فى افتتاح المجلس الاقتصادي.. ممثلة السودان تدعو الدول العربية لدعم الموسم الزراعي لبلادها
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
دعت مكارم خليفة، ممثلة وزارة التنمية الاجتماعية السودانية، الدول العربية في اجتماع اللجنة الاجتماعية التحضيرية للدورة الوزارية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، إلى دعم الموسم الزراعي الذي تضرر من الأزمة بالبلاد، مشيرة إلى أن مصر فتحت أبوابها للسودانيين بصدر رحب وقامت باستقبال آلاف الاسر والأفراد وقدمت يد لهم يد العون والمساعدة وتذليل دخولهم لجمهورية مصر العربية فدخلوها بسلام آمنين.
جاء ذلك في كلمة “مكارم” في افتتاح اجتماع اللجنة الاجتماعية التي تحضر للملف الاجتماعي لاجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية على المستوى الوزاري المقرر يوم الخميس القادم.
وقالت "مكارم" إنه تم اطلاق مبادرة "إسناد" من قبل سودانيين ومصريين لمساعدة السودانيين المتأثرين بالحرب المقيمين بمصر، والتي وجدت الدعم والمساندة من الحكومة المصرية، مشيرة إلى انضمام رئيس وزراء مصر الأسبق عصام شرف للمبادرة ووافق أن يكون رئيسا لها.
وتهدف المبادرة إلى المساهمة في مساعدة السودانيين الوافدين لمصر، والمساهمة في تقديم الخدمات الصحية وحل مشكلات التعليم والإيواء والغذاء وحشد الموارد من القطاعين الخاص المصري والسوداني وتوفير البيانات الخاصة باللاجئين، وكذلك دعم مبادرة المنظمة العربية للتنمية الزراعية لإنقاذها الموسم الزراعي الحالي في السودان، وحشد الدعم الدولي لإنقاذ المتاحف والمكتبات ودار الوثائق السودانية الوطنية.
وتعمل هذه المبادرة على تحقيق أهدافها عبر عدد من اللجان التي تعمل على توفير قاعدة بيانات ومعلومات إحصائية للوافدين إلى مصر بعد اندلاع الحرب والاستعانة بمؤسسات المجتمع المدني للوصول للمستهدفين والجهات الحكومية والتدريب المعني وفتح فرص عمل للقادرين.
كما أشادت “مكارم” بالدعم اللا محدود المقدم من قبل السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، برعايته لهذه المبادرة.
وقالت إن المبادرة تعمل بالشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإسيسكو ، معربة عن أن الأمل أن ترتقي المبادرة إلى إنشاء اتحاد عربي للعون الإنساني والتنمية المستدامة وفقا للأنظمة الخاصة بالاتحادات العربية والمنظمات العربية المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية.
وأضافت: “إننا نرفع هذا المقترح للأمين العام لتبنيه، وذلك تحسبا لحدوث أزمات مشابهة في دول عربية أخرى، للعمل على امتصاص صدمات الصراعات المسلحة، والتعامل مع تدفقات الوافدين للدول المجاورة، بطريقة إيجابية وتقوم بتقديم العون الإنساني والتنمية”.
وقالت إن وفد السودان قدم مذكرة شارحة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لإدراج بند على جدول الأعمال بشأن الدعم العربي لإنقاذ الموسم الزراعي في السودان، الذي يعتبر صمام الأمن للاقتصاد السوداني والأمن الغذائي العربي.
وأكدت أن الدولة السودانية تعمل على ترسيخ الأمن والسلم على المستوى الوطني والدولي والإقليمي بترحيبها بجميع المبادرات التي تدعو لتحقيق السلام في السودان.
وقالت إنه رغم الآثار الكبيرة للأزمة، تم اتخاذ العديد من الإجراءات، منها نقل العاصمة الإدارية لمدينة بورسودان، وتم تشكيل لجنة عليا للعمل الإنساني برئاسة وزارة التنمية الاجتماعية وعضوية الوزارات والمنظمات ذات الصلة.
وثمنت دور جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، كما ثمنت الأدوار الكبيرة التي قام بها المجتمع الدولي للعون الإنسان وتقديم المساعدات للأسر النازحة في الداخل ودول الجوار، ودعت إلى التعاون مع الآليات الحكومية في إعادة بناء البنية التحتية ودعم المشروعات الإنتاجية ودعم الموسم الزراعي وتقوية برامج نظم الحماية الاجتماعية وخفض الفقر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المجلس الاقتصادي والاجتماعي المنظمة العربية للتنمية الزراعية جمهورية مصر العربية رئيس وزراء مصر مؤسسات المجتمع المدني رئيس وزراء مصر الأسبق المجلس الاقتصادي الموسم الزراعی الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
المبادرة الصينية للحضارة العالمية
ناصر بن حمد العبري
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، تبرز المبادرات الفكرية والسياسية التي تسعى إلى إعادة صياغة الخطاب الدولي، وتقديم رؤى جديدة أكثر شمولًا وعدالة.
ومن بين هذه المبادرات، تأتي المبادرة الرئاسية الصينية بشأن "الحضارة العالمية" لتشكل إضافة نوعية ومتميزة. وفي هذا السياق، نود أن نُعبِّر عن التقدير العميق للمبادرة الرئاسية الصينية بشأن الحضارة العالمية، التي تمثل رؤية حكيمة ومتوازنة تساهم في صياغة مستقبل مشترك للبشرية. إنها دعوة صريحة إلى تعزيز قيم التسامح، والاعتدال، والانفتاح على الآخر، وهي قيم تتوافق بدرجة عالية مع المبادئ العربية الإسلامية التي شكلت عبر التاريخ أساسًا للتعايش السلمي والتفاعل الحضاري وخلال قمة شنغهاي، أعلن فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ عن مبادرة "الحوكمة العالمية"، التي تهدف إلى معالجة أوجه القصور في النظام العالمي القائم، ومن أبرزها: نقص تمثيل دول الجنوب العالمي: وهي الدول التي لطالما عانت من التهميش في صنع القرار الدولي، وتآكل سلطة القانون الدولي وتراجع الالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، والحاجة إلى زيادة الفعالية: لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، الفقر، والأزمات الصحية.
وتسعى المبادرة إلى إصلاح آليات الحوكمة العالمية وتفعيل النظام الدولي متعدد الأطراف، استنادًا إلى المبادئ والمرجعيات الدولية الواردة في ميثاق الأمم المتحدة.
والدول العربية، بلا شك، تُعد جزءًا أصيلًا من الجنوب العالمي، وتواجه تحديات مشابهة في ظل النظام الدولي الحالي. ومن هذا المنطلق، فإن مبادرة الحوكمة العالمية" تحاكي شواغل الدول العربية، وتفتح المجال أمامها للمشاركة الفاعلة في صياغة نظام عالمي أكثر عدالة وتوازنًا.
المبادرة الصينية تستحق التقدير والاهتمام، لما تحمله من إمكانات واعدة في بناء السلام والتنمية العالميين، وتعزيز التعاون الدولي على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وهذه المبادرة المُهمة يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، وأن تُمنح ما تستحقه من الدراسة والتحليل، خاصة في الأوساط الأكاديمية والدبلوماسية العربية.
ولا شك أن التفاعل الإيجابي معها قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع الصين، ويعزز من مكانة الدول العربية في النظام العالمي الجديد.
وأخيرًا.. إنَّ المبادرة الصينية بشأن الحضارة العالمية، ومبادرة الحوكمة العالمية، تمثلان خطوات جادة نحو عالم أكثر توازنًا وإنصافًا، وهي دعوة لكل الدول، خاصة تلك التي تنتمي إلى الجنوب العالمي، للانخراط في حوار حضاري بنّاء، يسهم في بناء مستقبل مشترك للبشرية، قائم على القيم الإنسانية والمصالح المتبادلة.
رابط مختصر