إسرائيل – أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مساء السبت، بشأن مفاوضات إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وفق إعلام عبري.

وقالت القناة “12” العبرية الخاصة إنّ نتنياهو، وروبيو المتواجد في إيطاليا حاليا، ناقشا هاتفيا الوضع في غزة والمفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين هناك.

والخميس الماضي، تحدث روبيو ونتنياهو، بشأنّ نفس القضية، وفق القناة ذاتها.

يأتي ذلك في أعقاب ادعاءات تداولها الإعلام العبري نقلا عن مصادر مطلعة، تشير إلى “اختراق متوقع” خلال الساعات المقبلة بشأنّ مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة.

وعلى الصعيد ذاته، نقلت صحيفة “معاريف” الخاصة عن مصدر سياسي إسرائيلي ادعاءه أنّ “أمام حركة الفصائل الفلسطينية مهلة حتى منتصف ليل الأحد (منتصف هذه الليلة) للتوقيع على اتفاق صفقة الأسرى”.

وأضاف: “إذا لم تُوقّع الصفقة حتى منتصف الليل؛ فإن الهجوم البري الواسع سيبدأ الاثنين، وفقا للخطة التي تمت المصادقة عليها مسبقا”.

وفي وقت سابق السبت، ادعت هيئة البث العبرية الرسمية، نقلا عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” دون الكشف عن هويتها، أن الخطوط العريضة التي نوقشت خلال المفاوضات الجارية في الدوحة منذ أيام، بشأن صفقة محتملة، تتضمن إفراجا فوريا عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء، ووقفا لإطلاق النار لمدة تراوح بين شهر ونصف وشهرين.

وأضافت المصادر أن الصفقة تتضمن كذلك تقديم حركة الفصائل الفلسطينية قائمة بأسماء الأسرى الأحياء والأموات بعد 10 أيام من دخول الصفقة حيز التنفيذ.

وتابعت أن المفاوضات ناقشت كذلك إفراج إسرائيل عما يراوح بين 200 و250 أسيرا فلسطينيا، لكن هذه النقطة “ما زالت تشهد خلافا بين أطراف التفاوض”.

يأتي ذلك فيما لم يصدر حتى الساعة 22:00 ت.غ إعلان رسمي من الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، أو طرفي التفاوض، إسرائيل وحماس، بشأن تفاصيل المفاوضات الدائرة في الدوحة منذ الثلاثاء الماضي.

وما تتحدث عنه المصادر الإسرائيلية هو نفسه تقريبا المقترح الذي سبق أن طرحه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قبل أشهر، فيما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكدت حركة الفصائل أنها لم ترفضه.

وتقضي خطة ويتكوف بإطلاق سراح الأسرى على دفعتين، نصفهم في اليوم الأول من سريان الاتفاق، فيما تبدأ مفاوضات بشأن إنهاء الحرب طوال مدة وقف إطلاق النار التي تستمر شهرين، على أن يُطلق باقي الأسرى حال التوصل إلى اتفاق.

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وترفض تل أبيب، حسب إعلام عبري، التعهد بإنهاء الحرب، وهو الأمر الذي يثير شكوك لدى حركة الفصائل بإمكانية تنصل إسرائيل من أي اتفاق يتم التوصل إليه في أي مرحلة لاحقة، كما حدث مع اتفاق وقف إطلاق النار السابق.

وادعت مصادر هيئة البث بـ”وجود زخم” في المفاوضات، وأن احتمال تحقيق اختراق خلال الساعات القليلة القادمة هو “أمر قائم”.

والأمر ذاته روجت له وسائل إعلام عبرية أخرى، نقلا عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” دون أن تكشف عن هويتها.

يأتي ذلك رغم انتقادات أثارتها وسائل إعلام عبرية عن إرسال وفد تفاوضي محدود الصلاحيات إلى الدوحة يتحرك في إطار خطة ويتكوف، وأن القرار النهائي هو بيد نتنياهو.

كما تأتي المفاوضات بينما يواصل الجيش الإسرائيلي تصعيد حرب “الإبادة” ضد الفلسطينيين في غزة.

إذ أعلن الجيش، الجمعة، توسيع إبادته الجماعية في القطاع، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة “عربات جدعون”.

وتهدف عملية “عربات جدعون” إلى احتلال كامل غزة، وفق ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية في 5 مايو/ أيار الجاري.

وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الأربعة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب في المنطقة، والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ”مستقبل أفضل وإنهاء الجوع”.

وخلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام وغادر من الإمارات في يومها الرابع، الجمعة، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينيا، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 قتيل، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.

ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة الفصائل وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: حرکة الفصائل إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

نتنياهو في أول زيارة لـ"نير عوز" منذ 7 أكتوبر.. هل اقتربت صفقة الأسرى مع حماس؟

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى بلدة نير عوز في غلاف غزة، والتي تُعدّ من أكثر بلدات المنطقة تضررًا خلال الهجوم الذي شنّته حركة حماس. اعلان

قبل نحو عامين، سقطت بلدة نير عوز في غلاف غزة بيد كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال هجوم مباغت أسفر عن مقتل 30 شخصًا من سكانها وأسر 75 آخرين، أي ما يعادل نحو ربع عدد السكان، وفقًا لتقديرات صحيفة "هآرتس".

ورغم وفاة عدد من أسرى نير عوز أثناء احتجازهم، لا تزال الحركة تحتفظ بتسعة منهم، بينهم أربعة على قيد الحياة.

وكثيرًا ما تعرض نتنياهو لانتقادات بسبب تأخر زيارته، التي استُقبلت بمشاعر متضاربة من عائلات الأسرى، فبعضهم حثّه على المضي قدمًا نحو صفقة تبادل، فيما رأى آخرون أن قدومه بعد مرور كل هذا الوقت كان "بلا قيمة".

ونقلت قناة الكنيست عن شي موزس، ابن شقيق الأسير المُفرج عنه غدي موزس، تعليقه على الزيارة قائلًا: "في رأيي، لا قيمة لها. عليه أولًا إنقاذ حياة المواطنين الإسرائيليين، بدلًا من الانشغال بحملة علاقات عامة".

مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على إكس: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة زارا كيبوتس نير عوز: "أشعر بالتزام عميق لضمان عودة جميع رهائننا، وللعمل هنا من أجل إعادة بناء هذا الكيبوتس."

ويتّهم البعض زعيم حزب الليكود بالشروع في حملة انتخابية تحسّبًا لإجراء انتخابات مبكرة، إذ نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر قولها إنه يعيش بالفعل أجواء الانتخابات، وبدأ حملته فعليًا، ويثق بأنه سيحقق "إنجازًا كبيرًا" لحزبه.

وفي حديثه إلى عائلات الأسرى، قال نتنياهو وهو يطل على غزة: "أنا هنا مع زوجتي، أمام مشاهد الدمار والخراب والمجزرة، مع أعضاء الكيبوتس، أولئك الذين نجوا، وأولئك الذين عادوا من الأسر. نشعر بألم وحزن عميقين إزاء المأساة التي ضربت هذا المكان. أشعر بالتزام عميق، أولًا بضمان عودة جميع أسرانا، لا يزال هناك عشرون حيًا، وهناك جثامين، وسنعيد الجميع".

Relatedالأمل بتوقف إطلاق النار في غزة يتأرجح بين النوايا والضمانات وجهود الوسطاءمعارك ضارية في غزة.. الرقابة الإسرائيلية تحظر النشر وإغلاق بلدات الغلاف لأول مرة منذ 7 أكتوبرعدّاد الموت اليومي في غزة.. مقتل 94 فلسطينياً منهم 45 في طوابير المساعدات

وتابع نتنياهو أن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتأمل الحكومة في الإعلان عنه قريبًا.

من جهته، قال المتحدث باسم البلدة إن "الزيارة التي أتت بعد 636 يومًا من 7 أكتوبر تزرع آمالًا بأن تُسرِّع في تحرير المختطفين الخمسين، وأن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بإعادة بناء الكيبوتس وتأهيل سكانه، أينما اختاروا العيش".

2025 أقارب الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ومؤيدوهم يتظاهرون خارج كيبوتس نير عوز، خلال الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ هجوم 7 أكتوبر 2023،، 3 يوليوLeo Correa/AP

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس" أن عائلات الأسرى بعثت برسالة إلى نتنياهو، قبيل زيارته إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب، تطالبه فيها بإحراز تقدم في ملف الصفقة.

ويأتي ذلك في ظل الحديث عن مقترح أمريكي لهدنة تمتدّ لـ60 يومًا. ورغم موافقة إسرائيل، لا تزال حركة حماس متحفّظة تجاه جوابها النهائي حتى حصولها على ضمانات.

وكانت بلدات الغلاف قد أُعلنت، أمس، وللمرة الأولى منذ هجوم 7 أكتوبر، مناطق عسكرية مغلقة لفترة مؤقتة، وذلك عقب وقوع معارك ضارية، قُتل خلالها رقيب إسرائيلي، وأُصيب خمسة جنود آخرون، وفقًا للإعلام العبري.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي يحدد موعد إعلان ترامب وقف إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين موافقته على صفقة التبادل
  • نتنياهو في أول زيارة لـ"نير عوز" منذ 7 أكتوبر.. هل اقتربت صفقة الأسرى مع حماس؟
  • تفاصيل جديدة عن المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب مستعدة للذهاب نحو صفقة شاملة في غزة
  • وزير خارجية إسرائيل: مؤشرات إيجابية بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • تصاعد الانقسام السياسي في إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة
  • تصاعد الانقسام في إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة
  • قناة إسرائيلية : نتنياهو يبحث صيغا مخففة لإنهاء حرب غزة
  • نتنياهو يترأس اجتماعا أمنيا ثلاثيا وواشنطن تؤكد أولوية صفقة التبادل