يُعتبر الزنك من المعادن الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز المناعة، ودعم عمليات التئام الجروح، وتنظيم وظائف الجهاز العصبي، ومع ذلك، تشير دراسات طبية حديثة إلى أن زيادة مستويات الزنك في الجسم قد تؤدي إلى آثار جانبية صحية خطيرة، خاصة عند تناول مكملات الزنك بشكل مفرط دون إشراف طبي.

وأوضحت أبحاث نشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition أن تناول الزنك بكميات تزيد عن 40 ملغ يوميًا قد يسبب أعراضًا غير مرغوبة مثل الغثيان، والقيء، وآلام المعدة، بالإضافة إلى اضطرابات في الجهاز العصبي مثل الصداع والدوخة.

وأكدت الدراسة أن الجرعات الزائدة من الزنك قد تؤدي إلى تثبيط امتصاص عنصر النحاس، وهو ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء وتقوية الجهاز المناعي، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل فقر الدم وضعف الاستجابة المناعية.

وفي دراسة أخرى أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2023، تم رصد حالات تسمم بالزنك بسبب الإفراط في تناول المكملات الغذائية، مما أثار تحذيرات من ضرورة الالتزام بالجرعات الموصى بها وعدم تجاوزها دون استشارة طبية. وأشارت المنظمة إلى أن الأعراض الحادة تشمل آلام البطن الحادة، والإسهال، واضطرابات في وظائف الكبد.

ورغم هذه المخاطر، يؤكد خبراء التغذية أن الزنك ضروري للصحة عند تناوله بكميات معتدلة، مع توصية بالاعتماد على المصادر الغذائية الطبيعية مثل اللحوم الحمراء، والمكسرات، والحبوب الكاملة، بدلاً من المكملات الغذائية غير المضبوطة.

وتشير الجمعية الأمريكية للتغذية إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين تتراوح بين 8 إلى 11 ملغ فقط، مع ضرورة تعديل الجرعات للأشخاص ذوي الحالات الصحية الخاصة أو النساء الحوامل.

وفي خضم هذه التحذيرات، يبقى الزنك سلاحًا ذا حدين، إذ يمكن أن يعزز مناعتك ويحافظ على صحتك إذا تم الاعتدال في تناوله، لكنه قد يتحول إلى خطر يهدد التوازن الصحي إذا تجاوزت الجرعة حدود الأمان.

آخر تحديث: 25 مايو 2025 - 20:43

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الزنك الفيتامينات صحة الجسم فيتامين فيتامينات لصحة الجسم معادن

إقرأ أيضاً:

بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟

تصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت وصف فيه مسؤولون أمريكيون العلاقة بين الجانبين بأنها تمرّ بمرحلة “فتور متزايد”، رغم حرص الطرفين على عدم الإعلان عن قطيعة رسمية.

وجاء ذلك عقب الهجوم الذي وقع قرب المتحف اليهودي في العاصمة الأميركية، وأسفر عن مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية، إلا أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن الحادث، رغم إدانته من جانب ترامب، لن يغيّر جوهر الخلافات المتراكمة بين الجانبين.

وأدان ترامب الهجوم بشدة، قائلاً إنه “أكثر رؤساء أميركا دعماً لإسرائيل في التاريخ”، لكنه في الوقت نفسه يواصل النأي بنفسه عن بعض سياسات نتنياهو، وهو ما عزاه مراقبون إلى “خيبة أمل متنامية” داخل إدارة ترامب تجاه أداء الحكومة الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن الخلافات بين ترامب ونتنياهو باتت علنية بشأن عدة ملفات في الشرق الأوسط، خصوصاً التعامل مع الحرب في غزة، وإيران، والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن الموقف من التوسع الاستيطاني والضغط الإسرائيلي المستمر للحصول على دعم غير مشروط.

وقال أحد المسؤولين السابقين إن “هناك مجموعة في الإدارة لا ترى في إسرائيل شريكاً استثنائياً، بل شريكاً عادياً لا يستحق معاملة خاصة”، في وقت أشار مقرب من البيت الأبيض إلى أن “نتنياهو هو أصعب شخصية يمكن التعامل معها من بين جميع الملفات في الشرق الأوسط”.

ورغم اتصال هاتفي جرى بين ترامب ونتنياهو عقب الهجوم، وُصف بأنه حمل تعبيراً عن “حزن عميق” من جانب الرئيس، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن القضايا الجوهرية، خصوصاً موقف إسرائيل من المساعدات لغزة، ورفضها لجهود التسوية مع إيران، لا تزال محل خلاف حاد.

وقال مسؤول أميركي إن ترامب بات “منزعجاً من وتيرة التصعيد في غزة” التي يرى أنها تُعقّد مبادراته الإقليمية، وتُعيق مساعيه لتوسيع اتفاقات التطبيع العربي – الإسرائيلي، مضيفاً: “هناك شعور بأن إسرائيل تطالب بالكثير دون أن تحقق لواشنطن مكاسب دبلوماسية توازي ذلك”.

ويظهر تحول ترامب الإقليمي بوضوح في مواقفه الأخيرة، إذ فضّل زيارة دول الخليج خلال جولته الأخيرة متجنباً المرور بإسرائيل، كما تعزز التوجه نحو الشراكة مع السعودية والإمارات، اللتين يعتبرهما مقربون من البيت الأبيض “أكثر التزاماً بقواعد اللعبة، وأكثر استعداداً لتوقيع الصفقات ودعم المفاوضات مع طهران”.

من جهته، صعّد السفير الإسرائيلي في واشنطن، يتسحاق ليتر، لهجته قائلاً إن “الهجوم يمثل جبهة جديدة في الحرب على إسرائيل، تقودها حماس وإيران ووكلاؤها”، مؤكداً أن الحادثة “جزء من حملة لتشويه شرعية الدولة الإسرائيلية”.

ورغم استمرار التنسيق الأمني والاتصالات الرسمية، يبدو أن “العلاقة الخاصة” بين ترامب ونتنياهو تمرّ باختبار جدي، خاصة مع تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي بدأ يفقد صبره، ويسعى لإعادة ضبط علاقاته في الشرق الأوسط بما يتوافق مع مصالحه الاستراتيجية.

هذا وتمثل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل واحدة من أقوى التحالفات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، تأسست منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، وبدأت هذه العلاقة بدعم دبلوماسي أمريكي قوي، وتطورت بشكل ملحوظ خاصة بعد حرب 1967 وحرب 1973 حيث قدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا واقتصاديًا واسعًا لإسرائيل، وعلى مدار العقود، أصبحت الولايات المتحدة المزود الرئيسي للمساعدات العسكرية لإسرائيل، مما منحها تفوقًا عسكريًا عبر تزويدها بتقنيات متقدمة وأسلحة حديثة.

سياسيًا وعسكريًا، تحظى إسرائيل بدعم كبير داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس باعتبارها حليفًا أساسيًا في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصًا إيران والمنظمات المسلحة. وتعقد الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة وتتبادلان معلومات استخبارية بانتظام، بينما تدافع واشنطن عن إسرائيل في المحافل الدولية، مستخدمة في كثير من الأحيان حق النقض في مجلس الأمن لصالحها.

وعلى الرغم من قوة هذا التحالف، شهدت العلاقات بين البلدين توترات متقطعة ناجمة عن خلافات حول قضايا مثل الاستيطان وعملية السلام مع الفلسطينيين واتفاق إيران النووي، إلا أن هذه الخلافات لم تؤثر بشكل جذري على عمق التعاون بينهما، وفي الوقت الحالي، تستمر الولايات المتحدة في تقديم دعم سياسي وعسكري واسع لإسرائيل، لكنها تسعى أيضًا إلى إدارة ملفات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بما يدعم الاستقرار الإقليمي

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث للجسم عند تناول الخوخ؟
  • بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟
  • صديقة الأمعاء.. الكمثرى كلمة السر للحصول على الألياف
  • مناقشة إجراءات الحد من انتشار أمراض الإسهالات المائية بالحديدة
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول بذور دوار الشمس يوميًا؟
  • فوائد تناول الكمثرى لصحة الجسم والكمية الموصى بها يوميًا
  • نوع من المكملات الغذائية يبطئ عملية الشيخوخة| تفاصيل
  • نشرة المرأة والمنوعات| ماذا يحدث عند تناول الشاي باللبن على الريق؟.. سفينة ضخمة تقتحم حديقة منزل
  • لن تتوقع| ماذا يحدث للجسم عند تناول الشاي باللبن على الريق؟