تغير المناخ يهدد نصف موائل السلاحف البحرية
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
تُثير دراسة جديدة حول السلاحف البحرية تساؤلات عن فاعلية المناطق البحرية المحمية وقدرتها على حماية التنوع البيولوجي البحري.
ينص هدف "30×30 "على حماية 30% من المناطق البحرية بحلول عام 2030، في إطار كونمينغ مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي. وتقع 23% فقط من بؤر السلاحف البحرية في العالم ضمن هذه المناطق البحرية المحمية.
وكشفت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز" أن تغير المناخ يدفع السلاحف البحرية بعيدا عن مواطنها التقليدية نحو مياه أكثر برودة. وهذا التحول ينقلها خارج المناطق المحمية إلى مناطق الشحن البحرية المزدحمة.
وتعد العديد من هذه الموائل الجديدة، مثل بحر الشمال، والبحر الأبيض المتوسط، وبحر الصين الشرقي، وحتى المياه القريبة من جزر غالاباغوس، مناطق شديدة الخطورة تشهد حركة سفن كثيفة.
وتصبح السلاحف عرضة لخطر اصطدامها بالسفن في هذه الممرات، وهو سبب رئيسي لنفوقها، ومن المرجح أن يتفاقم الوضع في المستقبل، إذ من المتوقع أن ينمو الشحن العالمي بنسبة 1200% بحلول عام 2050.
وقام الباحثان إدوارد دوكين ودينيس فورنييه من قسم الأحياء العضوية بجامعة بروكسل الحرة في بلجيكا بدراسة 27 ألفا و703 حالات للسلاحف البحرية وأكثر من مليار موقع للسفن لمعرفة كيف يمكن لتغير المناخ أن يغير تحركات السلاحف ويزيد من فرص اصطدامها بالسفن.
وقال دوكين وفورنييه إن هناك حاجة إلى التحرك إلى ما هو أبعد من المناطق المحمية الثابتة وتبنّي أساليب الحفاظ المرنة في الوقت الفعلي والتي يمكنها مواكبة الظروف المتغيرة للمحيطات.
وشمل التحليل جميع أنواع السلاحف البحرية السبعة الموجودة على مستوى العالم، وهذه واحدة من الدراسات الأكثر شمولا من نوعها، كما تدعم بوضوح ما تم تأكيده في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في يونيو/حزيران 2025 الذي دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية التنوع البيولوجي البحري والحاجة إلى مناطق بحرية جديدة محمية.
إعلانوتُظهر النتائج أن أكثر من 50% من بؤر السلاحف البحرية الحالية قد تختفي بحلول منتصف القرن، حتى في ظل السيناريوهات الأكثر تفاؤلًا. وفي أسوأ سيناريو مناخي، قد تفقد بعض أنواع السلاحف البحرية، مثل "كاريتا كاريتا" و"ديرموشيليس كورياسيا"، ما يصل إلى 67% من موطنها الحالي، وفي المقابل قد يوسّع نوع "شيلونيا ميداس" نطاق انتشارها إلى المياه الباردة.
وتُظهر بعض المبادرات أن الحفاظ على البيئة التكيفي القائم على البيانات ممكن وفعال، لا سيما في التخفيف من مخاطر اصطدام السفن. والأهم من ذلك، الإسهام في الحفاظ الديناميكي المتنامي في إطار يتجاوز المناطق البحرية المحمية الثابتة.
وتقترح بعض المبادرات إستراتيجيات تكيفية آنية قادرة على الاستجابة لظروف المحيطات السريعة التغير. وأشارت الدراسة إلى أنه مع انتقال الأنواع من مواطنها تحت وطأة تغير المناخ، يجب أن تتطور سبل الحفاظ على البيئة تبعًا لذلك.
ولحماية السلاحف وتحقيق هدف "30×30" لإطار كونمينغ مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، توصي الدراسة بضرورة توسيع نطاق تغطية المناطق البحرية المحمية في المناطق الساخنة للسلاحف في المستقبل، وخاصة داخل المناطق الاقتصادية الخالصة الوطنية.
كما تقترح تصميم مناطق بحرية محمية ديناميكية ومستنيرة بالمناخ يمكنها التكيف مكانيا وزمانيا استنادا إلى توزيع الأنواع الناشئة، وكذلك ربط المناطق البحرية المحمية باللوائح التنظيمية الموجهة للشحن، مثل خفض السرعة في المناطق العالية الخطورة للتخفيف من مخاطر اصطدام السفن.
وفي وقت لم تدخل فيه اتفاقية حماية أعالي البحار حيز التنفيذ، تقدم الدراسة أدلة علمية ملموسة تدعم هذا التحول، مُسلطة الضوء على الحاجة إلى حماية ذكية مناخيا ومتكيّفة تُرافق السلاحف أينما ذهبت، ليس فقط حيث كانت، كما تقدم خارطة طريق لبناء إستراتيجيات مستقبلية للحفاظ على البيئة البحرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع السلاحف البحریة تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
"السدو".. تراث ينسج في شمال المملكة خيوط الأصالة والإبداع
تُجسّد حياكة السدو في منطقة الحدود الشمالية مظهرًا حيًّا من مظاهر التراث السعودي، حيث تُتقنه نساء البادية بوصفه أحد أعرق الحرف اليدوية المرتبطة بالهوية الوطنية، والمستمدة من البيئة الصحراوية ومكوناتها الطبيعية.
ويعتمد هذا الفن التقليدي على خامات محلية مثل صوف الغنم، وشعر الماعز، ووبر الإبل، حيث يمرّ بعدة مراحل تشمل الجزّ، والتنظيف، والغزل، والصباغة باستخدام مكونات طبيعية أبرزها الزعفران والحناء وجذور الأشجار، وصولًا إلى النسيج الغني بالزخارف الهندسية والألوان التراثية التي تعكس رموزًا من حياة البادية.
وفي عام 2020، أدرجت المملكة فن السدو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو، في خطوةٍ تؤكد عمق هذا الموروث وأهميته في الحفاظ على الهوية الثقافية. كما استُلهِمت منه عناصر بصرية في شعار قمة العشرين التي استضافتها المملكة، وفي شعار "إكسبو الرياض 2030"، ما يعكس حضوره المتجدد في المناسبات الوطنية والدولية.
كما نُظّمت فعاليات نوعية لدعم هذه الحرفة، من بينها مهرجان "ليالي السدو" بمدينة عرعر، الذي ضم معرضًا فنيًا، وأكاديمية تعليمية، وركنًا توثيقيًا عن تطور السدو، إضافة إلى مشاركات في مهرجانات تراثية كبرى كـ"السمن الدولي" و"الخزامى".
ويُعزّز إعلان مجلس الوزراء تخصيص عام 2025 ليكون "عام الحِرَف اليدوية" مكانة السدو ضمن جهود الحفاظ على الموروث الوطني، ودعم الحرفيين والحرفيات، وتمكينهم من تحويل مهاراتهم إلى فرص اقتصادية تواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز دور الثقافة ضمن التنمية الشاملة.
حياكة السدوالسدوالحرف اليدويةقد يعجبك أيضاًNo stories found.