يمانيون /

عمليات عسكرية نوعية نفذتها القوات المسلحة اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية استهدفت مطار اللد ومناطق أخرى في يافا، ألا أن اللافت في بيانات القوات المسلحة إعلان فرض حظر على ميناء حيفا.

لم يأخذ إعلان القوات المسلحة بفرضِ حظرٍ بحريٍّ على ميناءِ حيفا شمال فلسطين المحتلة وقتا طويلا حتى تلقفته المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية داخل أمريكا والكيان الصهيوني وعديد الدول باهتمام استثنائي.

غلب على هذا الاهتمام اعتباره واحدة من أهم المفاجآت التي يعزز من خلالها اليمن المعادلة التي فرضها في مواجهة قوى الاستكبار.

لم تتجاهل طروحات المراقبين والمتابعين للفوضى التي خلقتها “إسرائيل” وأمريكا في المنطقة ما جاء في بيان القوات المسلحة، ولم تتعامل معه باعتباره مغامرة أو ضربا من الأحلام، وإنما وقفت عنده بجدية وذهبت إلى تحليل التوقعات وما يمكن أن يرتد عنه من انعكاسات على الكيان، وما يمكن أن تؤول إليه المواجهة بعد هذا الإشعار اليمني. فيما حذرت مراكز أبحاث وشبكات بحرية من ارتفاع المخاطر الأمنية على الشحن البحري في المنطقة.

كان واضحا يقين الجميع بأن الأمر جاد، وأن اليمن بمقدوره ذلك، والأهم أن الحدث أعاد الجميع للتركيز على ما يجري في غزة، وعلى الجرائم الإسرائيلية التي ارتفعت وتيرتها وعُنفها، وصار عارا إنسانيا وأخلاقيا على كل سكان الأرض تجاهلها.

وصف البعض الخطوة اليمنية بالتحوّل الاستراتيجي في معادلة الصراع، وتُقدِم الجيش اليمني كفاعل إقليمي، ما يعزز مكانته في رسم موازين جديدة للمنطقة، تمتد من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط. وتؤكد مجلة “ذا ماري تايم إكسكيوتف” البحرية الأمريكية “أن القوات اليمنية تمتلك القدرة الكاملة على تنفيذ هذا التهديد رغم الحملة الجوية الأمريكية التي حاولت الحد من قدراتها خلال الأسابيع الماضية.”، واعتبرت المجلة أن إعلان صنعاء فرض حصار عن بُعد على ميناء حيفا يضع “إسرائيل” في مأزق بحري حقيقي.. يقول القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأمريكية “جيمس كيلبي” إن “فهم سلوك (اليمنيين) وعدم الاستخفاف بهم هو ما يجب أن يتم التركيز عليه”، مؤكدًا أن اليمن ورغم أنه ليس بقوة الصين، إلا أنه يشكل تهديدًا، حسب قوله.

التصعيد اليمني يضيف تحديا جديدا على الكيان

ولأن هذا الضغط يأتي بعد نجاح اليمن في فرض حظر جوي أربك حركة الملاحة الجوية في الكيان، وتسبب بخسائر كبيرة، فإنه لم يشكك أحد في إمكانية ترجمة إعلان حصار ميناء حيفا إلى فعل ملموس ومشهود، وهو ما يمكن اعتباره انجازا يمنيا، أن يتم التعامل مع بيانات القوات المسلحة اليمنية بهذا المستوى من الثقة والتسليم.

وداخل الكيان ارتفع منسوب القلق والتوتر والشعور بالإحباط، فاليمن بهذه الخطوة يضيف تحديا جديدا، وهو الذي عجزت الغطرسة الأمريكية والصهيونية عن إيقاف عملياته الإسنادية لغزة، وكحال الآخرين لم يجد الكيان متسعا للتشكيك بقدرة اليمن على ذلك، خصوصا وقد حاصرته القراءات والتحليلات التي تجاوزت اللحظة، وذهبت إلى وضع السيناريوهات المحتملة بما فيها كيفية تعاطي الكيان مع التصعيد اليمني البحري الجديد. ما فرض على الإعلام الصهيوني عموما مغادرة الأُطر المحددة له في تناول عدوانهم  ضد الفلسطينيين ومحور المقاومة بتكتم وتحفّظ، فظهر إعلام العدو مؤكدا على أن اليمن أصبح يمثل بالفعل خطرا يتعزز مع مرور الوقت، ويؤكد موقع “كيباه” الصهيوني بأن إعلان القوات اليمنية ضم ميناء حيفا إلى قائمة أهدافهم يشكل تهديدا غير مسبوق لحركة الملاحة البحرية في البحر المتوسط.. ويقول موقع “جي دي إن” العبري إن “اليمنيين يشكلون تهديدًا جديدًا، ويعلنون فرض حصار بحري على ميناء حيفا”. ويقر موقع “ذي ماريتايم إكزكيوتيف” الأمريكي المتخصص بشؤون الملاحة البحرية بأن “التهديد الصاروخي الذي يشكّله اليمنيون على عمق “إسرائيل”، حقيقي.

أهمية عسكرية اقتصادية

يُعد ميناء حيفا المطل على البحر المتوسط، الأكبر بين موانئ الكيان الصهيوني، ويتمتع بموقع استراتيجي في شمال فلسطين المحتلة “إسرائيل”، لقربه من الأسواق الأوروبية والمتوسطية.

ويلعب دورًا كبيرا في حركة الاستيراد والتصدير إلى الأراضي المحتلة، حيث يمر عبره سنويًّا ملايين الأطنان من البضائع، ويأتي البترول، والمواد الخام، والمنتجات الصناعية والحبوب على رأس الواردات، أما الصادرات فتشمل المنتجات الكيميائية، الأدوية، والتقنيات المتقدمة وغيرها.

وكانت طائرة “الهدهد” المسيّرة التابعة لحزب الله والتي اخترقت عدة مناطق استراتيجية للعدو الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، كشفت أن ميناء حيفا عبارة على قاعدة بحرية ومنشأة اقتصادية مهمة للعدو، بالإضافة إلى أنه يضم مراكز صيانة السفن، وتتمركز فيه معظم سفنه الحربية. إلى جانب بُنى وحدة مهمات الأعماق  “يسلتام”، و”وحدة الغواصات” بما فيها من رصيف ومرسى، ناهيك عن مبنى قيادة “وحدة الغواصات” المعروفة بـ”أشييطيت7″.

أصوات عالمية فيما لا صوت للعرب

يأتي التحدي اليمني الجديد ونتنياهو وباقي جوقته المتطرفة في ذروة الجُرم الدموي والأخلاقي والإنساني، وفي وقت تعالت فيه الأصوات الدولية الرافضة لما صار عليه الوضع في غزة من قتل كـ”هواية”، وحصار الناس من الطعام والشراب والدواء. أبرز هذه الأصوات تمثلت في المسيرات التي خرجت في بلدان غربية، فيما أصدرت بعض بلدان أوروبا بيانات عدة تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة واستمرار الحصار الخانق وهذه المواقف – وإن جاءت فوق المعتاد –  لكنها لا ترقى إلى مستوى الجرائم الإسرائيلية الفظيعة جدا فعلى الدول الأوروبية وقف تسليح العدو الإسرائيلي واتخاذ قرارات حاسمة وعقوبات حقيقية وقطع للعلاقات الاقتصادية؛ لأنه لا يكفي ما تقدمه بعض الحكومات الأوروبية من تصريحات استنكار واستهجان واحتجاج، فالدول الأوروبية قدمت للعدو الإسرائيلي الشيء الكثير من الأموال والدعم السياسي والتسليح.

في الأثناء يغيب الصوت العربي بشكل حرفي، وهم الذين زعموا عقد قمة عربية قبل ايام لمناقشة الوضع في غزة، في انفصال مثير للأسف عن الشعور الإنساني على الأقل بما يتعرض له الأهالي في غزة، ما يجعل أنظمتنا خارج أي حسابات دولية ولو في التنسيق.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة میناء حیفا على میناء فی غزة

إقرأ أيضاً:

حظر قوات صنعاء البحرى على “ميناء حيفا” يدخل حيز التنفيذ

الجديد برس| أعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس الاثنين، عن قرار بفرض حظر بحري على “ميناء حيفا”، وذلك رداً على تصعيد العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة. وحذرت القوات المسلحة اليمنية “كافة الشركات” التي لديها سفن متواجدة في الميناء أو متجهة إليه ببدء تنفيذ هذا القرار اعتباراً من تاريخ صدور البيان، الموافق 19 مايو 2025م. وذكر بيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية: “رداً على تصعيدِ العدوِّ الإسرائيليِّ عدوانَه الوحشيَّ على السكان في غزة، وارتكابِ العشراتِ من المجازرِ يومياً، واستمرارِ الحصارِ والتجويعِ، ورفضِ العدوِّ إيقافَ عدوانهِ ورفعَ حصارِه، فإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ، بالتوكلِ على اللهِ والاعتمادِ عليهِ، قررتْ بعونِ اللهِ تنفيذَ توجيهاتِ القيادةِ بِبَدءِ العملِ على فرضِ حظرٍ بحريٍّ على ميناءِ حيفا”. وأضاف البيان: “تنوهُ إلى كافةِ الشركاتِ التي لديها سفنٌ متواجدةٌ في هذا الميناءِ أو متجهةٌ إليهِ بأنَّ الميناءَ المذكورَ صار منذُ ساعةِ إعلانِ هذا البيانِ ضمن بنكِ الأهدافِ، وعليها أخذُ ما وردَ في هذا البيانِ وما سيردُ لاحقاً بعينِ الاعتبار”. وأشار البيان إلى أن “هذا القرارَ يأتي بعدَ نجاحِ القواتِ المسلحة، في فرضِ الحصارِ على ميناءِ أمِّ الرشراشِ وتوقفِه عن العملِ، ولنْ تترددَ بعونِ اللهِ في اتخاذِ ما يلزمُ منْ إجراءاتٍ إضافيةٍ دعماً وإسناداً لشعبِنا الفلسطينيِّ المظلومِ ولمقاومتِه”. وشدد العميد يحيى سريع، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، في البيان على أن “كافةَ إجراءاتِ وقراراتِ القواتِ المسلحةِ المتعلقةِ بالعدوِّ الإسرائيليِّ، من عملياتٍ إسناديةٍ ومن حظرِ الملاحةِ الجويةِ وكذلك البحريةِ، سوفَ يتوقفُ تنفيذُها حالَ توقُّفِ العدوانِ على غزةَ، ورفعِ الحصارِ عنها”.

مقالات مشابهة

  • مواقع بحرية دولية تؤكد قدرة اليمن على فرض حظر شامل على ميناء حيفا الصهيوني
  • إعلام أمريكي: الحظر اليمني على ميناء حيفا يرفع منسوب الخطر ويُربك موازين الملاحة الدولية
  • القرار اليمني بشأن ميناء حيفا يلقي الرعب في الوسط الصهيوني
  • هكذا وصفت الجبهة الشعبية قرار الحظر اليمني على ميناء حيفا
  • حظر قوات صنعاء البحرى على “ميناء حيفا” يدخل حيز التنفيذ
  • القوات المسلحة اليمنية تفرض حصاراً على ميناء حيفا دعماً لغزة
  • كيف علق عطوان على اعلان اليمن بدء الحظر على ميناء حيفا
  • القوات المسلحة تُعلن فرض حظر بحري على ميناء “حيفا” في الأراضي الفلسطينية
  • القوات المسلحة تعلن فرض حظر بحري على ميناء حيفا