شربات غولا الموناليزا أيقونة اللاجئين الأفغان
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
تحولت الطفلة الأفغانية شربات غولا إلى أيقونة عالمية بعد أن انتشرت صورة لها على غلاف مجلة ناشيونال جيوغرافيك الأميركية عام 1985 وهي تنظر بعينين خضراوين إلى عدسة الكاميرا، مثيرة فضولا واسعا بشأن هويتها واهتماما كبيرا بمأساة ملايين اللاجئين مثلها.
في عام 2002 عرف العالم أن تلك الفتاة اسمها شربات غولا، واكتشف فصول حياتها بدءا من نزوحها وهي طفلة إلى باكستان تحت القصف الروسي، وعاشت هناك فترة طويلة قبل ترحيلها عام 2016 إلى بلادها، ثم أُجليت عام 2021 برفقة أفراد عائلتها إلى إيطاليا بعد تولي حركة طالبان مقاليد الحكم في أفغانستان.
تختلف الروايات بشأن تاريخ ميلاد الفتاة الأفغانية شربات غولا، وتتراوح التقديرات بين عامي 1972 و1974 وفق مجلة ناشيونال جيوغرافيك التي كان سباقة إلى معالجة قصتها في عام 1985، ورجحت آنذاك أن يكون عمرها متراوحا بين 10 سنوات و12 عاما.
وبعد أن كشفت المجلة الأميركية في عام 2002 هوية تلك الفتاة اهتمت وسائل إعلام دولية كثيرة بقصتها، وأصبح متداولا في أكثر من موقع إخباري أن شربات غولا ولدت في 20 مارس/آذار 1972 في منطقة جبلية تقطنها أغلبية من عرقية البشتون قرب الحدود مع باكستان.
وترجح المجلة أن شربات غولا كانت في السادسة من عمرها عندما قصفت طائرات سوفياتية قريتها وقتلت والديها، فاضطرت إلى النزوح مشيا على الأقدام في ذروة فصل الشتاء وموسم الثلوج إلى باكستان برفقة جدتها وأخيها وأخواتها الأربع.
انتقلت شربات غولا من بيت قروي إلى خيمة في مخيم ناصر باغ المكتظ باللاجئين في محيط مدينة بيشاور الباكستانية قرب الحدود مع أفغانستان.
إعلانوهناك قضت بقية طفولتها والتحقت بمدرسة غير نظامية تابعة للمخيم، لكنها لم تتلق تعليما كافيا، وكان نصيبها من التحصيل أنها تعلمت كتابة اسمها فقط، وفق روايتها.
وفي عام 1984 حصل موقف غير متوقع غيّر لاحقا وبشكل جذري حياة شربات غولا، إذ زار مصور أميركي مخيم ناصر باغ في إطار مهمة لتغطية أوضاع اللاجئين الأفغان بباكستان، واستأذن من معلمة للبنات من أجل الدخول إلى فصل دراسي عبارة عن خيمة من أجل التقاط صور لبعض الطالبات.
يروي المصور ستيف ماكوري أنه أثناء التقاط الصور لفتت انتباهه فتاة كانت أكثر خجلا من الأخريات لكنها لم تمانع في أن يصورها، وفعلا التقط لها بعض الصور وعندما تفحصها لاحقا فوجئ بملامح الطفلة، إذ تبدو ثابتة وهادئة، لكنه اكتشف لاحقا بعد التدقيق في ملامحها وقسمات وجهها أن لون عينيها ليس عاديا.
أما بالنسبة للفتاة فقد كانت تلك أول مرة في حياتها تقف أمام إنسان غريب ويلتقط لها صورة، لكن الموقف في مجمله لم يعن لها الشيء الكثير لحظتها في ظل حياة المخيم الصعبة والمليئة بالإكراهات والتحديات.
وفي يونيو/حزيران 1985 أطلت شربات غولا على العالم من صفحات مجلة ناشيونال جيوغرافيك بعد أن تصدرت صورتها غلاف المجلة.
فتاة أفغانية ذات عينين خضراوين تحدق في الجميع بنظرة ثاقبة، فيها مزيج من البراءة والحيرة والقلق.
كان لتلك الصورة مفعول غير عادي، سواء على المصور الذي التقط الصورة أو على كل من وقعت عيناه على غلاف المجلة الأميركية.
هنا بدأ الجميع يتساءلون عن هوية الفتاة ذات العينين الخضراوين، وأثناء البحث في ثنايا المجلة الناشرة وفي صفحات التقرير المطول عن محنة اللاجئين الأفغان عرف القراء أنها عنوان لملايين الهاربين من جحيم الحرب الدائرة في أفغانستان بعد أن غزتها قوات الاتحاد السوفياتي في أواخر 1979.
وفي السنوات اللاحقة تحولت تلك الصورة إلى أيقونة تجوب العالم، وذهبت التعليقات عليها في كل الاتجاهات إلى درجة أن الكثيرين وصفوا الفتاة بـ"الموناليزا الأفغانية"، في حين اكتسب ملتقط الصورة الأميركي ستيف ماكوري شهرة عالمية وشبهه كثيرون بالرسام الإيطالي ليوناردو دافنتشي.
وفي غضون ذلك، واصلت الفتاة الأفغانية العيش في عالم آخر، عالم المخيم وهي لا تدري ماذا حصل بعد لحظة وقوفها أمام شخص غريب يحمل كاميرا ويلتقط لها صورة.
في غمرة الاهتمام العالمي بحقيقة "الفتاة الأفغانية" لم يتوقف المصور الأميركي ماكوري بدوره عن السعي لمعرفة هوية الفتاة التي كان لها دور كبير في تحوله أيضا إلى نجم كبير في عالم التصوير والإعلام.
إعلانمنذ التقاط الصورة الشهيرة في أواخر 1984 ونشرها حصلت تطورات كثيرة في الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وفي أفغانستان التي خرجت منها القوات السوفياتية وآلت فيها مقاليد الحكم إلى حركة طالبان، قبل أن تتعرض البلاد لغزو جديد بقيادة الولايات المتحدة أطاح بتلك الحركة في أواخر 2001.
وفي ذلك السياق -وتحديدا في عام 2002 بعد 17 عاما على نشر الصورة- قرر المصور ماكوري التوجه على رأس فريق من ناشيونال جيوغرافيك إلى باكستان بحثا على الفتاة التي لم تبق مجرد صورة، بل تحولت إلى أثر فني.
وبعد الكثير من التحريات والاتصالات والمقارنات والمحاولات في مخيم ناصر باغ وفي محيطه اهتدى ماكوري وفريقه إلى شربات غولا.
فبعدما خفت وطأة القتال في أفغانستان في مطلع تسعينيات القرن الـ20 عادت إلى بلادها للعيش في قرية جبلية بمنطقة تورا بورا شرقي أفغانستان، وهناك وجدها ماكوري مع بناتها الثلاث.
تبعد تلك القرية عن مكان التقاط الصورة التاريخية بأقل من 200 كيلومتر، لكن الوصول إليها تطلّب من فريق ناشيونال جيوغرافيك 6 ساعات من السياقة و3 ساعات من المشي في المسالك الجبلية.
وهناك جدد ماكوري اللقاء مع "ضالته"، وقد تغيرت ملامحها بالكامل إلى درجة أن شكوكا انتابته بشأن حقيقتها.
وللتأكد من التطابق بين فتاة الصورة ذات العينين الخضراوين وشربات غولا التي هدّها العيش في المخيم بباكستان وفي جبال أفغانستان استعان الطاقم بموظف بمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) وخبير في قزحية العين من جامعة كامبردج البريطانية.
أخبرته شربات غولا أنها لم تعلم شيئا عن تلك الصورة طوال تلك الفترة، وإن كانت فعلا تتذكر لحظة التقاطها في المخيم، وأنها بعد ذلك التاريخ بفترة قصيرة تزوجت في المخيم ذاته من لاجئ أفغاني وهي في سن تتراوح بين 13 و16 سنة.
في هذه الأجواء المفعمة بالدهشة والغرابة التقط ماكوري صورا أخرى لشربات غولا تظهر في إحداها وهي تحمل صورتها الملتقطة عام 1984، وتصدرت تلك الصورة الجديدة بدورها غلاف مجلة ناشيونال جيوغرافيك في نسخة أبريل/نيسان 2002، واكتشف العالم هوية "الموناليزا الأفغانية".
إعلانبعد ذلك تحولت قصة شربات غولا إلى أيقونة لمعاناة اللاجئين الأفغان، وأصبحت مصدرا لجذب انتباه الرأي العام الدولي إليهم، وهكذا تبلورت مبادرات كثيرة في شكل حملات للتبرع أو إنشاء جمعيات ومنظمات لدعم النازحين وتوفير سبل التعليم والرعاية الصحية للأطفال.
أما شربات غولا فحاولت البقاء أطول فترة ممكنة في باكستان بالقرب من زوجها الذي توفي عام 2012 بسبب التهاب الكبد الوبائي، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016 اعتقلتها السلطات الباكستانية أسبوعين بتهمة تزوير بطاقة هوية باكستانية، في محاولة للعيش بالبلاد، وتم ترحيلها إلى بلادها.
تجربة لجوء جديدةوفي العاصمة كابل حظيت شربات غولا وبناتها باستقبال من طرف الرئيس آنذاك أشرف غني وسلفه حامد كرزاي، وفي ديسمبر/كانون الأول 2017 منحتها الحكومة مسكنا في العاصمة ومعاشا شهريا قدره 700 دولار.
بعد ذلك تزوجت شربات غولا للمرة الثانية وأنجبت بنتا رابعة، وعندما استولت حركة طالبان على الحكم في أفغانستان في صيف عام 2021 حصلت على مساعدة الحكومة الإيطالية، وأُجليت برفقة أفراد عائلتها إلى إيطاليا، وهي تعيش هناك وتفضل عدم الكشف عن مكان إقامتها.
وفي حوار مع صحيفة إيطالية عام 2022 قالت شربات غولا إن الصورة التي نشرتها ناشيونال جيوغرافيك عام 1984 سببت لها الكثير من المشاكل.
وقالت "كنت أتمنى لو لم تلتقط أبدا، أتذكر ذلك اليوم جيدا، وأتذكر ذلك المصور الذي وصل إلى مدرسة مخيم ناصر باغ، كنت طفلة، لم أكن أحب الصور، في الثقافة الأفغانية النساء لا يظهرن في الصور، لكن لم يكن لدي خيار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مجلة ناشیونال جیوغرافیک اللاجئین الأفغان فی أفغانستان تلک الصورة عام 1984 فی عام بعد أن
إقرأ أيضاً:
لماذا عدّلت طهران أجندة اجتماع أفغانستان؟ ولماذا غابت حكومة كابُل؟
كابل/طهران- تستضيف إيران، اليوم الأحد وغدا الاثنين، اجتماعا إقليميا حول أفغانستان، بمشاركة ممثلين عن باكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان والصين وروسيا، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعد التوترات السياسية والأمنية المرتبطة بالملف الأفغاني، ولا سيما الخلاف المتجدد بين كابل وإسلام آباد.
وكانت طهران قد أكدت سابقا، عبر تصريحات متكررة لمسؤولين في وزارة الخارجية، أن الاجتماع يهدف إلى المساهمة في خفض التوتر بين أفغانستان وباكستان، وقدّمت نفسها وسيطا محتملا بين الطرفين، ووجهت دعوة المشاركة لكابل التي رفضت ذلك.
غير أن هذا التوجه شهد تحولا لافتا، بعدما أعلنت الخارجية الإيرانية أن الخلاف بين البلدين لن يكون مطروحا على جدول أعمال الاجتماع، وأن النقاشات ستقتصر على القضايا العامة المتعلقة بالوضع في أفغانستان. ويرى محللون أن تعديل أجندة اللقاء يعكس إعادة تقييم من إيران لقدرتها على لعب دور الوسيط في نزاع معقد ومتشابك.
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الأفغانية عبد الكريم خليل للجزيرة نت، إن الخلاف بين أفغانستان وباكستان أعمق من أن يُدار عبر مبادرة دبلوماسية قصيرة أو اجتماع إقليمي محدود، مشيرا إلى أن جذوره تمتد إلى ملفات أمنية وحدودية وتاريخ طويل من انعدام الثقة.
ويذهب الباحث في شؤون جنوب آسيا محمد علي في حديثه للجزيرة نت، إلى الاعتقاد بأن طهران بالغت في تقدير هامش حركتها، لافتا إلى أن وساطات سابقة قادتها دول مثل قطر وتركيا لم تُفضِ إلى اختراق حاسم، مما يجعل فرص نجاح وساطة إيرانية منفردة محدودة.
ويُرجع خبراء آخرون هذا التحول إلى اعتبارات دولية، في مقدمتها حساسية الدور الإيراني من وجهة نظر الولايات المتحدة.
وقال الباحث في العلاقات الدولية داود نيازي للجزيرة نت، إن واشنطن لا تنظر بعين الرضا إلى أي تحرك إيراني في ملفات جنوب آسيا، مما يدفع أطرافا إقليمية، من بينها كابل وإسلام آباد، إلى التعامل بحذر مع المبادرات التي تقودها طهران.
إعلانوأضاف أن الإدارة الأميركية تسعى بدورها إلى الاحتفاظ بدور مؤثر في مسار التهدئة بين الجانبين، وهو ما يجعل أية وساطة إيرانية علنية عرضة للتعطيل أو التحفظ.
من جهة أخرى، يرى خبراء الشأن الأفغاني أن اعتذار الحكومة الأفغانية عن المشاركة لا يبدو عابرا، بل يعكس حسابات سياسية ودبلوماسية دقيقة، تقف وراءها جملة من الأسباب، من بينها:
عدم رغبة الحكومة الأفغانية في منح إيران مكسبا سياسيا أو دبلوماسيا عبر الظهور في اجتماع إقليمي تستضيفه طهران، في وقت تحرص فيه الحركة على إدارة علاقاتها الخارجية بحذر شديد. غياب ملفات جوهرية تهم الحكومة الأفغانية عن جدول أعمال الاجتماع، مثل الاعتراف الدولي، ورفع العقوبات، ومستقبل علاقتها مع باكستان. تجنب الظهور في منتدى تشاوري لا يملك آليات تنفيذ واضحة أو ضمانات سياسية، مما قد يجعل المشاركة شكلية من دون نتائج ملموسة. مراعاة التوازنات الدولية، خاصة سعي أفغانستان إلى إبقاء قنوات تواصلها الخارجية مفتوحة، وتفادي أي خطوة قد تفسَّر على أنها استفزاز لأطراف دولية مؤثرة.من ناحيته، يرى الباحث الأفغاني جليل كريمي، في حديثه للجزيرة نت، أن الحكومة الأفغانية تفضّل القنوات الثنائية المغلقة على الاجتماعات الإقليمية المفتوحة، معتبرا أن هذا النهج يعكس سعيها إلى تحقيق مكاسب سياسية مباشرة بدل الاكتفاء بحضور رمزي.
في الجانب الإيراني، ترجع الأوساط السياسية سبب حرص طهران على إدارة التوتر بين كابل وإسلام آباد إلى واقع جيوسياسي وجيواقتصادي يرتبط ارتباطا وثيقا بأمنها القومي، ذلك لأنها تتشارك معهما حدودا برية يبلغ طولها نحو ألفي كيلومتر، مما يجعل أي اضطراب أمني على حدودها الشرقية تهديدا فوريا ومباشرا لأمنها الإقليمي.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "المكانة الجيواقتصادية لكابل تضعها في مركز شبكات التواصل بين آسيا الوسطى وغرب آسيا وجنوبها"، معتبرا أن استقرارها وتنميتها ليس ضرورة إنسانية فحسب، بل ضرورة إستراتيجية للمنطقة بأكملها. ووجّه انتقادا صريحا "للتدخلات الخارجية في أفغانستان" خلال السنوات والعقود الماضية.
وفي كلمته الافتتاحية للاجتماع صباح اليوم الأحد، أكد عراقجي أن "الحلول المستوردة من خارج المنطقة قد فشلت، وأن التجارب المريرة مثل التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2001 والانسحاب المتسرع عام 2021 أظهرت أن المخططات الخارجية لم تزد الأوضاع إلا تدهورا، وأضعفت الهياكل السياسية والاقتصادية في أفغانستان".
ولدى طرحه رؤية بلاده البديلة، اعتبر أن الجوار الأفغاني هو الأكثر فاعلية وموثوقية للمساعدة في استقرار كابل، داعيا الجهات المشاركة في اجتماع طهران إلى العمل بالتنسيق مع السلطات الأفغانية لتحسين الأوضاع، مضيفا أن التجارب الماضية أظهرت بوضوح أن الأمن والتنمية في كابل مرتبطان بشكل مباشر بمصالح جميع الدول المجاورة.
هواجس ومصالح
من جانبه، اعتبر محسن روحي صفت، الدبلوماسي السابق وعضو البعثة الإيرانية بأفغانستان سابقا، أن أي توتر بين كابل وإسلام آباد يؤثر على جارتهما الغربية، مما يدفع طهران للسعي من أجل منع أي تصعيد محتمل قد يتسبب بتدفق اللاجئين أكثر فأكثر نحوها.
إعلانوفي حديث للجزيرة نت، أوضح روحي صفت أنه رغم تربع الهواجس الأمنية على سلم التهديدات النابعة من التوترات في الإقليم، لكن تداعياتها المتمثلة في نشاط جماعات مسلحة أو تعطيل شبكات التجارة عبر الحدود المشتركة وتفشي الأمراض جراء الهجرة، لا تقل خطرا عن التحديات الأمنية، معتبرا أن وساطة إيران تهدف إلى تعزيز استقرار حدودها الشرقية بالدرجة الأولی.
وبرأيه، فإن طموح طهران المرتبط بإعادة تعريف دورها الإقليمي عبر قيادة المبادرات الدبلوماسية نابع من قناعتها بأن "النسخ المستوردة والتدخلات الخارجية" قد فشلت، إلى جانب رؤيتها الإستراتيجية في تحويل أفغانستان من بؤرة توتر إلى جسر للربط والتبادل الاقتصادي، مما يدفعها لتطوير إطار دائم للتعاون في قطاعات النقل والطاقة والتجارة وغيرها من مجالات التعاون الاقتصادي.
ويخلص إلى أن سياسة بلاده لا تهدف إلى إخماد نيران التوتر القائم بين كابل وباكستان فحسب، بل إلى تهيئة الأرضية لتحقيق مكاسب اقتصادية وإستراتيجية طويلة الأمد، تجعل من الاستقرار في جارتيها الشرقيتين مصلحة مشتركة للجوار ويعزز من موقع إيران كمحور رئيسي في شبكة الاقتصاد الإقليمي.
وكانت طهران قد استضافت في يونيو/حزيران 2024 اجتماعا مشابها حول أفغانستان، دعت إليه كابل رسميا، إلا أنها امتنعت حينها عن الحضور، مما أثار جدلا واسعا واعتُبر إحراجا دبلوماسيا لطهران.
ويرى الباحث في العلاقات الدولية عبد الله زرمتي في حديثة للجزيرة نت، أن تلك التجربة دفعت الخارجية الإيرانية هذه المرة إلى خفض سقف التوقعات وتجنب ربط الاجتماع بملفات خلافية مباشرة.