عربي21:
2025-07-03@08:55:16 GMT

ما كشفته زيارة دونالد ترامب للمنطقة العربية

تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT

رغم الانتقادات التي وجهها مسؤولون إيرانيون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب تصريحات ألمح فيها إلى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في إيران وحالة التذمر الداخلية المرتبطة بذلك، فإن تصريحات علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية حظيت باهتمام أكبر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعاد نشرها على حسابه في موقع "تروث سوشال" يوم أمس الخميس.



فشمخاني المقرب من خامنئي أكد أن إيران ستلتزم بعدم تصنيع أسلحة نووية مطلقا، والتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، والموافقة على تخصيب اليورانيوم إلى المستويات الدنيا اللازمة للاستخدام المدني، والسماح بإشراف مفتشين دوليين على العملية؛ مقابل الرفع الفوري لجميع العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده.

التفاعل بين ضفتي الخليج العربي بلغ ذروته خلال لقاء ترامب برجال أعمال قطريين وأمريكان صباح الخميس بالقول: إن إيران وافقت نوعا ما على مقترحات قدمت لها، ويقصد بذلك الورقة التي قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف للوفد الإيراني الذي ترأسه عباس عراقجي؛ في اللقاء الأخير الذي عقد في سلطنة عمان الأحد الفائت، بحسب ما نقل موقع أكسيوس الأمريكي.

لم يتوقف التفاعل الأمريكي الإيراني على تصريحات شمخاني ورد دونالد ترامب، اذ نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن رئيس مؤسسة الجيولوجيا والتنقيب المنجمي داريوش إسماعيلي؛ أن قيمة الموارد الطبيعية لإيران بما فيها النفط والغاز والمناجم والبحر والغابات تبلغ 27.5 تريليون دولار، لتحتل إيران بذلك المركز الخامس عالميا في هذا المجال، مضيفا أن قيمة الموارد المنجمية لوحدها تصل إلى ما لا يقل عن تريليون و400 مليار دولار، علما أنها قابلة للزيادة إلى 10 تريليونا دولار بحسب زعمه، وهي رسائل موجهة لدونالد ترامب حول الآفاق الممكنة للحوار والاتفاق الإيراني الأمريكي المرتقب.

أمام هذه الرسائل المتبادلة بين إيران وأمريكا المتزامنة مع زيارة دونالد ترامب للمنطقة يقف الكيان الإسرائيلي خالي الوفاض؛ إلا من مطالب يتقدم بها نتنياهو لإعالة اقتصاد الكيان المتداعي بفعل أشهر الحرب الطويلة في قطاع غزة ولبنان وسوريا والعراق والبحر الأحمر، إذ يقف نتنياهو معزولا ومحاطا بالضغوط والانتقادات الداخلية من أوروبا وأمريكا والمجموعة الدولية في الأمم المتحدة؛ كان أشدها قسوة التي صدرت من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي قال فيها إن ما يحدث في قطاع غزة "مخز"، وأن فرنسا لن تقبل بالخضوع للابتزاز، وذلك في معرض رده على الانتقادات التي وُجهت لبلاده من قادة الكيان عقب انتقاده للكيان الإسرائيلي وتلويحه بإمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وبالتوازي مع ذلك جاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسباني التي وصف ما يحدث في قطاع غزة بالإبادة، مطالبا نتنياهو بوقفها، وتصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي دعا لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

نتنياهو غائب عن الحوارات التريليونية التي امتدت إلى إيران ومفاوضاتها النووية، وهو عالق في محاولة تجاوز الضغوط الداعية لتوقيع اتفاق مع المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الشامل، وهو محاصر من المعارضة دخل الكيان لإسرائيلي ومن الملاحقات القضائية الداخلية والدولية، ومن العجز الاقتصادي المتفاقم والقدرة التعبوية المتأكلة لجيش الاحتلال والمرشحة للتفاقم بفعل الضغوط الدولية والأمريكية. فعملية "مراكب جدعون" لاجتياح قطاع غزة تحولت إلى عملية تعويم سياسي مستعصية لحكومة نتنياهو، على نحو دفعه للقاء زعم المعارضة يائير لبيد، رئيس حزب "يعيش عتيد"، للتشاور حول صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، التي يتوقع أن تكتسب زخما كبيرا في وقت قريب، ما سيتطلب من نتنياهو التعامل مع المعارضة داخل ائتلافة الحاكم بالتلويح بالمظلة التي يوفرها لبيد لتمرير الاتفاق مستقبلا.

الكيان الإسرائيلي لم يكن يوما معزولا كما هو اليوم، فترامب يتجنب زيارة الكيان الإسرائيلي للاحتفال بنشأته المسمومة على أرض فلسطين، وهو يكافح للحفاظ على ائتلافه الحاكم من خلال إدامة الحرب وإرضاء دونالد ترامب، حالة كحال شريكة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الذي تلقّى صفعة قوية من باكستان أفقدته توازنة وأبعدته عن المشهد الجيوسياسي المتفاعل بزيارة دونالد ترامب، وذلك خلافا للزيارة التي قام بها الرئيس السابق جو بايدن لنيودلهي قبل عامين في قمة العشرين للعام 2023، حيث كانت المشاريع الهندية- الإسرائيلية محور الاهتمام في رسم معالم المشهد الجيوسياسي في إقليم غرب آسيا والعالم.

ختاما.. الساعات 72 الفائته من عمر المنطقة العربية وغرب آسيا أكدت أن المنطقة بما فيها باكستان وإيران تركيا تعد قبة الميزان القادرة على تعديل ميزان القوى العالمي بين الصين وروسيا أمريكا، وتعديل الميزان الداخلي الأمريكي لصالح الرئيس دونالد ترامب بعد أن فقد جزءا من شعبيته بفعل الفوضى التي أثارها بإطلاق الحرب التجارية مع الصين. فالعرب والأتراك والباكستانيون حاضرون في رسم الملامحة العامة لتوازن القوى العالمي، وإيران تبدو اليوم أقل عزلة وأكثر تفاعلا مع المشهد الإقليمي من أي يوم مضى، خلافا لحال نتنياهو والكيان الإسرائيلي، وهو أمر لم يتم توظيفه بعد بالشكل الأمثل في قضية العرب والمسلمين الأولى وهي فلسطين، علما أن حال العرب والمسلمين اليوم أفضل بكثير من حالهم في عام النكبة 1948 وهو ما أمكن التحقق منه خلال زيارة ترامب للمنطقة.

x.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء ترامب العربي الإسرائيلي الفلسطينية إسرائيل امريكا فلسطين عرب ترامب قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الإسرائیلی دونالد ترامب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل. نتنياهو: التهديد الإيراني اليوم يفوق ما شكلته القومية العربية تاريخيًا من خطر علينا

نتنياهو: التهديد الإيراني اليوم يفوق ما شكلته القومية العربية تاريخيًا من خطر علينا اعلان

الصحفيون يعملون على تحرير هذه القصة، سيتم التحديث بأسرع وقت بالمزيد من المعلومات فور ورودها

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةأخباراعلاناعلاناخترنا لك البيت الأبيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا بسبب زهران ممداني.. ترامب يهدد بقطع التمويل عن مدينة نيويورك خامنئي وحقبة ما بعد الحرب.. كيف سيتعامل المرشد الإيراني مع تغيرات المنطقة؟ تحقيق استقصائي لرويترز.. كيف حصلت مجازر الساحل السوري وما دور الإدارة الجديدة فيها؟ موجات الحرّ تهدّد العالم.. من هم الأكثر عرضةً للخطر وما هي سبل الوقاية؟ اعلاناعلانالاكثر قراءة1 "لمحاسبة إسرائيل وأمريكا".. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى الحوار وترامب ينفي التواصل معها 2 "عثر على المشتبه به ميتًا".. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بولاية أيداهو الأميركية 3 القضاء البريطاني يرفض طلب منظمة غير حكومية وقف تصدير معدات عسكرية الى إسرائيل 4 غوتيريش يدعو الى زيادة المساعدات الدولية في مواجهة "الفوضى المناخية" والنزاعات الدولية 5 رغم أنف الحكومة.. 100 ألف شخص في شوارع بودابست للمشاركة في مسيرة فخر المثليين اعلاناعلان

LoaderSearch

ابحث مفاتيح اليوم

دونالد ترامبإسرائيلسورياالذكاء الاصطناعيالصينضحاياحروبغزةأوروباهجمات عسكريةكرة القدمبنيامين نتنياهوالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلالأدوات والخدماتAfricanewsعرض المزيدحول يورونيوزالخدمات التجاريةالشروط والأحكامسياسة الكوكيزسياسة الخصوصيةاتصلالعمل في يورونيوزصحفيونالولوجية الويب: غير متوافقتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةحقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

مقالات مشابهة

  • ترامب: زيارة نتنياهو إلى واشنطن احتفالًا بتدمير منشآت إيران النووية
  • نتنياهو يكشف عن زيارة قريبا لأمريكا واجتماع مرتقب مع ترامب
  • هذا موعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن.. وجهود لعقد صفقة في غزة
  • 100 جيجابايت من أسرار ترامب بيد قراصنة إيران.. تسريب يهز أركان واشنطن
  • 100 غيغابايت من أسرار ترامب في قبضة قراصنة إيران
  • عاجل. نتنياهو: التهديد الإيراني اليوم يفوق ما شكلته القومية العربية تاريخيًا من خطر علينا
  • ترامب يلتقي نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع المقبل
  • وسط تطورات متلاحقة في منطقة الشرق الأوسط.. «نتنياهو» يزور البيت الأبيض 7 يوليو
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يلتقي ترامب في البيت الأبيض الإثنين المقبل
  • بسبب ممداني.. الرئيس الأمريكي يُهدد بقطع التمويل الفيدرالي عن نيويورك