موقع النيلين:
2025-05-17@18:58:50 GMT

احذروا فِخاخ الاحتيال المقنّعة بالمساعدة

تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT

في عالم تتزايد فيه أساليب الخداع يومًا بعد يوم، أصبح من الضروري أن نعيد التفكير في مفهوم المساعدة ونتعلّم كيف نُفرّق بين “النية الطيبة” و”الوقوع في الفخ”.

سبق أن تحدثنا في مقال سابق عن دور الضحية في بعض الجرائم، مثل سرقة الهواتف و”تسعة طويلة”، وهو أحد مفاهيم علم الفيكتيمولوجي (Victimology)، وهو من فروع العلوم الجنائية والإجتماعية، والذي يشير إلى مدى مساهمة الضحية – بقصد أو دون قصد – في حدوث الجريمة.

واليوم، نلفت النظر إلى نمط جديد من الجرائم، يزداد انتشاره باستغلال أبسط نقاط ضعفنا: الرغبة في المساعدة. فثمة من يستغل هذه الرغبة الطيبة في خداع الناس وتوريطهم في عمليات احتيال دون أن يشعروا. والغريب أن بعض الضحايا لا يدركون أنهم تورطوا إلا بعد أن يصبحوا ملاحقين قانونيًا، أو يتم استدعاؤهم للتحقيق باعتبارهم شركاء لا ضحايا!

فقد يصادفك شخص غريب في الشارع أو عبر الهاتف، يزعم أنه في ضائقة عاجلة، ويطلب منك رقم حسابك في تطبيق “بنكك” أو غيره من التطبيقات البنكية، بحجة تحويل مبلغ مستعجل لا يمكنه استلامه. ثم يطلب منك إعادة تحويل المبلغ لحساب آخر أو تغييره إلى عملة أجنبية.
لكن ما لا تعلمه هو أن هذا المبلغ قد يكون ثمرة عملية احتيال، أو نتيجة جريمة سرقة، أو جزءًا من شبكة لغسل الأموال. وبهذا تكون قد أدخلت نفسك – بحسن نية – في دائرة الاشتباه الجنائي.

نعم، الجاني هو المسؤول الأول عن الجريمة. لكن القانون لا يُعفي من المسؤولية بحجة الجهل أو النية الحسنة. وبالتالي، مشاركة معلوماتك الشخصية مثل رقمك الوطني، جواز سفرك، حساباتك البنكية أو حتى رقم هاتفك مع الغرباء، قد تفتح أبوابًا يصعب إغلاقها. حتى السماح لشخص غريب باستخدام هاتفك لإجراء مكالمة عاجلة، قد يبدو تصرفًا نبيلًا… لكنه يحمل في طياته مخاطرة، فقد تكون المكالمة مرتبطة بجريمة أو نشاط مريب يُعرّضك للمساءلة القانونية.

لسنا هنا لنزرع الخوف في النفوس أو نثني الناس عن مساعدة المحتاجين، بل ندعو إلى الحذر والوعي، وإلى أن نربط طيبتنا بالمسؤولية القانونية، فالمساعدة الحقيقية لا تأتي على حساب سلامتك.

العالم تغيّر، ووسائل الاحتيال أصبحت أكثر ذكاءً. بل إن أخطرها تلك التي تُقنع الضحية بأنها “تفعل خيرًا”، بينما هي – في الحقيقة – تشارك في الجريمة دون أن تدري.

فكُن حذرًا. لا تمنح ثقتك بسهولة. وتذكّر: الوقاية القانونية اليوم، خير من الندم غدًا.
أن تكون يقظًا لا يعني أن تكون قاسيًا، بل يعني أن تكون مدركًا لعواقب كل تصرف مهما بدا بسيطًا… فقد يكون بسيطًا في ظاهره، لكنه ثقيل في نتائجه.

بقلم: عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
١٧ مايو ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أمن بني ملال يقلص الجريمة العنيفة بـ14% ويحجز أزيد من 6 أطنان من المخدرات

أكد والي أمن بني ملال، الطيب واعلي، أن المصالح الأمنية على مستوى الجهة حققت نتائج مهمة خلال السنة الجارية في مجال مكافحة الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن، وذلك بفضل التدخلات الميدانية والتنسيق المستمر مع مختلف المصالح الأمنية.

وأوضح واعلي، في كلمة ألقاها صباح اليوم الجمعة ببني ملال، خلال الحفل الرسمي الذي نُظم بمناسبة تخليد الذكرى الـ69 لتأسيس الأمن الوطني، أن المنطقة سجلت تراجعًا في معدلات الجريمة العنيفة بنسبة 14%، وهو ما يعكس فعالية المقاربة الأمنية المتبعة، خصوصًا عبر الرفع من وتيرة الحضور الأمني بالأحياء التي تشهد كثافة سكانية أو نشاطًا إجراميًا مرتفعًا.

وفي ما يتعلق بمحاربة ترويج المخدرات، كشف والي الأمن أن المصالح المختصة تمكنت من معالجة 9755 قضية، أفضت إلى توقيف 9694 شخصًا، وحجز كميات مهمة من المواد الممنوعة، من بينها 6 أطنان و652 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا، و2 كيلوغرام و933 غرامًا من الكوكايين، إلى جانب 7865 قرصًا من المؤثرات العقلية، و189 كيلوغرامًا من مخدر طابا، و9703 لترات من مسكر ماء الحياة.

وأشار المسؤول الأمني إلى أن هذه الحصيلة جاءت نتيجة تنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ما سمح برصد الشبكات الإجرامية والتصدي لها في مراحل مبكرة، مسجّلًا في هذا السياق نجاح مصالح الأمن في إحباط محاولة تهريب 245 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا، وتوقيف أربعة أشخاص على ارتباط بشبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات.

وختم والي أمن بني ملال كلمته بالتأكيد على التزام المؤسسة الأمنية بمواصلة العمل الميداني المكثف لحماية المواطنين وممتلكاتهم، مع احترام القانون والحقوق والحريات التي يكفلها الدستور.

كلمات دلالية الذكرى 69 بني ملال والي امن بني ملال

مقالات مشابهة

  • عقوبات للمخالفين.. احذروا حملات الحج الوهمية والمكاتب غير المرخصة
  • قتل شقيقته وصهره وأصاب ابن أخيه في بارتين.. تفاصيل الجريمة!
  • أصعب 24 ساعة.. الأرصاد: احذروا درجات الحرارة تصل لـ 47
  • ثورة النسوان الثانية
  • استوكهولم.. التواطؤ المقنّع باسم الإنسانية
  • القصة الكاملة.. نجل محمد رمضان في دار رعاية بسبب خناقة أكتوبر.. ومحامي الضحية يكشف مفاجأة
  • أمن بني ملال يقلص الجريمة العنيفة بـ14% ويحجز أزيد من 6 أطنان من المخدرات
  • الأهلي يحيل قرار لجنة «الاستئناف» إلى «الشئون القانونية»
  • ما المبلغ الذي سيتقاضاه الصيدلي خلال فترة التدريب الإجباري بعد إقرار النواب؟