قال الدكتور عمرو حسن أستاذ أمراض النساء والتوليد بقصر العيني إن  تسمم الحمل الخطر الذي قد يهدده الأم والجنين ويؤثر على صحتها وصحة الجنين الذي تحمله، موضحا أنه من الضروري أن تعرف الزوجة أن تسمم الحمل يحدث عند نوعيات معينة من الزوجات.

وتابع قائلاً : من الممكن اكتشاف حدوث الحالة فور حدوثها، بل والأفضل – بالطبع  الحرص على الوقاية من حدوث هذه الحالة.

والآن.. مع كل ملامح الصورة الخاصة بتسمم الحمل.

جمع 5 أطنان مخلفات في حملة نظافة قاع البحر بشرم الشيخعمرو حسن: تسمم الحمل القاتل للسيدات رقم 2

ما هو تسمم الحمل؟

تسمم الحمل مرض يصيب الحوامل فقط ، ويتميز بأعراض ثلاثة هي: ارتفاع في ضغط الدم، وتورم بالجسم، ووجود زلال بالبول.. وللمرض أثار خطيرة على الحامل وعلى الجنين.

ماذا يحدث للحامل؟

يرجع المرض إلى تقلص شديد في الأوعية الدموية في جميع أعضاء الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط واضطراب في وظائف هذه الأعضاء..

وتعد الكلي من الأعضاء التي تتأثر تأثرًا مباشرًا بالمرض فتضطرب وظيفتها في تنقية الجسم من السموم والفضلات الناتجة من عمليات الهضم والتنفس بل وقد تتوقف تمامًا عن العمل في الحالات المتقدمة وتكون من أهم أسباب وفاة المريضة..

وكذلك يتأثر الكبد فتختل وظائفه العديدة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصدر الطاقة وميكانيكية العمل في كل خلايا الجسم، ويتأثر المخ في ارتفاع الضغط وتتقلص أوعيته الدموية وفي ارتفاع نسبة المواد السامة الحبيسة داخل الجسم فتصاب الحامل بأعراض عصبية ونفسية فتفقد الوعي تدريجيًا وقد تصيبها التشنجات وعندئذ يقال أن المرأة أصيبت بالاكلامسيا وهو من أخطر المضاعفات التي تصل نسبة وفاة الأم فيها إلى 10%.

ومن أهم الأعراض هو التورم الذي يصيب المرأة ويبدأ غالبًا في القدمين والساقين ثم ينتشر تدريجيًا حتى يصيب الجسم واليدين والوجه.. ومن الطبيعي أن يؤدي تقلص الشرايين إلى ارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى مضاعفات عديدة أولها على القلب الذي قد يصاب بالهبوط لعدم قدرته على مقاومة هذا الارتفاع الشديد، كما قد تنفجر الأوعية الدموية الموجودة في الأعضاء الهامة مثل: الكلى والكبد والمخ والعين أحيانًا..

ماذا يحدث للجنين؟

يؤثر المرض على المشيمة وهي العضو الهام الذي يربط الجنين بجدار الرحم وتقوم بالوظائف الحيوية التي تؤدي إلى نمو الجنين فتمده بالغذاء والأوكسجين وتتولى إخراج كل ما هو ضار من أنسجته..

تصاب أوعية المشيمة بالتجلط وتفقد وظيفتها تدريجيًا فيبطئ نمو الجنين ويولد صغيرًا ضعيفًا وفي بعض الأحوال الشديدة ولا سيما حالات الاكلامسيا التي تحدث فيها التشنجات تنفصل المشيمة عن الرحم ويؤدي هذا إلى وفاة الجنين فورًا.

كيف يتم تشخيص تسمم الحمل ؟

تسمم الحمل مرض ليس له أعراض هامة في مراحله الأولى فيما عدا حدوث التورم في القدمين والساقين، وقد يؤخذ هذا على أنه شيء عادي يحدث أحيانًا في الحمل الطبيعي.

وهذا من جوانب خطورة المرض؛ لأن الأعراض هي التي تحمل المريض على الذهاب للطبيب لذلك فإن التشخيص لا يتم إلا بقياس ضغط الحامل وتحليل البول للزلال فإن الحامل التي لا تذهب للفحص الطبي قد يتسلل إليها المرض بدون أي شكوى ثم تفاجأ بمضاعفاته الشديدة لأول مرة.

ومن الغريب أنه إذا مات الجنين داخل بطن الأم فإن أعراض المرض تختفي وتشفى منه.

أسباب تسمم الحمل :

وبالرغم من آلاف الأبحاث العلمية فإن السبب المباشر للمرض غير معروف، لذلك فقد وصفت عشرات النظريات المختلفة، بل وسمى المرض بعشرات الأسماء المرتبطة بهذه النظريات.

ولكن مما لا شك فيه أن هذه الأبحاث قد كشفت الكثير من جوانبه المختلفة وأصبح من المحتمل اكتشاف سببه المباشر في وقت قريب.

طباعة شارك تسمم الحمل ما هو تسمم الحمل ماذا يحدث للحامل ماذا يحدث للجنين تشخيص تسمم الحمل مخاطر تسم الحمل الدكتور عمرو حسن

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تسمم الحمل ماذا يحدث للحامل ماذا يحدث للجنين الدكتور عمرو حسن تسمم الحمل ماذا یحدث

إقرأ أيضاً:

غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء

بقلم : سمير السعد ..

في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:

“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”

ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:

“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”

هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.

تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:

“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”

هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:

“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”

فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:

“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”

في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.

ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:

“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”

فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:

“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”

بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:

“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”

لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:

“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”

وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:

“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”

ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.

غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.

شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.

في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • كل ما تريد معرفته عن العراقي مهند علي صفقة الزمالك المنتظرة
  • اعتقالات جماعية تهز إسطنبول.. ما الذي يحدث في البلدية؟
  • جو بايدن مصاب بسرطان البروستاتا.. إليك أبرز المعلومات التي يجب معرفتها عن المرض
  • ( مبيت ) كل ما تريد معرفته عن «سكن لكل المصريين 7».. المساحات والأماكن والتقسيط
  • ما لا يعرفه المثقفون ..ماذا يحدث فى جسمك عند تقليل الملح؟
  • عدد المحطات وأسعار التذاكر.. كل ما تريد معرفته عن الأتوبيس الترددي BRT على الطريق الدائري
  • كل ما تريد معرفته عن الأضحية في الإسلام.. الأحكام والشروط
  • عمرو حسن: تسمم الحمل القاتل للسيدات رقم 2
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء