"سيمفونية أحمد بن ماجد" تروي حكاية "أسطورة البحر" بألحانٍ آثرة من تأليف الدكتور ناصر الطائي
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
◄ الطائي: المزج بين الموسيقى والتاريخ أحيا أسطورة بحرية فذّة
الرؤية- مدرين المكتومية
أحيت الأوركسترا السلطانية العُمانية، العرض الفني الملحمي "سيمفونية أحمد بن ماجد.. أسطورة البحر"، في أمسيتين موسيقيتين مساء يومي الأحد والإثنين ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمؤتمر..... والتي احتضنها متحف عُمان عبر الزمان بولاية منح في مُحافظة الداخلية.
وأبدع الدكتور ناصر بن حمد الطائي في تأليف هذا العمل الموسيقي الملحمي، الذي يُعد أول سيمفونية عُمانية تُبرز التراث البحري العُماني؛ إذ تستحضر هذه السيمفونية شخصية البحّار العُماني الشهير، أحد أبرز أعلام الملاحة البحرية في التاريخ الإسلامي، كما تُجسد رحلاته ومآثره بأسلوب موسيقي يدمج بين الأصالة والمعاصرة.
لحظات إنسانية
وأكد الدكتور ناصر بن حمد الطائي، أنَّ هذا العمل الفني يعد تخليدًا لسيرة أحمد بن ماجد، حيث تُجسّد اللوحات السيمفونية لحظات إنسانية وتاريخية من حياة بن ماجد وبطولته، ووداعه المؤثر لعائلته، وتحدياته في وجه العواصف، وعزلته في مكتبه داخل السفينة، وتأمله في النجوم بحثًا عن الطريق، مضيفا: "في قلب هذا العمل، تتجلّى السيمفونية التي تُمثّل شخصية أحمد بن ماجد عبر نغمة آلة الترومبيت، رمزا للبطولة والثبات، وتعلو النغمة وسط حركة الآلات الوترية التي تمثّل موج البحر، وتصاعد الإيقاع يعكس صراعه مع العواصف وانتصاره عليها، ثم تهدأ الأنغام كما يهدأ البحر، ليتردد صدى الحكمة والمعرفة التي تركها للأجيال".
وأشار إلى أنَّ هذا المزج بين الفن والموسيقى والتاريخ، لا ينعكس على إحياء ذكرى ملاح عظيم، بل يعيد رسم معالم الموسيقى العُمانية لتعانق عنان المجد والسماء، إلى جانب إحياء روح بحرية وأدبية فذة لا تزال تهمس بأمجادها من بين طيات الأمواج.
وبدأ الحفل الموسيقي بافتتاحية عُمان 2020، وهي تحتفل بالتقدم المستمر لعمان وخطواتها الثابتة نحو مستقبل واعد ومشرق، وتبع الافتتاحية سلسلة من الأعمال الأوركسترالية للملحن، والمصممة لرسم خارطة طريق موسيقية أوركسترالية عمانية بلغة سيمفونية عالمية، إذ تسرد المقطوعة السيمفونية الأحداث التاريخية التي مر بها الوطن في ٢٠٢٠م بداية بالمصاب الجلل بوفاة أعز الرجال وأنقاهم المغفور له- بإذن الله- السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ثم جائحة كورونا والتي كانت لها عواقب نفسية واقتصادية عالمية، لكن في النصف الثاني تشير المقدمة أيضًا إلى نهضة عُمان المتجددة وعزيمة شعبها الأبي تحت القيادة الرشيدة الملهمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم أيده الله.
كابريتشيو المكان
وشهد الحدث تقديم "كابريتشيو الكمان"، وهو عمل موسيقي ينبض بالحيوية والتحدي، يستلهم روحه من التقاليد الإيطالية حيث يُقصد بـ"كارتيتشو" المقطوعة المتقلبة ذات الطابع الحر والمزاج المتغير، ويتخذ هذا العمل شكلاً تقنياً متقدماً يحاكي إبداعات الملحن الإيطالي الشهير نيكولو باغانيني، لكنه لا يقتصر على البراعة فقط، بل يمزج بين التقنية الرفيعة والتعبير الموسيقي الحي، ليمنح العازف ساحة تتألق فيها المهارة والروح في آنٍ معاً.
سيمفونية أحمد بن ماجد
تلا ذلك سيمفونية أحمد بن ماجد، حيث تعد سيمفونية أحمد بن ماجد أو القصيد السيمفوني لأحمد بن ماجد، عملا موسيقيا ملهما يستلهم شخصية الملاح والشاعر العُماني التاريخي أحمد بن ماجد، الذي عُرف بلقب "أسد البحر" لمهارته الفائقة في فنون الملاحة، لكنه أيضًا ترك بصمة إنسانية وأدبية خالدة في تراث البحر والمعرفة.
وكان أحمد بن ماجد رائدًا في زمن كانت فيه معارف الأوروبيين والعثمانيين بالمحيط الهندي لا تزال محدودة، وخلّف إرثًا علميًا وأدبيًا ثمينًا، من أبرز مؤلفاته كتاب "الفوائد في أصول علم البحار والقواعد"، إلى جانب عدد كبير من القصائد والمخطوطات المهمة.
وتُجسّد السيمفونية هذا الإرث في قالب أوركسترالي عالمي، يحكي رحلة أحمد بن ماجد البحرية والعلمية والأدبية، ويصوّر عبر الموسيقى تحديات البحر العاتية التي واجهها، وانتصاراته في قيادته الحكيمة إلى بر الأمان، ثم تنتقل الموسيقى بانسيابية حالمة بين مشاعر التأمل وهدوء البحر، إلى لحظات العاصفة والتوتر، ومن الحنين العميق إلى نغمات البطولة والانتصار، وفي قلب العمل تبرز الثيمة الرئيسية التي تمثل شخصية بن ماجد، وتقدمها آلة الترومبيت بنبرة بطولية شامخة، بينما تتداخل معها ثيمات أخرى تعبّر عن مناخات البحر والتأملات الأدبية ومعاناة البيّارة والعاصفة، وتتصاعد هذه الأخيرة لتبلغ ذروتها قبل أن تعود ثيمة الملاح لتختتم السيمفونية بنهاية قوية ومؤثرة.
ويزخر العمل بتنوعات هارمونية وإيقاعية تترجم التفاعل الدرامي بين شخصية بن ماجد وعالم البحر المتقلّب، ليخرج في هيئة ملحمة موسيقية تنبض بالحيوية والعاطفة.
وقال الطائي: "سيمفونية أحمد بن ماجد لا تكتفي بتكريم شخصية عُمانية فذّة، بل تفتح أيضا نوافذ الفن العُماني على آفاق التعبير العالمي، وتقدّم للعالم نموذجاً إنسانياً ملهماً تنصهر فيه البطولة بالحكمة، والعلم بالشعر، والموسيقى بالهوية، وهذه السيمفونية هي تخليد لإرث إنساني خالد وملحمة عُمانية بلغة عالمية".
ويهدف هذا العمل إلى تسليط الضوء على الإرث البحري العُماني، وتعزيز الوعي بدور الشخصيات التاريخية في تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة، كما يُعد هذا العرض إضافة نوعية تعكس التلاقي بين الفنون والثقافة والتراث ضمن محاور المُؤتمر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: هذا العمل الع مانی ع مانیة التی ت
إقرأ أيضاً:
ماركوس عريان في البحر الأجمر بكولونيا والقصص
ردود أفعال قوية حققها فيلم "القصص" للمخرج أبو بكر شوقي بعد العرض الأول له عالميا في الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر بجدة.
ورفعت حفلاته شعار كامل العدد، ويرجع ذلك الإقبال على الفيلم بعد طرح التيزر الرسمي للفيلم والذي قدمه المونتير ماركوس عريان في التعاون السادس له مع المنتج محمد حفظي بعد هجان الفستان الأبيض والبحث عن منفذ لخروج السيد رامبو وودرويش وكولونيا.
وقدم من خلاله في أقل من دقيقة أجواء مشبعة بروح الستينيات، ومزج بين المشاعر الإنسانية والنوستالجيا قدم خلالها رحلة حب ممتدة بين القاهرة وفيينا تحمل الرومانسية والطموح والروابط العائلية.
شاهد اعلان فيلم القصص من هنا
وقال عريان "إن الهدف الأساسي في تيزر فيلم القصص تسليط الضوء على فكرة العائلة المصرية بتفاصيلها، دفئها، وصراعاتها التي تنعكس على أجيال مختلفة، أحببنا أن نعيد الجمهور لأجواء الستينات والسبعينات، فاخترنا أغنية أحمد عدوية زحمة يا دنيا مع تيمات وطنية معروفة، ليتمكن الجمهور من الدخول لأجواء الفيلم منذ الثانية الأولي على الفور، ليشعر بالشارع والبيوت و بالحياة التي كانت متواجدة في في هذا الزمن".
وأضاف " تيزر الفيلم تم تقديمه حتي يتمكن الجمهور من الإحساس بمشاعر مختلفة في وقت قصير. لذلك كان من المهم أن تتنقل المشاعر قبل أي شئ، وأن نقدم صورة العائلة المصرية بصدق ودفء وواقعية".
شاهد تيزر فيلم كولونيا من هنا
وحول التعاون مع المخرج أبو بكر شوقي فقال "إنها المرة الثانية التي أتعاون فيها معه، بيننا تفاهم كبير وكيمياء قوية في العمل، كما أن هناك تقارب كبير جدًا في الأسلوب والذوق، وهو ما يجعل تجربة العمل معه ممتعة ومميزة".
شاهد إعلان فيلم الملحد من هنا
ويشارك أيضا ماركوس في البحر الأحمر بفيلم "كولونيا" للمخرج محمد صيام، والذي رفعت حفلاته أيضا لافتة كامل العدد وقال عنه "كان الهدف لدينا أن يشعر الجمهور بالبطل وينجذبوا إلي عالمه وصراعاته، وركّزنا على غضبه من أبوه، وتوتر قصة حبه، واستخدمنا لحن هادي فيه هُمهمة بسيطة حتي يعكس المشاعر التي لا يمكنه أن يصرح بها، والصراع الذي بداخله من أول ثانية، فالهُمهمة الهادئة كانت أهم أداة عندي، لأنها تقربك من روحه، فالإعلان موجه للجمهور من سن الـ 18 لـ40 سنة، الذين يحبون الدراما، وفيها إحساس وشخصيات لها عمق، وراهنا علي التعاطف والفضول لدي الجمهور، وذلك من خلال توصيل الجانب الإنساني المسيطر على الفيلم".
كما يعرض حاليا لماركوس إعلانات فيلم "ولنا في الخيال حب" للمخرجة سارة رزيق شافع والذي يعرض بمصر ودول الخليج، وحقق مايزيد عن 26 مليون جنيه منذ بداية عرضه، كما تم عرض الإعلان الرسمي لفيلم الملحد للمخرج محمد العدل، والذي سيعرض ليلة رأس السنة بدور العرض السينمائية.
وقال ماركوس عنه أنه كان العمل الأول الذي جمع بينه وبين العدل، وكنت سعيد بهذا التعاون، وكانت تجربة استثنائية وساعدني على العمل بحرية، وهو ما حقق نتائج جيدة، وأتمنى أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور كافة".
وأكد ماركوس "بدأنا تنفيذ البرومو وفكرنا في جذب أنتباه الجمهور ويحتوي على تشويق وغموض، وأيضًا يكون أقل صدامًا: "أردنا أن لا يتفاجأ الناس أو ينزعجوا من الفيلم بسبب البرومو، فلقد كان هذا العمل بمثابة تحدي كبير بالنسبة لي، وكان لابد من الدقة حتي يظهر الإعلان بأفضل شكل فني وفي الوقت نفسه دون إستفزاز للمشاهد، فهو من أصعب البروموهات التي قدمتها في حياتي، نظرًا لحساسية الموضوع والحذر في إنتاج برومو قوي وجذاب وغير صدامي: "كل كلمة وحرف وتعبير في البرومو كان لها قصة".
ماركوس شارك مؤخرا أيضا في مهرجان القاهرة السينمائي بثلاثة أعمال وهي الفيلم الطويل "بنات الباشا"، والقصيرين "قفلة" للمخرج احمد الزغبي و"صف ثاني" لعمرو عابد، وحققت الأفلام نجاحات كبيرة في عروضها الأولي بالمهرجان.