  • الأحزاب الكردية في كركوك تتفق على خوض الانتخابات بقائمة موحدة
  • حكومة الإقليم تتسلم رواتب موظفيها من الحكومة الاتحادية
  • قمة بغداد: العراق.. من العزلة إلى الريادة
  • المالية تودع نحو ترليون دينار لتمويل رواتب موظفي كردستان
  • بغداد تودع نحو ترليون دينار بحساب مالية اقليم كوردستان لتمويل رواتب الموظفين
  • وزارة المالية تنفي توزيع رواتب للسوريين