المسلة:
2025-07-05@11:17:26 GMT

ترامب يرسم شرقًا أوسط جديد بلا بغداد

تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT

ترامب يرسم شرقًا أوسط جديد بلا بغداد

20 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يسير الشرق الأوسط نحو تخوم خرائط جديدة لا تتسع للجميع، فيما يُستبعد العراق بصمت ثقيل يشبه العتب، من قاعات القرار وقمم الإقليم.

وتبرز جولة دونالد ترامب الأخيرة، التي لم تشمل بغداد، كمؤشر صارخ على تحولات جذرية في أولويات واشنطن، التي اختارت أن تُحيط مصالحها بأذرع الخليج لا بحدود الرافدين.

وتؤكد تفاصيل الزيارة أن واشنطن باتت تميل بميزانها السياسي نحو شركاء أكثر انسجامًا، إذ وقّعت اتفاقيات مع السعودية وقطر والإمارات، ودفعت مجددًا نحو توسيع اتفاقيات إبراهام.

وتُظهر لغة ترامب السياسية عودة إلى فلسفة “المنفعة أولًا”، وهو ما لا يجد له ترجمة واضحة في الساحة العراقية المشبعة بتجاذبات طهران وارتباك القرار الداخلي.

وتتفاقم دلالات التهميش حين يقترن الغياب العراقي بالحضور السوري، حيث التقى ترامب الرئيس السوري الجديد في مشهد تاريخي فتح بابًا لإعادة دمج دمشق إقليميًا.

وتُقرأ هذه الخطوة كرسالة مزدوجة: ترحيب بمن غيّر ولاءه، وتلويح بالاستبعاد لمن لم يتحرر بعد من سطوة محاور خارجية، وهي معادلة لا تروق لطبقة سياسية عراقية متحالفة مع طهران.

ويُرجع مراقبون ذلك إلى سياسة بغداد الخارجية، التي لم تنجح في صياغة توازن إقليمي يليق بموقعها الجغرافي ووزنها البشري والاقتصادي.

ويحذّر خبراء من أن غياب العراق عن جولة ترامب ليس تفصيلاً دبلوماسيًا، بل لحظة مفصلية تُرسّخ واقعه كدولة خارج التحالفات الصاعدة.

ويستند هؤلاء إلى تراكمات سابقة، من خروج العراق من “قمة جدة” 2022 بهامشٍ ضئيل، إلى غياب الدور في الملف السوري، وهي وقائع جعلت واشنطن تُعيد صياغة تحالفاتها من دون بغداد.

ويُجمع محللون على أن استمرار العراق في هذا التوجه قد يفضي به إلى عزلة إقليمية، تضعه خارج إطار الأمن الجماعي الجديد للمنطقة، خصوصًا مع سعي أمريكا لتقليص تدخلها العسكري المباشر، والاعتماد بدلًا عن ذلك على تحالفات اقتصادية وأمنية فاعلة.

ويبدو أن العراق اليوم أمام خيارين: إما الاندماج في النظام الإقليمي الجديد عبر قرار سيادي واضح يعيد التوازن لسياساته، أو الانزلاق إلى ظلال لعبةٍ لم يعد جزءًا من قواعدها.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

صفقة مرتقبة بين بغداد والاقليم تتجاوز عقبات الشركات النفطية

2 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت مصادر مطلعة في بغداد عن قرب توصل الحكومة العراقية وإقليم كردستان إلى اتفاق مبدئي لاستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي بعد توقف دام أكثر من عامين، في خطوة تهدف إلى تسوية أحد أبرز الخلافات الاقتصادية بين الطرفين.

ويأتي هذا الاتفاق المرتقب بعد مفاوضات مكثفة امتدت لساعات طويلة، ركزت على إدارة الموارد النفطية وتقاسم الإيرادات، وسط ضغوط دولية، خصوصاً من الولايات المتحدة، لإعادة تدفق النفط الكردي إلى الأسواق العالمية.

ويسلم إقليم كردستان، بموجب الاتفاق، 280 ألف برميل يومياً إلى شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، مع تخصيص 120 ألف برميل إضافي لتلبية الاستهلاك المحلي، فيما تظل مستحقات الشركات النفطية العاملة في الإقليم نقطة خلاف رئيسية.

وتحصل هذه الشركات مؤقتاً على 16 دولاراً للبرميل، بانتظار تقرير شركة استشارية تحدد تكاليف الإنتاج بدقة، لكن عدم موافقة بعض الشركات يعرقل تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.

وأكدت مصادر حكومية أن توقف تصدير النفط منذ مارس 2023، إثر قرار تحكيم دولي لصالح بغداد ضد أنقرة، كبد العراق خسائر تجاوزت 20 مليار دولار، مما زاد الضغط لإيجاد حلول عاجلة.

وتسعى الحكومة الاتحادية إلى دمج إنتاج الإقليم ضمن حصص أوبك، بما يعزز استقرار الموازنة العامة ويخفف العجز المالي. وأشارت تقارير إلى دور أمريكي بارز في تسريع المفاوضات، مع تهديدات بعقوبات إذا تأخر استئناف التصدير.

ويمهد هذا الاتفاق، رغم تحفظات الشركات النفطية، الطريق لتعزيز الثقة بين بغداد وأربيل، مع توقعات بحل جذري لأزمة الرواتب في الإقليم قريباً.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بيان تركي عن شأن داخلي عراقي.. من يفتح باب الانتخابات أمام أنقرة؟
  • من أعالي المنابر.. الفتاوى تُحاصر بورصة الأصوات
  • أمانة بغداد تنجر نصب شهداء فاجعة الكرادة
  • من قلب العالم الى الحمدانية: الحرائق تفتح ملف إجراءات السلامة والوقاية
  • رئيس مجلس محافظة بغداد: جلسة اختيار المحافظ اليوم تعدّ باطلة
  • ائتلاف دولة القانون: نعبر عن رفضنا المطلق لأي تحرك لتغيير محافظ بغداد
  • مجلس بغداد يصوت على إقالة المحافظ العلوي ويختار موحان بدله
  • كهرباء العراق رهينة السياسة: الطاقة بين قبضة إيران وطموح أمريكا
  • بغداد اعتمدت الـبراغماتية.. هل يؤثر الملف السوري والشرع على الانتخابات العراقية؟
  • صفقة مرتقبة بين بغداد والاقليم تتجاوز عقبات الشركات النفطية