لإنقاذ قراهن من تغير المناخ.. نساء من السكان الأصليين في الهند يرسمن "خرائط الأحلام"
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
قامت نساء القبائل بمسح الموارد ورسم خرائط لها لإظهار ما يتضاءل منها وما يحتاج إلى إعادة هيكلتها. اعلان
في ولاية أوديشا شرق الهند، وفي قرية نائية يسكنها أفراد من قبيلة الباراجا، تحتفل المجتمعات المحلية بموسم الحصاد. وعلى ضفاف مجرى مائي صغير، يصطاد القرويون الثعابين والأسماك لتحضير وجبة تقليدية، إيذانًا ببداية موسم جديد.
لكن خلف مظاهر الفرح، تتلاشى الموارد الطبيعية، والأسماك باتت أقل، والمطر لم يعد يأتي في موعده، وحبوب الذرة التي تُزرع على أراضٍ واسعة تنتظر موسمًا مطريًا يزداد غموضًا عامًا بعد عام.
تقول سونيتا مودولي، وهي مزارعة من السكان الأصليين: "تتأخر الأمطار الآن، وهذا يضرب زراعتنا مباشرة، ويقلّل الإنتاج. الوضع أصبح مقلقًا".
الهوية تحت تهديد المناخعاش السكان الأصليون في هذه القرى لآلاف السنين، معتمدين على نظم حياتية بسيطة: زراعة الذرة والأرز، جمع الفاكهة والأوراق من الغابات، وصناعة الأطعمة والمشروبات المحلية. ومع ذلك، أصبح هذا النمط من العيش مهددًا بسبب تغير المناخ الذي يضرب قلب أنظمتهم البيئية والاجتماعية.
في محاولة لمواجهة هذا التحدي، بادرت نساء من عشر قرى، بقيادة مودولي، إلى مشروع فريد من نوعه: رسم "خرائط الأحلام"، وهو تصور بصري يعكس ما ينبغي أن تكون عليه قراهن من حيث الموارد، المساحات الخضراء، والغطاء النباتي.
وبدعم من منظمة غير حكومية محلية، أجرت النساء مسحًا بيئيًا شاملاً لموارد قراهن، وقارنّ النتائج مع بيانات حكومية تعود لستينيات القرن الماضي، ليتبين أن المناطق المشتركة تقلصت بنسبة تصل إلى 25%.
الخرائط الملونة التي أنجزنها، والتي يُطغى عليها اللون الأخضر، ليست مجرد رسومات بل أداة ضغط تهدف إلى إقناع السلطات بمنحهن تمويلًا قدره مليوني دولار، للمساعدة في ترميم الغابات، واستعادة الأراضي المشتركة، وتطوير البنية البيئية المحلية.
قيادة نسائية للمرة الأولىللمرة الأولى، تتصدر النساء هذا النوع من الجهد المجتمعي المنظم، مما منحهن ثقة أكبر للتحدث باسم مجتمعاتهن أمام المسؤولين.
تقول مودولي: "نريد أن نحافظ على الموارد من أجل أطفالنا. هذه الأرض والغابة مصدر حياتنا، وإذا حصلنا على حقوقنا، ستكون أولويتنا هي إحياء الغابة وازدهارها من جديد".
يسعى السكان إلى اعتراف قانوني بحقوقهم في الأراضي المشتركة، بما يمنع أي جهة، بما فيها الحكومة، من تنفيذ تغييرات دون موافقتهم.
ويرى بيديوت موهانتي، مدير منظمة تنموية محلية، أن السكان الأصليين لم يساهموا في أزمة المناخ لكنهم يدفعون الثمن الأكبر، مضيفًا: "الغابة ليست فقط رئة بيئية، بل هي مطبخ خفي ومصدر حياة لمجتمعات بأكملها".
تعد الهند من أكثر دول العالم تأثرًا بتغير المناخ. وبحسب مؤشر مخاطر المناخ لعام 2025، تعرضت البلاد لأكثر من 400 حدث مناخي شديد بين عامي 1993 و2022، ما أسفر عن وفاة 80 ألف شخص وخسائر تقدر بـ180 مليار دولار.
وفي ولاية أوديشا وحدها، أظهرت دراسة حديثة انخفاض إنتاج الغذاء بنسبة 40% خلال العقود الخمسة الماضية. معظم مزارعي الهند يعتمدون على الزراعة البعلية، ومع تزايد عدم انتظام الأمطار الموسمية، باتت سبل العيش على المحك.
بحسب خبراء، فإن مشروع "خرائط الأحلام" في أوديشا قد يشكل نموذجًا يُحتذى به في مناطق أخرى داخل الهند وخارجها. وتقول نيها سايغال، خبيرة السياسات المناخية والجندرية: "80% من التنوع البيولوجي العالمي يقع ضمن أراضي الشعوب الأصلية. هؤلاء النساء لا يتحدثن فقط عن الحلول، بل يقمن بقيادتها بالفعل".
وتضيف: "عملهن يمكن أن يكون حاسمًا في صياغة خطة التكيّف الوطنية للهند مع المناخ، خاصة وأنهن يملكن معرفة متجذّرة بالطبيعة".
في قرية باداكيتشاب، تُلخص بورنيما سيسا، إحدى المشاركات في المشروع، العلاقة العميقة بين الإنسان والطبيعة، قائلة: "الغابة هي حياتنا. نحن وُلدنا فيها، وسنموت فيها. إنها ليست فقط الأرض التي نعيش عليها، بل مصدر وجودنا كله".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة فلاديمير بوتين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة فلاديمير بوتين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل موارد مائية السكان الأصليون الغابات نساء أزمة المناخ دونالد ترامب غزة فلاديمير بوتين روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل البرتغال فولوديمير زيلينسكي ضحايا الاتحاد الأوروبي فرنسا رومانيا
إقرأ أيضاً:
«بلدي+».. أول تطبيق يحتوي على خرائط محلية يعيد تعريف تجربة التنقل في المدن السعودية
أطلقت «بلدي»، التابعة لـ NHC Innovation، تطبيق «بلدي+»، الذي يمثل منصة ذكية تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدن السعودية وتسهيل التنقل اليومي لسكانها وزوارها.
وأوضحت الشركة أن «بلدي+» تم تطويره بسواعد وطنية، ليكون أكثر من مجرد أداة للتنقل، حيث يقدم تجربة خريطة تفاعلية بواجهة ثلاثية الأبعاد ومحتوى محليا دقيقا يعكس واقع المدن السعودية ويتكيّف مع تغيراتها.
ويتميز «بلدي+» بتقديم خدمات تنقل ذكية، تشمل معلومات لحظية حول الطرق والمواقع والخدمات، بالإضافة إلى إمكانيات التوجيه داخل المراكز التجارية، والتنبيه بالمطبات والعوائق والطرق المغلقة، مع عرض بيانات مدمجة من الجهات الحكومية والمجتمع المحلي.
وأكدت الشركة أن التطبيق يعكس التزام «بلدي» بدورها كممكن وطني للمدن الذكية ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، مشيرة إلى أن «بلدي+» يمثل نقلة تقنية جديدة تسهم في خلق بيئة حضرية أكثر كفاءة واستجابة لاحتياجات السكان.
ويمكن تحميل التطبيق والمساهمة في تطوير خدماته وتحسين جودتها من خلال مشاركة الآراء والملاحظات عبر تطبيق «بلدي+» المتوفر على الرابط التالي:
https://balady.go.link/71GaA
أخبار السعوديةالمدن السعوديةتطبيق بلديتجربة التنقلقد يعجبك أيضاًNo stories found.