عبدالعزيز الحلو في وجه الطاحونة التي لا ترحم
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
عندما تمرد عبدالعزيز الحلو عقب انفصال الجنوب كان المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم وكان تمرده بالنسبة للجيش تمردا سياسيا في ظل وجود حكومة وحزب حاكم يقع على عاتقهما بشكل كامل التعامل مع هذا التمرد وحله بوصفه إشكال سياسي.
الجيش لم يتصور المعركة حينها كمعركة ضد الدولة وإنما كمعركة ضد النظام، حتى قيل حينها إن بعض العساكر كانوا يسمون حرب جنوب كردفان ب “حرب عمر البشير”.
ففي ظل وجود نظام سياسي هو نظام المؤتمر الوطني كانت الحرب تفهم كحرب ضد النظام بشكل صريح أو ضمني حتى بالنسبة للأجهزة النظامية وكذلك بالنسبة للشعب.
وتجمدت حرب جبال النوبة على هذا الأساس بعد اتفاق وقف إطلاق نار استمر تقريبا لعشرة سنوات.
ولكن بعد تحالفه مع الجنجويد في حربهم ضد الدولة والشعب وضع تمرده في سياق آخر مختلف كليا. الجيش الآن والقوات النظامية والمستنفرين يقاتلون حركة الحلو بدوافع جديدة، لم يعد الحلو متمردا على نظام المؤتمر الوطني، ولكنه يحارب الدولة والشعب في حرب يراها الشعب كحرب عدوان خارجي صريح ضد الدولة.
الحلو أراد أن يركب موجة حرب 15 أبريل ولكنه بذلك جر على نفسه وعلى قواته غضبة الطاحونة التي لا ترحم وستطحنه مع الجنجويد الذين هم أشد منه بأسا وأكثر قوة وعتادا وعددا وسيطروا على العاصمة وولايات مساحتها أضعاف منطقة كادوا فتمت هزيمتم وطردهم وتجري ملاحقتهم الآن في كردفان ودارفور. مساحة المنطقة التي يسيطر عليها الحلو هي شيء لا يذكر بالنسبة للحرب التي يخوضها الجيش وكذلك قواته وعددها وتسليحها هي لا شيء بالمقارنة مع المعارك الكبيرة التي خاضها الجيش وانتصر فيها كلها.
عبدالعزيز الحلو “دبور زن على خراب عشه”
حليم غباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: شراكات اقتصادية وثقافية مثمرة بين الإمارات والهند
دبي (الاتحاد)
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أعمال مؤتمر «الإمارات والهند: شركاء في التقدم 2025»، الذي أقيم أمس في دبي.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك، أن العلاقات الإماراتية الهندية، تستند إلى إرث تاريخي راسخ ورؤية مشتركة لمستقبل يقوم على التعاون والتقدم والازدهار المتبادل.
وقال معاليه في كلمته الافتتاحية، إن موضوع المؤتمر يعكس عمق العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، ويجسّد ثقتنا الراسخة بأن التعاون المشترك بين البلدين سيواصل فتح آفاق واسعة لتحقيق الفائدة المتبادلة والنمو المشترك في مختلف القطاعات.
وأعرب عن تقدير دولة الإمارات للتقدم الذي تحققه الهند في شتى المجالات، ودورها المتنامي على الساحة العالمية، مشيراً إلى أن الصداقة التاريخية بين الشعبين تعود إلى قرون طويلة، وتواصل اليوم تطورها من خلال شراكات اقتصادية وثقافية مثمرة.
وأضاف أن الرؤية المشتركة، التي تجمع قيادتي البلدين، ترتكز على قيم الانفتاح، والحوار الحضاري، وتعزيز السلام والازدهار، مع التزام مشترك بالتعليم، والاستدامة، وحماية البيئة، وتطوير قطاعات التجارة والاستثمار والثقافة.
وأشار معاليه، إلى أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تمضي في ترسيخ نموذج تنموي يجمع بين الحداثة والتراث، والتقدم الاجتماعي والاستدامة الاقتصادية.
وأشاد بجهود أرون بوري وفريق عمله في مجموعة «إنديا توداي»، وبالدور الفاعل لمجلس الأعمال الإماراتي الهندي - فرع الإمارات، داعياً إلى استثمار نتائج المؤتمر في تعزيز المبادرات الثنائية، وتسليط الضوء على النماذج الملهمة، وإطلاق جوائز للمبادرات المتميزة، وبناء شبكات دعم مستدامة للشراكات الإماراتية الهندية.
ودعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش إلى مواصلة العمل من أجل بناء مستقبل مشترك أكثر إشراقاً، من خلال تبادل المعرفة وصياغة إستراتيجيات مبتكرة تعزّز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وشكّل المؤتمر، في نسخته الأولى، محطة محورية في مسيرة العلاقات الإستراتيجية بين دولة الإمارات والهند، حيث نظّمه مجلس الأعمال الإماراتي الهندي - فرع الإمارات، بالتعاون مع مجموعة «إنديا توداي».
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية، في كلمته خلال المؤتمر، أهمية الدور المحوري لمجلس الأعمال الإماراتي الهندي، واصفاً إياه بـ«الركيزة المؤسسية الأساسية في مسيرة الشراكة الاقتصادية الشاملة»، مشيراً إلى أن المؤتمر يعكس تطور العلاقات بين البلدين من مرحلة التجارة البينية إلى تعاون وثيق في مجالات استراتيجية متعددة.
وشهد المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس وهيئة الصحة بدبي، لإنشاء «مستشفى الصداقة الإماراتي الهندي»، في خطوة تعكس تركيزاً متزايداً على دبلوماسية الرعاية الصحية وتعزيز التعاون الإنساني.
كما تضمن المؤتمر سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشية، تناولت موضوعات تشمل الذكاء الاصطناعي، والتحول في مجال الطاقة، والبنية التحتية الرقمية، والتعليم، واللوجستيات، والتكنولوجيا المالية، والسينما والقوة الناعمة، وذلك بمشاركة نخبة من القادة والخبراء والرواد في هذه المجالات.
حضر المؤتمر من الجانب الهندي عدد من الوزراء من مختلف الولايات الهندية وسنجاي سودهير سفير جمهورية الهند لدى الدولة، وساتيش كومار سيفان، القنصل العام للهند في دبي ومجموعة من الشخصيات البارزة من قطاع الأعمال والأكاديمي.