الجزيرة:
2025-12-11@14:05:20 GMT

تغير المناخ يهدد نصف موائل السلاحف البحرية

تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT

تغير المناخ يهدد نصف موائل السلاحف البحرية

تُثير دراسة جديدة حول السلاحف البحرية تساؤلات عن فاعلية المناطق البحرية المحمية وقدرتها على حماية التنوع البيولوجي البحري.

ينص هدف "30×30 "على حماية 30% من المناطق البحرية بحلول عام 2030، في إطار كونمينغ مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي. وتقع 23% فقط من بؤر السلاحف البحرية في العالم ضمن هذه المناطق البحرية المحمية.

ووفقا لأطلس حماية المحيطات، فإن أكثر من 8% من المحيطات مُصنّفة كمناطق بحرية محمية، ولكن حوالي 3% فقط منها تُدار بفاعلية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرونlist 2 of 4سمكة "المهرج" تواجه تغيّر حرارة المحيط بالتقلصlist 3 of 4الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخlist 4 of 4البلاستيك يتغلغل في كل طبقات المحيطات وأعماقهاend of list

وكشفت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز" أن تغير المناخ يدفع السلاحف البحرية بعيدا عن مواطنها التقليدية نحو مياه أكثر برودة. وهذا التحول ينقلها خارج المناطق المحمية إلى مناطق الشحن البحرية المزدحمة.

وتعد العديد من هذه الموائل الجديدة، مثل بحر الشمال، والبحر الأبيض المتوسط، وبحر الصين الشرقي، وحتى المياه القريبة من جزر غالاباغوس، مناطق شديدة الخطورة تشهد حركة سفن كثيفة.

وتصبح السلاحف عرضة لخطر اصطدامها بالسفن في هذه الممرات، وهو سبب رئيسي لنفوقها، ومن المرجح أن يتفاقم الوضع في المستقبل، إذ من المتوقع أن ينمو الشحن العالمي بنسبة 1200% بحلول عام 2050.

وقام الباحثان إدوارد دوكين ودينيس فورنييه من قسم الأحياء العضوية بجامعة بروكسل الحرة في بلجيكا بدراسة 27 ألفا و703 حالات للسلاحف البحرية وأكثر من مليار موقع للسفن لمعرفة كيف يمكن لتغير المناخ أن يغير تحركات السلاحف ويزيد من فرص اصطدامها بالسفن.

وقال دوكين وفورنييه إن هناك حاجة إلى التحرك إلى ما هو أبعد من المناطق المحمية الثابتة وتبنّي أساليب الحفاظ المرنة في الوقت الفعلي والتي يمكنها مواكبة الظروف المتغيرة للمحيطات.

وشمل التحليل جميع أنواع السلاحف البحرية السبعة الموجودة على مستوى العالم، وهذه واحدة من الدراسات الأكثر شمولا من نوعها، كما تدعم بوضوح ما تم تأكيده في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في يونيو/حزيران 2025 الذي دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية التنوع البيولوجي البحري والحاجة إلى مناطق بحرية جديدة محمية.

إعلان

وتُظهر النتائج أن أكثر من 50% من بؤر السلاحف البحرية الحالية قد تختفي بحلول منتصف القرن، حتى في ظل السيناريوهات الأكثر تفاؤلًا. وفي أسوأ سيناريو مناخي، قد تفقد بعض أنواع السلاحف البحرية، مثل "كاريتا كاريتا" و"ديرموشيليس كورياسيا"، ما يصل إلى 67% من موطنها الحالي، وفي المقابل قد يوسّع نوع "شيلونيا ميداس" نطاق انتشارها إلى المياه الباردة.

وتُظهر بعض المبادرات أن الحفاظ على البيئة التكيفي القائم على البيانات ممكن وفعال، لا سيما في التخفيف من مخاطر اصطدام السفن. والأهم من ذلك، الإسهام في الحفاظ الديناميكي المتنامي في إطار يتجاوز المناطق البحرية المحمية الثابتة.

وتقترح بعض المبادرات إستراتيجيات تكيفية آنية قادرة على الاستجابة لظروف المحيطات السريعة التغير. وأشارت الدراسة إلى أنه مع انتقال الأنواع من مواطنها تحت وطأة تغير المناخ، يجب أن تتطور سبل الحفاظ على البيئة تبعًا لذلك.

ولحماية السلاحف وتحقيق هدف "30×30" لإطار كونمينغ مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، توصي الدراسة بضرورة توسيع نطاق تغطية المناطق البحرية المحمية في المناطق الساخنة للسلاحف في المستقبل، وخاصة داخل المناطق الاقتصادية الخالصة الوطنية.

كما تقترح تصميم مناطق بحرية محمية ديناميكية ومستنيرة بالمناخ يمكنها التكيف مكانيا وزمانيا استنادا إلى توزيع الأنواع الناشئة، وكذلك ربط المناطق البحرية المحمية باللوائح التنظيمية الموجهة للشحن، مثل خفض السرعة في المناطق العالية الخطورة للتخفيف من مخاطر اصطدام السفن.

وفي وقت لم تدخل فيه اتفاقية حماية أعالي البحار حيز التنفيذ، تقدم الدراسة أدلة علمية ملموسة تدعم هذا التحول، مُسلطة الضوء على الحاجة إلى حماية ذكية مناخيا ومتكيّفة تُرافق السلاحف أينما ذهبت، ليس فقط حيث كانت، كما تقدم خارطة طريق لبناء إستراتيجيات مستقبلية للحفاظ على البيئة البحرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع السلاحف البحریة تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تُطلق برنامج التتبع المباشر لحركة السلاحف عبر الأقمار الصناعية

أطلقت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية برنامج التتبع المباشر لحركة السلاحف صقرية المنقار والسلاحف الخضراء عبر الأقمار الصناعية، وذلك في أول عملية موثقة لتركيب جهاز تتبع لسلحفاة خضراء حاملة للبيض في مرحلة ما قبل التعشيش في البحر الأحمر.

وتُسهم البيانات المستقاة من هذا التتبع، الذي يُمثل إنجازًا مهمًا في مجال الحفاظ على البيئة البحرية لردم الفجوة المعرفية التي تُعاني منها المنطقة، فضلًا عن دعم الجهود الرامية إلى تطوير إستراتيجيات موحدة وعابرة للحدود لحماية هذه الأنواع المهددة بالانقراض على مستوى العالم.

ونجح الفريق بقيادة كبير علماء البيئة البحرية في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية الدكتور أحمد محمد، وكبير المتخصصين في السلاحف البحرية لدى شركة المنارة للتطوير التابعة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور هيكتور باريوس-غاريدو، في الإمساك بثلاث سلاحف صقرية المنقار، وسبع سلاحف خضراء مهددة بالانقراض وفقًا لبيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ونجحوا في تثبيت أجهزة التتبع عليها.

وتنقل هذه الأجهزة بيانات الحركة في الوقت الفعلي لتحديد مناطق البحث عن الغذاء وممرات الهجرة، والأهم من ذلك مواقع أعشاش السلحفاة الخضراء الحاملة للبيض؛ وذلك لضمان تقديم أفضل مستويات الحماية والإدارة.

ويؤكد البرنامج التزام المحمية طويل الأمد بالحفاظ على البيئة البحرية، ويشكل امتدادًا لبرنامجها الخاص بمراقبة مواقع تعشيش السلاحف وحمايتها؛ الذي دخل حيّز التنفيذ منذ عام 2023.

وتتولى محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية مسؤولية حماية 4,000 كم مربع من مياه البحر الأحمر، أي ما يُعادل 1.8% من المياه الإقليمية للمملكة، وتُشرف على أطول خط ساحلي تديره هيئة حماية بيئية واحدة في المملكة، بطول 170 كم، والذي يربط بين مشروعي نيوم والبحر الأحمر الدولية؛ ليُشكّل ممرًا بطول 800 كم من الساحل المحمي للبحر الأحمر.

وتُعد المنطقة موئلًا لخمس من أنواع السلاحف السبعة حول العالم، وموطنًا لتكاثر السلاحف الخضراء والسلاحف صقرية المنقار، وترصد فرق مفتشي البيئة التابعة للمحمية نشاط السلاحف على البر وفي البحر لحماية مواقع التعشيش الضرورية للعودة إلى موطنها، وهي الغريزة البيولوجية التي تدفع السلاحف للعودة إلى نفس الشواطئ التي وُلدت فيها.

وقال الرئيس التنفيذي لمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية أندرو زالوميس: "تُواجه السلاحف صقرية المنقار مخاطر عالية للانقراض خلال فترة قصيرة, ومع بقاء أقل من 200 أنثى في سن التكاثر في البحر الأحمر، تعتمد نجاة هذا النوع من السلاحف على سد الفجوات المعرفية بما يوفر أدوات فعالة للحفاظ عليها".

وأضاف: "تمتد رحلة السلاحف صقرية المنقار، التي تفقس على شواطئ المحمية، عبر 438,000 كم مربع من مياه البحر المفتوحة والمُحاطة بثماني دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قبل أن تعود بعد حوالي ثلاثة عقود إلى نفس الشواطئ الرملية لوضع بيوضها، كما يلعب البرنامج الجديد لتركيب الأجهزة على السلاحف وتتبع حركتها عبر الأقمار الصناعية دورًا محوريًا في توفير البيانات الفورية الضرورية لتحديد مناطق التجمع والتغذية والتكاثر في البحر الأحمر، وتدعم هذه البيانات الجهود الوطنية والإقليمية للحفاظ على البيئة من أجل تطوير خطة موحدة ومتكاملة لإدارة جهود الحفاظ على السلاحف عبر جميع مفاصل المنظومة".

وتدعم المساعي المتواصلة لمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية للحفاظ على السلاحف التزامات المملكة العربية السعودية بموجب اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة برعاية برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومذكرة التفاهم بشأن الحفاظ على السلاحف البحرية وموائلها الطبيعية في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا، وذلك من خلال تعزيز حماية الموائل والتعاون الإقليمي من خلال تبادل المعارف والعلوم في البحر الأحمر.

من جانبه قال كبير علماء البيئة البحرية في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية الدكتور أحمد محمد: "صُممت هذه الأجهزة المتطورة وخفيفة الوزن لتعمل لمدة لا تقل عن 12 شهرًا، حيث توفر بيانات مستمرة تسمح بتقديم تحليل مفصل للأنماط الموسمية وموائل النمو، فضلًا عن تقديم تحليلات قيّمة للأبحاث الخاصة بالسلاحف البحرية في المنطقة وحول العالم، وإلى جانب ذلك، تكشف أجهزة استشعار الأعماق أماكن الأعشاب البحرية، والتي تُعد من أهم مناطق التغذية للسلاحف الخضراء ومناطق تصريف الكربون الأزرق".

ولا تزال السلاحف الخضراء في المنطقة من الأنواع المعرضة للخطر والمعتمِدة على جهود الحفاظ على البيئة، بالرغم من إعادة تصنيفها عالميًا من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وتندرج جميع أنواع السلاحف البحرية الخمسة المستوطنة في البحر الأحمر ضمن اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة والتي انضمت إليها المملكة في عام 1979م، وتبقى السلاحف عرضة لخطر الوقوع في شباك الصيد وتدهور الموائل والصيد الجائر غير القانوني، وفي حين لا تُسجّل مثل هذه التهديدات ضمن المياه المحمية التابعة لمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، تبرز أهمية إستراتيجيات الإدارة الشاملة للمنظومة والعابرة للحدود السياسية، ولذا تُواصل المحمية مشاركة البيانات مع المجتمع العلمي والجهات الناشطة في الحفاظ على البيئة، إلى جانب تعزيز الشراكة مع المؤسسة العامة للمحافظة على الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية في البحر الأحمر "شمس" لتطوير الإستراتيجيات الوطنية والإقليمية للحفاظ على البيئة.

الجدير بالذكر أن المحمية واحدة من ثماني محميات ملكية في المملكة العربية السعودية، وتمتد على مساحة 24,500 كم²، من الحرات البركانية إلى أعماق البحر الأحمر غربًا؛ لتربط بين نيوم ومشروع البحر الأحمر والعلا، وتُعد موطنًا لمشروع وادي الديسة التابع لصندوق الاستثمارات العامة وأمالا التابعة لشركة البحر الأحمر العالمية.

وتضم المحمية 15 نظامًا بيئيًا مختلفًا، وتغطي 1% من المساحة البرية للمملكة، و1.8% من مساحتها البحرية، إلا أنها تُشكّل موطنًا لأكثر من 50% من الأنواع البيئية في المملكة؛ مما يجعلها واحدة من أغنى المناطق الطبيعية في الشرق الأوسط بالتنوع الحيوي.

وتخضع المحمية لإشراف مجلس المحميات الملكية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- وهي جزءٌ من برامج المملكة للاستدامة البيئية، مثل: مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر.

البحر الأحمرأخبار السعوديةالسلاحف الخضراءبرنامج التتبع المباشر لحركة السلاحفالسلاحف صقرية المنقارقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • شتاء غزة لم يعد كما كان.. كيف تركت الحروب المتتالية بصمتها على المناخ؟
  • محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تُطلق برنامج التتبع المباشر لحركة السلاحف عبر الأقمار الصناعية
  • تحذيرات الأرصاد الجوية .. وموقف تعطيل الدراسة
  • تغير المناخ: الدخول الرسمي لفصل الشتاء ما زال يفصلنا عنه أكثر من أسبوع
  • معهد تيودور بلهارس يعقد ندوته السنوية الخامسة عن آثار تغير المناخ
  • معهد تيودور بلهارس يعقد ندوة عن آثار تغير المناخ على الصحة البيئية
  • مدير مركز تغير المناخ يوضح أسباب التقلبات الجوية في الفترة الحالية
  • مدير مركز تغير المناخ يوضح أسباب التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد حاليا
  • حريق يلتهم مخلفات بجوار أرض البحرية بالعامرية.. والدفع بـ 14 سيارة إطفاء للسيطرة على الحريق
  • هل تربية السلاحف تجلب الحظ والرزق فعلًا أم أنها مجرد خرافة؟