جمال ورافينيا وليفاندوفسكي.. أبطال تتويج برشلونة
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
برشلونة «أ.ف.ب»: أجرى المدرب الألماني هانزي فليك تغييرات جذرية على برشلونة، لكنه يدين بفوزه بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم لموهبة الشاب المغربي الأصل لامين جمال، وقيادة البرازيلي رافينيا، ونجاعة المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، ورؤية لاعب الوسط بيدري، وصلابة المدافع إينيجو مارتينيس.
وبات جمال مرشحا جديا لجائزة الكرة الذهبية التي تُمنح لأفضل لاعب في العالم، وأكد المراهق الكاتالوني الذي يتألق في الجناح الأيمن، في أعقاب فوزه بكأس أوروبا 2024 مع منتخب "لا روخا"، أنه بالفعل أحد أعظم المواهب في كرة القدم العالمية، وقاد برشلونة هذا الموسم للظفر بثلاثية الدوري وكأس الملك والكأس السوبر بنضج مثير للإعجاب، وشكّل أيضا هجوما ناريا مع رافينيا وليفاندوفسكي، وجعل من عملاق كاتالونيا آلة لتسجيل أهداف فدك شباكه منافسيه بـ 97 هدفا في 36 مباراة.
مراوغاته ومهاراته المذهلة وأهدافه الثمانية إلى جانب 13 تمريرة حاسمة (الأول في الليجا)، لا تكفي لتلخيص التأثير الهائل لهذا الشاب الأعسر على أسلوب وأداء برشلونة، وليس من قبيل المصادفة أيضا أن ثلاث هزائم من الخمس التي مُني بها "بلاوجرانا" في الدوري، حدثت عندما عانى من إصابة في كاحله أو دخل إلى أرض الملعب كبديل.
ومن غير المرغوب فيه إلى قائد - بعدما افتقر للثقة وكاد يرحل في الصيف الماضي حين كان برشلونة يسعى للتعاقد مع الجناح نيكو وليامس، أصبح رافينيا، لاعب رين الفرنسي السابق، الذي حمل شارة القيادة في بداية الموسم، القائد الهجومي الرئيس في حقبة فليك، وتعززت صفات الجناح البرازيلي الذي تحوّل إلى مهاجم متكامل من خلال الفلسفة الهجومية والعمودية لمدربه الجديد، حيث أثبت نفسه كلاعب حاسم في المباريات الكبرى، بإحصائيات مذهلة: 34 هدفا و25 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، منها 18 هدفا في "لا ليجا" و13 في دوري أبطال أوروبا، وتخطى بأرقامه مواطنه نيمار خلال موسمه الأكثر غزارة تهديفيا مع برشلونة، في 2015-2016، كل ذلك يكفي لجعله بدوره مرشحا من برشلونة لجائزة الكرة الذهبية، وهو إنجاز لم يكن بالإمكان تصوره قبل بضعة أشهر فقط.
وليفاندوفسكي،الهداف الأبدي- يعتمد نجاح برشلونة أيضا على فعالية مهاجمه ليفاندوفسكي الذي غالبا ما يخدمه بشكل مثالي جمال ورافينيا، في حين يبدو أنه استعاد شبابه في سن الـ 37 عاما بقيادة فليك، مدربه السابق في بايرن ميونيخ الألماني، ويقدّم الدولي البولندي صاحب الرقم 9 أفضل مواسمه بقميص برشلونة الذي انضم إليه في عام 2022 لخوض التحدي الأخير قادما من بافاريا، بعدما نجح في تسجيل 40 هدفا، منها 25 في الدوري، في 50 مباراة في مختلف المسابقات، وغالبا ما جاءت في لحظات حاسمة.
كما تسببت الإصابة التي تعرض لها في فخذه الأيسر قبل ثلاثة أسابيع ولم يتعاف منها بشكل كامل، في غيابه عن جزء حاسم من الموسم، ليتخلى في سباق "بيتشيتشي (هداف الدوري) عن صدارة ترتيب الهدافين لصالح الفرنسي كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد الذي رفع غلّته إلى 28 هدفا، فيما تجمد رصيد ليفاندوفسكي عند 25.
من جانبه، تحرر لاعب خط الوسط الإسباني بيدري ابن الـ 22 عاما من الإصابات التي أعاقت تطوره، ليثبت نفسه محفزا مثاليا لاسلوب لعب برشلونة، لعب صاحب القميص الرقم 8 الذي يعتبر منذ ظهوره المبكر في سن 16 عاما وريث للساحر أندريس إنييستا، دورا حاسما في بعض الأحيان كآخر ممرر (أو قبل الأخير)، وفي أحيان أخرى كلاعب يجيد استرداد الكرة، وأشاد به الألماني توني كروس لاعب خط وسط ريال مدريد السابق، قائلا "إنه أهم من لامين جمال، أو رافينيا، أو ليفاندوفسكي، إنه حاليا أفضل لاعب في العالم في مركزه"، ويعدّ بيدري عنصرا أساسيا في الضغط العالي الذي يعتمده فليك، وهو اللاعب الذي استعاد أكبر عدد من الكرات في نصف ملعب المنافس في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى والذي نجح في أكبر عدد من التمريرات التي اضطلع بدور فيها في الدوري.
وفي ظل زملائه المهاجمين، كان الباسكي مارتينيس الركيزة الأساس للدفاع الذي غالبا ما كان مكشوفا بأسلوب لعبه الهجومي للغاية، وفي سن الـ 33 عاما، جلب مدافع أتلتيك بلباو السابق خبرته وشجاعته إلى تشكيلة شابة، إلى جانب الشابين باو كوبارسي (18 عاما) وأليخاندرو بالدي (21 عاما)، وعلى وجه الخصوص، سمح ذلك لبرشلونة بإيقاع منافسيه في مصيدة التسلل عن طريق الاعتماد على خط دفاعي مرتفع للغاية، ما تطلب جهودا هائلة في التمركز والتوقع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الدوری
إقرأ أيضاً:
الفرنسي أنيلكا لاعب عبوس رسم البسمة بموهبته
في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، برز نيكولاس أنيلكا كأحد أكثر المهاجمين موهبة وفاعلية، فالنجم الفرنسي قدم مسيرة استثنائية مع أندية أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي وبولتون وتشلسي، مسجلا الأهداف وصانعا للإنجازات.
لكن المفارقة أن اسمه ارتبط دوما بالوجوم وقلة الابتسام، حتى صار لقبه الشهير "لو سولك" -أي "العبوس"- وبات ذلك جزءًا من إرثه إلى جانب أهدافه وتمريراته الحاسمة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سبب رحيل المواهب البريطانية إلى الدوريات الأوروبية الكبرىlist 2 of 217 لاعبا مهددون بالرحيل عن مانشستر سيتي بأمر من غوارديولاend of list بداية متألقة في لندنانضم أنيلكا إلى أرسنال من باريس سان جيرمان شابا يافعا بعمر 17 عاما عام 1997، وسرعان ما سحر الدوري الإنجليزي بلمسته الباردة أمام المرمى وسرعته الفطرية.
تُوج أنيلكا مع الفريق بلقب الدوري وكأس الاتحاد، ونال جائزة أفضل لاعب شاب في البريميرليغ، قبل أن يغادر إلى ريال مدريد في صفقة قياسية حينها بلغت 30.6 مليون دولار وهو لم يكمل بعد 20 عاما.
على الرغم من الصورة السلبية التي لاحقته، حقق أنيلكا ما يعجز كثيرون عن بلوغه؛ فهو يحتل المركز 14 في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق ثنائية الدوري والكأس مع أرسنال وتشلسي، وتوّج بألقاب دوري في فرنسا وإسبانيا وتركيا، ولعب 69 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، وتوّج بكأس أمم أوروبا ودوري أبطال أوروبا.
حتى في تشلسي، الذي انضم إليه وقد ظن كثيرون أنه في نهاية مساره، أظهر أنيلكا قيمة هائلة، فسجل الأهداف وحصد الحذاء الذهبي في موسم 2008-2009، وظل عنصرا مهما حتى بلغ من العمر 32 عاما.
العبوس الذي غطى على الابتساماتبَيد أن صورة أنيلكا في الأذهان لم تُرسم بأهدافه وألقابه، بل بملامحه المتجهمة منذ موسمه الأخير مع أرسنال الذي شهد فتور العلاقة مع الجماهير، وبدا الفرنسي وكأنه حبيس مشاعر لا يريد للعالم رؤيتها.
اتهمه البعض بالتخاذل والفتور، ووصفوه بالمزاجي والخانق لأجواء غرف الملابس. أما هو، فكان يرى المسألة بوضوح: "عندما ذهب أوين إلى ريال مدريد، أو بيكهام، كان الأمر عاديا. أما أنا، فكان وكأني قتلت أحدا".
سمعة أنيلكا هذه غذتها قرارات مهنية مثيرة للجدل من أخويه اللذين أدارا أعماله، فكثر ترحاله بين الأندية حتى أصبح "بدويا" كرويا، وهو وصف غالبا ما يحمل دلالات سلبية عن غياب الاستقرار.
إعلانلكنه رغم ذلك لم يتورط أبدا في مشاكل سلوكية جسيمة، بل كان زملاؤه يرونه هادئا خجولا وربما وحيدا في كثير من الأحيان.
بقي أنيلكا حتى النهاية لاعبا مميزا، يجمع الميداليات والذكريات والأرقام التي تضعه في مصاف نخبة مهاجمي أوروبا.
لكنه كذلك ظل أسيرا لتصورات التصقت به منذ كان شابا يافعا في أرسنال، لا يفندها سوى اعترافه الصادق: "هذا هو تصور الناس الذين لا يعرفونني".
وربما كان هذا هو إرث أنيلكا الأكبر. لاعب مذهل، ظُلم بسطحية الأحكام، لم يكن أكبر أحلامه أن يسجل أو يتوج، بل أن يُفهَم ويكوّن صداقات على الطريق.