أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد»، أنه ووفقًا للمعطيات الميدانية ورصد الباحثين، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مصلى وعيادة التوبة في مخيم جباليا المكتظ بالنازحين قسرا، ما أدى إلى وقوع مجزرة بحق المدنيين المتواجدين داخل العيادة والمصلي تسببت حتى الآن في استشهاد 15 مواطن من بينهم 11 طفل وامرأة، بما يرفع عدد الشهداء يوم الخميس الماضي إلى 94 شهيد في حصلية أولية.

وسبق هذا الحادثة مواصلة قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر يوم الأربعاء الماضي بقصف متواصل لمنازل وأحياء مدنية ومخيم جباليا تسبب في استشهاد أكثر من 80 مواطنًا، عدا عن إصابة وفُقدان العشرات، وترافق القصف مع أوامر النزوح القسري لسكان مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وأحياء في مدينة جباليا.

وفي ذات السياق وخلال يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 13 و14 مايو 2025، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجوما وحشيا على المستشفى الأوروبي ومحيطه مستخدمة عشرات الصواريخ الثقيلة حيث طال الهجوم مدخل قسم الطوارئ وساحة قسم الصيانة والأنثروبولوجي، ومركز إيواء إحسان الأغا و مراكز إيواء جنين للنازحين ومنزل لعائلة العمور ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 28 مواطناً وإصابة عدد كبير بجراح متفاوتة، وفقدان العشرات تحت الركام، حيث منعت قوات الاحتلال الطواقم الطبية والدفاع المدني من انتشال جثامين الشهداء والبحث عن المفقودين.

كانت قد استهدفت طائرات الاحتلال قسم الجراحات في مستشفى ناصر قبل ساعات من استهداف مستشفى الأوروبي والتي راح ضحيتها الصحفي حسن اصليح وعدد من الإصابات ودمار هائل في المكان.

وفي تطور خطير أصدرت قوات الاحتلال يوم الأربعاء الماضي أوامر لإخلاء عدد من البلوكات في الرمال الجنوبي غرب مدينة غزة ومن ضمنها مستشفى الشفاء الطبي.

في جريمة جديدة تعكس إصرار وإمعان الاحتلال لمواصلة انتهاكه الصارخ للقوانين الدولية، وارتكاب جرائم غير مسبوقة في تاريخ الصراعات، من خلال قصف مراكز الإيواء والمستشفيات المكتظة بالمرضى والنازحين وارتكاب المجازر فيها وإخراج ما تبقى من مستشفيات قطاع غزة عن الخدمة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023م ترتكب قوات الاحتلال مجازر بحق المدنيين ما أدى إلى ارتفاع حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 53 ألف شهيدًا، بالإضافة لـ 120 ألفًا مصابًا بجروح متفاوتة، بينها خطيرة وخطيرة جدًا، وغالبيتهم أطفال ونساء وقرابة 14 ألف من المفقودين تحت الركام.

وتدين الهيئة الدولية «حشد» جرائم استهداف المستشفيات ومراكز الإيواء والإصرار على إجبار المدنيين على النزوح القسري وسط الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة جراء استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية لليوم 75.

وتؤكد أن هذه العقوبات الجماعية والجرائم المتلاحقة ضد المرافق الصحية والطواقم الطبية والصحفيين والمدنيين عموما تكشف بوضوح عن تعمّد الاحتلال تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وتعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وإهلاك السكان وكسر ما تبقى من مقومات البقاء والحياة، بما يشكّل جرائم حرب مكتملة الأركان وجزء من جريمة الإبادة الجماعية الأوسع الهادفة إلى جعل القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للحياة وصناعة نكبة جديدة للفلسطينيين وتهجيرهم خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما تدين الصمت الدولي والعجز الفاضح عن وقف الإبادة الجماعية واستمرار الدعم السياسي والعسكري المفتوح من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية للاحتلال، والذي شكّل مظلة للإفلات من العقاب، وسمح للاحتلال بالمضي قدماً في ارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات دون أي رادع.

حشد تدعو لتحرك دولي عاجل وفاعل لوقف الإبادة الجماعية

تدعو الهيئة الدولية «حشد» لتحرك دولي عاجل وفاعل يتجاوز الإدانة اللفظية، ويؤدي إلى تشكيل أوسع تحالف دولي إنساني لضمان وقف الإبادة الجماعية ومحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية والقضاء الدولي وفرض عقوبات رادعة على دولة الاحتلال وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.

وتطالب الهيئة الدولية «حشد» المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جينيف بالخروج عن صمتها واتخاذ خطوات فاعلة وعاجلة من شأنها فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والأدوية لإنقاذ حياة السكان في غزة.

وتدعو الهيئة الدولية «حشد» الدول الثالثة والمنظمات الدولية والأمم المتحدة لتوفير دعم طبي وإنساني عاجل للقطاع الصحي المنهك في غزة، وتعزيز صموده في وجه الاستهداف الإسرائيلي الممنهج، وضمان الحماية الكاملة للطواقم الطبية والمرافق الصحية التي باتت هدفاً مباشراً للعدوان.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي ورئيس الوزراء العراقي يؤكدان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

بعد إعلان جيش الاحتلال بدء تنفيذها في غزة.. ما هي خطة «عربات جدعون»؟

وكالات إغاثة أممية: غزة في رعب بعد ليلة أخرى من الغارات الدامية والحصار

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي قصف الهيئة الدولية حشد مخيم جباليا شهداء غزة قصف مخيم جباليا قصف مستشفى غزة الأوروبي استهداف مستشفى غزة الأوروبي الإبادة الجماعیة الهیئة الدولیة قوات الاحتلال قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

"نكسة كبرى للعدالة ".. انتقادات حادة لقرار بريطانيا مواصلة بيع الأسلحة لإسرائيل

واجه قرار المحكمة العليا في المملكة المتحدة، بعدم اختصاصها النظر في الدعوى المرفوعة ضد الحكومة البريطانية لوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، موجة انتقادات واسعة من منظمات حقوقية محلية ودولية، التي وصفت الخطوة بأنها "نكسة كبرى للعدالة والمساءلة والقانون الدولي". اعلان

جاء القرار، الذي صدر يوم الاثنين، بعد دعوى قدمتها كل من مؤسسة "الحق" الفلسطينية وشبكة العمل القانوني العالمي في عام 2024، للمطالبة بتعليق جميع تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك قطع غيار طائرات "إف-35" المقاتلة، في ظل اتهامات متكررة باستخدامها في ارتكاب جرائم بحق المدنيين في غزة.

وقالت ياسمين أحمد، مديرة فرع المملكة المتحدة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تصريحات عقب الجلسة أمام المحكمة: "اليوم يوم حزين للعدالة والمساءلة والقانون الدولي، ولكنه أكثر حزناً بالنسبة للشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يواجه جرائم الإبادة الجماعية وغيرها من الفظائع."

Relatedلأول مرة في العالم.. دعوى قضائية ضد مجموعة فاغنر الروسية أمام المحكمة العليا في بريطانيابريطانيا تتّجه لتصنيف "بالستاين أكشن" كمنظمة إرهابية.. وحراك شعبي ضد القراربدون تعليق: احتجاجات خارج المحكمة العليا في بريطانيا ضد عمليات الترحيل إلى رواندا

 من جهتها، اعتبرت الباحثة القانونية في منظمة "الحق"، دورين مكارثي، أن القرار يمثل "تواطؤًا صريحًا من قبل المملكة المتحدة في الإبادة الجماعية الجارية في غزة"، مضيفة أن القضية "ليست سوى بداية لمسار طويل نحو العدالة والمحاسبة".

ودعت مكارثي إلى إجراءات دولية حازمة ضد إسرائيل، شملت فرض حظر شامل على تصدير السلاح، وقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية معها، إضافة إلى العمل على طردها من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم.

من جانبه، أعرب المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، ساشا ديشموخ، عن "خيبة أمل عميقة" من موقف المحكمة، موضحاً أن: "رغم أن المحكمة أقرت بعدم اختصاصها بشأن قرار تصدير قطع غيار طائرات إف-35، فإن ذلك لا يُسقط المسؤولية عن الحكومة أو البرلمان في اتخاذ موقف قانوني وأخلاقي تجاه الانتهاكات."

وكانت الدعوى قد رُفعت بعد تجاهل الحكومة البريطانية لعدة مطالبات حقوقية بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، في وقت تتصاعد فيه المطالبات الدولية بالتحقيق في الانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط اتهامات متزايدة باستخدام الأسلحة البريطانية في تلك الهجمات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • قرار تاريخي للجمعية الدولية.. إدانة الجامعات الإسرائيلية لدعم الإبادة الجماعية
  • واشنطن تطالب بإقالة مقررة أممية اتهمت شركات أمريكية بدعم "الإبادة الجماعية" في غزة
  • ولدت بعد 9 سنوات من العقم.. التجويع الإسرائيلي ينهك الطفلة “شام”
  • "نكسة كبرى للعدالة ".. انتقادات حادة لقرار بريطانيا مواصلة بيع الأسلحة لإسرائيل
  • رغم الهجمات الأميركية.. إيران تصر على مواصلة برنامجها النووي| تفاصيل
  • المجازر مستمرة في غزة والموت يهدد مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات
  • انتقادات حقوقية واسعة لقرار القضاء البريطاني بشأن تصدير السلاح لدولة الاحتلال
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ633
  • الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضوية دولة الاحتلال بسبب الإبادة في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يستهدف أكثر من 11 مركز نزوح في غزة خلال يونيو