ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن الجبال"، بحضور كل من: الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدار الحوار الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.
وأوضح الدكتور عبد الفتاح العواري أن الجبال تمثل الرابط الوثيق لهذه الأرض التي مدها الله لنا، كما أن لها دور حيوي في حفظ توازن الأرض وتحقيق استقرارها، وهذا أحد الأدلة على قدرة الله سبحانه وتعالى، لما فيه من دلائل القدرة وعظيم الصنع التي لا يستطيع بشر كائن من كان أن يأتي بمثل هذا الخلق – خلق الجبال-، ليبين لخلقه مكونات الخلق " أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ"، مشيرًا إلى أن دور الجبال في حفظ توازن الأرض ينتهي بقيام القيامة " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا"، أي أن الله سبحانه وتعالى يزيل الجبال ولا يبقي فيها شيئًا يوم القيامة، لتعود الأرض مسطحة لا شيء فيها.
وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري على أهمية التأمل العميق في الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجبال؛ لأن هذا التدبر يكشف عن عظمة الخالق وقدرته الباهرة في إبداع هذا الكون، فالجبال ليست مجرد تضاريس صماء، بل هي آيات كونية واضحة، ودلالات قاطعة على بديع صنع الله، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".
من جانبه قال مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر: إن الإشارة إلى الجبال في القرآن الكريم جاءت بصيغ متعددة، حيث ورد في ثمانية وأربعين موضعًا ضمن سور القرآن الكريم المختلفة، فجاء بصيغة الجمع في واحد وثلاثين موضعًا، وبصيغة المفرد في أربعة مواضع، مضيفًا أن القرآن الكريم لم يقتصر على لفظ "الجبال" للإشارة إليها، بل ذكرها بأسماء أخرى تحمل معاني إضافية، مثل "الرواسي" التي وردت تسع مرات، وتوحي بثباتها ورسوخها ودورها في تثبيت الأرض، كما لفت إلى أن القرآن ذكر جبالًا بأسمائها الخاصة، كجبل الجودي الذي ارتبط بقصة نوح عليه السلام، وجبل عرفات ذي المكانة العظيمة في مناسك الحج، والصَّفا والمروة اللذين شهدا سعي السيدة هاجر عليها السلام وأصبحا من شعائر الله، وهذه الجبال التي سميت بأسمائها دلالة على قدسيتها ومكانتها الإيمانية.
ولفت الدكتور مصطفى إبراهيم، إلى جانب بالغ الأهمية يظهر من خلال التدبر العميق لآيات القرآن الكريم التي تتناول الجبال، وهو ما يمكن وصفه بـ "الصفات الإيمانية" للجبال، واستشهد بقوله تعالى "وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا"، أي أن هذا التصوير القوي يكاد يجعلنا نتخيل خشوع الجبال وتأثرها بعظمة الخالق لدرجة أنها تكاد تتداعى وتسقط، وقوله تعالى "وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ" ففي هذه الآية، يتجلى تسبيح الجبال لله عز وجل مصاحبًا لتسبيح النبي داود عليه السلام، مما يرسخ فكرة أن هذه الجمادات ليست صماء خالية من الشعور والإدراك، بل هي مخلوقات تسبح بحمد ربها بطريقتها التي يعلمها هو سبحانه.
يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى التفسير الإعجاز القرآني حديث القرآن الآيات القرآنية القرآن الکریم الجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية يشارك في احتفالية كبرى بالجامع الأزهر لختم كتاب شَرْح علل الترمذي
شارك أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، في الاحتفاليَّة الكبرى التي نظَّمتها هيئة كبار العلماء صباح اليوم الأربعاء بالجامع الأزهر الشريف، لخَتْم كتاب (شَرْح علل الترمذي) للإمام ابن رجب الحنبلي، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفي إطار جهود الأزهر في إحياء التراث العِلمي، وتعزيز الارتباط بمصادر العِلم الراسخة.
وقد أُقِيمَت هذه الاحتفاليَّة عقب انتهاء فضيلة أ.د. أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، من شَرْح الكتاب، الذي استمرَّ على مدار عامَين كاملَين بواقع (68) محاضرة عِلميَّة، شهدت حضورًا كثيفًا مِن طلاب العِلم والمهتمِّين بعلوم الحديث الشريف، في دلالة على مكانة هذا المصنَّف العِلمي ودَوره في تأصيل الفهم الصحيح للسُّنة النبويَّة المطهَّرة.
وشهدتِ الاحتفالية حضور عدد من قيادات الأزهر الشريف وعلمائه، إلى جانب جَمْع مِنَ الباحثين وطلَّاب العلم مِنْ داخل مصرَ وخارجها، الذين ثمَّنوا هذا الجهد العِلمي الكبير، وأكَّدوا أهميَّة الاستمرار في تنظيم هذه المجالس المبارَكة.
وأكَّد فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ هذه المجالس الحديثيَّة تمثِّل صورةً مشرِقةً مِنْ صُوَر العناية التي يُوليها الأزهر الشريف لعلوم السُّنة النبويَّة المطهَّرة، بما تحمله مِن قيمة عِلميَّة وتربويَّة وروحيَّة، موضِّحًا أنَّ هذه المجالس تُسهِم في بناء الوعي الشرعي المنضبط، ورَبْط الأجيال الجديدة بالتراث الإسلامي الأصيل القائم على التحقيق والدراسة المنهجيَّة.
وأشار فضيلته إلى أنَّ الإقبال المتزايد على حضور مثل هذه المجالس، ومتابعة شَرْح هذا الكتاب القيِّم على مدار عامين؛ يؤكِّد مدى احتياج طلاب العِلم إلى هذا النَّوع مِنَ التواصل العِلمي الجاد، الذي يحفظ للأمَّة ميراثها العِلمي، ويُعزِّز من دَور الأزهر في ريادة الساحة العِلميَّة وخدمة علوم الدِّين.